الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرأت لك : القراءة ..وظيفة الدماغ فيها ..القراءة والتفكير ..صفات القارئ العلمي الجيد

عصام عبد العزيز المعموري

2015 / 7 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


قرأت لك ..(القراءة وظيفة الدماغ فيها .. القراءة والتفكير... صفات القارئ العلمي الجيد)

عصام عبد العزيز المعموري – بعقوبة
1- القراءة والدماغ
يعمل الدماغ على معالجة المعلومات المقروءة والداخلة اليه بصورة انتقائية فينتقي مما يقرأ ما يتشابه مع ما تعلمه سابقا" ، ويبدأ الدماغ ببناء روابط بين ما يقرأ وما هو مخزن سابقا" في الذاكرة طويلة المدى ، ثم يعمل الدماغ على ايجاد روابط جديدة بين المعلومات الجديدة عليه في النص وبين تلك التي تعلمها سابقا" ، فلا يحدث الفهم من القراءة الا اذا بنيت هذه الروابط ، والا أصبح النص المقروء مستعصي الفهم على قارئه ، وكلما كان القارئ ممتلكا" لهذه المهارات العقلية في بناء هذه الروابط ، كلما كانت عملية استفادته مما يقرأه كبيرة ، وتؤدي الروابط الجديدة الى توسيع الشبكات العقلية المتكونة أصلا" في ذاكرته طويلة المدى ،وبتوسع هذه الشبكات تصبح مدارك هذا الانسان متكاملة ، ومعارفه مترابطة ، فاذا تعرض لمثير جديد بقراءة كتاب أو التفكير في حل مشكلة ، أو حتى شم رائحة عطر ، يستطيع دماغه بفضل شبكاته المترابطة والمتشعبة التنقل بسلاسة لا شعوريا" في مداركه المخزنة للبحث عن رابط بين ما يتعرض له الآن من مثيرات وبين ما تعلمه مسبقا" فاذا كان يحاول تذكر أين ومتى شم تلك الرائحة ،فيصل للجواب بسرعة ،بل وتتفتح ذكريات قديمة مرتبطة بتلك الرائحة ويتذكر أحداثا" مرت عليها سنون ، واذا كان يبحث عن حل للمشكلة ، أصبح الوصول الى هذا الحل سريعا" ،بل قد يتوصل الى حلول عديدة ومتنوعة للمشكلة الواحدة ، وهنا تصبح في حوزته خيارات متنوعة يفاضل,ومن هنا نرى أهمية القراءة بفهم وتفكير والمراقبة الذهنية المستمرة للتأكد من أن الفهم حادث وربط بين التعلم السابق لتنمية التفكير الابداعي وقدرات توليد الأفكار ،ولبناء شبكات عقلية تسهل عملية توليد أفكار متنوعة وأصيلة بطلاقة ويسر .
2- القراءة والتفكير:
القراءة نشاط عقلي يجمع بين التفكير الناقد والابداعي ، فالناقد مثلا" في حل شفرات الكلمات وأجزائها والعبارات والجمل ، والابداعي مثلا" في التخيل والتعاطف والتوصل الى نتائج تباعدية وحل المشكلات وهكذا فإننا نرى أن قدرات الابداع والابتكار هي نتيجة طبيعية لعملية القراءة ،ولابد أن نوعية معينة من الكتب أو المجلات تنمي قدرات معينة من قدرات توليد الأفكار ومهارات حل المشكلات ، وان الابداع والقدرة على توليد أفكار متنوعة ومتميزة لا يتحقق بدون خلفية مستفيضة عن الموضوع ، واحدى الطرق الرئيسية للحصول على هذه الخلفية هي قراءة مختلفة ومتنوعة وعميقة ،فالقراءة هي أساس الابداع ومادته وهي فهم وتصور وتفكير وتخيل وهي تفكير لفظي يولد صورا" خيالية ،فالقراءة تولد أحلاما" ملونة بروائح عطرية ،اذا كان من يقدمها بائع عطر خبير فأين هو المعلم الذي يتقن اللعب بالعطور ليحول الصف الى مكان يفكر فيه الطلبة بالألوان والروائح العطرة
وأن القراءة لم تعد قاصرة على الفهم والنقد والانتفاع بها في حل المشكلات ، بل انها أصبحت تركز على التوصل الى علاقات جديدة وذلك بالتعمق في النص وببناء فكر جديد ومبتكر ،بتوليد أفكار جديدة من الأفكار المكتوبة .
3- صفات القارئ العلمي الجيد :
يتصف القارئ العلمي الجيد بعدد من الصفات يمكن ذكر بعضها كالآتي:
- تحديد الهدف من وراء قراءته لأي نص
- الوعي بأن القراءة العلمية هي عملية تفاعلية بنائية تتم من خلال بناء المعنى اعتمادا" على الخبرة الشخصية والنص المكتوب .
- الميل الى قراءة النصوص العلمية الخارجية ،والاهتمام بالمواضيع العلمية من خلال القراءة في هذا المجال والاستمتاع بقراءة المواد القرائية العلمية .
- ادراك قيمة القراءة والثقة بأنها مدعمة للفهم ،ومثرية لخبراته والاهتمامات ،والاحتياجات الشخصية ،وأنها منبع ثري يساعد على حل المشكلات .
- ادراك عدم ثبات المعلومات التي تشتمل عليها القراءات الخارجية وأنها عرضة للتغيير والتعديل .
- القدرة على تقييم النص العلمي والحكم على واقعية المعلومات والتفسيرات الواردة فيه .
- القدرة على التعامل مع الأنواع المختلفة من النصوص كالنصوص المحتوية على معلومات متسلسلة ،وتلك التي تحتوي على معلومات وصفية ،والتي تحتوي على سبب ونتيجة .
- القدرة على تحديد الأفكار الرئيسة الموجودة في النص .
- القدرة على استغلال مفردات النص لاستخراج المعنى المتضمن في النص بشكل جيد والقدرة على استخدام المصطلحات ومترادفاتها بشكل يمكنه من فهم التشبيهات والعلاقات المتضمنة في النص واثرائها .
- القدرة على اعادة صياغة أفكار القراءة للوصول الى العلاقات المنطقية بينها ،والقدرة على ترتيبها بشكل متسلسل حسب درجة أهميتها .
- استخدام الرسوم والمخططات والجداول التوضيحية لتنظيم المعلومات الواردة في النص أو لإعادة صياغتها وتوضيحها .
- القدرة على اعادة تحويل النص الى صور مختلفة كالملخصات بصورة لا تخل بالمعنى ،وأن يضع عناوين جانبية لكل فقرة منها عند الحاجة اليها .
- تكوين صورة ذهنية منظمة للمعلومة التي يقرأها بحيث يسهل دمجها وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى .
- القدرة على الربط بين المعلومات المتفرقة والموجودة في بداية ونهاية النص من أجل الحصول على المعنى الموجود في النص .
- القدرة على استخدام عمليات المقارنة والتحليل والنقد والتقييم للمعلومات الواردة في النص .
المصدر
أمبو سعيدي ،عبدالله بن خميس وسليمان محمد البلوشي (2009): طرائق تدريس العلوم – مفاهيم وتطبيقات عملية ص553-555،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،ط1،عمّان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل