الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زكاة الفطر والنازحين والمصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 7
المجتمع المدني


اقترب الشهر الكريم من نهايته وحال النازحين كما هو عليه إن لم يكن أسوأ من ذي قبل ، سيما أن ارتفاع درجات الحرارة في صعود مستمر رفع معه معاناة هذه الشريحة التي اتسعت وتتسع ، وكلما ارتفع العدد ترتفع معه المعاناة لمحدودية الميزانيات المرصودة لهذا الغرض ، ولا أجد والحال كذلك إلا أن نرجع إلى ديننا الحنيف وأخلاقنا العراقية الأصيلة فلو أن كل عائلة عراقية زاد عدد أفرادها ضيفا واحدا فقط ، لكان ممكنا تدبير ذلك الأمر بانسيابية قد تستغرق بعض الوقت لكنها سرعان ما تتكيف مع واقع الأسرة مع القليل من التنظيم والتدبير ، فالإرباك المتوقع في ميزانية الأسرة حتمي ومنطقي ، لكنه طفيف يمكن تجاوزه مع قليل من الصبر والتدبير والإدارة الحكيمة ، فقليل من ترشيد الاستهلاك وضغط النفقات سيكون مناسبا وكافيا لترتيب الأوضاع بما يناسب الظرف الطارئ وتجاوزه من دون أضرار أو بأقل الأضرار الممكنة . فإذا ما قدرنا عدد الأسر في الشعب العراقي الكريم بستة ملايين أسرة فقط ، وعدد النازحين العراقيين بسبب الأوضاع الأمنية الشاذة قد اقترب من ثلاثة ملايين نازح بحسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ، وإحصائيات منظمات الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين ، وبإحصائية بسيطة نقارن فيها عدد الأسر العراقية مع عدد اللاجئين الكلي نجد أن كل أسرتين عراقيتين سيكون من نصيبهما أن يضيفا شخصا واحدا فقط من النازحين ، لكننا رأينا الحكومة العراقية قد بالغت في اتخاذ التدابير التي زادت من التوتر النفسي لشعب بأكمله فالتقشف الذي أعلنته الحكومة العراقية الذي أفرز حالة من القلق والتوتر في المجتمع العراقي لم يكن بسبب المهجرين وتدبير أمورهم الطارئة ، ولكن السبب هو العجز الكبير في الميزانية العراقية ، الناتج عن انخفاض أسعار النفط العالمية ، وبما أن النفط في العقد الأخير أصبح يمثل المورد الرئيس إن لم يكن المورد الوحيد ، فقد أدى هذا الخطأ في سوء إدارة الموارد المالية والفساد المالي المستشري في مفاصل الحكومة المتعددة ، يضاف إلى ذلك الفشل الذريع في السياسية المالية والنقدية ، من عدم تنويع موارد الدولة وتحويل اقتصاد الدولة إلى اقتصاد ريعي يعتمد في تمشية الأمور على الموارد النفطية بالدرجة الأساس وإهمال القطاعات الأخرى وتهميشها كقطاع الزراعة والصناعة ، الأمر الذي أدى بالنتيجة إلى تراجع وانهيار القطاعين بشكل كبير ومؤسف أدى إلى نضوب وانحسار الموارد المالية ، ومما زاد الطين بلة هو احتلال الموصل من قبل داعش الإجرامي والحرب على الإرهاب التي تزامنت إن لم تكن قد تسببت أصلا في هذه الظروف الاستثنائية فالتوتر الأمني في المنطقة الأغنى نفطيا في العالم وزيادة الإنتاج غير المسيطر عليها أدت إلى كثرة المعروض في السوق النفطية ما أدى إلى هذا النزول بل الانهيار في أسعار النفط العالمية ، هنا ظهر جليا أثر السياسات الاقتصادية القاصرة بل الخاطئة . يتضح من ذلك كله أن أزمة النازحين ومعاناتهم الطويلة المريرة نتيجة من نتائج السياسات الخاطئة وليست سببا من الأسباب ، فكما ذكرنا إن عدد النازحين واحتياجاتهم الضرورية ، رقم بسيط إذا ما قيس بالميزانيات المهولة في الأعوام السابقة .
خلاصة القول بعد هذا الاستعراض البسيط ، فليرجع العراقيون إلى عراقيتهم ولينظروا إلى مأساة وحاجة أولئك النازحين ، ولتكن زكاة فطر المسلمين العراقيين هذا العام مخصصة للنازحين لعلها تخفف بعض معاناتهم العظيمة التي أصبح واضحا وجليا عجز الحكومة والمجتمع الدولي عن وضع حد لها ، لعلنا ندخل الفرحة في هذا العيد المبارك إلى قلوب الأطفال المشردين الذين غدر بهم الزمن ، أو نسعف مريضا نازحا لا يجد ما يشتري به الدواء ، أو جائعا لا يجد ما يسكت به جوعه ، أو براد ماء لعائلة تشرب ماء غير مبرد في هذا الصيف الذي لا تحتمل حرارته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر