الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج ٱلمؤمنين

سمير إبراهيم خليل حسن

2005 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


زواج ٱلمؤمنين
زواج ٱمرء وٱمرأة يتبع مسألة ٱلاصطفآء ٱلعلمى وٱلمعرفى. وهو ما نفهمه من أمر ٱللَّه للمرء ٱلمؤمن لأن يسعى للزواج من ٱمرأة مؤمنة محصن. وٱلمؤمن هو ٱلذى ينظر فى كيف بدأ ٱلخلق ويعلم. وٱلمؤمنة هى مثله. وٱلمحصن من ٱلمؤمنات هى ٱلتى تحمى وتمنع نفسها إراديّا عن فعل ٱلمسّ (ٱلجنس) وتعفّ عنه من قبل ٱلزواج. وقد ضرب ٱللَّه للمؤمنين مثلاً على مثل هذه ٱلمرأة ٱلمحصن:
"ومريم ٱبنت عمرٰن ٱلتىۤ أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدَّقت بكلمٰت ربها وكتبه وكانت من ٱلقـٰنتين" 12 ٱلتحريم.
مثل هذه ٱلمؤمنة لا يتحقق وجودها بٱلإيمان ٱلظنى لأن ٱلعفَّة تنجم عن نظر وعلم ويقين. فٱلمؤمنة ٱلمحصنة هى مؤمنة عالمة لا ظنيَّة.
وٱلذى علينا ٱلعلم به هو أنّ ٱلمؤمن ٱلمخاطب فى ٱلقرءان هو ٱلمؤمن ٱلعالم ٱلذى لا يستسلم للريب وٱلظنون ولا يقفُ ما ليس له به علم. وهذا ٱلمؤمن هو ٱلذى يتوجّه إليه ٱلبلاغ:
"ومن لم يستطع منكم طَولا أن ينكح ٱلمحصنٰت ٱلمؤمنٰت فمن ما ملكت أيمٰنكم من فتيٰتكم ٱلمؤمنٰت وٱللَّه أعلم بإيمٰنكم بعضكم من بعضٍ فٱنكحوهن بإذن أهلهن وءَاتوهنّ أجورهن بٱلمعروف محصنٰت غير مسٰفحٰتٍ ولا متخذٰت أخدانٍ فإذا أحصنّ فإن أتينَ بفاحشة فعليهن نصف ما على ٱلمحصنٰت من ٱلعذاب ذٰلك لمن خشى ٱلعَنَتَ منكم وأن تصبروا خير لكم وٱللَّه غفور رحيم" 25 ٱلنسآء.
ويبين ٱلبلاغ لهذا ٱلمؤمن (ٱلعالم... فيزيآء.. كيميآء.. بيولوجيا..) أنه إذا تعذر عليه ٱلزواج من مؤمنة مثله (عالمة مثله... ) وكان يخشى ٱلعنت (ٱلعنت يدل على ٱلعسر وٱلصعوبة ومنه ٱلقول "تعنت برأيه". وفى ٱلبلاغ يدل على صعوبة كبح ٱلنفس عن فعل ٱلمسّ) فهو يستطيع ٱلزواج من مؤمنة ظنًّا من داۤئرة حياته (ما ملكت يمينه وهى ٱلتى تطول يمينه إليها). وقد ٱشترط عليه أن يكون ٱلزواج برضى ٱلأهل ومدفوع ٱلأجر وعلنى. ومع ذلك ينصح ٱلبلاغ هذا ٱلمؤمن بٱلصبر حتى يلتقى مؤمنة عالمة مثله.
وبيّن ٱلبلاغ أن ٱلمؤمنة ظنًّا ليست كٱلمحصن. وهىۤ إن أتت بٱلفاحشة من بعد ٱلزواج تعاقب بنصف ٱلعقوبة ٱلتى توقع على مؤمنة محصن أتت بٱلفاحشة من بعد ٱلزواج. وسبب ذلك أن ٱلمؤمنة ٱلمحصن ٱلتى تأتى بٱلفاحشة من بعد حصن إرادة وعفة وحصن زواج تستحق عقابا أشدّ بسبب علمها. وتخفف ٱلعقوبة عن ٱلأخرى بسبب جهلها وعدم عفَّتها فى ٱلأصل.
