الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخدمة العسكرية الإلزامية خيار أم ضرورة

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 10
المجتمع المدني


لطالما كانت العسكرية مصنعا حقيقيا للرجال فهي تعمل على صقل الشخصية الرجولية وتعدها لتحمل الصعاب والتعايش معها ، وهي بلا شك المصنع الفاعل والأساس في صناعة شعور الانتماء للوطن والإحساس بالمسؤولية تجاهه ، فشعور المواطنة السليمة يتجلى ويتجسد في الاستعداد العالي للتضحية الذي تزرعه وتديمه وتنميه المؤسسة العسكرية في الجندي مستندا إلى حب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله، وقد أثبت التأريخ القديم والحديث وقائع ومناقب لأبطال ضحوا في سبيل رفعة وأمن وكرامة الوطن بأغلى ما يمتلكون ، كما قال الشاعر :
يجود بالنفس إن ضن البخيل بها * والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وفي الذاكرة العراقية من المآثر البطولية ، الكثير بسبب تعدد الحروب التي خاضها العراق في تاريخه الحديث ، فالعراق دونا عن الشعوب الباقية ابتلاه الله بحكومات تتخبط في الحكم والسياسة تخبطا فلا تكاد تخرج من حرب إلا ودخلت حربا أخرى ، ما جعل العراق معهدا للتدريب العسكري المستمر بلا انقطاع ، وما الحرب الأخيرة على الإرهاب إلا امتداد لتلك السلسلة البغيضة المستمرة من الكوارث ، واليوم في هذه المعركة المصيرية التي أجبر العراق على خوضها ودخولها نيابة عن المنطقة والعالم ، دفاعا عن قيم الوحدة والمحبة والتآخي والسلام ، التي هددها ذاك الكيان المسخ الدموي الإرهابي المسمى " داعش " .
والعراق اليوم وفي مواجهة هذه القوى الظلامية والتنظيمات الإرهابية ، في أمس الحاجة إلى التحابب والتكاتف والتلاحم لأن معركته في واقعها معركة كيان ووجود في مواجهة قوة تبين من الحقائق والوقائع أنها مدعومة من كل مصادر الشر والوحشية والتطرف في العالم ، ومن المعلوم أن الظروف الاستثنائية الصعبة تتطلب وقفة استثنائية تتناسب مع الحدث . لذلك صار لزاما علينا كعراقيين أن نسخر كل الطاقات المتاحة خدمة لهذه القضية النبيلة من أجل تحقيق الانتصار الناجز والمشرف الذي يحفظ للعراق والعراقيين عراقهم الموحد القوي العزيز بشعبه الموحد وبطاعة ربه الواحد ، لذا أصبح لزاما على الحكومة في رأيي المتواضع ، أن تحشد الشباب العراقي في تظاهرة كبيرة تجمع العراقيين كافة من دون استثناء لمكون أو لجماعة أو أشخاص ، ولا يكون ذلك إلا بتفعيل الخدمة العسكرية الإلزامية التي تعم الشعب العراقي يتساوى في ذلك ابن رئيس الحكومة ووزيرها وتاجرها والقائد العسكري والمرجع الديني مع ابن العامل والفلاح والموظف البسيط ، في مؤسسة عسكرية يتساوى فيها كل هؤلاء الشباب في الواجبات والحقوق والامتيازات ، جميعهم يشتركون في المأكل والمهجع والتدريب والواجب ، على أن لا يكون التركيز هذه المرة على التدريب البدني العسكري والأسلحة فقط ، بل يكون التشديد على رفد المؤسسة العسكرية بمدرسين ومحاضرين مختصين في تثقيف الجنود بثقافة المواطنة السليمة والصحيحة على وفق منهاج تدريسي متكامل يضعه مختصين في مجالات التأريخ والاجتماع وعلم النفس ، ولا يكون هذا الموضوع كماليا للدعاية فقط بل يكون منهاجا فعليا يعلم الشباب ثقافة المحبة والإخلاص والتسامح وقبول الآخر واحترامه واحترام رأيه ، ويكون التعريف بمكونات المجتمع العراقي بكل ألوانها وأديانها ومذاهبها وقومياتها ، شرح عاداتها وأصولها وأمجادها ورموزها ومناقبها، والحرص في ذلك على رفع وإزالة الحواجز المادية والمعنوية بين المكونات كافة ، ليتعرف جيل الشباب الحالي على أخوته في المواطنة والاندماج معهم في القضية المصيرية المشتركة ، ألا وهي حماية شعب العراق وأرضه والحفاظ على وحدته وتماسكه التي تؤمن له القوة والصمود والمطاولة في الحرب التي استهدفنا الجبابرة فيها ، مجبرين لا مختارين لكننا للمواقف الصعبة مقتحمون كما ورثنا عن أسلافنا من هذا الشعب الجبار الذي لا يذل ولا يقهر ولا يستعبد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر