الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..

الطيب طهوري

2015 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-يعمل الكثير من المسلمين وبشتى الطرق والوسائل على نشر دينهم بين الناس في كل مكان، بالدعوة تارة وبالحرب تارة أخرى..حسب الظروف..
يعتبرون حروبهم للآخرين فتوحات أمر الله بها لهداية العالمين إلى الطريق المستقيم وذلك بإخراجهم من ظلمات الجاهلية وإدخالهم نور الإسلام.. يعرضون مجموعة من الآيات والأحاديث ، يتخلون ،وهم يوظفونها لتبرير حروبهم تلك، عن ملابساتها السياسية والاجتماعية والثقافية التي حتمت وجودها بدءً ، أويعطونها فهوما مقصودة تجعلها من تلك المبررات، مثل الآية (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) ، والحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري ومسلم ...يستعينون أيضا بأقوال الفقهاء المتزمتين الذين يهيمنون اليوم على ذهنيات الناس ويتحكمون بشكل كبير في تفكيرهم وسلوكهم وفي مجمل المواقف التي يتبنونها، كما يستعينون بفهوم المفسرين القدامى والمحدثين من الأصوليين المتشددين..
هكذا يصير الله عندهم داعيا إلى فرض دينه على الآخرين بالقوة، فإن أبى الآخرون الدخول في الإسلام يقترحون عليهم دفع الجزية ، فإن هم رفضوا دفع الجزية لا يجدون أمامهم إلا الحرب..في الحرب تلك يُقتل الكثير من الناس..تُرمل الكثير من النساء..يُيتم الكثير من الأطفال..تُثكل الكثير من الأمهات..ويُصاب الكثير الكثير بمختلف العاهات..ويُروَّع الجميع..أيضا يتم أسر المنهزمين..يصيرون عبيدا..نساؤهم وبناتهم يصرن جاريات....هل يعقل ذلك؟..
إذا كان الله يريد من أولئك المحارَبين دخول دينه ، فليلهمهم الدخول فيه ويجعلهم من ثمة مسلمين..وكفاه شر القتال..أليس هو القائل: (إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء)؟..أليس هو القائل: ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)؟..أليس هو القائل أيضا: ( ولو شاء الله لهداكم أجمعين) وكذلك (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ؟..
واقع الحال أن صراع المصالح وعقلية الريع ونزعة البداوة القبلية وحروبها وعوامل أخرى هي من تحكم في الإسلام وسيره نحو الوجهة التي سار فيها..واقع الحال نفسه يقول بأنه لم يكن في المقدور غير ذلك..الناس نتاج ظروفهم وثقافاتهم ومصالحهم ، نتاج مختلف التحديات التي تواجههم داخليا وخارجيا..نتاج آلامهم وأحلامهم أيضا..
لماذا لا يغير مسلمو اليوم من نظرتهم إلى الحياة؟..لماذا لا يغيرون من طريقة تعاملهم مع الآخرين؟..لماذا لا يكفون عن الادعاء بأنهم مالكو الحقيقة المطلقة؟ ..لماذا لا يتوقفون عن الادعاء بأنهم أفضل الناس في الوجود وأنهم على الحق فيما يقولون وما يفعلون وغيرهم على الباطل ؟..لماذا لا يتواضعون ويدركون بأن الأفضلية لا تكون بالادعاء والوهم، بل تكون بالعمل المثمر المفيد للناس ؟..لماذا لا ينهجون طريقا تتماشى والعصر، وتتفاعل مع متغيرات الواقع وما وصلت إليه البشرية فيه في مختلف مناحي الحياة؟
-الكثير من مسلمي اليوم يعملون وبشتى الطرق والوسائل على نشر دينهم..وفي كل مكان أيضا..ينصِّبون أنفسهم هداة للبشرية في هذا العصر..يرون غير المسلمين كفارا سائرين في طريق التيه والضلال هم ملزمون بهدايتهم إلى الطريق المستقيم..يرون إخوانهم المسلمين الذين لا يتوافقون معهم في الفهم والسلوك أناسا متغرنبين قد ابتعدوا عن دين الله وعليهم بإرجاعهم إلى حاضرته..يبنون المساجد في كل دول العالم ، مدنه وقراه،حيث يتواجدون كجماعات مهاجرة مقيمة هناك..يوزعون على الناس مصاحفهم ويدعونهم إلى الدخول في دينهم فرادى وجماعات..يفرحون كثيرا ويكبرون ويحمدون الله إذا نجحوا في إدخال شخص ما إلى دينهم..يتحدثون عن ذلك في مساجدهم وإذاعاتهم وقنواتهم المرئية وفي صحفهم ومجالسهم العامة والخاصة..وفي الشبكات الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية أيضا..
-في المقابل..يرون غزو الآخرين لهم حروبا ظالمة تجب مقاومتها..يرون أنها حروب لا هدف لها سوى القضاء على دينهم وعرقلة مسيرته..يرون كذلك فعل الآخرين على نشر ثقافاتهم غزوا ثقافيا يهدف إلى محاربة دينهم وإبعادهم عنه ، لذا تجب مقاومته بالتصدي له ومحاربته..
هكذا يجد مسلمو اليوم أنفسهم أعداء دائمين لكل المخالفين لهم في الدين..هكذا يفقدون التفاعل مع الآخرين..هكذا يتيهون في عزلتهم ويتشبثون أكثر بماضيهم وبفهومهم المتخلفة لدينهم..هكذا يترسخون في التخلف والعجز واليأس..هكذا يفقدون الحياة، يكرهونها ويحبون الممات.. هكذا يصيرون يتقاتلون من أجل السماء وينسون الأرض وما فيها من خيرات..هكذا يوجهون أيديهم إلى الأعلى أدعية تتواصل، بدل توجيهها إلى الأرض لزرع الحياة..
- الحرب مرفوضة من أي طرف كان، مهما كانت المبررات..فقط، تقبل إذا كانت دفاعا عن حقوق الناس وحرياتهم وأوطانهم.. مادون ذلك هي شر لابد من محاربته من كل الجهات.. التفاعل مع الآخرين المخالفين وثقافاتهم أمر لابد منه..لا يمكن للمنغلق على ذاته أن ينخرط في العصر فاعلا مؤثرا..لا يمكنه أن يطور فهمه لواقعه وواقع غيره..لا يمكنه ان يعي وجوده ويعرف أين هي مصالحه الحقيقة وكيف ينتظم للوصول إليها ونيلها.. لا يمكنه أن يبدع فكرا وعلما وفنا يجعله مالكا وجوده وقادرا على ان يضيف ما هو جميل ومفيد لهذه الحياة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اكراه في دخول الدين ولا حتي الخروج منه
عبد العزيز فرج عزو ( 2015 / 7 / 10 - 22:40 )
الحديث المذكور موضوع ومدسوس علي حضرة النبي صلي الله عليه وسلم وهو( أمرت أن أقاتل الناس حتي يقول لا اله الا الله الي أخره ) والاسلام الصحيح لم يامر باكراه أحد علي الدخول في دين الاسلام أو حتي الخروج منه قال تعالي ( ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وقال تعالي لرسوله الكريم في سورة الغاشية ( لست عليهم بمصيطر ) ولكن السلفيين والوهابيون وبعض المسلمين اصحاب العهود الاولي من الاسلام وما بعدها أي بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم قد خالفوا امر الله ورسوله باكراه بعض الناس بالدخول في الاسلام وقد خالفوا امر الله تعالي في القرآن الكريم وهو قوله تعالي ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) وهؤلاء الذين اخطاؤا هم يتحملون الوزر في الذنب علي اكراه الناس في الدخول في الدين وهم ليسوا حجة علي الاسلام والدين والقرآن والدين لا يكره أحد في دخوله ولا في الخروج منه أما الاحاديث المكذوبة والتي يتحج بها المتشدودون والمتطرفين فليس حجة علي الاسلام الصحيح واكراه الناس علي الدين لا ياتي بأفراد صادقين وانما ياتي بجماعة من المنافقين والكذابين وشكرا للاستاذ الطيب طهوري
عبد العزيز عزو
كاتب وباحث


2 - الإسلام هو فهوم المسلمين له
الطيب طهوري ( 2015 / 7 / 11 - 11:33 )
- الحديث المذكور مذكور في صحيح البخاري ومسلم..وصحيح البخاري ومسلم يعتبر من أصدق كتب الحديث لدى المسلمين عامة..يرجح الكثير من الفقهاء قديما وحديثا على أنه حديث صحيح..لكنهم يعطونه دلالات مختلفة..البعض يرى بان المقصود بالناس هم كفار قريش أو كفار الجزيرة عموما..البعض يرى أنه يعني كل الكفار..السؤال يبقى: لماذا لم يحدد الرسول مقصوده بالناس ، وترك الأمر غامضا؟..هذا الغموض هو ما أتاح للذين يريدون التوسع في الأرض واحتلال أوطان الآخرين والاستيلاء على ممتلكاتهم باعتبارها غنائم، وعلى رجالهم ونسائهم باعتبارهم سبيا توظيفه لتبرير حربهم التوسعية تلك..وهم في فهمهم هذا لم يخرجوا عن الإسلام..هم مسلمون فهموا الإسلام هكذا..علي بن ابي طالب كان يقول: القرآن حمال أوجه..والمسلمون في واقعهم هم من أعطوه تلك الفهوم المتعددة انطلاقا من ظروفهم ومصالحهم وصراعاتهم مع بعضهم أو مع الاخرين من غير المسلمين..إلخ
2- نفس الأمر يمكن قوله عن الآية التي وظفتُها في مقالي، والتي لم تعلق عليها..


3 - يتبع..
الطيب طهوري ( 2015 / 7 / 11 - 11:35 )
- تقول( ولكن السلفيين والوهابيون وبعض المسلمين اصحاب العهود الاولي من الاسلام وما بعدها أي بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم قد خالفوا امر الله ورسوله باكراه بعض الناس بالدخول في الاسلام)..كلامك يفرض أشئلة كثيرة، من بينها:
- إذا كان أصحاب العهود الأولى من الإسلام قد خالفوا أمر الله ورسوله ، فكيف يخالفونه وهم قريبو عهد به؟..
- إكراه الناس بالدخول في الإسلام لم يكن خاصا ببعضهم فقط، بل تم بالجيوش فيما سمي عند المسلمين بالفتوحات ولشعوب كاملة وفي عهد الخلفاء الراشدين..فهل خالف الخلفاء الراشدون الإسلام؟..
- إذا كان الأمر – كما ترى مخالفة للإسلام- فما الذي أدى بهم إلى تلك المخالفة؟.. واقع الحال أن الدين ( الإسلام وغير الإسلام) عندما يراد إنزاله إلى الواقع لا يمكن ان يكون غير فهوم الناس له، ولأن الناس مختلفون مواقع اجتماعية ومصالح ومستويات معرفية وظروفا ..إلخ، فإن الإسلام لا يمكن أن يكون غير فهومه مهما كانت مختلفة ومتناقضة...
شكرا جزيلا لك عبد العزيز


4 - الاسلام حجة علي الصحابة وهم ليسوا حجه عليه
عبد العزيز فرج عزو ( 2015 / 7 / 11 - 17:35 )
ايدك الرأي كثير من الصحابة خالفوا أمر الله ورسوله استاذ الطيب طهوري في ايام النبي خاصة صحابة الفتح ومعهم الجيوش ايضا فالاسلام الصحيح الذي نعرفه عن الله ورسوله لم يفرض بالسيف ولا حتي الاكراه فالله تعالي يقول للرسول الكريم في القرآن الكريم ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظا القلب لانفضوا من حولك ) صدق الله العظيم فالصحابة غير معصومين وقد تقاتل مع بعضهم في زمن معاوية وعلي ومات منهم في معركة الجمل والنهروان 40 الف صحابي وتابعي كما تقول كتب التاريخ وكل هذا مخالف للاسلام وهذا ما تسبب في ما نحنا فيه الان من اختلاف بين المسلمين ولكن الاسلام الصحيح انتشر بفضل الناس الطيبين بالكلمة الطيبة فالله قيد ناس مخصوصة تنشر الاسلام بالكلمة والنصيحة الطيبة دون اكراه رغم هذه الفتن التي حصلت في القديم من المسلمين الذين تقاتلوا علي الرئاسة أو بسبب الفتوحات المخالفة للاسلام فهذه هي الحقيقه يجب أن تقال وكذلك كل دين سماوي لا نحمله أخطاء بني قومه فالدين والرسالات السماوية نزلت من عند الله تعالي لا تكره أحد علي الايمان بها ولكن الاتباع ضحك عليهم الشيطان فخالفوا امر الله ومن هنا حصلت الفتن


5 - البخاري خالف تعاليم القرآن الكريم
عبد العزيز فرج عزو ( 2015 / 7 / 11 - 17:46 )
الحديث المذكور مخالف لايات القرآن الكريم فصحيح البخاري بها أحاديث موضوعة كثيرة رغم أنهم يقولون أن كلها صحيح فهذا كذب فصحيح البخاري ليس حجة علي تعاليم القرآن فالحديث الذي يتفق مع آيات القرآن يأخذ به أم الذي يخالف القرآن فلا يأخذ به وصحيح البخاري تم جمع بعد وفاة النبي بحوالي 200 سنة فالقرآن محفوظ بأمر الله تعالي أم الاحاديث فكثير منها موضوع وملفق وتوجد دارسات كثيرة لعلماء ومفكرين وضحت ذلك منهم الدكتور أحمد شوقي الفنجري في كتابه مفاهيم خاطئة آخرت المسلمين وكذلك المستشار أحمد عبده ماهر من مصر له كتب في الرد علي الاحاديث الموضوعة في صحيح البخاري وكذلك الكاتب والمفكر الاسلامي عبد الفتاح عساكر له كتب في نفس الموضوع وغيرهم الكثير مع العلم ان كل ذلك موجود علي كتبهم ومدوناتهم علي الانترنت فلتراجع والرسول الكريم لا يخالف القرآن فالبخاري وغيره من رواة الاحاديث هم الذين خالفوا تعاليم القرآن والرسول عليه السلام


6 - المسلم مامور بالعمل في كل المجالات لنفع الناس
عبد العزيز فرج عزو ( 2015 / 7 / 12 - 00:40 )
الاسلام الصحيح أمرنا بالعمل في الارض مثل بقية خلق الله تعالي ولو رجعنا للقرآن فنجد كل اية تقول أن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم كذا وكذا قال تعالي ان الذين امنوا وعملوا الصالحات
لهم جنات تجري من تحتها الانهار ) وأية أخري إن الذين أمنوا وعملوا الصلحات كانت لهم جنات الفردوس نزولا خالدين فيها لايبغون عنها حولا) وأيات أخري كثيرة لاتعد ولاتحصي تامرنا بالعمل والعمل هنا ليس عبادات وتسابيح فقط وانما سعي وانتاج وزارعة واقتصاد والعمل في جميع المجالات وكذلك الاختراع ونفع الناس بكل المختراعات قد امر الله به كل الخلق ولكن اتباع ابن تيمية والوهابية غيبوا عقول المسلمين الذين يجرون علي منهجهم الحجري وتركوا العمل لغيرهم للتفرغ للصلوات والصيام فقط وان الله مع الصابرين ولكن هذا لن يمنع عنهم غضب الله عليهم في الدنيا والاخرة والمسلم العاقل من يعمر ويزرع في الارض لينفع نفسه وغيره من الناس والنبي يقول لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة - بذرة - شجرة - فليزرعها ) يعطي الامل للناس وهذا صحيح الدين ولكن ماذا نقول في هذه العقليات الحجرية والمسلم العاقل الذي يبعد عن فكر هؤلاء ويعمل ويعمرالارض وينفع غيره


7 - رد
الطيب طهوري ( 2015 / 7 / 13 - 11:13 )
سعيد أنك وافقتني الرأي في بعض ما قلتُ..تقول بأن (الإسلام الصحيح) لم يفرض بالسيف والإكراه، لكن بعض صحابة الفتح وجيوشه خالفوا امر الله ورسوله، وفي أيام النبي..السؤال الوجيه هنا: هؤلاء صحابة الرسول، يعيشون معه وياخذون بآرائه وتوجيهاته بالتاكيد، فكيف لم ينههم عن تصرفاتهم تلك المخالفة لأمر الله وأمره؟ كيف لم يمنعهم؟..وإذا كانوا وهم الأقربون إليه والذين يعيشون معه قد خالفوه وهو حي، فكيف يكون حال الذين جاءوا بعد ذلك مع ما تسميه الإسلام الصحيح؟..كيف يكون حالنا اليوم معه؟.. تختم: لا نحمل الدين اخطاء قومه..لا بأس..كان الرسول حيا وهم يخطئون – حسب رأيك – صحابة فتح وجيوشا..لماذا سكت الرسول عن أخطائهم تلك/ ممارساتهم ؟..ألا يتحمل المسؤولية؟..أليس هو نبيهم وزعيمهم والمكلف بتبليغ رسالة الله إليهم؟..وما دور (الإسلام الصحيح) هنا في توجيههم وفق مبادئه، وهو الذي يقول بانه جاء ليخرج الناس من ظلمات جاهليتهم ويدخلهم نوره؟..


8 - يتبع
الطيب طهوري ( 2015 / 7 / 13 - 11:14 )
وفق رأيك لا نستنتج إلا فكرتين اثنتين هما: 1- إما أن الإسلام هو ما كان يطبقه المسلمون في عهد الرسول وصحابته وتابعيهم ، وهو ما يعني أن ما يسميه المسلمون بالفتوحات لا يخرج أبدا عن نطاقه، بل هو من صميمه ( وهو الأرجح)، دليل ذلك أن الرسول لم يوقف تلك الفتوحات/ الغزوات ، وكان في مقدوره فعل ذلك،والله لم يأمر بإيقافها في قرآنه.. 2- وإما أن الإسلام قد فشل في تحقيق هدفه في حياة الرسول وحياة الخلفاء بعده، وهو ما يعني ضعف تأثيره وعجزه عن تغيير ذهنيات الناس وسلوكاتهم والتحكم في غرائزهم وأطماعهم..فكيف يراد منه الآن تحقيق ذلك الهدف، وبيننا ومرحلة الرسول أكثر من 14 قرنا؟..


9 - يتبع
الطيب طهوري ( 2015 / 7 / 13 - 11:16 )
لنفترض – جدلا - معك أن حديث البخاري موضوع، وأن البخاري خالف بوضعه تعاليم الإسلام..فما ذا تقول في الآية التي جئت بها في مقالتي، والتي لم تبد رأيك فيها حتى الآن؟..ماذا تقول في الواقع الذي اتفقت معي فيه وقلت بأن صحابة الفتح وفي حياة الرسول قد خالفوا اوامر الله ورسوله فيه ( الفتح)، ألا يتماشى فعل الفتح/ الغزو بما كان يجري فيه من سبي ونهب وتقتيل وتشريد..إلخ تلك الآية؟..لماذا نتهرب؟..لماذا لا نقول بأن الإسلام تماشى وظروف المرحلة التي جاء فيها؟..وانه علينا ان نقر بأن ما جاء فيه من أحكام وممارسات لم تعد تتماشى وعصرنا؟..وانه علينا من منطلق ذلك أن نفكر بأنفسنا وبإرادتنا في إيجاد الحلول لمشاكلنا ومختلف التحديات التي تواجهنا، بدل الصراع الذي نشهده فيما بيننا حول الإسلام وادعاء كل طرف من المتصارعين بيننا انه الممثل الحقيقي له، وان فهمه له هوالإسلام الصحيح؟..ألا يؤدي ذلك إلى مواصلة اجترار ما قاله الأسلاف ومارسوه وتعميق تخلفنا أكثر؟..ألم يقول الرسول: أنتم ادرى بشؤون دنياكم؟..لماذا لا نترك الإسلام كدين قضية شخصية بين الإنسان الفرد المسلم وخالقه، ونلتفت من ثمة إلى واقعنا ونفكر في كيفية مواجهة مشاكله


10 - يتبع
الطيب طهوري ( 2015 / 7 / 13 - 11:17 )
لماذا لا نترك الإسلام كدين قضية شخصية بين الإنسان الفرد المسلم وخالقه، ونلتفت من ثمة إلى واقعنا ونفكر في كيفية مواجهة مشاكله وازماته بعقولنا وإراداتنا، بدل اللجوء إلى الأسلاف والبحث عن حلول لتلك المشاكل والأزمات الحاضرية فيما حلوا به مشاكلهم وازماتهم التي هي غير مشاكلنا وازماتنا في حاضر اليوم؟


11 - يتبع
الطيب طهوري ( 2015 / 7 / 13 - 11:18 )
كل الديانات..كل النظريات الاجتماعية تأمر أتباعها بالعمل، والعمل الصالح..لا مشكلة هنا..لكن، لماذا لا نجد حبا للعمل في واقع المسلمين اليوم، وقبل اليوم أيضا؟..لماذا لا نجد حبا للتنظيم وتحمل المسؤولية عندهم؟..لماذا لا نجدهم يحترمون الوقت والعمل في حياتهم؟..
حقيقة الأمر أن اعتماد المسلمين عبر تاريخهم، وبدءا من فتوحاتهم ، على الغنائم وعمل العبيد في عيشهم هو ما جعلهم هكذا..لجوءهم وباستمرار - في كل كبيرة وصغيرة في حياتهم وفي مختلف المشاكل التي تواجههم خاصة كانت أو عامة - إلى الدعاء بدل إعمال العقل ويد الإرادة هو ما جعلهم هكذا أيضا..إلخ..إلخ.. شكرا جزيلا لك

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah