الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة أبو طبر من ايران الى العراق فاسرائيل

سيلوس العراقي

2015 / 7 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الكثير من القراء يتذكرون الرعب والخوف الذي خلقه " أبو طبر" في بغداد وغيرها في سنوات السبعينات من القرن العشرين.
و"طبر" هي عبارة معروفة ومستخدمة في العراق، وهي ليست بكلمة عربية وأصلها " تبر" الفارسية ، تقابلها في العربية كلمة "فأس" ، وكلمة "بلتة" أو بلطة التركية.
وهي إحدى الأدوات أو الآلات الحديدية التي استخدمها الانسان بأحجامها المختلفة في حقل الزراعة من قبل الفلاحين ، في قطع الأشجار والأخشاب لاستخدامها في أغراض متعددة، من قبل الحجّارين في قطع الأحجار وعلى نطاق أوسع في المناطق الجبلية في المقالع، كما لم يفت الانسان استخدامها في ذبح وتقطيع لحم وعظام الحيوانات، واخيرًا تم صناعتها لاستخدامها كآلة حربية في أزمنة غابرة في القتال والحروب.
ومن الصعوبة الاعتقاد بأن (البدو) وسكان المناطق الصحراوية قد امتهنوا صناعة الفؤوس والصناعات أو الحرف الحديدية. مثلما كانت الحال لدى شعوب في مناطق أخرى كتركيا (بلطة) وبلاد فارس والعراق (تـُبَر أو طـُبَر) وكوردستان ( بلتة ؟ ) وبلاد اسرائيل ولبنان (بلتة أو بلطة). فهي بضاعة أعجمية أجنبية مثلما يدلّ عليها اسمها ، تم استخدامها بدرجة أساسية حيث تتوفرالحجارة والجبال الصخرية وحيث سكنى الشعوب لم تكن في الخيم ، بل في بيوت تدخل الحجارة كمادة أساسية في بنائها.
لذلك ترى استخدام العبارة العربية "فأس" مرتبطة بالبعير ولجامه بقطعة حديدية أُطلق عليها الفأس، بحسب أكثر المعاجم العربية ، ومن بعد ذلك انتقلت العبارة مع التغير والتطور النسبي لتستخدم الفأس كآلة ، لكن استمر استخدام العبارة الأجنبية في اللهجات العربية المحكية.

الطبر العبري :
في العبرية مفردتان مهمتان تردان في التنخ
الاولى: ג-;-ַ-;-ּ-;-ר-;-ְ-;-ז-;-ֶ-;-ן-;- (گرزِنْ)
ويرد هذا الأسم أربعة مرات فقط في التنخ (تثنية 19: 5، 20: 19، 1ملوك6: 7، اشعيا 10: 15).
في تثنية 19: 5 ترد في فقرة من التشريع المدني "فتكون حاله كمن دخل مع أحدٍ غابًا ليقطع حطبًا فضرب بالفأسِ فأنفلت الحديد من العود فأصابه فمات..".
أما 20: 19 "فاذا طال حصاركم لمدينة ما وأنتم تحاربونها لتفتتحوها، فلا تتلفوا شجرها بالفؤوس لأنكم منه ستأكلون..".
أما 1 ملوك 6: 7 فيخبر بعدم استخدام الفأس (تترجم في العربية الى الازميل) في بناء الهيكل " وبنى البيت بحجارة أُعدّت في المقلع ، فلم يكن أحد يسمع صوت مطرقة ولا (ازميلٍ) ولا أداة من حديد في الهيكل عند بنائه".
وفي اشعيا 10: 15 تستخدم كلمة (الفأس) كاستعارة مجازية metaphor للحكم الالهي ضد آشور أو الملك الآشوري
" أتفتخر الفأس على من يقطع بها
أو يتكبر المنشار على من يحركه؟ ".
وجدير بالذكر أن الكلمة العبرية ג-;-ַ-;-ּ-;-ר-;-ְ-;-ז-;-ֶ-;-ן-;- (گرزن) هي الفأس الكبيرة دخلت الى العربية، وبحسب كتاب العين : كرزن: كرزم: الكَرْزَمُ: فأس مَفْلولةُ الحد.

الثانية : ק-;-ַ-;-ר-;-ְ-;-ד-;-ֹ-;-ּ-;-ם-;- ( قَ رْ دُ و مْ ).
والجمع المذكر ( ق ر دُ و م ي م ) ק-;-ַ-;-ר-;-ְ-;-ד-;-ֻ-;-ּ-;-מ-;-ִ-;-ּ-;-י-;-ם-;-
ويجمع أيضًا كمؤنث (ق رد و م و ت) ק-;-ַ-;-ר-;-ְ-;-ד-;-ֻ-;-ּ-;-מ-;-ּ-;-ו-;-ֹ-;-ת-;-֙-;- كما في ارميا 46: 22
وهي الأخرى ستدخل الى العربية لتصبح (قَدّوم) مثلما يأتي في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، للدكتور جواد علي، وإن لم تكن شائعة الاستخدام كثيرًا في العالم العربي، فأنها معروفة جدًا لدى الذين يفهمون اللهجة الموصلية العراقية، كما يسمونها أيضًا قَدّومي.
يرد الاسم قردوم في التنخ 5 مرات فقط ، في قضاة 9: 48 تستخدم في قطع أغصان الأشجار.
بينما في 1صموئيل 13: 19 ـ 20 يأتي على ذكر صناعة السيوف والفؤوس والحدادة والحدادين.
وفي مزمور 74: 5 هناك ذكر للفأس ربما يشير الى البابليين الذين دمروا الهيكل بالفؤوس في عام 587ق.م.
يُعيدُ الباحثون أصل ( قردوم ) الى الفعل الثلاثي العبري ( ق د م ) بمعنى شحذ أو حَدّ.
وتحمل قرية في اسرائيل اسم القدّوم وهي (كفر قدّوم) כ-;-פ-;-ר-;- ק-;-ד-;-ו-;-ם-;-
اضافة الى أن أحد القادة الفلسطينيين (البعثيين) يحمل لقب القدّوم ، وربما للقبه صلة بكفر قدّوم وهو فاروق قدومي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطبري والطبراني
nasha ( 2015 / 7 / 13 - 02:37 )
اللغة هي وسيلة التفاهم والفلسفة والفكر والعلوم . وأخطر اداة لنقل الفكرة هي الترجمة .
يستحيل نقل الافكار بدقة متناهية او بتطابق من لغة الى لغة اخرى
حتى لو اتقن المترجم اللغات لان اللغة ليست فقط نقل الفكرة وانما نقل مشاعر وعواطف وفهم الكاتب ايضاً والتي ترتبط بثقافته.
ربما ترجمة لغة العلوم والتكنولوجيا تكون دقيقة الى حد ما لكن نقل فكرة فلسفية او فكرة عاطفية من الصعوبة ان تكون دقيقة.
شكراً استاذ سيلوس ولكنني لم تمكن هذه المرة من الربط بين ابو طبر (لعبة المخابرات البعثية ) والذي اتذكره جيداً والمفردات المذكورة في مقالك الجميل
تحياتي


2 - أبو طبر
سيلوس العراقي ( 2015 / 7 / 13 - 06:53 )
الاخ ناشا
مرحبا وشكرا لمرورك وتعليقك الذكي
ومع أن موضوع المقال لا علاقة له بالسياسة وما اردت اقحام السياسة في موضوع لغوي لكن ذكاءك اكتشف اللعبة وشعرت بنقصها بين العنوان والآلة القاطعة للرؤوس
وأبو طبر المرعب في عنوان المقال فله صورة للرعب ومقدمة فقط
لموضوع القدوم العبري والطبر الايراني عبارتان غريبتان عن بعضهما ، فقط العراقي يمكنه أن يجمع بينهما،فواحدة تاتيه من العبرية اسرائيل والاخرى من الفارسية ايران
ومع أن للطبر مدينته في ايران ـ طبرستان ولتوأمه القدوم قرية في اسرائيل ـ كفر قدوم
لكنه فضل هذا المرعب السكنى في العراق لقطع رؤوس العراقيين، إن كان ابو طبر الامس أم أبو طبر بأسم داعش اليوم


3 - أبو طبر
سيلوس العراقي ( 2015 / 7 / 13 - 06:54 )
الاخ ناشا
مرحبا وشكرا لمرورك وتعليقك الذكي
ومع أن موضوع المقال لا علاقة له بالسياسة وما اردت اقحام السياسة في موضوع لغوي لكن ذكاءك اكتشف اللعبة وشعرت بنقصها بين العنوان والآلة القاطعة للرؤوس
وأبو طبر المرعب في عنوان المقال فله صورة للرعب ومقدمة فقط
لموضوع القدوم العبري والطبر الايراني عبارتان غريبتان عن بعضهما ، فقط العراقي يمكنه أن يجمع بينهما،فواحدة تاتيه من العبرية اسرائيل والاخرى من الفارسية ايران
ومع أن للطبر مدينته في ايران ـ طبرستان ولتوأمه القدوم قرية في اسرائيل ـ كفر قدوم
لكنه فضل هذا المرعب السكنى في العراق لقطع رؤوس العراقيين، إن كان ابو طبر الامس أم أبو طبر بأسم داعش اليوم
تقبل تقديري

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج