الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القائمون على المصالحة وتوسيع قاعدتها

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 14
المجتمع المدني


منذ أن انبثقت الدعوة إلى المصالحة الوطنية وتولي الحكومة الإشراف على الموضوع وتعيين مسؤولين من الحكومة لمتابعة الملف المعني والشعب العراقي يعيش الأمل في انتظار نتائج ملموسة على أرض الواقع تبشر بنجاح المسعى الحكومي في هذا المجال ، إلا أننا لم نلمس على أرض الواقع شيئا ، والسبب في ذلك هو التناول السيئ والخاطئ لأدوات المصالحة الفعلية الحقيقية والمؤثرة ، لأن ما حدث فعلا هو الاعتماد على أناس ليس لهم التأثير الواقعي والحقيقي في المجتمع ، ما أدى إلى عجز المتصدين لهذا المشروع عن تحقيق نتائج ملموسة ، حيث كان الأولى بهم أن يتوجهوا بجدية إلى الشخصيات المؤثرة إيجابيا في المجتمع العراقي من المرجعيات الدينية والعلماء المعتدلين في دعوتهم ومعاملتهم ، وأن يتوجهوا أيضا إلى شيوخ العشائر الفعليين الذين اندمجوا وانصهروا في عشائرهم منذ نعومة أظفارهم حتى أصبحوا مراجع في أصول حل النزاعات العشائرية يرجع إليهم في الخلافات العشائرية المعقدة ، ولا ننسى المفصل المجتمعي المؤثر الآخر من منظمات المجتمع المدني الفاعلة التأثير التي سبق لها العمل الإيجابي المشهود في المجتمع العراقي ، ولا بأس في أن نستفيد من التجارب الحكومية الناجحة السابقة في هذا الشأن ، مثل ما كان يسمى في النظام المباد ، مجلس شؤون العشائر على أن يتولى هذا المجلس نخبة من القضاة المتقاعدين المشهود لهم بالعدل والنزاهة يعاضدهم ويؤازرهم في ذلك نخبة من كبار علماء الدين من مختلف الأديان والطوائف ، ولا بأس أن ينضم إليهم من المحامين ورجال الشرطة المتقاعدين وشيوخ العشائر المشهورين بالفراضة بين العشائر لمعرفة وخبرة جميع هؤلاء في حل المشاكل ، على أن يكلف كل هؤلاء من قبل الحكومة والمراجع الدينية وإدامة التنسيق بينهم وبين الجهة الحكومية المكلفة بمتابعة موضوعة المصالحة الوطنية ، فإن أريد فعلا إنجاح المصالحة الوطنية في العراق توجب على كل الجهات المعنية بهذا الموضوع التعاون وبذل كل ممكن من جهد نبيل يسجله التأريخ لكل من سعى في إنجاحه ، علاوة على ما سيحسب له في ميزان حسناته يوم القيام ، لأن السعي بين الناس بالصلح والمعروف من أجل وأعظم الأعمال الصالحة التي يمكن أن يفعلها المؤمن الصالح ، وليس هذا فحسب بل هو مجد اجتماعي وإنساني ومفخرة له ولأبنائه من بعده ولعشيرته ولكل من اتصل به بمعرفة أو نسب ، فذاك لعمري هو المجد الراسخ الذي يبقى على مر الأيام والسنين لا على مستوى المنطقة أو المدينة بل على مستوى العراق كله كتأريخ مشرف ناصع ، ولن يختص بهذا المجد شخص دون آخر بل المجد كل المجد لمن اشترك في هذا المسعى النبيل كل على قدر مستطاعه ، ولا يبخسن من المعروف أحد شيئا حتى لو كان مجرد كلمة طيبة ، فالكلمة الطيبة صدقة كما نعلم ، فاسعوا جميعا بما تستطيعون فلن يضيع لكم عمل ما دامت النية صادقة ، لأن الله لا يضيع عمل عامل منكم، فلا تأخذوا الأمر على أنه واجب ثقيل لا طائل تحته ، فلا أموال في العالم تساوي وتعادل ما تصنعون ففيه مجد الدنيا والآخرة وخيرهما فشمروا عن سواعدكم والتفوا حول بعضكم ، فإن صفت نياتكم فثقوا بأن الله ثم شعب العراق كله معكم يساندكم ويؤازركم ويبارك كل خطوة تخطونها باتجاه هذا الهدف النبيل والواجب الإنساني ، الذي لن يغفر لكم التأريخ أو الشعب إن قصرتم في أدائه، فاشحذوا الهمة وشدوا العزم فأنتم له أهل وكفؤ ، رجالا ونساء شيبا وشبابا ، فالعراق عراقكم وكما قال الشاعر العربي :
ما حك جلدك مثل ظفرك * فتول أنت جميع أمرك
وقال الآخر :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة * فإن فساد الرأي أن تترددا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر