الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شد حيلك يا ولد

عطا مناع

2015 / 7 / 8
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



حدث قبل اربعين عاماً حيث كان جيش الاحتلال يعتقل الاطفال والفتيان الذين يزعجون الاحتلال بحجارتهم، كان مقر الحاكم العسكري في بيت لحم"البصه" بمثابة مركز تحقيق "وتأديب" لنا نحن الاولاد، وكان في البصة "ابو الفهد"، وأبو الفهد هذا كان ضخم الجثه ذو رائحه كريهه ومتخصص في ارعاب الاولاد.
كان ابو الفهد يجوب مخيم الدهيشه للاجئين في السياره العسكريه يصتاد المشاكسين من الاولاد وينقلهم الى مقر الحاكم العسكري حيث جولات التعذيب، وكان في مقر الحاكم العسكري قفص من حديد وثلاثة غرف، وكان مقر الحاكم العسكري مركز للجيش الذين كانوا يترددون على القفص والغرف ليمارسوا رياضتهم المفضله بالصفع والركل، وكانت الغرف بمثابته محطه انتظار لمقابلة ابو الفهد.
كان مكتب ابو الفهد متواضعاً لكنه مخيف، وكان الخوف يدخل الى القلوب المرتجفه قبل المباشره في التعذيب، وكان قي غرفة ابو الفهد خزانه متواضعه يعلق فيها بضعة عصي يستخدمها بعد ان يفشل في اخذ المعلومات من الاولاد، والمعلومات تتمثل في ابلاغه عن راشقي الحجاره.
بعد ان تفشل عملية الترغيب والترهيب كان ابو الفهد يخرج حزمة العصي، وكان للعصي اسماء، عصاة موسى وعصاة عيسى وعصاة محمد، كان ابو الفهد يخير الولد المتقوقع حول نفسه في زاوية الغرفه رافضاً الاختيار بأي عصا يضرب، لكن أبو الفهد كان يصر على اختيار العصا وفي الغالب كان يفشل.
يخرج الولد من مقر الحاكم العسكري معلنا كفره بأبو الفهد ومقر الحاكم العسكري وبالعصي واصحابها ومن هنا كانت بداية النهوض وتكوين الوعي بشكله الجنيني في المخيم الذي عايش غضب الاولاد عاشقي الحجاره وكأنهم قرروا الاقتصاص من أبو الفهد ومن العصي واصحابها.
الاكيد ان أبو الفد مات، لقد مرت عقود من الزمان، وما عاد الاولاد قادرين على رشق الحجاره، لقد اختصر الزمان ايامهم الاكثر جمالاً، وكان الجميل في ذلك الزمن الجميل ترسيخ الفكر والممارسه والتعاضد والتعاطف مع الاسير والجريح الذي كان يمثابة قوة مثل يحتذى به ويحسد لنيله وسام الشجاعة والانتماء للبلد.
كان ذلك قبل اربعين عاماً، بعض اولاد ذلك الزمن ماتوا، والبعض الاخر كفر بالحجر وارتمى في احضان العصي، وهناك من لم يعد قادراً وبحكم العمر غير استحضار ذلك الزمن، يتطلع للواقع الوسخ ويراقب كيف تنتصر العصا على الاولاد الذين يسيرون في وادي الموت بلا مرشد ومعين حيث مرحلة الانفضاض وحبس الذات في الذات وانهيار القيم والهجرة الى كل ما في الواقع الجديد من وخم.
اراقب ما يحدث بعجز، واقر ان الاعتراف بالعجز ليس بالفضيله، ارقب كيف يموت الاولاد قيل الاوان، يتركون في الشوارع بلا معين، اراقب الغضب الذي يكتنفه الحزن والضياع، حيث انفض الجميع عن الاولاد لتغرق قوة المثل في مستنقع المصالح الشخصيه والتطبيع واستجداء التفريغ في الاجهزة الامنيه ، واراقب كيف اشاح اليساريون بوجوههم عن جذورهم لتتحول ارضهم لبور.
اراقب كيف يستجدي الجريح العلاج دون مجيب، واراقب الانتشاء بالعجز، وارقب الفتيان وحديين بعد ان تحول قادتهم لجنود في العهد الجديد.
بالامس القريب اقال رئيس السلطه محمود عباس ياسر عبد ربه من امانة سر اللجنة التنفيذيه، لست معنياً بالتعليق على الاقاله ولست متعاطفاً مع سيء الذكر، لكن ياسر عبد ربه ومن سبقوه فاسدين وحراميه منهم من قفز من السفينه ومنهم من لا زال متشبثاً بها سرقوا قوت اولادنا وكدسو الملايين في البنوك الاسرائيليه والاجنبيه وبالتالي غير مهتمين الا بمصالحهم.
عبد ربه والقطط السمان سرقوا حقوق الشعب بعد ان داسوا احلام اولادنا ببساطيرهم ، وامام مشهد الفساد يستجدي الشاب نضال عبيد من مخيم الدهيشه للحيلوله دون بتر رجله بعد ان اصيب برصاصه من جيش الاحتلال ليرتد عليه صوته صدى.
هناك الالاف من ابناء شعبنا الفلسطيني كما نضال يستجدون قادة المرحله من اصحاب المؤسسات والوزراء والعقداء والعمداء، ولسان الحال المماطله ثم المماطله ثم المماطله، وللرد على المماطله لا بأس من اللعلاج بالكي وبأن يحصل المتضررين على حقوقهم بالقوه، وليكن شعرهم ان لم اشرب لا سقط المطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب يطالبون


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإسقاط نتن




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإسقاط نتن


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وأهالي الرهائن المتظاهرين




.. علاقة إيران والبوليساريو.. بدايات التضامن والدعم