وٱلفاۤئدة من هذا ٱلتوجيه فى ٱلبلاغ هى فى ٱلحفاظ على خط ٱرتقآء ٱلإنسانية ٱلتى تعقل وتذكر وتتقى من خلال علمها وٱلتزامها بٱلبلاغ ٱلعربى. لأن زواج ٱلمؤمن ٱلعالم من مؤمنة عالمة مثله يهىء لأولادهما بيتًا يحضّ أهله على ٱلعلم. وفيه أمّ مؤمنة عالمة تعمل على تقوية وتثبيت منهاج ٱلعلم لدى أولادها. وبذلك يكتسب ٱلأولاد منهاج ٱلتقدم وٱلارتقآء ٱلإنسانى على سبيل ٱلخليفة ٱلذى يعلم "أنّ ٱللَّه يعلم ما فى ٱلسَّٰمٰوٰت وما فى ٱلأرض".
أما ٱلزواج من مؤمنة ظنًّا (وهى غير ٱلمحصن) فيجعل ٱكتساب ٱلأولاد لمنهاج والدهم يرجس مع منهاج ظنٍّ من ٱلوالدة. فتختلط ٱلحقوق بٱلظنون ويتخلّف ٱلأولاد بعضهم أو جميعهم عن وٱلدهم ٱلعالم. وهذا يدفع بٱلإنسانية إلى ورآء.
هذا عن لون ٱلزوجين ٱلمرء وٱلمرأة ومستوـٰهما ٱلعلمى. وفى كتاب ٱللَّه بلاغات تتعلق بٱلزوجين فىۤ أماكن متعددة. فٱلذين يريدون ٱلهداية يستندون إلـى ٱلبلاغ ٱلتالى:
"إنَّ هذا ٱلقرءانَ يهدى للتى هىۤ أقوَمُ" 9 ٱلإسرآء.
وفى ٱلبلاغ ٱلعربى بيان للمؤمن يتعلق بٱلجينوم ووراثة ٱلأمراض:
"حُرّمت عليكم أمهٰتكم وبناتكم وأخوٰتكم وعمٰتكم وخٰلـٰتكم وبناتُ ٱلأخ وبنات ٱلأخت" 23 ٱلنسآء.
وفيه بيان ما يتعلق بمفهوم ٱلأمومة وٱلأبوَّة:
"وأمهٰتكم ٱلّـٰتىۤ أرضعنكم وأخوٰتكم من ٱلرضٰعة وأمهٰت نساۤئكم وربٰۤئبكم ٱلّٰٰتى فى حجوركم من نساۤئكم ٱلّـٰتى دخلتم بهنَّ فإن لم تكُونوا دَخَلتمُ بِهنَّ فلا جُناحَ عليكم وحلـٰۤئل أبناۤئكم ٱلذين من أصلٰبكم وأن تجمعوا بين ٱلأختين إلاّ ما قد سلف إن ٱللَّه كان غفورًا رحيمًا" 23 ٱلنسآء.
وفى مجلة ٱلعلوم ٱلأمريكية ٱلمجلد /13/ ٱلعدد /12/ كانون ثانى 1997 وفى مقال "البحث عن الجينات المقاومة للإيدز" لـ ( J.S أوبرين وM دين) ورد ٱلقول ٱلمصدِّق للتحريم ٱلجينومى:
"كما أثبتت بعض التجارب على الحيوان وجود دور للجينات فى الأمراض المُعدية، إذ تبدو الفئران والجرذان والدواجن والمواشى الناتجة عن تزواج الأقارب (التهجين الداخلى) Inbred حساسة بشكل واضح للأمراض السارية. ولعل ذلك يعود بشكل رئيسى إلى أن تزاوج الأقارب لا يترك لها سوى ذخيرة محدودة من الألائل المقاومة للمرض. أما المجموعات الناتجة عن تزواج الأباعد (التهجين الخارجى) Out bred، فمن المحتمل أن يوجد فى بعضها أليل يحصّنها تجاه عامل مُمرض ما، ويمكن لمن يحمل مثل هذا الأليل، الصمود والبقاء فى مواجهة الوباء وتأمين الاستمرارية للمجموعة. ولما كان البشر مختلفين جينياً (وراثياً)، فقد افترضنا أنهم – مثل الأنواع الأخرى الناتجة من تزاوج الأباعد – لديهم كثير من الألائل القوية المقاومة للمرض، وربما يكون من بين هذه الألائل مقاومات للفيروس HIV، تنتظر بكل بساطة من يكتشفها".
وفى مكان أخر من ٱلمقال ورد ٱلقول ٱلمفصل ٱلتالى:
"فالفرد يرث نسختين من كل جين، ما عدا الصبغيين الجنسيين (نسخة من الأم ونسخة من الأب)، ويتشكل النمط الجينى من زوج من الألائل فى موضع محدد من الصبغى، أو العنوان الجينى. فمن يرث أليلين متماثلين لجين ما، يطلق عليه متمائل الزيجوت Honozygote، ومن يرث أليلين مختلفين لجينٍ ما، يطلق عليه متغاير الزيجوت Heterozygote".
وقد أصبح ٱليوم من وجهة نظر علم ٱلوراثة عموما أن زواج ٱلأقارب يزيد من ٱحتمالات ظهور ٱلانحرافات وٱلأمراض ٱلوراثية.
وكما بين ٱلبلاغ مسألة ٱلتحريم فى زواج ٱلقربى ٱلجينومى بيّن ٱلحلال:
"وأُحِلّ لكم ما ورآء ذلكم أن تبتغوا بأموٰلكم محصنين غير مسٰفحين" 24 ٱلنسآء.
أىۤ أن كل ٱلنسآء حلال بعد إخراج ٱلمعدودات فى ٱلبلاغ /23/ ٱلنسآء. وهذا بٱلنسبة للمسألة ٱلوراثية ومتعلقاتها ٱلمُمرضة. وهو أمر عام يتعلق بصالح ٱلبشر من دون ٱلنظر إلى مسألة ٱلإيمان.
أما ٱلمؤمن فعليه مسئولية ٱلالتزام بٱلحلال مع ٱلاقتران بٱلإيمان وٱلحصن ٱلذى بيّنه له ٱلبلاغ /25/ ٱلنسآء. والذى يأتى ترتيبه فى ٱلسورة من بعد بلاغ ٱلتحريم وبلاغ ٱلحلال ٱلعام مباشرة.
أما ٱلبلاغ ٱلتالى:
"ٱليومَ أحلَّ لكم ٱلطيّبٰت وطعام ٱلذين أوتوا ٱلكتٰب حلّ لكم وطعامكم حلّ لهم وٱلمحصنٰت من ٱلمؤمنٰت وٱلمحصنٰت من ٱلذين أوتوا ٱلكتٰب من قبلكم إذاۤ أتيتموهُنَّ أجورهن محصنين غير مسٰفحين ولا متخذىۤ أخدانٍ ومن يكفر بٱلإيمٰن فقد حبط عمله وهو فى ٱلأخرة من ٱلخٰسرين" 5 ٱلماۤئدة.
فله أهمية خاصة بٱلنسبة للمؤمنين حقًّا وهم ٱلراسخون فى ٱلعلم (ٱلعلمآء ٱلذين يؤمنون بٱللَّه وٱليوم ٱلأخر) سوآء ءكانوا من أتباع رسالة ٱللَّه ٱلقرءان أم من أتباع رسالات سابقة. ويدلنا على ذلك ٱلبلاغ ٱلتالى:
"لكنّ ٱلراسخون فى ٱلعلم منهم وٱلمؤمنون يؤمنون بماۤ أنزل إليك وماۤ أنزل من قبلك" 162 ٱلنسآء.
فى ٱلبلاغ /5/ ٱلماۤئدة توجيه لهؤلآء ٱلمؤمنين (من كل ٱلوجهات) لإقامة علاقات ٱجتماعية ودية فيما بينهم (ٱلطعام) وأن يتصاهروا. وقرن ذلك بٱلحلال فى مطلع ٱلبلاغ. وحذّر ٱلذين يكفرون منهم بهذا ٱلحلال حيث تسوء علاقاتهم ببعض فى ٱلحياة ٱلدنيا وتزرع بينهم ٱلفرقة وٱلضعف ونقص ٱلثقة. وهم فى ٱلأخرة من ٱلخاسرين.
ووكّد ٱللَّه للمؤمنين حقًّا من أتباع ٱلقرءان أن بيانه لهم ٱلمتعلق بٱلنكاح هو ذاته عند ٱلمؤمنين حقًّا من ٱلذين أوتوا ٱلكتاب من قبلهم:
"يريد ٱللَّه ليبّين لكم ويهديكم سُنن ٱلذين من قبلكم ويتوب عليكم وٱللَّه عليم حكيم" 26 ٱلنسآء.
وفى هذه ٱلأية توكيد على ما جآء فى ٱلبلاغ /25/ ٱلنسآء. وبيان أنَّ سنَّة ٱللَّه فى زواج ٱلمؤمنين واحدة. وأنه لا يوجد ما يمنع إقامة ٱلعلاقات ٱلاجتماعية ٱلوديّة فيما بينهم وتقويتها بٱلنكاح. وبها تبنى وحدة ٱلمؤمنين بٱللَّه وٱليوم ٱلأخر يقينا.
أما ٱلحلال ٱلذى جآء فى ٱلبلاغ /50/ ٱلأحزاب:
"يـٰۤأيُّها ٱلنّبىّ إنّاۤ أحللنا لك أزوٰجك ٱلّـٰتىۤ ءاتيتَ أجورهُنّ وما ملكت يمينك ممّاۤ أفآء ٱللَّه عليك وبنات عمّكِ وبناتِ عمٰتكِ وبناتِ خالك وبناتِ خٰلـٰتك ٱلَّـٰتى هاجرن معك وٱمرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبّى إن أراد ٱلنبُّى أن يستنكحها خالصة لك من دون ٱلمؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فىۤ أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان ٱللَّه غفوراً رحيمًا".
فهو حلال نكاح حصرىّ بٱلنبى من دون ٱلمؤمنين. وفيه تذكير بٱلبيان وبٱلتوجيه لهم فى مسألة حلال وحرام زواجهم "من دون ٱلمؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فىۤ أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان ٱللَّه غفوراً رحيمًا".
لقد بيّن ٱلبلاغ أن حلال ٱلنبى مختلف عن حلال ٱلمؤمنين. كما بيّن أن ٱللَّه غفور رحيم للنبى فى هذا ٱلأمر. وبين ٱلسبب لهذا ٱلحلال "لكيلا يكون عليك حرج".
فما هو ٱلحرج ٱلذىۤ أراد ٱللَّه رفعه عن ٱلنبىۤ أمام ٱلمؤمنين ؟
ٱلنبى هو رسول ٱللَّه وعليه بلاغ رسالته للناس. ومن مساۤئل بلاغه لهم حرام ٱلنكاح فى ٱلبلاغ /23/ ٱلنسآء. ولما كان زواج ٱلنبى يخالف حكم هذا ٱلبلاغ وقع ٱلحرج عليه أمام ٱلمؤمنين. ولما كان ٱلنبى لا يستطيع بيان سبب مخالفته لما يبلغه للناس جآء ٱلبيان من ٱللَّه مباشرة.
فما هى ٱلمخالفات ٱلتى حللَّها ٱللَّه للنبى لرفع ٱلحرج عنه ؟
لقد ضمّ حلال نكاح ٱلنبى ما يلى:
1- أزواجه ٱلَّـٰتى ءَاتاهن أجورهن مهما كانت درجة ٱلقربى بينه وبينهن. وبين إحداهن وٱلأخرى. شرط أن يدفع أجر من لم يدفع لهاۤ أجرها. أى لم يُعفَ ٱلنبى من دفع ٱلأجر.
2- جميع ٱلمؤمنات ٱلظنيّات ٱلَّـٰتى فى داۤئرة سلطته (ملك ٱليمين).
3- بنات ٱلعم وبنات ٱلعمة وبنات ٱلخال وبنات ٱلخالة ٱلَّـٰتى هاجرن معه. أماۤ أمثالهن من غير ٱلمهاجرات فلسن حلالاً له.
4- مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى (من دون أجر) إن أراد هو ذلك.
وللتوكيد على خصوصية نكاح ٱلنبى وعلى رفع ٱلحرج عنه جآء فى ٱلبلاغ:
"ما كان على ٱلنبّى من حرجٍ فيما فرض ٱللَّه له سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خلوا من قبل وكان أمر ٱللَّه قدرًا مقدورًا" 38 ٱلأحزاب.
حلال وحرام نكاح ٱلمؤمنين هو وفق "سنن ٱلذين من قبلكم" وهى سنن "ٱلذين أوتوا ٱلكتٰب من قبل". أما حلال ٱلنبى فهو وفق "سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خلوا من قبل". فٱلذين خَلَوَا مضوا وذهبوا مع ذريتهم من دون عودة. أى ٱنقرضوا. أمّا ٱلذين من قبل فهم ٱلسابقون عليكم وأنتم ومن معكم من ذريتهم. وهم ٱلذين أوتوا ٱلكتاب من قبل.
سنن ٱلمؤمنين هى سنن ٱلذين من قبلهم. هذا ماۤ أظهره ٱلبلاغ /5/ ٱلماۤئدة. وورد فيه توجيه إلى ٱلعلاقة ٱلوديّة وٱلمصاهرة فيما بينهم. كذلك فى ٱلبلاغ /26/ ٱلنسآء.
وإذا عدناۤ إلى حياة ٱلنبى نجد أن جميع أولاده من جميع أزواجه قد شملتهم سنّة ٱلذين خلوۤا. أى ٱنقرضوا. لقد ماتوا وجميعهم ذكور. ولم يسلم منهم أحد. لأنهم تهجين داخلى. بإستثنآء زوجه خديجة بنت خويلد ٱلتى لم يكن بينها وبينه قرابة وبنته منها تهجين خارجى.
لقد بين ٱلبلاغ أنّ ٱلنسب يتبع ٱلذكر:
"وهو ٱلذى خلق من ٱلمآء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربك قديرًا" 54 ٱلفرقان.
فٱلذى بقىَ من أولاد ٱلنبى هو ٱلصهر من زوجه خديجة. ولا ندرىۤ إذا كان حلال ٱلنبىۤ أراد ذلك. أى قطع ٱلنسب.
وإذا نظرنا إلى قضية توجيه ٱللَّه للمؤمن ٱلعالم للزواج من مؤمنة عالمة مثله. وقد نصحه بٱلصبر فلا يتزوج من مؤمنة ظنّية حتى يلتقى مؤمنة عالمة. وعلاقة ذلك بتربية ٱلأولاد وٱلارتقآء بٱلإنسانية. فما نجده أن ٱللَّه لم يخص ٱلنبى بهذه ٱلنصيحة ٱلتى غايتها ٱلأولاد. فهل كان قطع نسبه بإرادة من ٱللَّه؟
ومن بعد عرض حلال نكاح ٱلنبى ٱلمخالف لحلال ٱلمؤمنين نستنبط منه أن كلمة "أخت" ٱلمحرمة فى ٱلبلاغ /23/ ٱلنسآء تدخل فيه كلّ من بنت ٱلعم وبـنت ٱلعمـة وبنت ٱلخال وبنت ٱلخالة وهى مثل ٱلأخت من ٱلوالدين. وقد بين علم ٱلوراثة أن ٱلأولاد من مثل هذا ٱلزواج هو من ٱلتهجين ٱلداخلى Inbred ٱلذى يورث ٱلأمراض وٱلانحرافات ٱلخلقية وٱلتشوهات وٱلبلاهة. وجميع ٱلدراسات ٱلمتعلقة بٱلسرطانات وٱلإيدز وتصلب ٱلشرايين وٱلسكرى تذكر عامل ٱلوراثة كسبب مشترك فى جميع هذه ٱلأعراض مع عوامل مسببة أخرى. وأناۤ أرى فى عامل ٱلوراثة ٱلسبب ٱلأول بين جميع تلك ٱلعوامل ٱستنادًا إلىۤ بلاغ ٱلتحريم /23/ ٱلنسآء ٱلذى توجه إلى هذه ٱلمسألة حصرًا.
وهناۤ أرىۤ أن أورد ٱلبلاغ ٱلتالى:
"وقل ٱلحمد للَّه سيريكم ءايٰته فتعرفونها وما ربُّك بغـٰفل عمّا تعملون" 93 ٱلنمل.
وءايات ٱللَّه لا حصر لها ومنها كتاب ٱلجينوم ومنها ٱلذكر وٱلأنثى. فلماذا خلق ٱللَّه ذكر وأنثى؟
فى ٱلحياة ٱلأولى لا يوجد ذكر وأنثى. وفعل ٱلتكاثر كانت وسيلته فى ٱنقسام ٱلنفس ٱلواحدة (وحيدة ٱلخلية) إلى نفسين متماثلتين فى جميع ٱلكاۤئنات ٱلحية. وهذا ٱلتكاثر هو نسخ للأصل من دون تغيير. ومن أجل ٱلبدء بفعل سنّة (قانون) ٱلاصطفآء وٱلتطور فى ٱللون ٱلحى أتى خلق ٱللَّه بفصل ٱلنفس ٱلواحدة (وحيدة ٱلخلية) وجعلها ذكرًا وأنثى. وهو ما فهمناه من ٱلبلاغ:
"خلقكم من نفسٍ وٰحدةٍ ثم جعل منها زوجها" 6 ٱلزمر.
وحتى لا يوقع ٱلناس (ٱلمؤمنون ٱلعلمآء منهم) فى ٱلنسخ ٱلوراثى. بما فى ذلك نسخ ٱلأمراض. أمر ٱللَّه بٱلنكاح بعيدًا عن ٱلقربى. لأن ٱلولد من زواج ٱلقربى هو هجين داخلى Inbred يتركز فيه ٱلنسخ ٱلوراثى ومنه عوامل ٱلانقراض. أماۤ إذا ٱبتعد ٱلوالدين عن بعضهما وراثيا فيأتى ٱلولد من هجين خارجى Out bred. وبهذا ٱلزواج فإن ٱلولد يرى ٱلنور وفق خلق (تصميم) جينى جديد. وإذا ما كان ذلك ٱلخلق جيدًا فإن كل ما فيه من جديد وقيّم سينتشر ويحسّن ٱللون.
كما نصح بٱلنكاح من مؤمنات محصنـات (عالمات) للمحافظة على سوية تربوية عالية. وأحّل ٱلنكاح بين ٱلمؤمنين أتباع ٱلقرءان وٱلمؤمنين من ٱلذين أوتوا ٱلكتاب من قبل لكى تتوسع داۤئرة نكاح ٱلمؤمن ٱلعالم من مؤمنة عالمة. حيث قد لا تتوفر فى داۤئرة حياته مؤمنة عالمة تتبع ما يتبع سوآء ءكان هذا ٱلمؤمن ٱلعالم من ٱلذين أوتوا ٱلكتاب أم من ٱلذين يتبعون ٱلقرءان.
ونرىۤ أنَّ ٱلامتناع عن تبادل ٱلزواج وفق ما جآء فى ٱلأية /5/ من سورة ٱلماۤئدة يدفع ٱلمؤمن ٱلعالم من أى داۤئرة كانت لأن ينكح مؤمنة ظنا. ويكون بذلك قد وقع فى ٱلإحباط ٱلذى حذر منه ٱلبلاغ. وٱلإحباط هو فى مستوى ٱلأولاد ٱلعلمى. وإن طاعة أوامر ٱللَّه ومنهاۤ أوامره ٱلمتعلقة بٱلنكاح هى مسئولية ٱلمؤمن وحده ومن دون إكراه عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa