الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأشرار يكسبون ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 7 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الأشرار يكسبون ..
ليس الشر كائنا بذاته ولذاته ، وكذا هو الخير . فالحديث عن الخير والشر ،بمعزل عن الإنسان ، الحامل ، الوكيل والمنفذ لفعل الشر والخير ، هذا الحديث هو مجرد فذلكات كلامية .
لذا ، وبما أن الشر "لا يستطيع " أن "ينشَطَ " بقواه الذاتية ، فلا بد له من محرك..!! الإنسان ..
وليس الشر متأصلا في الإنسان . حالُه كحال الخير ، فكلاهما مُكتسبان ... والفرقُ بينهما هو الإنتشار الواسع للشر ، في مقابل الانحسار المتواصل للخير ، حتى يبدو وكأنهُ "حيوان " مُنقرض !!هناك حفائر تدل على وجوده في حقبةٍ تاريخية ٍ سابقة !!
لكن بداية وقبل كل شيء ، هل نستطيع أن نأتي بتعريفٍ وافٍ ، كافٍ وشافٍ ، لهذين المصطلحين .
هل هما معادلان للإثرة (الشر ) والإيثار (الخير ) .
وعلى ماذا يتصارعان (وكأن الخير والشر ، بطلان في حلبة مصارعة حُرةٍ ..!!) ، هل يتصارعان على روح الإنسان ؟! على سلوكه ؟! على أملاكه !؟
وما هي الأسلحة التي يستعملانها في صراعهما ؟! هل هناك قانون يُحدد "أخلاقيات " لهذه الصراعات ؟؟ ومن الذي يلتزم بأخلاقيات الصراع (الحرب )؟! أم أن الصراع بلا قوانين ؟!
أسئلةٌ كثيرة ، والقليل من الأجوبة .. ومع ذلك ، يُمكننا أن نحصرهما في جوهر كل منهما ، بالنسبة للآخرين ومقارنة بهم .
فجوهر الشر (حسب رأيي) هو إلحاق الأذى والضرر بكافة اشكاله : الضرر المادي ، النفسي والجسدي بالآخر أو بالآخرين ، بهدف الحصول على مكسب مادي ، أو معنوي (مثل المال أو السلطة ) .. وذلك دون أن يكون الآخر أو الآخرين الذين وقع عليهم الضرر ، دون ان يكونوا في صراع مع الإنسان الشِرّير ..
وجوهر الخير (حسب رأيي) هو تقديم الدعم والعون بكافة اشكاله (المادي والنفسي المعنوي ) للآخر وللآخرين ، دون إنتظار أجر أو مكافأة مادية أو معنوية ، ودون تمييز بين انسان وانسان أو عرق ، لون ، دين أو قومية ..
فالإحتكارات التي تُلوث البيئة مثلا ، تهدف الى الحصول على مكسب مادي على حساب البيئة البشرية ولو دُمرت بالكامل ، طبيعة وبشرا .. والمال (المكسب المادي ) هو السلطة أو يستطيع شراء السلطة .
فالبشر والطبيعة في حالتنا هذه ، لم يكونوا في صراع مباشر مع الإحتكارات ، قبل ذلك . ولكنهم سيتحولون الى طرفي متصارعيين ..
البشر (في هذه الحالة ) يُدافعون عن صحتهم وعن مصادر رزقهم (الطبيعة ) ، لكن الإحتكار يُحاربُ من أجل زيادة الخانات في رقم حسابه البنكي .. وسواء نقصت الأموال او زادت فهو (الاحتكار وأهله) لن يجوعوا أو يُحرموا من ملذات الحياة !! فالإكتناز وزيادة الارباح ، هو من أجل الإكتناز فقط ، ومن ثم السيطرة والسلطة . فالمال يشتري سلطة وسيطرة .
وهل إذا كان للشر، هدف واضح ومباشر ، يكون مشروعا وأخلاقيا ؟؟
في رأيي ، ما من هدف مهما كان واضحا ، يستطيع شرعنة الشر . ومع ذلك وتحت ذريعة الدفاع عن النفس والدفاع عن المصالح ، يرتكب البشر من الموبقات ما لا يحصى ، ويسقط عدد كبير من الضحايا الذين لا ذنب لهم ، سوى تواجدهم في المكان والزمان الخطأ .
ونُلاحظ بأن الأشرار هم السادة الحقيقيون ، بينما دُعاة الخير يُزينون لأنفسهم ولغيرهم ، التقشف ، الضعف والهوان وعجزهم عن تغيير الواقع ، مما يستتبع إستحسان الخنوع واستقباح الثورة والتمرد .. ودعاة "الخير" ، هم في حقيقة الحال ،دعاة خنوع ، جوع ، جهل وفقر ..!!
ففي المُجتمع نشهد حملات كبيرة وشديدة ، من الخانعين ، على فتاة ظهرت في صورة وهي ترقص مع شاب غير محرم ..!! بينما لا يجرؤ أحد من هؤلاء الخانعين على مهاجمة تجار المخدرات والقتلة الأجيرين ومن بيده سلطة !!
هؤلاء الخانعون ، يهاجمون بكل شراسة مسرحية وطنية ، بينما يخرسون ويجلسون في الزاوية ،حينما تتكشف جرائم قتل النساء والفتيات ، أو حينما تتكشف للعلن نسبة الإعتداءات الجنسية داخل العائلة ..
فالخانعون يرغبون في لعب دور "السوبر –شرير" ، لكن على من هو أضعفُ منهم !! أقوياء على الضعفاء!!
كما ونُلاحظ بأن الاشرار هم الذين انتصروا عبر التاريخ ، والأسماء كثيرة والتي خلدّتها انهار الدماء المسفوحة ، وصرخات المُغتصبات ، وصوت سلاسل العبيد ..
يتعلم الطفل ، بأنه إذا لم يكن ذئبا ، ستأكُلُه الذئاب ..
يُشاهد التنافس والصراع حتى الموت من أجل مكسب مادي ..
يسمع بأن لا أخلاق في الحرب ..الصراع .. وكل الاسلحة مباحةٌ ..
يعلم بأن الحياة للقوي ، والضعيف تدوسه الأقدام ...
لا يسمع عن الخير شيئا ..!!
فلكي تعيش ، وتكسب ، وتتمتع "بخيرات " الحياة ، إيّاك أن تضعف .. وإيّاك ثم إيّاك أن تكون صاحب ضمير ومشاعر انسانية .
فالضمير والإنسانية ، في طريقهما للإنقراض مع آخر الإنسانيين المنقرضين ..
فالشر هو السيد والاشرار هم الرابحون على طول ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Wafa Ibala العزيز
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 10 - 15:35 )
تحياتي الحارة
الأشرار هم أقوياء (ماديا و جسديا)
نحن نأمل ان يقوى الضعفاء لينالوا قسطا من حقوقهم
مودتي

اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات