الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرات من كتاب -كشف البدايات-

ماجد مغامس
مهندس مهتم بالدراسات الإنسانية والدينية

(Maged Moghames)

2015 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتاب "كشف البدايات" ( Anacalypsis): هو كتاب للمؤلف الإنجليزي جفري هيجنز ( Godfrey Higgins) الذي عاش في القرن التاسع عشر، ويتألف من مجلدين إستغرق في كتابتهما 20 عاماً ونشر عام 1833.

يبحث المؤلف في كتابه في أصل الديانات. حيث سطًر الكاتب فيه فكرته بأن أصل الديانات كلها يعود إلى ديانة واحده ترعرعت في حضارة ما قبل التاريخ وسادت في مختلف أنحاء العالم أنذاك ومنها إنبثقت جميع الديانات فيما بعد إلى يومنا الحاضر. وأكد أن تلك الديانة إمتلكت قدر كبير من المعرفة الكونية وعلم الفضاء. والأهم أن تلك الديانة الأصلية لم تتضمن مؤسسات دينية أو رجال دين يمتلكون المعرفة الدينية دون سواهم من العامة.

يقول ( هيجينز):
"....وهناك الكثير من الشواهد على وجود إرتباط وثيق في التاريخ القديم بين ما يعرف اليوم بتايلاند وأفغانستان وغرب سوريا وايرلندا. من هنا، ليس من الغريب أنه كان هناك إمبراطورية عظيمة أنذاك تميزت بكونيتها وبوجود الربوبية الكلية كدين جامع, بالإضافة لشيوع لغة مشتركة إمتدت في كافة أنحاء العالم المسكون أنذاك."
يرى ( هيجنز) أن هذه المنظومه الدينية لم تتضمن التوحيد بالضرورة، بل إشتلمت على وجود إله أعلى يمثله مجموعة من الألهه الصغرى التي تعود بأصلها إلى الإله الأعلى، ومن هنا سمى الكاتب هذه الديانة بـ" الربوبية الكلية" ( Pandeism) رجوعاً للأصل اليوناني للأسم والذي يعني قياساً " عبادة عائلة الألهه الكونية." وينوه الكاتب إلى إختلاف مفهوم هذا المصطلح عن مصطلح "وحدة الوجود" (Pantheism) والذي يدل بأحد أشكاله على وجود الإله في كل عناصر الكون و عدم وجود ذات منفصله له.
يرى الكاتب بأن الهند كانت مهد هذه الديانه والحضارة. بحيث إمتدت منها إلى اليونان وربما في مرحلة من المراحل كانت حاضره في كل ارجاء العالم. ومن الهند يسوق الكاتب الكثير من القراءات التاريخيه ليبين أصل بعض المفاهيم والمسميات في الديانات الإبراهيميه، التي بالنسبه له إنبثقت من الديانة الأصلية الأولى.

فمثلاً يؤكد الكاتب أن أصول اليهود جاءت من الأراضي الهنديه, حيث تواجد اليهود هناك في مرحلة ما قبل التاريخ على شكل قبائل هندية كانت تسمى " كالاني" ( Kalani, Calani). الملفت للنظر أن هذا الطرح يتقاطع مع ما ذكره الباحث فلافيوس جوزيفوس (Flavius Josephus) - الذي عاش في القرن الأول الميلادي - نقلاً عن أرسطو الذي قال " إن اليهود قدمو مع فلاسفة الهند، وأصولهم هي قبائل كالاني." على ذات النسق، يورد الفيلسوف الإغريقي (Clearchus of Soli) - الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد - أن " اليهود ينحدرون من أصول هندية، وكانو يسمون في الهند بـ "الكالانيين" وفي سوريا باليهود. وإسم عاصمتهم يصعب نطقه. تسمى القدس."

عقائدياً, يرى ( هيجينز) أن إسم النبي "إبراهيم" مأخوذ من إسم " براهما" وهو إله الخلق في الديانه الهندوسية، بحيث تم نقل الحرف الأخير من إسم "براهما" الى أول الكلمة فأصبحت " إبراهيم." كذلك فإن إسم " سارة" زوجة " إبراهيم" مشتق من " ساراسواتي" وهي ألهة العلم والفن والحكمة في الديانة الهندوسية وهي التي التي ساعدت " براهما" في خلق الكون والحفاظ عليه حسب ديانتهم.

وفيما يتعلق بالمسيحية، فقد ذكر الكاتب أن إسم السيد المسيح ( Jesus Chrsit) جاء من الأصل (Jescua Hanamasiah) بحيث أن المقطع ( Ham) في الإسم يمثل ( Om) في الديانة الهندوسية، وهو المقط اللغوي في الهندوسية الذي يرمز إلى القداسة والروحانية. وكان Hanamasiah)) أسمر البشرة وزار ما يعرف بإيطاليا اليوم، مما يعلل وجود رموز المسيحية السوداء في إيطاليا اليوم.

نهاية القول، على الرغم من قدم المصدر والنقد الذي وجه له وغرابة بعض طروحاته، إلا أنه ما زال مرجعاً في أصول الديانات والأسطورة.

التعليقات لمن يرغب على صفحتي على الفيسبوك
https://www.facebook.com/majid.mgamis








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية