الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة الاستعراض

أحمد عصيد

2015 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعرف المسلمون "صلاة الاستسقاء" وهي الصلاة التي تقام من أجل استدرار المطر في سنوات المحل والرمضاء، وهي شبيهة بما يوجد في كل الثقافات الإنسانية القديمة، التي كان فيها البشر يتضرعون إلى الآلهة من أجل المطر أو المحصول الجيّد، أو لدفع كوارث الطبيعة التي تسحق الإنسان بجبروتها الذي لا يقاوَم.
ويمكن للناس أن يتعرفوا هذه الأيام على صلاة جديدة يمكن أن ندعوها "صلاة الاستعراض"، وهي ليست قطعا صلاة المواطنين البسطاء الذين هم غالبية المصلين، لكنها صلاة رئيس الحكومة المغربي ومن معه من الذين دخلوا ميدان السياسة من باب العبث بالدين.
يفضل رئيس الحكومة الصلاة في الشارع وعلى قارعة الطريق، بل وأمام محطة بنزين وسخة، وفي ملتقى طرق يجعل الأمن يغلق كل الممرات إلى قلب العاصمة الرباط حتى يكتمل المشهد الاستعراضي، ويقوم الرئيس بذلك ليس لعدم وجود مساجد، بل فقط لاستعراض ميوله الروحية لأهداف لا تهمّ في الواقع سواه وأصحابه الذين عيونهم على الانتخابات القادمة.
هكذا يختلط الديني بالدنيوي، ولكن ليس في ذلك الانسجام الرائع الذي تعكسه ثقافة المواطنين من أبناء الشعب المغربي الذين يصلون "ابتغاء مرضاة الله" لا ابتغاء أصوات البشر، بل في خليط غير متجانس وذي سمعة سيئة بالنظر إلى نتائجه.
لا يفهم رئيس الحكومة بأن الناس لا تهمّهم صلاته ولا ابتهالاته وأذكاره، إذ هي لا تتعدى الإشباع الروحي لشخصه بالذات، بقدر ما يشغلهم مدى وفائه بوعوده التي قطعها على نفسه وأمام الملأ، وهي الوعود التي تهمّ الناس لأنها تتعلق بمعاشهم وحقوقهم الأساسية، وهي أيضا الوعود التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن، بل إن بعضها انقلب إلى ضدّه وأعطى قرارات هي على النقيض مما تمّ الوعد به .
يعتقد رئيس الحكومة ومن معه من أعضاء جماعته الدينية بأن الناس ما زالوا يربطون صلاة المرء بصلاحه وتقواه ونزاهته، والحقيقة أن الناس بدأوا يدركون بأن الشرط الأساسي للثقة في المنتخبين ليس هو معتقدهم أو ميولهم الروحية بل عملهم الفعلي ذي المردودية الواقعية المباشرة، من هنا تصبح "صلاة الاستعراض" مجرد حيلة قديمة لا تنطلي على أغلبية الناس، وإن كان ما زال ضحيتها قلة من السذج.
وأتذكر بهذا الصدد تصريحا قديما للسيد أحمد الريسوني (منظر جماعة رئيس الحكومة ومن معه) قال فيه إن الدولة "مليئة بالملحدين"، ليبرر سيطرة أتباعه على الدولة، وكان جوابنا وقتذاك إن معيار قياس مردودية موظفي الدولة الحديثة ليس هو المعتقد أو ظاهر اللباس أو الوجه، بل العمل والإنتاج، فالدولة لا تؤدي أجورا لموظفيها لكي يُصلوا لأنفسهم بل ليعملوا من أجل "الصالح العام"، والصالح العام لا يتعلق بدين محدّد أو عقيدة من العقائد بل بالوطن الذي هو للجميع. وهي فلسفة يبدو أن الذين ابتلوا بعقيدة "الإخوان" المصريين لا يفهمونها لأنها ليست في صالحهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله أعلم بالنوايا
عبد الله اغونان ( 2015 / 7 / 15 - 02:39 )

لم تحاسب الناس على نواياهم
رئيس الحكومة كأي مسلم اينما أدركته الصلاة يصلي
أما اذا أردت محاكمة النوايا فيمكن أن نتحدث عن أمازيغية الريع والاستغلال الجنسي من طركم
بالذات
الغريب أن أشياء كثيرة تسكت عنها وان تعلق الأمر بحزب العدالة والتنمية فحدث ولاحرج

سيد أحمد عصيد

أنت هل تصلي؟

ومن يشهد لك؟


2 - اخوااااااااااااااااااااااااااااااان كاذبون !!!
زاهر زمان ( 2015 / 7 / 15 - 10:45 )
المفكر المحترم / احمد عصيد
كلهم اخوااان منافقون كاذبون يتلاعبون بعقول عوام المسلمين ويستحوذون عليها ويسلبونهم الارادة ويوجهونهم لخدمة مشروعهم السياسى فى الشرق الاوسط عن طريق دغدغة المشاعر الدينية لهؤلاء المسلمين الذين حتى لا يعرفون عن اسلامهم غير المسلمات المقدسة التى توارثوها آبائهم وأجدادهم دون أن يعملوا فكرهم فى مدى صلاحيتها لعصرنا هذا من عدمه !!! ذلك المسئول الذى انتقدته فى مقالك هو واحد من اتباع المقبور حسن الساعاتى الشهير بـ حسن البنا مؤسس جماعة اخوان الشياطين الشمهرة باسم الاخوان المسلمين وهذا الرجل كان عميلا للمخابرات البريطانية فى مصر ايام الاحتلال الانجليزى وقد قبل ان يدير جماعته لصالح الاحتلال الانجليزى مقابل خمسمائة جنيه استرلينى تقاضاهم من المخابرات البريطانية بواسطة العضو المنتدب لبريطانيا فى شركة قناة السويس ! جماعة الخرفان هذه تعمل لصالح المخابرات الامريكية والموساد الاسرائيلى بوكالة القطريين والاتراك !!! كلهم عملاء وجواسيس وخونة للأوطان مهما صلوا أو صاموا أو قعدوا أو قاموا !
تحياتى لكم على هذا المقال التنويرى الرائع


3 - صلاة الاستعراض خير من زواج ياكوش موقع أطلس سكوب
عبد الله اغونان ( 2015 / 7 / 20 - 00:13 )

يراجع في موقع أطلس سكوب

مقال يونس كحال

صلاة الاستعراض خير من زواج ياكوش ياعصيد


4 - صلاة
ناس حدهوم أحمد ( 2015 / 7 / 28 - 22:38 )
سؤال مضحك وغبي يطرحه أغونان على أحمد عصيد
هل تصلي ؟
ياللغباوة
نحن نريد رئيس وزراء في حكومة مغربية قادرة على تدبير الشأن العام بحكمة قادرة على تحسين وضعية الناس المعيشية وتمكين الناس من حريتهم وكرامتهم
ونشر العدل ومحاربة لصوص المال العام وأصحاب النيات الفاسدة
هذه هي الصلاة الحقيقية
أما المصلين فقد شاطوا وأصبحوا يصلون في الطرقات بينما المساجد فارغة
شوفوني أنا كنصلي
وبالزعاط أسيدي
الشعب يريد حقه في وطنه
يريد كرامته
يريد السكن اللائق والشغل لكي يستطيع العيش يريد العدالة الإجتماعية
يريد العلاج حينما يمرض
يريد السلام والإطمئنان
أما الصلاة فهذا شأنك أنت
وهذه الأشياء يحاسب عليها الله سبحانه وتعالى وليس بوزبال

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran