الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايتي مع الثراء وزوجتي الاولى

رشيد الغالب

2015 / 7 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حكايتي مع الثراء وزوجتي الاولىnب قلم : رشيد الغالب يكفل القانون العراقي للفائزات والفائزين بمقاعد البرلمان في الحصول على : جواز سفر دبلوماسي ، سيارات فخمة وحمايات ، وهذه الميزات توفر بدورها المقدرة على السكن في بيوت فارهة تدار بأسلوب الحياة المترفة ، والذي يستلزم بدوره وجود عدد من الخادمات ، حيث يؤسس هذا النوع من الحياة التمتع بكهرباء مستمرة ، ومياه شرب صحية عالية الاوكسجين ، والتواجد في عواصم الموضة لشراء الملابس التي تحمل العلامات التجارية العالمية ( ماركة ) ، ومن الطبيعي ان يلحق بهذا كله اجراء عمليات تجميلٍ ، وعنايةٍ بالجسم والبشرة ، وغيرها مما تفرضه متطلبات العالم الجديد (فهم وجوه سينمائية وليسوا سياسيون) ، فالمتمتع بهذه الميزات هي نائبة أو هو نائب ، أي انهما لاينوبان عن الشعب في المحافظة على حقوقهم، مثلما ينوبون عنهم في نهب اموالهم ، فكيف يتعامل هؤلاء مع عالمهم الجديد ؟تسجل استمارة المعلومات المرسلة الى مكتب المعلومات في وزارة الداخلية التي يملؤها المتقدمون للترشح لعضوية البرلمان العراقي تبدلاً ملفتاً في أسماء زوجاتهم ، فقد تضمنت استمارة اكثر من شخصية برلمانية تغيرا في حقل المعلومات الذي يشير الى اسم الزوجة : ففي الاستمارة الاولى كانت الاسماء مثل : جاسمية مطشر ، شكرية محيبس ، هاشمية مطرود لعيبي والمهنة لكل واحدة منهن : ربة بيت اولم تنهي الدراسة الابتدائيه او المتوسطة، أما الاستمارة الثانية للأشخاص انفسهم فقد تبدل اسم الزوجة ومهنتها من جاسمية ربة البيت الى لمى المهندسة ، وكذلك هاشمية هي الاخرى اختفت مع اسمها لتحل بديلة عنها مي عقيل الاستاذة الجامعية .... وغيرها كثير مما تكلمت به تلك الاستمارات لو نطقت ؟ ومن غير المعقول ان يقوم السادة النواب بتزوير المعلومات الخاصة بحياتهم الاجتماعية ، ليس لسبب يتعلق بالنزاهة والشفافية بقدر تعلق الامر بأمور اعظم واكبر تجري عمليات التزوير والتحايل على القانون فيها ، من مثل قضايا تتعلق بالشهادة وطريقة الحصول عليها ، او الكشف عن الذمة المالية وغيرها الكثير مما تطول القائمة عن ذكره ، وتحل مشكلة بسيطة مثل اسم الزوجة المعيب بالزواج بأخرى تليق بالحياة الجديدة على الزوجة القديمة غير الملائمة لها . على الرغم من ان تبدل الحياة المادي والمعنوي هذا يشمل العائلة كلها ، غير ان انقلاباً فكرياً يحدث في عقل الرجل العربي عندما يستيقظ صباحاً ليجد نفسه وقد اصبح شخصية عامة يهرول امامه الموظفين ، وترمى ملايين الدولارات بين اقدامه ، فيقرر جازماً بأنه لاينتمي لعالم جاسمية ، ولامكان لها في حياته المعلنة امام الناس والحل الناجع لهذه المشكلة الزواج بأخرى تحظى بمقبولية الحياة الجديدة ؟ ولايمكن ان يستبدل اسم الزوجة نفسها بأسم مودرن على وفق ما يجيزه القانون العراقي الذي يكفل لكل شخص سواء أكان انثى ام ذكر حق تبديل اسمه ولو لمرة واحدة في حياته على ان تتوفر المسوغات المقبولة لذلك ، بموجب المادة (20)من قانون الاحوال المدنية رقم (65) لسنة 1972 المعدل ، وبإمكان الاثرياء الجدد ان يقوموا بتبديل اسماء زوجاتهم اذا كان مخجلاً ذكره ، غير ان الامر يتعدى عقدة الاسم الى الخجل من الحياة السابقة والتنكر لها التي كان ينتمي لها هؤلاء الاثرياء ،لأن كل من شكرية وجاسمية وهاشمية هن جزء من منظومة من الذكريات المؤلمة لحياة تعسة مشردة قضاها هؤلاء سابقاً وها هم اليوم ينفظون غبار الفقر عنهم بالمليارات التي تنهال عليهم بطرقٍ شتى ، واستبدال الزوجة القديمة بأخرى جديدة هروب الى الامام لحياة فارهة لاصلة لها بالماضي ، لأن من غير المجدي ان يحدث التبدل بالاسم من دون تبديل صاحبته لتبقى مع ممارساتها البدائية وطريقة عيشها غير الارستقراطية لأنها هنا مع كل هذا الثراء الذي هبط عليها فجأة لاتتعلم سوى الانفاق بشراهة ، وصلتها بأساليب الحياة الراقية تكاد تنعدم لأنها لم تتعلمها من الصغر . اذن الامر يتعدى الاسم فقط ، ليتحول الى رمز لما مسكوت عنه في ثقافتنا التي يشوبها الكثير من السلبيات ، فالأسم بحسب ما يفيدنا علماء النفس والاجتماع منظومة اجتماعية وثقافية وعقائدية يتم اختياره وان كان ( بطريقة غير واعية ) وفقاً لمبادىء ومعطيات معرفية ومنهجية ، والاسم الذي نحصل عليه اثناء الولادة يكون نتاجاً لما كان يحف بتلك اللحظة من ظروف تعكس ثقافة مجتمعٍ ما والمنتمين اليه . والاسم ليس له وجود عيني إلا بفضل مرجعيته المتواضع عليها مسبقاً ، وهي بالتأكيد ليست مستقلة عن محطات معرفية وثقافية كثيرة كان لها الاثر الكبير في منح هذا الاسم دون لغيره لفتاة أو صبي لحظة الولادة ، فمن يسمي لمى ليس هو نفسهمن يسمي اختها فخرية مثلاً او شكرية ، فلكل واحدة منهن فضائها الاجتماعي المعبر عنه بالأسم لكونه غاية مقصودة تنفتح على تأريخية زمنية ، وكأن الاسم اختزال لتأريخ اريد له ان يكون جزء من المسكوت عنه في ثقافتنا العربية اولاً ، وفي ثقافة المتأسلمين ثانياً .فما تطرحه الاحزاب المتأسلمة مشاريع لامدنية وهي تزيح من طريقها الآخرين المشاركين لها في السلطة ، لتلغي الاعتراف بوجودهم واحقيتهم في المشاركة الحياتية ، وازاحة الزوجة واستبدالها هو أول الغيث ناهيك عن الزوجات بالسر عندما يسافرون الى بلدان اخرى وتحت مسميات كثيرة من باب وماملكت ايمانكم ، على نقيض ما تقدمه الاحزاب المدنية من نظرية سياسية واجتماعية واقتصادية ، وثقافية عجزت عن طرحها تلك الاحزاب التي اكتفت بالاختباء خلف رداء الدين ، ليس لعدم قدرتها في التباهي بالشعارات الرنانة ، بقدر تعلق الامر بعدم تقديرها واحترامها لجماهيرها . وقد تبنت الاحزاب غير المتأسلمة مشاريع مدنية للدولة الحديثة وحاولت طرحها لتكون موضع دراسة وتطبيق فعلي وحقيقي ، وتكاد الحياة الاجتماعية لهذه الاحزاب ان تكون متسقة مع ما يدعون اليه ، لأن زوجات كثير من سياسييهم مشاركات في العمل السياسي ورفيقات دربٍ ونضال في حياةٍ تدرج كل من الشريكين فيها بما املته ظروف الحياة من مستجدات شملتهما كليهما ، فلم يتركوا هؤلاء زوجاتهم خلفهم ولا حتى تنكروا لحياة الكفاح التي عاشوها معهن ، وهن فاعلات ومشاركات بمجمل تفاصيل الحياة . تنويه : *لم تكن العلة يوماً في دين محمد (ص) الذي انزله الله رحمةً للعالمين ، وانصافاً للمرأة ، بل تكمن في المتأسلمين سارقوا ثمار حرية الشعوب . *عذراً لكل من اسمها : شكرية ، هاشمية ، جاسمية ، لمى .... فالمثل في ثقافتي يضرب ويقاس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم الوثائقي -جن وار- يعرض لأول مرة في قامشلو


.. رواية حي المراية




.. هل روجت منظمة العفو الدولية لارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب؟


.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا




.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق