الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوليد بن طلال ، إنسان اكتشف معنى الحياة ...

ريهام عودة

2015 / 7 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتفقد يومياً أسهم البورصة العالمية و يُراقب بحماس مدى ارتفاع أسعار أسهم شركته الضخمة في الأسواق السعودية و العالمية ، يسافر بطائرته الفاخرة التي تُعتبر بمثابة قصراً جوياً و تتبارى الصحف العربية بنشر صورها ، و يقرأ بريده الالكتروني المكتظ برسائل من أصحاب المصالح ، يتوددون إليه لكي يُغدق عليهم بجزءٍ من كرمه ، أو يتشرفون بلقائه لبضعة دقائق حتى يعبروا له عن رغبتهم بعمل صفقة تجارية ما مع إحدى شركاته الكبرى.

خدم وحشم و قصور فاخرة و نساء جميلات يتبارزن من كافة أنحاء العالم لكي يفزن بقلب الأمير العربي ، الذي يحتل قائمة أبرز أغنياء العالم بسبب ثروته الطائلة و التي تُقدر بنحو 32 مليار دولار.

ولكن .....

ولكن أعتقد هنا ، أنه عندما يحين وقت النوم ، و يضع الأمير رأسه على وسادته المصنوعة من ريش النعام ، ربما يتبادر لذهن أكبر أثرياء العرب عدة أفكار قلقة تتعلق بالحياة و الموت و الخلود ، و قد يُجرى الأمير حوار نفسي ذاتي مع عقله الغني و يتساءل حائراً : هل كل هذا الثراء و النعيم باقي ؟ وهل سيتذكر الناس أعمالي بعد موتي ويدعون لي بالرحمة ؟ وهل لدي وقت كافي لأنفق جميع أموالي التي تزيد عن حاجتي الشخصية؟ وهل السعادة هي السلطة و المال و النجاح المهني و أبناء و نساء ؟

فتلك الأسئلة الفلسفية التي تناقش معنى الحياة ليست مستبعدة أبداً من أن تكون قد خطرت ببال الأمير الذي يبدو عليه أنه مَلً حياة الترف و النعيم.

فالخطوة الكبيرة و الشجاعة التي أقدم عليها الأمير العربي، الوليد بن طلال بأن يتنازل عن كامل ثروته التي قضى معظم سنوات عمره وهو يجمعها ومن ثم خلال دقائق قام بالتنازل عنها من أجل العمل الإنساني الخيري، تُعد تلك الخطوة بمثابة أكبر تنازل عن أكبر شهوة وحب للنفس البشرية، وهي شهوة المال و حب الملكية و التملك، وإن دلً ذلك على شيء ، فهو يدل على أن الأمير السعودي وصل إلي مرحلة متقدمة من السمو الروحي و النضج الذاتي ، مما جعله ذلك ينظر للحياة بعين ثالثة ، تكشف سر الحياة الحقيقية التي تتسم بالزوال لجميع بني البشر ، فلا بقاء أزلي لإنسان على وجه تلك الأرض، والإرث المادي لا يُخلد الإنسان أبداً في الدنيا، فقد عَلمًنا التاريخ و مازلنا نتعلم من الأحداث الجارية ، أن أعرق أثار العالم المادية قد تُدمر في بضعة دقائق على أيدي حفنة من الجهلة و بعض الجماعات الإرهابية المتوحشة.

وعَلمًنا التاريخ أيضاً أن الزمن مُتقلب و البشر يتغيرون و السلطة لا تدوم!

فالقذافي كان مغتراً بحكمه و قوة سلاحه ، ولكن انظروا كيف زال سلطانه و قُتل في جحره.
و ستيف جوبز كان رئيس أكبر شركة الكترونيات بالعالم (أبل) ، و لكن انظروا كيف عجز ماله عن علاجه من مرضه ومات وهو في قمة نجاحه المهني.
و مارلين مونرو كانت أشهر و أجمل الممثلات العالميات، ولكن انظروا كيف عاشت تعيسة و ماتت منتحرة.
أما ألفيس بريسلي كان من أوسم المغنيين الذين حظوا بالمال و النساء، ولكن انظروا كيف كانت نهايته مع الإدمان على المخدرات.

فهل السلطان و المال و الشهرة والنجاح العملي و النساء يجلبون السعادة للإنسان ؟
بالطبع لا و أعتقد أن الأمير اكتشف ذلك أيضا !

إن معنى الحياة الذي اكتشفه الأمير هو العطاء ثم العطاء ، فمن يعطي وهو حي وفي عز قوته، سوف يرتدُ ذلك عليه إيجابياً بالتأكيد أثناء حياته وبعد رحيله ، وستُخلد روحه و ذكراه في قلوب و عقول الفقراء و المساكين الذين تم التبرع لهم و الذين سوف يدعون بالرحمة و المغفرة له و لذريته.
لكن العطاء لا يكون فقط بالمال ، بل يشمل أيضا المساهمة بتطوير الحياة الإنسانية للبشر و بالمشاركة بجعل العالم أفضل لجميع الكائنات الحية وذلك عن طريق ليس فقط التبرع لسد الاحتياجات اليومية للفقراء و لكن عن طريق أيضاً دعم مشاريع علمية و صحية و بيئية و أبحاث تتعلق في مجال اختراعات جديدة تساهم في تسهيل حياة الإنسان و إيجاد حلول إبداعية لمشاكل العالم.

لذا أعتقد أن الأمير الإنساني ، لن يكتفي فقط بدعم فقراء المملكة السعودية بل سيمتد طموحه الخيري و الإنساني لدعم مشاريع إنسانية و تنموية و علمية في كافة أنحاء العالم دون تفرقة بين البشر من ناحية الجنس أو الدين أو الأصل العرقي.

و أتمنى أن يصل طموح الأمير الخيري بأن يُخلد اسمه في عالم أبحاث الفضاء و بأن يدعم مشروع علمي يتيح الفرصة للشباب العربي بأن يكتشفوا أن هناك عالم أخر غير عالم الأرض و أن هناك حياة أخرى لم يكتشفها العرب بعد ...

و أخيرا أكرر هنا ، أن الأمير بالفعل اكتشف سر الحياة الأبدية ، فهو يعرف أن البقاء لله و أن الدنيا فانية و أن أكبر إرث للإنسان هو عمله وذكراه الطيبة أثناء حياته، فما الفائدة من أن يكسب الإنسان العالم و يخسر نفسه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من أين حصلت على تلك المعلومات
.ماجدة منصور ( 2015 / 7 / 13 - 10:32 )
أستاذة ربهام المحترمة..من أين حصلت على تلك المعلومات؟؟ لماذا لم نسمع بها؟ .
اذا كانت تلك المعلومات صحيحة فلا نملك سوى أن ننحني له احتراما و تقديرا0


2 - رد على السيدة ماجدة منصور
ريهام عودة ( 2015 / 7 / 13 - 11:09 )
سيدتي خبر التبرع بكامل الثروة منشور في جميع مواقع الأخبار العربية و الدولية ما عليكي إلا أن تبحثي عن الخبر عبر محرك البحث جوجل لكن مرفق لديكي رابط فيديو لمشهد تبرع الأمير بثروته خلال مؤتمر صحفي
http://www.youtube.com/watch?v=7NgVkU1dycs

تحياتي
الكاتبة :ريهام عودة

اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه