الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحنّاء وحمّام العذارى والعوانس اليهود في كوردستان

سيلوس العراقي

2015 / 7 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في تتمة لتأملنا في الفعل (ك ف ر ) موضوع مقالنا السابق "العلاقة بين الكفر والغطاء والقبغ".

عيد الكيبّوريم :

إن الفعل العبري ( כ-;- פ-;- ר-;- ) الذي يقابل الفعل العربي كفر ، كفّر، يعتبر مصدرًا للعبارة כ-;-ּ-;-ִ-;-פ-;-ּ-;-ֻ-;-ר-;-ִ-;-י-;-ם-;-
(كي پّوو ريم) في سفر العدد 23: 8 بمعنى كفّارة atonementوكذلك في لاويين 23: 27 الذي يشير الى عيد كيبّور للشعب اليهودي.


الحنّاء أو الحنّة :

بينما الكلمة : כ-;-ֹ-;-ּ-;-֫-;-פ-;-ֶ-;-ר-;- كُ فِ ر kopher
وتعني غالبًا أسم نبات مادة صبغة الحنّاء، أو الحنّة .
فيُعتقد بأنها ذات العبارة الآرامية : (ك و ف ر ا ) في الترجمة البسيطة للتنخ
فترد بصيغة المفرد المذكر כ-;-ֹ-;-ּ-;-פ-;-ֶ-;-ר-;- في نشيد الاناشيد 1: 14 و 7: 11
وبصيغة الجمع כ-;-ְ-;-ּ-;-פ-;-ָ-;-ר-;-ִ-;-י-;-ם-;- نشيد 4: 13

وانتقلت من الآرامية والعبرية الى اليونانية في الترجمة السبعينية لتصبح كيبروس κ-;-υ-;-π-;-ρ-;-ο-;-σ-;-
وفي الفولغاتا اللاتينية أصبحت cyprus
وفي الانكليزية camphire


بين كيبّوريم والحنّاء:

وإنه يعتبر من باب الصدف النادرة أن تلتقي العبارتين כ-;-ּ-;-ִ-;-פ-;-ּ-;-ֻ-;-ר-;-ִ-;-י-;-ם-;- عيد كيبوريم والحنة כ-;-ֹ-;-ּ-;-֫-;-פ-;-ֶ-;-ר-;- في كيبوريم كوردستان.
حيث أن التقاء هاتين العبارتين يأتي فقط في أحد التقاليد النادرة لدى يهود كوردستان العراق:

فمثلما هو معروف فأن الحناء (الحّنة) كانت شائعة الاستخدام في العراق وبلاد فارس وتركيا، وكانت تعتبر واحدة من مواد ومستحضرات التجميل النسائية التي استخدمت لصبغ الأظافر والكفين والقدمين ولصبغ الشعر، كما كانت مستحضرًا للتجميل أستخدم بامتياز في مناسبات الأفراح والزواجات وبعض الأعياد. وكانت الحنّة إحدى البضائع المهمة بين بضائع ومواد الزينة والكماليات النسائية والأقمشة النسائية التي كان يحملها الباعة المتجولون اليهود في قرى ومدن كوردستان لبيعها. لكن ما يهمنا هنا علاقة مادة الحنّاء بعيد الكيبوريم لغويًا وفولوكلوريّا لدى يهود كوردستان، فمن الناحية اللغوية فواضحة العلاقة والجذر الثلاثي لأصل العبارتين وهو (ك ف ر ).

أما حضورها في الفولكلور الديني فيحدثنا ايريك براور (1895 ـ 1942) الاثنوغرافي ليهود كوردستان، في النصف الأول من القرن العشرين، والذي له كتاب بعنوان : يهود كوردستان ، وقام بزيارة لكوردستان للقيام بأبحاثه الأثنوغرافية ومن ضمنها الفولكلورية ليهود كوردستان.

فيذكر ايريك عادة من عادات بعض مناطق يهود كوردستان وهي حفلة خاصة بالحناء ، وكانوا يسمّونها بحمّام العذارى والعوانس، كانت تتم في ليلة عيد الكيبّوريم الذي يخلّد ذكرى الملكة استير وبطولتها وشجاعتها في انقاذ شعبها.
ففي زاخو والعمادية، في الليلة السابقة لعيد الكيبوريم (ك ف ر ) كانت تقوم النسوة ، والأمهات اليهوديات بجمع الشابات العذارى والعوانس اليهوديات في القرية الى الحمامات ، ويقمن بتحنيتهنّ بالحنّة ( ك ف ر ) ، وكأنّهنّ عرّيسات يتحضّرن لحفلة زفافهنّ، ويقدّمن لهنّ الحلويات ويضعن على رؤوس العذارى والعوانس أطواقًا من الورود ، وكنّ يقلن لهنّ بأنهنّ جميلات تمامًا كالملكة أستير حين ظهرت أمام الملك الفارسي أحوشويروش، فأسرته بجمالها وبصبغة الحنة عليها وعلى شعرها، فتزوجها وأصبحت ملكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف