الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والدور الفاعل في المصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 11
المجتمع المدني


لم ينكر التأريخ العربي القديم والحديث ، أهمية دور المرأة في لم الشمل وتسوية المشاكل الطارئة في الأسرة حيث الاتصال والتلاحم والاندماج الكلي في الأسرة ، فكما هو معلوم أن المرأة في مملكتها الصغيرة قادرة بحكمته ولطفها على نزع فتيل أي مشكلة طارئة بين أفراد عائلتها بحكم طبعها الرقيق الوديع المتساهل المتسامح المضحي ، الذي ينم دائما عن الحب والسلام والإيثار فلا تجد امرأة غير مستعدة للتضحية براحتها وهنائها وسلامها في سبيل راحة وهناء وسلامة وسعادة أفراد أسرتها . كما أنها في الوقت ذاته تمتلك زمام المبادرة في التقريب بين أسرتها والأسر القريبة إن كانوا من الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء ، فالمعاملة الطيبة والكرم والتسامح ومد يد العون في الظروف الصعبة كفيلة وبطريقة فاعلة وسحرية على زرع المحبة والقبول في القلوب والنفوس ، والصدق في القول والفعل وترك العادات الاجتماعية الذميمة التي تزرع البغض والحقد والتأزم بين الأهل والأصدقاء والجيران مثل الغيبة والنميمة والكذب والتحريض والذم والشكوى ، فهي أفعال منفرة كفيلة بتخريب الاستقرار والوئام بين الناس .
والمرأة التي تحسن تربية أبنائها على الأخلاق الكريمة التي يهفو إليها الذوق المجتمعي العام ، تسهم بحق في إنشاء مجتمع منسجم متفاهم مسالم ، يكره الظلم والحقد والتباغض ، ويدعو إلى احترام وتقبل الآخر ، وللمرأة في رسالتها النبيلة تلك ، اختيار الأسلوب والطريقة والمنهج الذي تراه مناسبا وفق الاعتبارات الأخلاقية المتعارف عليها ، فكم من حادثة سمعنا بها ورأيناها أظهرت دور المرأة الإيجابي في تسوية مشاكل كان يمكن لها أن تتطور إلى كوارث مؤسفة ، لكن حكمة المرأة ورحمتها وحنانها وجرأتها أعانت على تجاوز تلك المحنة ، بالعفو والحب والتسامح وفعل الخير لا غير ، فكم من صنيعة معروف لامرأة مع جاراتها منعت حدوث كوارث قد يقدم عليها شاب متهور أرعن لولا تدخل أمه وإصرارها المستمر على تهدئته وتغيير فكرته ووجهة نظره ، حتى وإن كان داعيها إلى ذلك التصرف الحكيم خوفها على ابنها لا حرصها على جيرانها فقط ، وفي مجتمعنا كما نرى ونسمع ، الكثير من حالات الخصام والقطيعة بين الأهل والأقارب التي كان السبب فيها غيرة المرأة أو حسدها أو كرهها لغيرها ولو عدنا إلى جذور تلك المشاكل التي تسببت في القطيعة لوجدنا أنها ناجمة عن سوء الفهم والتقدير للموقف مع القليل من التسرع و حتى الحمق أحيانا ، فالرجل الذي ينجر وراء زوجته في دخولها معترك الخلافات بينها وبين الأهل أو الجيران لن يجني من ذلك إلا الأزمات المستمرة التي توصل في أغلب الأحيان إلى تضييق دائرة الأصدقاء وفقدانهم تدريجيا ، وبالمقابل فإن حكمة المرأة كما ذكرنا سابقا تؤدي إلى لم الشمل وتوطيد عرى المحبة والتفاهم والانسجام والتجانس ، فهي التي تتبنى وتباشر مواضيع التصاهر بين العوائل في الأعم الأغلب وكم من النساء من استطاعت بأدبها الراقي وتفهمها العالي وحكمتها من التوفيق والارتباط بين عشيرتين غريبتين عن بعضهما لكنه بأخلاقها العالية وكرمها ونبلها واحترامها لنفسها والغير ، تمكنت من ربط عشيرة زوجها بعشيرتها الأصلية بصداقات وعلاقات حميمة تطورت في المستقبل لتنتج مصاهرات وعلاقات إنسانية متجددة ويسهل ذلك ما تعارفت عليه المجتمعات الشرقية من البنت على طباع أمها فتجد بنات المرأة الإيجابية المحبوبة من قبل عشيرة زوجها مطلوبات بشدة للزواج بفضل سمعة أمهن الحسنة التي رفعت من شأن الأم وعشيرتها وبناتها في آن معا ، وكلنا طموح إلى أن تدرك المرأة العراقية جسامة دورها وعظم مسؤوليتها في إنتاج وتربية جيل محب للخير والسلام والمحبة والتعاطف وتقبل الآخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر