الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مادة الانشاء والقبول في الكليات الجاذبة

عصام عبد العزيز المعموري

2015 / 7 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


لكل نظام تربوي مدخلات وعمليات ومخرجات استنادا" الى مدخل النظم System Approach ولكي تكون المخرجات سليمة يجب أن نرتقي بالمدخلات ..وأهم عنصر في المدخلات في القبول في الجامعات هو عنصر معايير أو محكات القبول ..فماهي معايير القبول في كل كلية ؟ وهل تراعي هذه المعايير طبيعة الكلية أولا" وطبيعة المهنة التي يتم تأهيل الطالب لأدائها ثانيا" ؟
لو تأملنا معايير القبول في الكليات الجاذبة (الطب وطب الأسنان والصيدلة ) وغيرها لوجدنا معيارا" وحيدا" للقبول في هذه الكليات وغيرها ألا وهو معيار المعدل وظل هذا المعيار مقياسا" وحيدا" للقبول في الكليات المختلفة طيلة عشرات السنين في العراق في الوقت الذي ترتقي فيه الدول المتقدمة في ايجاد معايير بديلة عن المعدل .
لقد أصبحت مادة الانشاء أو التعبير والتي خصصت لها ثلاثون درجة في الامتحان الوزاري عائقا" للقبول في الكليات التي تعتبر حلما" لأولياء أمور الطلبة ..فهل أنتم مع حذف هذه المادة أو مواد أخرى من الامتحان الوزاري أم لا ؟ وماهي مبرراتكم في ذلك ؟ وفي حالة التأييد لبقاء هذه المادة في الامتحان الوزاري ..ماهي برأيكم معايير درجة التصحيح وطبيعة المصحح ؟هذه الأسئلة طرحناها على نخبة من الأكاديميين والتربويين عن طريق موقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على قضية تربوية بدأت تؤرق أولياء الأمور وكانت اجاباتهم كالآتي :
(د. سيف سعد دكتوراه طرائق تدريس اللغة العربية وتدريسي في معهد اعداد المعلمين في بعقوبة ) يقول : ( لقد كان وضع محكات أومعايير لتصحيح مادة الانشاء جزء من أطروحتي للدكتوراه حيث قسمت الدرجة على محورين هما الشكل والمضمون حيث يتضمن الشكل ما يأتي : 1- تدوين العنوانات الرئيسة والفرعية في أماكنها الملائمة (4درجات)2- اتباع نظام الفقرات (3درجات )3- ترك مسافة قصيرة بداية كل فقرة (3درجات) 4- تقسيم الموضوع على مقدمة وعرض وخاتمة(6درجات) 5- توظيف علامات الترقيم (5درجات)6- استعمال أدوات الربط (4درجات) 7- استعمال بعض الصور البلاغية (3درجات) 8- الخلو من الأخطاء الاملائية (5درجات ) 9- الخلو من الأخطاء النحوية (5درجات) 10- جودة الخط (درجتان) وبذلك يكون مجموع الدرجة المخصصة للشكل(40درجة) أما محور المضمون فيتضمن مايأتي :1- توليد أفكارجديدة (3درجات ) 2- تقديم حلول جديدة غير مألوفة (3درجات) 3- تدوين مقدمة وخاتمة جديدة وغير مألوفة (4درجات) 4- توظيف الشواهد الجديدة (5درجات)5- ترتيب الأفكار بتسلسل منطقي (3 درجات) 6- طرح أسئلة مثيرة للتفكير (4درجات) 7- استعمال أساليب الحوار اثناء الكتابة (4درجات)8- كتابة أكبر عدد من الأفكار في الموضوع الواحد (5درجات)9- الالتزام بالموضوع(4درجات) 10- دقة اختيار اللفظ المعبر عن المعنى (5درجات) وبذلك تكون الدرجة المخصصة للمضمون (40درجة)ويتم تكييف مجموع درجتي الشكل والمضمون وتحويلها الى الدرجة المطلوبة بمعادلة رياضية بسيطة)
(يوخنا دانيال ..بكلوريوس علوم من جامعة بغداد ومقيم في السويد) يقول : (أنا مع حذف مادة الانشاء وكل المواد التي ليس لها علاقة بالتخصص مثل اللغة العربية واللغة الانكليزية فيجب أن تكون مواد اختيارية مطلوبة تسمى Electives فيجب أن تكون ضمن المنهج الدراسي ويجب أن تحصل على درجة النجاح بها ولكن درجاتها لا تدخل في حساب المعدل للقبول في الكليات العلمية كالطب والهندسة وغيرها فهذا النظام مطبق في الجامعات الأمريكية وأهم شيء رأيته واكتشفته في التعليم في الدول الاوربية هي اللغات والرياضيات ..اللغة الأم ولغة أجنبية ..اللغة ومفرداتها هي التي تثري العقل وتنميه وتعلم الانسان التعبير عن ذاته وبناء شخصيته المستقلة الحرة وتعلمه أساليب النقاش والحوار والمنطق وما يسمى الانشاء هو واحد من فنون اللغة وله أهمية استثنائية في الدول الاوروبية وكذلك في نظام الإنترناشونال بكالوريا الذي يطبق في أكثر من (40 دولة) وفي البلد الذي أعيش فيه السويد فان اللغة السويدية اختيارية وفقط للأدب وكذلك ممكن اللغة العربية أما اللغة الانكليزية فهي اجبارية وكذلك الرياضيات اجبارية ومادتين من العلوم الأساسية فقط اجبارية اضافة الى علم انساني اختياري مثل علم النفس ..اقتصاد. أو غيرهما .ان نقطة الضعف الرئيسة في التعليم في بلداننا هي عدم الاهتمام بتعليم اللغات بجميع فروعها وأقسامها أولا" وثانيا" التربية الاسلامية من الممكن أن لا تدخل ضمن المعدل وانما المطلوب فيها النجاح فقط ومن الممكن اضافة مادة اخرى هي أديان مقارنة تتكلم عن جميع الأديان كمعلومات وليس تبشير أو تربية بدل الجهل بأديان أخرى وتكفير غير المسلمين أو المختلفين في الطائفة. الفكر ينمو ويتطور من خلال اللغة أولا" وأخيرا" والعلوم لاحقة للغات والرياضيات وهذه هي مشكلة التعليم الكبرى في البلدان العربية وهي سبب معظم مشاكلنا الانسانية والاجتماعية )
وللدكتور محمود هاشم (دكتوراه علوم سياسية) رأي في ذلك حيث يقول ( نحن في عصر التخصص الدقيق والمفروض أن نأخذ بنظر الاعتبار في القبول في الكليات العلمية مواد التخصص العلمي فقط مضافا" اليها اللغة الانكليزية أما اللغة العربية والتربية الاسلامية فنكتفي بدرجة النجاح ولاتدخل ضمن المعدل ) ويربط المحامي (مظفر الكرخي ) معايير تصحيح مادة الانشاء بالقانون حيث يقول: (ينبغي وضع ضوابط لتصحيح مادة الانشاء كالقانون بحيث لا تخضع الدرجة لمزاج أو هوى المصحح لنضمن موضوعية التصحيح )
وكان للبروفيسور الدكتور لؤي إدوارد ..استاذ الفيزياء في كلية العلوم جامعة بغداد اثراء للموضوع نقتطف بعضا" منه بقوله : ( بالنسبة للغات في اوروبا هنالك تركيز على المحادثة والتعبير وكتابة المقالات Articles في جميع المناهج المعتمدة في دول اوروبا بينما في العراق فان نسبة الجرع المتعلقة بهذه العناصر تكون شبه معدومة وقد لاحظت من خلال تدريسي في الجامعة أن مستوى الطلبة في اللغتين العربية والانكليزية متدن وان نسبة الأخطاء الاملائية عند كتابة أبسط المفردات اللغوية عال وفي كثير من الأحيان أتساءل كيف اجتاز هؤلاء الطلبة الامتحان الوزاري ونالوا درجات عالية في اللغة وهذا دليل على سوء تقدير الدرجة من قبل المصحح وهذا يدل بشكل واضح أن الامتحانات الوزارية لا توفر معيارا" لقدرات الطالب وبشكل دقيق سيما اذا أخذنا بنظر الاعتبار وجود تفاوت كبير في قدرات التدريسيين أنفسهم ..هنالك تساهل غير اعتيادي عند تصحيح مواد اللغة وألاحظ الآن أن مبدأ الحفظ والتلقين هو المعتمد في تدريس أغلب المواد حتى الرياضيات وقبل هذا كله هنالك حاجة الى اعادة النظر في نظرة المجتمع الى التخصصات المتنوعة فلايمكن لمجتمع أن يكون أفراده أطباء ومهندسين فقط فهنالك وظائف متنوعة ومهمة في حياة أي مجتمع ..ويجب أن لا ننسى أن المجتمعات الاوروبية ودول آسيا المتقدمة اهتمت بمهنة التعليم أكثر من اهتمامها بالتخصصات الأخرى لكونها أدركت أن بناء المجتمع يتطلب أفرادا" يمتلكون القدرة على التواصل والتفاعل الانساني لضمان بناء جيل واع وقادر على الابداع والابتكار وأن يكون منتجا" وايجابيا" عند تفاعله مع البيئة المحيطة ) ويضيف المدرس (فراس علاوي العبيدي ) مدرس الأحياء في احدى ثانويات بني سعد : ( أنا مع النظام التربوي المتبع في السبعينيات المتمثل بعدم دخول مادة التربية الاسلامية في المعدل أما في مجال التخصص في مرحلة الثانوية فيجب أن يخضع ذلك لدراسة معمقة مع نقل تجارب الدول التي تطبق هذا النظام وهذا يعني تغييرا" جذريا" للنظام التربوي في العراق وهذا ما نريده ولكن من يمتلك القدرة على التغيير ؟ انها مهمة صعبة ..أنا مع الابقاء على مادة الانشاء لأن هذه المادة تدلل على ثقافة الطالب الأدبية وتخيله فكيف يكون الفرد علميا" ان لم يمتلك القدرة على التخيل ؟ )
وينظر الاستاذ الدكتور محمد الحمداني استاذ الأدب العربي في كلية التربية الأساسية جامعة ديالى الى مادة الانشاء على أنها غاية اللغة.
وهكذا نرى تفاوت وجهات النظر حول ابقاء أو حذف مادة الانشاء من مادة اللغة العربية في الامتحان الوزاري ويبقى الرأي لواضعي المناهج ولجنة الرأي في وزارة التربية فلها الكلمة الفصل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تدنّ مخيف في مستوى الكتابة عند الطلاب والأساتذة
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 7 / 10 - 09:09 )
الفاضل الأستاذ المعموري

تصور يا سيدي الكريم أنهم يضعون أدنى العلامات لجودة الخط

صدقني أني أحيانا لا أستطيع قراءة ما يكتبه طلابي، فكيف ألتزم بمعايير إعطاء الدرجات؟
شيء مذهل حقا أن نقرأ كمّ الأخطاء المخيفة في كتابات تمتلئ بها المواقع

وأنا أسأل
ما هو النظام التعليمي الذي مر به كل هؤلاء(الكتّاب) و( الأساتذة)؟

إنهم لا يميزون الألف بهمزة من التي بدون همزة أ ا
أو التاء المربوطة من الهاء ة ه
أو ي من ى
س من ص
ط من ظ
.....

هؤلاء من يعتبرون أنفسهم ناقلي الأفكار، ويطلقون على أنفسهم (كتّاب)، ألا يفكرون أن يرفعوا قليلا من مستواهم بقراءة بعض قواعد اللغة لصياغة مستوى معقول من الإنشاء ؟

ألهذه الدرجة أصبح مستوى تعليم لغتنا متدنيا في الأقطار العربية؟


حاجتنا للإنشاء كبيرة، فهي المادة التي تعبر عن اللغة وحافظتها

تشكر على طرح هذا الموضوع الهام

اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة