الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يحتضر !!

جمال رفعت

2015 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



قال نيتشه " لقد مات الله و نحن الذين قتلناه "
اعتقد ، لم يكن نيتشه سعيد بقوله هذا ، و لعله لم يريد لذلك ان يحدث ، نيتشه كان يدين الانسان لقتله للاله ، فربما كان هو اكثر من يحتاجه !!

في الحقيقة ، لم يمت الله بعد ، مازال حي ، و لكنه في طور الاحتضار ، كل ساعة و يوم و شهر و سنة تمر علي الاله و هو علي فراشه تمثل خطر اكبر علي حياته و استمراريته بيننا .
الله ، فكرة ، لم تحصن نفسها جيدآ للأمد البعيد ، كانت تتعامل طبقآ للمعطيات المحدودة الموجودة في وقتها ، و لم تنجح في تكوين نظرة ابعد من حاضرها .
الله ، الابراهيمي ، فكرة خرجت من رحم افكار عديدة متباينة مشتته لحضارات و اديان و الهه سابقة له ، فخرح لسوء الحظ ، كيان مشوه غير كامل ينقصه الكثير ، يحمل بداخله التناقض المطلق و اللامنطقية ، حمل بداخله السادية و العنصرية و المحاباة و التردد و التهور ، اخذ من كل حدب و صوب صفة و ضرب بمطلقه المفترض كاله عرض الحائط فأصبح الله الذي يخلق بشر فيتهور فيغرقهم بطوفان و من ثم يندم لفعلته تلك ليتعهد بأنه لن يفعلها ثانية لنراه يعود فيغضب من جديد علي بني البشر فيحرقهم بنار من السماء ، و اصبح القائد الحربي الذي يقود شعبه الخاص لأحتلال اراضي الغير و محاربة شعوبها و قتلهم ، و اصبح الاله المحب الذي يتوعد بني البشر بالهلاك الابدي في النار الابدية إن لم يقبلوا فداء ابنه لهم ، و اصبح الاله الذي يأمر بقتل الكافرين به و لدعوة رسوله الجديد .
استخدم الاله طرق ساذجة مع شعوب بدائية ، ظنت انها تتعامل مع كائن عالم بباطن الامور مطلق العلم و الوجود ، و لكننا الان ، في قرننا هذا ، لم يعد الامر هكذا ، لم نعد ننظر لذلك الاله نظرة الاطفال التي تنتظر الإرشاد من الوالد ، لم نعد اطفال نؤمن بكل ما يقوله لنا بدون تحري و بحث و إختبار . اصبح الاله صغيرآ و الانسان كبيرآ ، توصل الانسان الان الي حل ألغاز الحياة و الارض و الكون التي لم يستطع الاله حلها ، توصل الانسان ان القيم و الاخلاق التي يريدنا الاله تقديسها بدون إعادة النظر بها هي اشياء نسبية ثابتة في كل زمان و مكان .
لم تعد الارض مسطحة كما اخبرنا الاله
و لم يعد وجود للعصاة السحرية " كن فيكون "
و لم تعد الارض مركز الكون و لا السماء قبة الارض
و لم تعد الامراض من الشيطان و العلاج من الاله
و لم تعد النصوص مقدسة و اكتشفنا ان الوحي ما هو سوي سرقة ادبية لأفكار و اساطير سابقة
لم يعد للانبياء و الرسل هالات قدسية ، بل بالعكس ظهرت الدراسات و شهر النقد فظهرت سلبياتهم التي غلبت ايجابياتهم
لم تعد الظواهر الطبيعية ظواهر شيطانية او إلهية ،و اصبحنا نستطيع بمساعدة العلم التنبؤ و السيطرة احيانا علي بعضها
لم تعد المثلية خطيئة يستحق صاحبها الحرق بنار تسقط عليه من عند عرش الرحمان ، بل طبيعة بيولوجية علينا تقبل صاحبها و إحاطته بالحب و القبول لا بالرفض و الحرق
الله يحتضر ، و مع كل نجاح علمي جديد للانسان سيموت الله بطيئآ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مؤاساة
صلاح البغدادي ( 2015 / 7 / 20 - 04:53 )
سلمت يداك استاذ جمال ،وابلغونا امس بان الاله فعلا مات في حزيران سنة 2014 عندما هجمت داعش على الموصل،وهذا الخبر بقى طي الكتمان طوال هذه المدة وبامر من داعش لانها تحكم باسمه،نعزي اليهود والمسلمين بهذا المصاب،اما المسيحيين فالههم لايموت،فالمحبة خالدة الى ابد الابدين.....وتحياتي


2 - عن اي اله تتحدث
سلام عادل ( 2015 / 7 / 20 - 15:23 )
لم تأت بجديد نهائيا في عرضك غير الموفق عن تاريخ معاملات الله مع الجنس الشري. فما كتبته أستاذ جمال كتبته عقول جبابرة في الفكر والفلسفة على مدار مئات السنين، وكلهم ماتوا وبقي الله الحقيقي لانه علة الوجود وهو حي ولن يموت. ولكنني أوافقك الرأي ان آلهة القتل والدم والدعارة والشذوذ الجنسي كلها ستموت، والمرشح لموت قريب هو اله الاسلام الفاشي والدموي والمنحرف


3 - استاذ سلام عادل
جمال رفعت ( 2015 / 7 / 29 - 23:01 )
تقول استاذ سلام ، انهم كلهمن ماتوا و بقي الله الحقيقي .. اي الله الذي بقي ؟ هل تخبرنا عن اسمه ؟!

اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط