الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظمات المجتمع المدني .. الدور المفترض في المصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 12
المجتمع المدني


من المعلوم أن منظمات المجتمع المدني تتمتع بامتياز قدرتها على الحصول على دعم المنظومة الدولية لو قدر لها أن تعمل وفق الامتيازات والصلاحيات الممنوحة دوليا ومحليا ضمن المساحة المتاحة لها من دون تردد أو خوف ، فلا يحق للحكومات التأثير بالسلب على عمل هذه المنظمات غير الحكومية استنادا إلى القوانين والاتفاقات الدولية المعمول بها ، لكن واقع الحال يشي بأن هذه المنظمات في عراقنا الحبيب تتأثر بالواقع السلبي في العراق نتيجة الوضع المرتبك على الساحة السياسية والأمنية والاجتماعية ، فهذه المنظمات تضيع مناسبات فيها فرص ثمينة لا يجب تفويتها من دون استغلالها عمليا بما يخدم رسالة تلك المنظمات الإنسانية على مستوى تقديم المعونة والنجدة والخدمات الطارئة في الظروف الاستثنائية ، ولا أظن أن الإمكانات المادية المحدودة المتاحة لهذه المنظمات في ظرف الحرب على الإرهاب وموجات النزوح الجماعية في المحافظات التي تشهد الأحداث الأمنية والمعارك الشرسة مع قوى الظلام، لا أظن هذه الظروف تسمح لهذه المنظمات بتوسيع نشاطها الإنساني المتمثل في تقديم المعونات الطارئة لقوافل النازحين، مثل المأوى المؤقت والمساعدات الآنية الإغاثية ، لاسيما أننا نمر بموجة أيام حارة تضافر فيها الحر وانقطاع التيار الكهربائي المستمر وشهر الصيام المبارك ، الأمر الذي فاقم وبشدة أزمة النازحين ومعاناتهم الكبيرة ، لكن كل هذه الظروف القاهرة لم تمنع الخيرين من أعضاء الحملة الوطنية لإغاثة النازحين مثلا من دعم النازحين وزيارتهم ومد يد العون الإغاثي الطبي والمساعدات العينية من المواد الغذائية المتاحة التي تهون قليلا من معاناتهم ، ومما يلفت النظر إليه في تلك الحملة الوطنية ، تنوع انتماء أعضائها وتعدد المكونات العرقية والدينية والطائفية والسياسية ، وهذا بدوره يسهم إسهاما فاعلا في تطييب خواطر النازحين والمهجرين وامتصاص النقمة التي قد تتولد عندهم نتيجة الإهمال والتقصير الحكومي في علاج وحل مشاكلهم المتفاقمة والمستمرة ، إنها وبحق خطوة واسعة وواثقة عل طريق المصالحة الوطنية حين يرى النازح شبابا من أديان مختلفة ومكونات وطوائف عدة يجتمعون جميعا على هدف واحد و غاية إنسانية نبيلة واحدة، كل هؤلاء المتطوعين يحدوهم هدف خدمة وتخفيف آلام النازحين بشعور وطني عراقي إنساني عابر للطائفية والحزبية والإثنية . على أن هناك فرصة لتمويل تلك الحملة الوطنية لإغاثة ودعم النازحين بموارد مالية لا بأس بها عن طريق إطلاق حملة تبرع وطنية بالتنسيق مع وزارة الاتصالات والشركات العاملة في العراق في مضمار الاتصالات مثل شركة آسيا سيل و شركة كورك وعراقنا وزين الأثير ، إذ يتم كما في الدول العربية المجاورة التبرع عن طريق رسالة نصية فارغة لدعم النازحين وتكون قيمة الرسالة ألف دينار مثلا تحول إلى دعم النازحين ، وأمام المنظمات أيضا فرصة استغلال الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ، ومواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع آفاق عمله عن طريق تشكيل مجموعات المتطوعين لأعمال الإغاثة في مخيمات اللاجئين لتقديم الخدمات التوعوية والإعلامية والتثقيفية باتجاه السلم الأهلي والمصالحة الوطنية ، ليس في مخيمات اللاجئين فحسب بل في المناطق السكنية التي تكون صبغة مكوناتها من لون طائفي واحد لمجابهة التثقيف الطائفي من على المنابر الدينية الطائفية المسمومة المتروكة بلا رقيب ولا محاسب من جهة الحكومة مع أن الشريعة الإسلامية السمحة والقوانين الوضعية النافذة قد جرمت المحرضين على الكراهية الطائفية وحثت على المحبة والوحدة ، ولا بد لنشاطات من هذا النوع أن تدخل المنتديات الاجتماعية والجامعات والنوادي الرياضية لتؤدي مهمة التذكير والتثقيف باتجاه السلم الأهلي والاجتماعي والتلاحم الوطني في مواجهة الهجمة الإرهابية على عراقنا الحبيب والمنطقة والعالم ، لنجعل من الإرهاب الذي حاول تمزيق البلد سببا لوحدته ولم شمله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س