الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما تقتل الديمقراطية بنيران صديقة..!!

علي عرمش شوكت

2015 / 7 / 7
المجتمع المدني


بعد سقوط النظام الدكتاتوري في 9 / 4 /2003 غدا التطلع لنسيم الديمقراطية على اشده، بل وتربع على ناصية الامال بأمتياز دون منازع. غير ان هذا الشغف للحرية وشقائقها من قبل الجماهير، قد تولد من معاناة وعذابات كانت صدى لتضحيات جسام اجترحتها بنات وابناء شعبنا وطلائعهم من القوى الديمقراطية والوطنية المناضلة. جاءت الديمقراطية في الوقت الضائع، حيث غُيب الديمقراطيون وتمت تصفية قواهم الحية داخل العراق على يد اجهزة النظام البوليسية.
الديمقراطية مخلوق - نقولها مجازاً-، مهمته منع كل مباعث الظلم والفساد والتجاوز على حقوق المواطنين، اذاً هي عرضة لمقاومة هذه الدوائر، فلا تستقيم { الديمقراطية } الا عندما تتوفر لها حاضنة حامية {القوى المؤمنة بها} ودون ذلك سينالها التعسف والانتهاك وستمتطى لتحقيق اغرضاً شخصية لمن هم يشرفون على تنفيذ قواعدها حصراً. ويتجلى ذلك باختزال منظومة الديمقراطية في احدى مفرداتها وهي الانتخابات، لسهولة الالتفاف عليها وبمختلف سبل المبتكرة بغية استثمار نتأجها المفبركة للقبض على هراوة الشرعية، التي لا تضاهيها وسيلة في الهيمنة وقمع اية اعتراضات وقطع دابرالمطالبات بالحقوق المشروعة.
فتبدو الديمقراطية في ساحة الممارسة وكأنها، ذلك المحارب الذي قد تعوّق نتيجة لاصابته بنيران صديقة، حيث لا يمكن له الشكوى او التقاضي مع من عوقه. لذا يقتضي الامر توفير حصانة للديمقراطية، تحول دون انتهاكها واصابتها ليس بنيران صديقة فحسب، انما ابعادها عن ممرمى نيران خصومها ايضاً. فكيف السبيل الى ذلك في حين لا يوجد لها (رب) يحميها!!، هنالك رؤى تقول: اذا ما اردت حماية الديمقراطية فينبغي ان يسلّم امر تطبيقها بيد جهة ديمقراطية عادلة محايدة ازاء المتنافسين في ميدان ممارستها، وبخاصة ما يتعلق بأهم واخطر مفاصلها الا وهي الانتخابات العامة اوالخاصة، التي تعتبر النافذة الاساسية للحصول على شرعية استلام صولجان سلطة القرار، تلك هي الكفيلة بتطبيق باقي مفردات منظومة الديمقراطية. العدالة الاجتماعية لضمان الحياة الكريمة للمواطنين، فصل السلطات الثلاث عن بعضها، التداول السلمي للسلطة، الشعب مصدر كل السلطات، حرية العقيدة والتعبير، حماية الحريات الخاصة والعامة، مساوات المرأة باخيها الرجل. لا احد فوق القانون. تطبيق مبدأ المواطنة في الشأن العام، وتحريم الفئوية والطائفية والعنصرية.
ولابد من ان تنتج الديمقراطية اساسات اخرى كفيلة بارسائها وصيانتها من الانحرافات من قبل المتنفذين واصحاب القرار. تنتصب في مقدمتها، مدنية الدولة، وابعاد الدين عن السياسة، استقلالية القرار السياسي للبلد المعني، الحفاظ على وحدة الشعب والوطن، التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة، لا تشريع دون ارادة الاغلبية الساحقة من المواطنين. وهذه القواعد الديمقراطية لايجرؤ احد على انكارها قولاً، انما سرعان ما يتم التنكر لها من قبل القابضين على امرها عنوة الذين يعود عليهم ذلك بالمنافع ويعطيهم الجاه والسطوة، التي تغمرهم بمباهج الحياة المخملية، الامر الذي لا يدعهم يتصورون العيش من دونها، ولسان حالهم يقول: اخذناها وما نعطيها، ومن يريد ان يأخذها، نمسحه من خارطة الوجود. اليس ذلك قتلاً للديمقراطية بنيران صديقة..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود


.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با




.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة


.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ




.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