الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يقتل خاله ليدخل الجنة !

محمود الزهيري

2015 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هكذا يتحول من إنسان هاديء الطباع يلمه شعور أقرب إلي اليتم , بعد أن انفصل والده عن والدته , ليقوم شقيق والدته برعايته وتحمل كافة تكاليف حياته , إلي أن يبلغ من العمر 20 سنة , ليتم إكتمال مشروعه الإنتحاري , ليسعي لقتل الذي قام بتربيته وتعليمه , وهكذا يقتل الشاب العشريني خاله ليدخل الجنة , لأن مصير خاله جهنم حسب مزاعم الموتورين الجهلاء !
إلا أنه كان هناك تعليم موازي , وتربية أخري موازية تصنع صنائع السوء والكراهية التي تصل لأعلي مراحل الحقد والغلول والتي تتقن فنون كراهية الحياة والطبيعة والكون ومن قبل ذلك كراهية الإنسان لمجرد الإختلاف مع الجماعة في الطائفة أو المذهب , بل لمجرد الإختلاف معه في أمور شكلية داخل إطار الجماعة الواحدة , وتوجيه طاقة الكراهية والحقد للوطن والمواطنين حتي لمن هم أقرب إليه في النسب , وكأنه ينطلق من تفسير مهووس للآية 24 من سورة التوبة :" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ-;- يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ-;- وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ "
وعلي منوال تفسيرات العنف والتطرف والإرهاب , يقوم أحد الإرهابيين بقتل خاله , والذي يعمل في وزارة الداخلية السعودية بواسطة سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وهو العقيد راشد الصفيان ، إثر حادث تفجير السيارة المفخخة أمام إحدى نقاط التفتيش في الرياض.
وتمت تلك العملية الإرهابية الإجرامية قبل آذان المغرب , ليستقل الإرهابي عبد الله الرشيد , سيارة والدته , ليقتل بها خاله , بعد أن أرتدي حزاماً ناسفاً وتوجه إلي نقطة التفتيش التي يعمل بها خاله بوزارة الداخلية السعودية .
والغريب في الأمر أن هذا الإرهابي القاتل لنفسه ولخاله الذي تولي أمور تربيته وتعليمه , والمقيم معه بنفس السكن , لم يكتمل 20 عاماً بعد, بدلالة الخطر الداهم علي مستقبل المملكة العربية السعودية ذاتها , ومستقبل البلدان العربية والإسلامية التي لم تنتبه إلي مشروعاتها التربوية والتعليمية والتي تحرض علي الكراهية ونبذ الآخر واذراؤه وتحقيره , والتحريض علي قتله , بجانب تصوير الجماعات الدينية الإسلامية التي ترعاها الأنظمة العربية والإسلامية لإحداث توازنات سياسية في مناطق النزاعات في الدول العربية والإسلامية , عبر دعم الجماعات الدينية بمسميات أهل السنة والجماعة , ومايتفرع عنها من مسميات وأسماء , وعبر جماعات الشيعة , ومايتفرع عنها من مسميات وأسماء , لدرجة أن تستبيح هذه الجماعات دماء وأموال وأعراض بعضهم البعض بداية من الحاكم ووصولاً للشعب , ليتعدي الأمر كذلك الأسرة الواحدة التي يتم إستباحة دماء أفرادها تحت مفهوم التفسير والتأويل لآيات القرآن :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ( التغابن 15
ولذلك فإن دراسة هذه الظاهرة التي صارت متأصلة ولها جذور في المجتمع , وتمادي الأمر لتمتد هذه الجذور إلي الدولة تحت مسميات دينية منها مفهوم " التقية الدينية " , إلي أن يستلزم الأمر الكشف عن الهوية وتفعيل فقه الدم .
وهذه الجريمة التي ارتكبها الشاب السعودي عبدالله الرشيد بقتله لخاله العقيد راشد الصفيان , في آخر أيام شهر رمضان , بتفجير نفسه بسيارة والدته ليقتل نفسه ويقتل خاله بمزاعم دينية موتورة تبيح الإنتحار عبر مزاعم الإستشهاد , وتبيح قتل الأهل والأقارب وكذلك قتل الغير من المواطنين أو غير المواطنين بمزاعم مؤداها الإجرامي يحمل مسمي الجهاد في سبيل الله , والدفاع عن الله , ونصرة رسوله و شريعته .
وهكذا يقتل الشاب العشريني خاله ليدخل الجنة , لأن مصير خاله إلي جنهم وبئس المصير , حسبما صور له أمراء الجماعات الدينية الإرهابية التي ترعاها دول , وتمولها أجهزة مخابرات دول كبري !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تلك عاقبة الذين اسآؤوا السوآءى
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 7 / 19 - 05:37 )
ولا يحيق المكر السيء الا باهله. اخي الكريم لا يخفى على احد وبدون لف او دوران هو ان الراعي الاول والممول للارهاب هي مملكة الشر السعودية وان الفكر التيمي (نسبة لابن تيمية) ومجدده صنيعة الانجليز محممد بن عبد الوهاب وتنبي السعودية له منهجا لتثبيت حكمها وغباء الشعب السعودي الذي يدعو لجزاره كل يوم بـ( الهم احفظ ولاة امورنا وارزقهم البطانة الصالحة) وهم يعلمون ان ولاة امرهم وبطانتهم هم افسد امة على وجه الارض اذ انهم يعيشون في القصور و 90% من الشعب يسكنون القبور. اما ما قام به هذا المجرم بقتل خاله ناسيا المعروف هي جريمة تشترك فيها الدولة وكهنتها لانهم من غرس بذرة الحنظل.اخي الكريم لا صلاح للامة العربية والاسلامية بل للعالم كله الا بتفكيك السعودية او احتلال منابع النفط وجعله تحت الوصاية الدولية لانه هو السلاح لدعم الارهاب. يقول الشاعر الكويتي حمود البغيلي.
الغرب يصنع طايرات وصواريخ ... والشرق الاوسط ضاع نفطه بلاشــي

حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ ... وحنا لماضينا نعيد النــقــــــــــــاشي

من عقب ماكنا جبال شواميــــــخ؟؟ ...صرنا تحت حكم الاجـانب ولاشـــــــي


2 - كأس الارهاب
.ماجدة منصور ( 2015 / 7 / 19 - 09:38 )
لتشرب السعودية من كأس الإرهاب الذي رعته و احتضنته و مولته فعلى الباغي تدور الدوائر0
احترامي

اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran