الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في شخصية الإنسان النرجسي ,

عائشة التاج

2015 / 7 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



هل يستطيع الإنسان النرجسي أن يحب الآخرين كما يدعي ؟؟؟
النرجسي لا يستطيع الخروج من شرنقة الذات ,فهو أسير هواجسها الكبيرة والصغيرة ,,,,وحتى وإن مارس عملا "اجتماعيا " أو "عاما "فغالبا ما تكون أولوياته ذاتية ,,,,,,
حيث يسخر هذا العمل الجميل لخدمة حاجيات دفينة أهمها الحاجة للاعتراف ,
النرجسي شخص مهووس بالعظمة ،ويعتبر نفسه مركز المجتمع بل مركز الكون
يتملك كل الخصال والمزايا الجسدية والنفسية والفكرية والاجتماعية ,بل حتى الروحية ,,,,,,
هو الأستاذ والآخرون تلاميذ . هو الشيخ والآخرون مجرد مريدين
منه تتفرق "العطايا " والهبات فهو "المركز "و الآخرون مجرد "محيط " ,
النرجسي لا يستطيع خلق صداقات سليمة بل يحتاج "حواريين" و "موالين" يصفقون له ويمدحونه أو يجاملونه ,,,,,
النرجسي غالبا ما يكون ضحية الانجذاب الداخلي نحو نفسه مما يمنعه من إدراك بعض الأمور كما هي ،بطريقة موضوعية ,,,لأنه يدخل ذاته بطريقة أوتوماتيكية فيسقط رغما عنه في لعنة نظرية "المؤامرة "ويحول كل صاحب خطاب لا يروق له أو لا يتماشى ما انتظاراته إلى "خصم "أو عدو" حتى ,,,,,فقط لأنه مارس نقدا عاما لا يعنيه من قريب أو من بعيد ,,,,,
وبعدها "يجود "عليه بالتسامح عن "ذنب لم يقترفه ,,,,,,وبحب عن كراهية مفترضة ,لا توجد إلا في وجدانه المثخن في الانغلاق رغم انفتاحه الظاهري و المزعوم ,,,,
النرجسي يملك بالتأكيد مهارات تواصلية تجعله يتلاعب بالمشاعر والأفكار فيغلف الباطل بماكياج لغوي ,,,,,مثل من يخلط السم بالعسل ,,,,,,,كي يحافظ على تلك الصورة السوبرمانية التي يريد تسويقها للآخرين , والتي تتضمن فضائل تفوق أخلاقي لم يمكن صاحبه من رسم تلك المسافة مع الآخر الذي لم يعجبه إلى أن يدرك خطابه كما هو لا كما توسوس له هواجسه الكامنة والتي تجعل منه إنسانا محسودا لأنه سوبرمان يملك مالايملكه الآخرون ,,,,
وعليه ،
ما اجمل أن نعود ذاتنا على المساءلة الدائمة ,
ما أجمل أن نقزم غرورنا ونروض إدراكنا على "الحياد " مهما كان الآخر ’’
فالأفكار المسبقة والمشاعر المكبوتة غالبا ما تجعلنا نقوم بزلات نحن في غنى عنها ,,,,,
وأخيرا : من نحن في هذا الكوكب كي نتطاوس على الآخرين ؟؟؟
ماذا نشكل داخل كون لا محدود في الزمان والمكان ؟؟؟؟
أقل بكثير من ذرة رمل وسط صحراء ممتدة
أقل بكثير من قطرة ماء وسط محيطات عاتية ,,,,
فلنأخذ حجمنا الحقيقي ,,,,بدون إفراط ولا تفريط ,,,آنذاك يمكننا أن نحب الآخرين ونستفيد
من حبهم خارج منطق العطايا والهبات والعظات المعنوية الملغومة ,
الغرور رجس فلنجتنبه لعلنا نفلح ,,,,
وإن بعض الظن إثم ,,,,,والإفراط في حب الذات هو عين "الكراهية " والاستمرار في هذا النهج لب الغي المؤذي للنفس وللآخرين ,,,,
فلنحسن الظن إن أردنا علاقات أو تفاعلات صافية وسليمة , حتى وإن كان كل واحد منا مستقل عن الآخرين ولا يحتاج اعترافهم أو جزاءهم أو شكورهم ,,,,,, فهو يحتاج حيادهم وذلكم أضعف الإيمان ,
وعلى النرجسي الذي يشك في الآخرين ويتهمهم بالباطل أن يعرف بأن لإنسان الصريح لا يحتاج إلى أية تلميحات لأنه يملك ما يكفي من الشجاعة كي يسمي الأمور بمسمياتها ,,,,,
وإن كانت معرفته بالآخر ناقصة فليسأل أهل الذكر لعلهم ينفعونه في هكذا موقف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً