الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر: السكوت و العمل أفضل .

التهامي صفاح

2015 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا : حرية – مساواة - أخوة

تحت عنوان "السيسي في احتفال ليلة القدر: فيه شباب كتير ألحدو يعني مخرجوش من الإسلام! بس أنا مش قلقان من الإلحاد"
ورد علينا فيديو للمشير السابق عبد الفتاح السيسي و فخامة الرئيس حاليا لمصر يتحدث فيه عن الإلحاد في بلده .الرابط أسفل المقال .
و للأمانة الأدبية أنقل للقراء الكرام ما قاله عبد الفتاح السيسي بالضبط في الفيديو مع ترجمة بالعربية لتوضيح المحذوف في كلامه و الذي ربما بسوء نية تعمد تجاهله صاحب العنوان الموضوع للفيديو :
"....كثير من الناس بيقولوا إن فيه كثير من الشباب ألحدوا يعني ما خرجوش من الإسلام ...ده مسلمين و مسيحيين و يمكن حاجة كمان ..قالوا مفيش بقى ..طب ليه ؟ ما قدروش يتحملوا حجم الفتنة و حجم الإساءة و حجم الظلم اللي موجود على الارض ..وقالوا مش معقول .ما استحملوش ..أنا مش قلقان من الحكاية ديه بالمناسبة ..مش لأننا مش غيورعلى الله سبحانه و تعالى ..لا ..لأننا عارف أن الأمر ده هينتهي إن شاء الله ...هينتهي .."
الترجمة العربية :
" كثير من الناس يقولون أن هناك كثير من الشباب ألحدوا يعني لم يخرجوا من الإسلام فقط و إنما فيهم مسلمين و مسيحيين ويمكن ديانة أخرى أيضا .قالوا ليس هناك إله .لكن لماذا ؟
لم يستطيعوا تحمل حجم الفتنة و حجم الإساءة و حجم الظلم الموجود على الأرض .وقالوا ليس معقولا كل هذا .لم يتحملوا .أنا لست قلقا من هذا الأمربالمناسبة ليس لانني غير غيور على الله سبحانه وتعالى ..لا و لكن لانني اعرف ان هذا الامر سينتهي ان شاء الله ..سينتهي "
بعد إطلاعك أيها القارئ الكريم على الترجمة العربية ألا يبدو لك التدليس ربما الذي قام به واضع عنوان الفيديو إذا إفترضنا أنه ذكي و متعلم مش جاهل ؟
بغض النظر عن الموقف الذي يمكن أن يكون لأي شخص من فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، فالأمانة الأدبية في نقل المعلومات تقتضي القول بأن ما هو أبيض أبيض و ما هو غير ذلك غير ذلك .فالمصداقية يفقدها أصحابها بمجرد تحليل خطاباتهم و مقارنتها بمعلومات مرجعية للحاجة مثل هذه .
أما بالنسبة للخطاب في حد ذاته و ما شابه من تدليس من طرف واضع عنوان الفيديو كما بيننا و المناسبة هنا هي حديث فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الإلحاد أمام جمع من المسؤولين و أمام العالم لأن هذا الحديث منقول عن طريق وسائل الإعلام ، ألا يمكن أخذ العبرة من أن الكلام الكثير غير المدروس بعناية و غيرالمكتوب على الورق من طرف مسؤول فعلي مثل رئيس مصر أو مساعديه يمكن أن يؤدي لسوء فهم فظيع و له تأثير على السامعين يمكن أن يتقبله أصحاب النيات الحسنة و يمكن أن يستعمله أصحاب النوايا السيئة ضد الرئيس و ضد مصر كلها .
في هذه الحالة ألا يكون السكوت و العمل أفضل .
في إعتقادي أن السياسي المنتخب ديموقراطيا بنسبة 51% مثلا ليس من واجبه أن يفي بوعوده لمن إنتخبوه فقط بل أن يقنع بالحجة والدليل من حيث الخطاب السياسي و الفعل اليومي خصومه السياسيين الذين هم ال 49% المتبقية بالإنضمام لمشروعه الفكري و السياسي و الإقتصادي ليساعدوه في تنفيذ ه و تحقيق النجاح في مهمته ليقول للجميع في نهاية ولايته "ألم أقل لكم أن فكرتي ناجعة ؟ ها أنتم ترون " و ينال رضى الجميع .هذا هو السياسي الناجح الذي يحقق لبلده النمو والتقدم والازدهارداخل السلام و يشعر بالسعادة وبانه أدى واجبه بأمانة.
أما فيما يخص موضوع الإلحاد في مصر فليست الظاهرة خاصة بها و إنما هي ظاهرة عامة في كل الأرض تتبع تطور بشري أضخم للمجتمع الانساني ككل لا يمكن فرملته و تخضع لتغير بيئة الانسان و كثافة الارض السكانية و نقص الموارد الطبيعية و إزدياد مشاكل الفقر و لها مبشرين كبار أمثال ريتشار داوكينز صاحب مؤسسة ريتشارد داوكينز و أموال تصرف من أجلها .إلا أنه في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط و نظرا لغياب الحرية الدينية في تناقض صارخ مع النصوص والتي تؤطرها مؤسسات دينية تصرف من اجلها الاموال ايضا و تعمل بجانب السياسيين نشأت هذه الحساسية الزائدة بالموضوع .الموضوع هنا سياسي .و الالحاد في المنطقة موقف سياسي و ليس معرفي .انه رفض للخضوع لرجال الدين .لأن الدين يوظف سياسيا . أما في الدول العلمانية التي قطعت أشواطا كبيرة في الديموقراطية والتقدم والتطور هذا النقاش غير ذي موضوع بالنسبة للسياسيين . لأن الدولة محايدة قانونية وليست دينية .
الدولة الدينية بدين معين تعطي تعريف للدين يتماشى مع توجهاتها .و بالتالي بما أنها تمارس السياسة فهي تعطي تعريفات سياسية للدين و تدخل في جدل مع المكونات السياسية التي تعارضها والتي لها نفس الدين داخل المجتمع .فيبقى المواطنون الآخرون الذين ليسوا على نفس الدين في موقع المتفرج من الصراع السياسي و الجدل حول تعريفات المصطلحات الدينية التي يقدمها السياسيون الذين في السلطة .هنا تضيع حقوق هؤلاء المواطنين .
الدولة شخصية معنوية لجميع المواطنين و سيادتها و حيادها يفترضان أن لا يكون لها أي دين .
كن من أي دين تشاء .لكن حين تمارس السلطة أو الادارة فانت كالقاضي النزيه محكوم بنصوص قانونية ذات سيادة على الجميع بنفس القدر دون تمييز هذا مسيحي هذا مسلم هذا بهائي .. الخ
أما إذا كان المقصود من خطاب رمضان نوع من المداهنة للمتطرفين ، فالحقيقة يجب أن يكون لها مجاهدون ايضا يحملون جميع أنواع الأسلحة .فالحجة والبرهان الصحيحين هما من يعطيانها الشرعية و الحق لا النفاق أو الاكاذيب. والنضال من أجل الحقيقة و العلم والمعرفة والحرية والكرامة ودحر الخوف هو الطريق الصادق والصحيح للاجيال القادمة. فهم ابناء و فلذات اكباد المتعلمين و المثقفين الحاليين في مصر والعالم .
و تحياتي لشعب مصر الشقيق
و لكل الاساتذة العظام الذين علموا الشيء الكثير للآخرين .
أمثال الدكتور طه حسين و علي عبد الرازق و غيرهم كثير اليوم .
للتواصل الالكتروني :
[email protected]
رابط الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=VNO_BFoeJUk








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب