الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام بين التسليم الروحي و الجدل العلمي و المنطقي

بلال المزوغي

2015 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان السياق التاريخي الذي نشأ فيه الاسلام يحيلنا الى العديد من الاشكاليات و المفارقات ذلك أن القيم التي تبناها الفكر العربي الاسلامي لم ترتقي الى مستوى ميكانيسمات الحداثة و جذور التنوير و تحرير العقل الأنساني من سيطرة الخطاب الميثيولوجي الذي أنبنى على التقاليد السائدة و ثقافة شبه الجزيرة العربية و هذا ما يجعل من الخطاب الديني في موضع الأزمة و اعادة النظر في أسس تشكيل هذه لثقافة التي أتخذت نوعا من تعصب اللاهوت من خلال رفض التفكير و جعل المؤسسة الدينية هي محور جميع التصورات العامة للمجتمع رغم ظهور عجزها في العديد من المرات
ان هذا الموضوع يعتبر من المواضيع التي يكثر فيها الجدل نظرا لتجاوزها منطق التلقين الديني و اضافة التجديد و النقد على بنية العقل العربي مثل ما اشار اليه المفكر محمد العابد الجابري .
ان التاريخ العربي تمحور منذ قرون حول وهم ثابت لا يقبل النقد و دلك بتعلة اطلاقية النص القرآني من الخطأ اضافة تطور النزعة العصبية في فكر كل العربي نتيجة تأليه السابقين و رفض العلوم العقلية و أتهام أصحابها بالزندقة و الكفر نتيجة الأستناد الى آيات قرآنية جاءت في سياق تاريخي معين يلائم ثقافة المجتمع البدوي المتعصب الذي سيطرت عليه منطق القبيلة و الغنيمة و هدا ما جعل التطرف في بلداننا العربية يتطور و يتخذ أشكالا متعددة من بينها ما يدعوه التابعيين لفكرة الأسلام السياسي و تمجيد وهم الخلافة الذي كان شكل من أشكال الديكتاتورية الدينية و تأليه الخليفة الذي في حد ذاته كان خطيئة اجتماعية تجاوز الأسس الأجتماعية المكونة للافراد لينشأ خطاب ناتج عن الهوى و الرغبة في التملك و اكبر دليل الصراعات و الحروب في تاريخنا بين الخلفاء اضافة الى ظهور الذين خرجوا عن الاسلام لأنهم رأوا فيه دين لم يرتقي الى مستوى قيم الأنساية و هذه التجارب السياسية توارثناها الى عهدنا اليوم و هو ما جعلنا نعاني من أزمة في الهوية و أزمة في الوجود خاصة في ظل ما يشهدة العالم اليوم من تطورات و تغيرات ساهمت في الارتقاء بالانسان من طور الهمجية الى التمدن و من طور الرعية الى المواطنة و هذا ما يحعل من الدين الأسلامي اليوم في موضع نقد و نفي في بعض الأحيان طالما انه مازال يقدس التاريخ الدموي باوهام و مبررات غيبية و ينسب ذلك الى الأمر الالاهي لكن الله بريء لأنه يتموضع في ذلك الحب و القيم و الجمال الذي نتوق اليه و ليس في الخطاب الديني الرافض لأي فكر ينتج قيم مشتركة بعيدا عن المؤسسة الدينية و الله أرقى من كونه يحلل و يحرم و يجزي و يعاقب لأن ذلك من صفات الأنسان المدنس بهواه و بافعاله .
ان الاخلاق سابقة لوجود الاديان السماوية و هذا يدل على ان العقل البشري منذ القدم في الحضارة البابلية أو الفرعونية أو عند الأغريق أستطاع أن ينتج قيم مشتركة بين الأفراد و هذا يفسر أن العقل هو بطبعه يساعد على تحقيق الرقي الحضارى و الدين هو فكرة روحية غيبية تتوق الى الحب الابدي للعالم الروحي أي الخير الأسمى حسب التعبير الأفلاطوني ,و هذا العالم ظل غائبا أو مشوها في تاريخ الفكر الاسلامي ذلك أن صورة الله في الاسلام لم تجسد لنا القيم الروحية الغيبية بقدر ما جسدت لنا "لالاه العربي" الذي يميل الى الغزوات و التحريم و التعصب و هنا يجب اعادة النظر في الأسس اتي توارثناها و اعادة قراءتها على أساس العلوم الحديثة و قياسها بالأخلاق الكونية كي لا يصطدم الأسلام مع المنطق و العقل البشري و يصبح مجرد أسطورة جاءت ضمن معتقدات العرب فى ذلك الوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah