الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتطورون :

انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)

2015 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المتطورون :
نحن بحاجة ماسة جداً لقراءة التأريخ. اطلاع على حضارتنا وإشكالياتها و تاريخ الأمم واحداثياتها، لا لغرض اعادة صياغة الماضوية وادلجتها كنظرية في تعزيز الوصل بالحاضر او المستقبل.... كلا بل لغرض الوقوف على حداثة الواقع من جهة وتطوره من جهة ثانية. وسلبية الماضي واشكاليته في تقديم اطروحة مرنة تتماشى مع تلك الحداثة،، اعادة القراءة بصورة نقدية تعطينا فرصة اكبر في استحضار انهزامات وإشكاليات الفكر القديم،، كذلك يعطينا الفرصة الكاملة لمعرفة التدرج الانساني نحو القيم وتعاملات المحصلة الفكرية في طرح البدائل الصحيحة للنهوض بالشعوب... استفادة امريكا جداً من تجربتها الداخلية وصراعاتها الخارجية لم توظّف تلك المنتجات الماضوية في عقلية الحاضر بقدر ما حصلت على كم جيد من التطور الانساني الفكري في إنتاج مؤسسة انسانية ىسياسية جيدة. مثال اخر التطور الديمقراطي الذي يشير اليه الدكتور موسى محمد في كتابه التطور الديمقراطي في بريطانيا يشير الى جملة من الصراعات التي انتجت ولادة دولة ومملكة حيوية استطاعت ان تتعامل مع تسارع الوعي الفكري والنشاط العلمي علما ان كلا الدولتين هي هجين غير متجانس من حضارات عدة. ففي استحضار التجارب في البناء الديمقراطي اجد من الممكن جداً التعويل على خصائص تلك التجارب بمعية حالة من حالات التجرد الفكري والنقد بشكل استقصائي عن اسباب الازماة والمحاولات التي جرت في خنقها والقضاء عليها لـ نأخذ مثاليين اخرين من رحم الواقع الجغرافي الملتصق بنا التجربة الايرانية كدولة مسلمة وماهية التعاطي قديماً مع ازماتها وحال مجتمعها وطرق التطور الفكري الذي حصل عليه الشعب الايراني بالمطالبة بحرياته والمهم في الامر الية التعامل الحكومي مع التوجهات الشعبية او المجتمعية كدولة اسلامية. اوقفني كثيراً مقال السيد سرمد الطائي الرحلة الى ايران حول شرح الآلية المجتمعية التي يعيشها المجتمع الايراني في ظلّ حكومة الدولة الاسلامية. هذا لم ينتج عن فراغ فكري بل نتج على اساس الوعي الحضاري والتطور العقلي الذي انتجته عقلية تلك الشعوب في حالة من حالات التوازي المنطقي بمسايرة حقيقة النمو المعرفي والتطلع الحضاري لتلك الشعوب مع شعوب الامم الاخرى. المثال الثاني ضمن الطبيعة الجغرافية هي العراق بلد الحضارات والتأريخ القديم أصالةً. مر بمختلف الإرهاصات الجدلية منها والعسكرية مروراً من عصور التكوين والنشر الاسلامي الى عصر الدولة العثمانية وعهد المماليك الاول والثاني. وتكوين الجمهورية دائماً اتذكر واقعية الدكتور علي الوردي في الطرح التاريخي لماضي التاريخ العراقي والمؤلف السيد حنا بطاطو في سرد تاريخ العراق الماضي منه والمعاصر الى حد ما،، سيكون مايهمني قوله :
كل امم العالم وشعوبها استفادة من تجاربها في تقويض نتاج الازمات وتصريفها كقيمة مهملة والتصاعد ايجابياً نحو التعقل الاداري والانساني في التعامل مع الواقع الراهن الا الشعب العراقي وحكوماته استمر في اعادة انتاج التأريخ بصوره المختلفة في التعكز عليها في بناء مستقبل اما لمؤسساته او لشخصية الفرد. فبالنتيجة تراجعت المؤسسة الحكومية نتيجة عقلية قادتها العشائرية او الدينية في توظيف صراعات الماضي او ارشيفه في صياغة الحاضر فتحقق التراجع لعدم جاهزية الحقب التاريخية وقدرتها على مسايرة الحاضر او لإفراده الذين ظلوا يتمسكون بسير الاحداث الماضية اما للدلالات حول تفسير المشكلة الانية او لغرض جعلها مبدأ متفاعل مع ماهو موجود ضمن قيم العصر الحالي ونسى الشعب او تناسى حالة الواقعية الأممية التي ترفل بها كل الشعوب بمعزل عن توظيف تاريخ النصوص واحالته كجزء منطقي في التعامل مع مايكروسكوبية التطور العلمي والانساني لازالت انثروبولوجيا العراقيين تخوض نفس الازماة التي تم تصديرها له عبر النصوص التاريخية ،نفس اشكاليات المنطق الأرسطي ،نفس الصراع الاجمالي لأحقية الحكم في زمن الهجرة النبوية، لازال الفرد العراقي يعتقد جداً ان الحضارة التي يجب ان يتم بنائها ليست هنا بل في احاديث القصور الكبيرة التي سيجدها جاهزة بعد موته علماً لم يركز التاريخ الاسلامي لو استفدنا من ماضيه في ربطه بالحداثة بجزء من اجزاءه على ذلك الجانب فقط وكانت تلك النصائح هي تسخير وايات الدفع بإتجاه اعمار الارض وعدم خرابها اكثر اهمية من تعامل الفرد بمفهوم الآخرة بشكل شخصي على نحو العموم مع المجتمع والية تطوره مع محيطه. دخلنا ضمّن جدلية النصوص بل عشنا بها ووظفناها الى ابعد مايمكن في عصر الاعتماد على الية العقل غير المأزوم بتجارب الماضي ومحاكته على نحو التطبيق لازال العقل الجمعي العراقي يركز في اسناده التفكيري على اساس قبح الحاضر وعدم التجانس معه رجوعاً الى اصل الماضي في الإتكاء على نصوصه علماً انه عندما يجلس مع ذاته تجده يستهويه ذلك القبح ان لم يكن يمارسه بشكل سري مع نفسه او عند خروجه الى مكانات الكفر!! التي يمقت أوضاعهم بينما هو يسيح عندهم بحجة كي أطلع عندها دخل ايضاً في مشكلة الازدواجية مع ما يراه فعلاً كائن وماوصلت اليه تلك الشعوب وماهو عليه من تراجع حضاري نتيجة دخوله في حكايات التأريخ والعيش بها دون عبورها وتحرير ملكيته الفكرية في تطوير ذاته والقيام بعمل ماهو كائن فعلاً من حالات التطور الأممي. لازلنا نخوض نفس التجربة التي ابتدأنها في زمن سابق وعقلنا عليها مشيئتنا في الزمن الحاضر تجربة استدعاء الماضي وتوظيفه بشكل حدي جداً في زمن اكتب انا الان من خلال جهازي اللوحي دون تحديد من هي الفرقة الناجية وكم منهم عراقيون ومن هم الذين سيكونون من الدول الاخرى ناظراً الى امتداد جغرافية الدول في توظيف طاقتها السياحية والعلمية والدولية في ترسيخ بقائها كقيمة لاتساوي صفراً بين بلدان العالم ( الثالث)!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب