الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النرجسيه والارهاب تقضي على الوجه الانساني للاسلام

سناء بدري

2015 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لاشك ان النرجسيه والشوفينه هي صفات غير مستحبه لدى البشر .فالنرجسي هو الانسان الذي يحب نفسه فقط ويحسب انه الاجمل والاذكى والافضل وان الجميع هم اقل منه بدرجات وانه مركز الاهتمام الاوحد وصفات اخرى كثيره كلها تصب في حب الذات وتفضيلها على الاخرين.
اما الشوفينيه فهي اعتبار ان مجموعتك هي الاصلح والانقى والابقى و و و و على بقية الشعوب الاخرى وتصل الى حد الكراهيه للاخرين والتعصب الى مجموعتك.
ان نظرة التعالي وحب الذات والكراهيه اي النرجسيه والشوفينه لدى المسلمين تجعلهم يخسرون معركتهم الحضاريه الانسانيه مع بقية شعوب واعراق واديان الارض .
فأدعاء ان دين الاسلام هو دين التسامح والمحبه لا يترجم على ارض الواقع من قبل الاتباع اي المسلمين انفسهم من خلال الممارسات والموروث الديني الرافض للاصلاح والتحديث وقبول الاخر المختلف.
اعتبارواقتناع ان المسلمين هم خير امه اخرجت للناس هو تفضيل المسلمين عن بقية الشعوب واعتبارهم الافضل والاحسن والاقوى وكأن الله خلق بقية الشعوب والاديان خطاء ولم يحسن الاختيار واخيرا قرر ان الاسلام هو الافضل والبقيه كانوا اخطاء مطبعيه املائيه او خلقيه .من هنا تأتي نظرة التعالي.
قناعة وتأكد وايمان المسلمين ان كتابهم المقدس القرأن هو الوحيد المنزل من السماء رغم كل التاقضات والاخطاء وان بقية الكتب المقدسه لكافة الاديان هي من صنع الانسان .اي ان القرأن هو الكتاب الالهي الوحيد الذي يجيب عل كل الاسئله الكونيه والايمانيه والعلميه المعرفيه وهو يجيب حتى على كل الاستفسارات العلميه والاقتصاديه وحتى السياسيه, وصلاحه لكافة الازمان والاماكن.اي احتسابه دستور كوني قابل وصالح لك زمان ومكان.
من جهه يقولون ان لا اكراه في الدين ومن جهه اخرى يقرون بالجهاد واخضاع الناس للاسلام قصرا.اي ان تناقض فكرة لا اكراه بالدين مع فكرة الجهاد وعودة الخلافه واخضاع العالم تحت وصاية الاسلام.
بقاء المسلمين على فكرة ان التاريخ يعيد نفسه ومحاولة اسقاط احداث الماضي على الحاضر بتفاصيلها المرعبه واللانسانيه متناسين الحاضرمتجاهلين تقدم الزمن واختلاف الازمان وما قطعه الانسان من فكر حداثي وتنويري وابداعي علمي . تجاهل قبول فكرة ان الارض هي عباره عن قريه كونيه يجب ان يتعايش الانسان مع اخيه الانسان على افكار قبول الاخر المختلف وان الاديان هي قناعات شخصيه والاوطان لكافة مواطنيها وفصل الدين عن السياسه وتبني وتنفيذ مبادئ ومواثيق حقوق الانسان التى تكفل للجميع حرية المعتقد.
فالنرجسيه والشوفنيه مع افكار الجهاد ورفض تقبل الاخر المختلف ادت الى ظهور الارهاب المتأسلم الذي يقوم على القتل والسحل وتغيب وتحجيب الاخر المختلف معتمدا على الموروث الديني الذي لربما في زمانه كان صالحا الا انه اليوم فقد صلاحيته مع هذا التقدم التنويري الحداثي واختلاف الزمان.
من هنا نحن نرى انه لايكفي ان يدعي بقية المسلمين الاعتدال ولا يفعلون شئ ضد كل الارهاب المتأسلم يجب عليهم العمل والبدء بمحاربة كل من يسئون للاسلام .
كما وان على المسلمين التخلى عن افكار عودة الخلافه واخضاع العالم والقبول بفكرة التعايش مع كافة الشعوب على قدم المساواه.
قبول الاصلاح والتحديث يجعل الاسلام اكثر انسانيه .فلماذا يجب ان يقتل المرتد طالما انه لا اكراه بالدين وما هي اسباب معاقبة المفطر والمجاهر بالافطار برمضان طالما انه يهدي من يشاء.
ان ما يقوم به الارهاب المتأسلم من اقصاء الاخر المختلف والدعوات الى الجهاد والقتل على عدد الركعات والهويه وتحطيم الاثار وبقايا حضارات الشعوب السابقه لهو خير دليل على الكراهيه وحب الذات وتفضيلها على الاخرين.
الحروب الدينيه كانت مرحله تاريخه سابقه فلماذا يعيدها الارهاب المتأسلم . لاوجود لحروب دينيه اليوم اذ ان الحروب هي مصالح وتحالفات لا دخل للدين بها سوى ما عشش بعقول كل هؤلاء المرضى النفسين الذين توهموا واوهمواانفسهم بأن هناك حرب على الاسلام.
ختاما ان على الاسلام التخلص من الافكار والممارسات النرجسيه والشوفنيه والتخلي عن الارهاب وعليه قبول فكرة التعايش مع الاخر المختلف لان الشواهد وما يقوم به ملاين الاتباع بأسم الدين شوهت وقضت على فكرة انسانيةوحضارية المسلمين.هذا هو اضعف الايمان رغم اني من دعاة علمنة المجتمعات وفصل الدين عن الدوله اذ انه الخلاص الوحيد لعالم تسوده الحريه والديمقراطيه والعداله الاجتماعيه.
مفهوم الدوله العلمانيه الذي شوهه بعد الاسلامين لا يعني قطعا الغاء الدين لكنه يحيده لان الحلول الاقتصاديه والسياسيه وحتى الاجتماعيه والعلم والتنوير لا تحل دينيا بل علميا وتكنلوجيا وابداعا ويبقى للدين مكانته واحترامه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - [email protected]
الزنديق الأعظم ( 2015 / 7 / 19 - 14:21 )
السيدة الكاتبة

الأديان جميعها عندما نشأت لم يكن منشؤها لديهم فكرة واضحة عن المنتج النهائي و لذلك تجدين تطور في فكرة المنشئ، يبدأ بأفكار و ينتهي بأفكار أخرى.

أتباع المنشئ يطورون رؤية المنشئ النهائية، و أتباعهم يضيفون و يحذفون و يعدلون حتى نحصل على النسخة التي بين يدينا الآن.

بالنسبة للإسلام، ما بين يدينا من قرآن ليس هو ما أتى به محمد، فلقد تعدل و تغير و تبدل و حذف منه و أضيف عليه. لدينا اليوم نسخة رسمية عثمانية حجاجية، يرفدها فقه لا يعلم عنه محمد شيئا و لو فرضنا أن محمد عاد للحياة فسيسقط في امتحان الفقه الإسلامي.

الإسلام عبارة عن قوانين بدوية حجازية وجدت في القرن السابع الميلادي، إسقاطها على أماكن أخرى و أزمنة أخرى يبرز حقيقتها البشرية.

مشكلتنا هي مع من يصرون على أنها إلهية و أنها صالحة لكل زمان و مكان.

على قرأتي مقال بشاراه أحمد الأخير عن ملك اليمين؟ الرجل نزل في العبودية في المسيحية و اليهودية جزر و سلخ لكي يقول في النهاية أن ملك اليمين في الإسلام مختلف تماما فهو عبودية راقية إلهية جميلة.

هذه العقليات هي المشكلة، إنها عقلية المهلوس الذي يزين الإجرام لأنه أجبن ما أن يرفضه.


2 - الاستاذ الزنديق الاعظم المحترم
سناء بدري ( 2015 / 7 / 20 - 06:34 )
اشكر مرورك على المقال واضافاتك القيمه فانت استاذ مبدع بامتياز ومثقف ندر وجوده بهذا الكم المعرفي والثقافي.
اتابع مقالاتك في الزندقه وهمسات و و واذا كنت اقيم العلامات من 10 فانت تستحق عشره تربيع.
اعتقد ان الاديان بشرية الهوى ولذا حتى الله ذكر ولم يؤنث ونسجت الاساطير والخرافات وتناقلتها الاجيال مع الاضافات والخيا ل والفنتازيا كانت حاضره في كل هذه التصورات .
الانسان يرفض فكرة ان لا حياه بعد الموت لذا فالاديان هي موساته وامله بان هناك حياه ما بعد الموت والاديان ساعدته على تقبل الفكره والاتباع يتحدثون ويؤمنون بذلك وكانها الحقيقه المطلقه.
تحياتي ومودتي


3 - الفاضلة سناء
الزنديق الأعظم ( 2015 / 7 / 20 - 09:03 )
سيدتي
انت مقاتلة في سبيل الحرية
المجد لك
شكري الموصول لكلماتك

موفور الاحترام

اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa