الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على الإرهاب والمصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 16
المجتمع المدني


تمر بالعراق اليوم ظروف معقدة وشاذة بسبب الحرب المستعرة ضد الإرهاب وما ترتب عليها من نتائج جانبية مثل النزوح والهجرة خوفا من تبعات ونتائج الحرب في المناطق والمدن التي هي على تماس مباشر بالعمليات الحربية والحالات الإنسانية التي تنتج عنها مثل تقديم المساعدات الطارئة المستعجلة كتقديم الماء والظل والطعام وتأمين الرعاية الطبية اللازمة للأطفال والشيوخ والمرضى والحالات الخاصة ، و تلك الخدمات الإنسانية الطارئة إذا تم تقديمها من قبل فرق إغاثة عسكرية مدربة ، تساند فرق الدفاع المدني والإسعاف الحربي ، في مواقع استقبال النازحين، وتلك المساعدات الضرورية يكون لها أثر إيجابي نفسيا على النازح ويجب أن تكون تلك الفرق على مستوى عال من الأخلاق الإنسانية والوطنية العالية التي تمكنهم التعامل بود وتعاطف عاليين لغرض إظهار التعاطف مع تلك الحالات وتطييب خاطرهم ، وبما أن الأجواء في أماكن كتلك خطرة وتستلزم وجود أناس مدربين على التعامل معها بحرفية وحذر وخبرة ، فعناصر الدفاع المدني لديهم من الخبرة والمهارة والقدرة على التعامل مع المرضى والجرحى بإنسانية عالية كما يفترض ، فذلك أمر تدربوا على فعله في عملهم اليومي ، فلا يكاد يخلو يوم من أيام المدن العراقية من التفجيرات الإرهابية المجرمة ، التي تخلف الكثير من الشهداء الجرحى و المتضررين الذين يفترض التعامل معهم بأسلوب وطريقة خاصتين ، وقد رأينا منذ عهد ليس بالبعيد من على شاشات التلفزيون مناقب للقوات العسكرية في خدمة ورعاية ومساعدة النازحين ، تلك المواقف تنم عن غيرة ونخوة وأخلاق تصلح مثلا يقتدى به من قبل الغير ، فمن مساعدة جندي لامرأة عجوز يحملها على ظهره لينقلها إلى مكان آمن ، إلى نقل أمتعتهم الشخصية من قبل المقاتلين ، أو مساعدة النساء الأمهات في حمل ونقل أطفالهن المتعبين إلى أماكن يرتاحون فيها ريثما تتم إجراءات تسجيلهم وتوجيههم إلى مخيماتهم المؤقتة ، ومواقف مثل هذه كثيرة لا تحصى ولا ينساها المهجرون أنفسهم ما يجعلهم يشعرون بالامتنان العالي والمحبة والعرفان ، لأنهم تعاملوا مع المهجرين بحرفية ووطنية وإنسانية عالية مع العراقيين دون تفريق بين أحد وآخر على أساس الدين والعشيرة والمكون . وقد تفرز الحرب على الإرهاب في المدن حالات حرجة وخاصة جدا يجب على القوات المقاتلة من الجيش والقوات الأمنية الأخرى ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر ، يجب عليهم جميعا أن بعض البيوت في المدن المعنية تحوي عوائل أجبرتها ظروفها الصعبة الحساسة على عدم مغادرة المنزل ، فالعوز المادي المتأتي من الفترة الطويلة للوضع الشاذ في تلك المدن من توقف الأعمال نتيجة القصف المستمر على تلك المدن من قبل الجيش قبل دهمها والهجوم عليها وظروف أخرى جعلت بعض العوائل غير قادرة على ترك منازلها ، لذا صار لزاما على القوات المسلحة أن تنتبه الحالات فالرعب الذي يعيشونه وهم يسمعون دوي القنابل وأزيز الرصاص وهدير الطائرات ، وفيهم على الأغلب الأطفال والنساء . هنا تتجلى وتظهر الإنسانية في التعامل من قبل القوات المسلحة ، في تطمينهم والتهدئة من روعهم ، وتنبيه البقية من القطعات العسكرية أن هذا البيت يحوي عائلة عن طريق وضع إشارة واضحة على البيوت التي تحوي عوائل باقية ولم تنزح إلى خارج المدينة ، كما ينبغي للقوات المسلحة أن تحتوي تلك العوائل نفسيا لترفع الحواجز النفسية بين الجيش وعوائل تلك المناطق التي أثر تنظيم داعش على تفكيره فأرعبهم من مجرد التفكير في الجيش العراقي ، بحرب نفسية الغرض منها عزل الشعب عن الالتحام مع جيشه وحكومته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر