الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفئ التَّلفزَة

سيومي خليل

2015 / 7 / 16
المجتمع المدني


أشْكر الحَاسوب لأنَّه جَعلني اسْتَغني عَنْ التَّلفزة أكثر من ثَلاَث سَنَوات ، وبدل أن تَعمل قنَاة مَا عَلى تَوجيهي كيفَمَا شَاءت ، أَقُوم أنَا بتَوجيه أشرطة الفيديو ، والبَرامج ، والأفْلاَم ، على يوتُوب كيفما أشَاء .
*طفيت *التلفزة أكثْر من ثَلاَث سَنوات ، وأَجدني اليوم ممن يَدعون إلى شعَار *طفي التلفزة *تنْديدا ببرامج السُّخف ، وسيتكُومات التَّفاهة التي تبثُّها قنوات القطب المتجمد المغربية ، وخُصوصا نَشَرات الأَخبار التي تتفنن في إعطَاء نَصَائح حول استعمال فُرشَاة الأَسنان ، وآخر أَغَاني المغني النجم ، وتُرَّهات لا عَلاَقة لهَا بالأَخبار .
*طفي التلفزة* هي الشعَار الذي يجب العمل به بشكل حرفي ، فَقد مَللنا عبارات النقد التي وجَّهناها دائما لما يُقدم في قَنوات القطب العمومي ، والتي لا تَعني إلاَّ شيئا واحدا ، وهُو الإستخفَاف الوَاضح بذكاء المغاربة ، وبحَسَاسيتهم الذوقية .
حين نَعلم أنَّ مجموعة من البرامج ، والسيتكومات ، التي قدمت في رمضان ،وصل حجم إنتاجهَا إلى مَبالغ مالية تدق ناقوس الخطر في مال دافعي الضَّرائب ، وحين نَعلم أَنَّ جل هذه البرامج ، والأَشرطة التلفزية ، والسيتكومات ، ثم إنتَاجها بشكل ارتجالي ، وبمدد زَمنية قصيرة قبل حلول رمضان ، وحين نعلم أن مجموعة من السيتكومات لم يكُن لهَا أي سيناريو فني إطْلاقَا ، فإنه يجب علينا التريث ، وإعَادة مُساءلة الإعلام بشكل عام ، والإعلام المَرئي الذي يدخُل يَوميا بيوتنا ، ويَتكئ مَعَنا على كنبات الإستراحة ،ويَأخد قيلولة الظهيرة معنا .
لماذا* طفي التلفزة* ؟؟؟
ولمَاذا قَنوات القطب الإعلامي المتجمد ؟؟؟.
ببساطة لأنَّ ما يقدم لا يَعدو أن يكون أمصال لحَقن الجَهل ، والإسفَاف بالذوق العَام ، وتَعميق هذا الفَساد الجمالي الذي أصبح متفشيا في المجتمع ، لذَا علينا جميعا أَن نقوم بأخذ *الرومندكنترول* والضغط على زر الإطفاء ، والإستراحة قليلا من هذا الضجيج الذي يُفرض علينا ، ويتَلذذ فَارضوه عَلينا بشكل كبير .
مَا يقدم في كل القنوات الدولية ، فَضَائية أو أرضية كانت ، يعكس تَصورا لمهنة الإعلاَم ، ولمهنة الفن بِتَلاَوينه العديدة ، وحين نَرى قَناةً تقدم مَا تقل جماليته ،وتَنعدم فنيته ، وتَكثر تفاهته ، وتَتَعمق سخافته ، فهذا يَعني أنَّ القائمين عليها إما :
-1- انَّهم ينفذون مُخططا يهدف إلى تَشويه الذوق العام لذا المتلقين، ويهْدف إلى سجنهم فِي مَجموعة من الإكليشيهات القميئة ، والتي تعمق ضَبابية الصورة الفنية ، وسوء استيعاب مَواضيع البرامج الثَّقافية والوثائقية والسياسية ،كَي يتم تَجميع في الأَخير مجموعة من المشاهدين ، والمُّتلقين الذين يتمايلون مع أُغنية بليدة ، ويصفقون لبرنامج مضحك ، ويضحكون ملء أشْداقهم على سيتكوم هزلي سخيف جدا .
-2- أَو أنهم هم أنفسهم قد تَّمَّ تشويه حساسيتهم الفنية ، وتم جعل تصورهم الجمالي صفر مكعب ،مما جعَلهم يرون في السخافات التي يُقدمونها للمتلقي فتوحَات مبينة ، وانتصارات لم يأت بهَا أَحدٌ قبلهم ، وهذا ما يجعلهم في الغالب لا يستمعون لكل الإنتقادات التي توجه لهم .
لا يعني إصرا قنوات القُطب المتجمد التي تجْلدنا كل يوم بتفاهَاتِهَا على بث ما يتعرض لأسوأ أنْواع النَّقد ، وعلى تقديم نفس العينة من البرامج ، والسيتكومات ، التي يتفل على سلسبيل أمها المُّشَاهد المغربي ، إلا أمر من هذين الأمرين ، وليسَ هُناك أمر ثَالثٌ ، فحين نَجد سيتكُومَات في جزئها الأَول لم تَلق نسبة تشجيع على الإطلاَق ، وتَعرضت لتعرية فنية مشوهةٌ ، يُعاد بث جزؤها الثَّاني في شهر رمضان ، والأَكيد أن الجُزئين سيعرضان بشكل مكرر طيلَة السنة... قُلت حين نَجد هذه السيتكومات تَبث بإصرار عنيد فإن هذا لا عني إلا أَنَّ القائمين على القنوات القطب العمومي إمَا *مكلخين بزاف وماعندهمش مع الفن والكوميديا* ، وإما أنَّهم *قارين فينا حسيفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين