الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكذب الإسلاموي المقدَّس

ياسين المصري

2015 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جاء في موسوعة وكيبيديا الإليكترونية: " الكذب يكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة، بِنِيَّة وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسيا واجتماعيا وهو عكس الصدق، والكذب فعل محرم في اغلب الأديان. الكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب بالكذب المرضي. وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة. وقد يقترن ببعض المهن أو الادوار مثل الدبلوماسية أو الحرب النفسية الاعلامية ".
المرجع:
الكذبhttps://ar.m.wikipedia.org/wiki

والقاعدة في الديانتين اليهودية والمسيحية المعلقتين بالسماء، هي اعتبار الكذب محرماً بشكل قاطع وبلا استثناءات، حيث يذكر العهد القديم {لاَ تَسْرِقْ، وَلاَ تَكْذِبْ، وَلاَ تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ} ، و{وَهَذَا مَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوهُ: لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَاحْكُمُوا فِي سَاحَاتِ قَضَائِكُمْ بِالْعَدْلِ وَأَحْكَامِ السَّلاَمِ}.

والناس في الدول المتحضرة، سواء كانت تدين بأي من الديانتين السابقتين أو بغيرهما، لا يكذبون كثيرا ولا يتكلمون كثيرا عن الكذب، والدولة من ناحيتها تعاقب الكذاب على كذبه إذا تسبب في ضرر ما لغيره من الناحية المادية أو المعنوية.

بينما الديانة الإسلاموية، فقد حرمت فقط الكذب على الله وعلى رسوله، وأباحته على الناس، وشجعت علية. الأمر الذي يؤكد نظرتنا في أن هذه الديانة لُفِّقت عن عمد من قبل مجموعة (فارسية) من أخبث وأردأ البشر، ليعتنقها ويلتزم بها أغبى وأحط البشر على الإطلاق، كي يبقوا أمد الدهر في ضلال مبين.

يزعم رجال الدين الإسلاموي وسدنته الملفقون والكذبة والدجالون - دون استثناء - أن الكذب على الله ورسوله أعظم أنواع الكذب وأفدحها، بناء على الآية: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} [سورة الزمر 60/39]، ويقولون أن هذا الكذب يكون بتحليل الحرام وتحريم الحلال، الأمر الذي يفعلونه هم بأنفسهم دائما وأبدا، متجاهلين بذلك قول نبيهم : " ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ". ومفضلين تبوؤ مقاعدهم الأثيرة في جهنم، مادام هذا الكذب يمكنهم من الاستحواذ على الثروة والسلطة والنفوذ في حياتهم، مثلما مكن نبيهم من قبل. فإذا كان النبي نفسه يكذب على الله، فلابد لأتباعه أن يكذبوا على الله وعليه وعلى الناس أجمعين.

إنهم يرددون دائما مثل هذه الأقوال القرآنية الصلعمية ليبعدوا عن أنفسهم شبهة الكذب، بينما الحقيقة هي أنه لا مهنة لهم على الإطلاق سوى الكذب والتدليس على الله وعلى رسوله وعلى الناس ليلا ونهارا. وكلما زادت ثروتهم وعلت سلطتهم واتَّسع نفوذهم كلما أمعنوا في هذا الكذب والخداع والتضليل.

وفي آيات وأحاديث أخري لم يقل لنا المفبرِك هل يقصد النوع الأول أم النوع الثاني من الكذب، فمثلا يقول القرآن : {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب} [ سورة غافر: 28] ويقول في سورة الحج:30 {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}، كذلك نقرأ عن عائشة بنت أبي بكر : " ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة ". ويقول نبى الإسلمة فى الحديث "كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح والصلاح يؤدى إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار".

من الواضح أن آيات وأحاديث نبوية مثل هذه ما كانت لتأتي مالم يكن هناك الكثيرون ممن يكذبون على الله وعلى رسوله، أي ينسبون إليهما أقولا أو أفعالا لا يمكن - أبدًا - التأكد من صحتها. ويكذبون بالمثل على الآخرين، الأمر الذي أصبح حرفة منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، فجميع الكذبة والدجالين والأفاقين في كل الأزمنة والأمكنة يعرفون جيدًا ما يريده الله ورسوله منا، ويعرفون جيدا ما يريدونه من الآخرين، وهو ملء حياتهم بالمال والسلطة والنفوذ والصحة والعافية، وإبقاء البسطاء والرعاع في فقر وعبودية وجهل ومرض وانحطاط.

لذلك قامت هذه الديانة على أساس متين من الكذب على الله وَمَن ثم على رَسُولِهِ، لأن أحدًا لن يستطيع التأكد مما ينسبونه إليهما من روايات، وأن أحدًا لن يستطيع محاسبتهما على أقوالهما أو أفعالهما مهما كانت شاذة أو منحطة!!!

من الطبيعي أن يتحدث القرآن ونبيه باستفاضة هكذا عن الكذب، طالما كان ولا زال من أكثر الأوبئة المزمنة والمتفشية بين البدو العربان، وأن نبي الأسلمة حقق ثروته منهم وبسط سلطتة ونفوذه عليهم بكذبه على الله، فكان يختلق الروايات والأساطير وينسبها إليه. وعندما رأى أتباعه يكذبون مثله على الله ويكذبون عليه بوصفه رسول الله، حرم ذلك عليهم، وترك الجميع يكذبون على بعضهم البعض وعلى غيرهم وأباح لهم الكذب شرعا في ثلاث حالات هي:
الكذب للإصلاح بين المتخاصمين
الكذب على الأعداء في الحروب
الكذب لإرضاء الزوجة

ففى القرأن:
{لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة إيمانكم إذا حلفتم واحفظوا إيمانكم كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تشكرون}. [سورة المائدة 89:5].

{لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور رحيم}. [سورة البقرة 225:2].

{من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان. ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}. [سورة النحل 106:16].

يلاحظ أن إله المتأسلمين لا يؤاخذ المتأسلمين إذا كذبوا وأقسموا كذبا ووضع في مقابل ذلك ما كسبت قلوبهم من الإيمان واطمأنت به، ولكن هذ الإيمان المزعوم لا يمكن التعرف عليه قط، فضلا عن استحالة التأكد من وجوده أو قياسه. وفي نفس الوقت وضع حلّا سهلًا للكاذب كي يريح ضميره، هو إطعام عشرة مساكين مما يطعم أهله أو يكسوهم أو يحرر عبدًا ، فإن لم يستطع فيصوم ثلاثة أيام !!!، لذلك نرى اليوم الدجالين والملفقين في الفضائيات لا يكفون عن الأكاذيب والشتائم واللعنات الإسلاموية المقدسة ويمهرونها دائما بقسم الله العلي العظيم.

وفي كتاب " إحياء علوم الدين " للدجال والملفِّق الفارسي الشهير إبي حامد الغزالى - المجلد 4 صفحة 284 -287. عن أم كلثوم (إحدى بنات النبى) أنها قالت: "ما سمعت رسول الله يرخص فى شئ من الكذب إلا فى ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الصلاح، والرجل يقول القول فى الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها".

وحديث آخر نسب إلى النبى "كل الكذب يُكتب على إبن آدم إلا رجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما".

وحديث آخر يقول: "يا أبا كاهل اصلح بين الناس". أى ولو بالكذب.
وفى حديث آخر جمع النبى كل المواقف التى يحل فيها الكذب فقال: "كل الكذب يٌكتب على إبن آدم لا محالة إلا أن يكذب الرجل فى الحرب فإن الحرب خدعة أو يكون بين الرجلين شحناء فيصلح بينهما أو يحدث امرأته فيرضيها". والأحاديث عن الكذب الإسلاموي المقدس لا تنتهي!!.

لا يبيح الكذب إلا الكذَّاب ، كما لا يبيح القتل إلا القاتل. سواء أطلق على نفسه لقب إله أو نبي أو كاهن أو شيخ أو داعية أو إمام أو مُلَّا أو آية الله ..... أو غيرها من الألقاب. لقد كان نبي الأسلمة كذَّابا وأباح لأتباعه الكذب . وبعد ما يربوا على قرنيين من الزمان تم فبركة تاريخ له ولديانته كله كذب في كذب، والتزم الملفقون والدجالون من رجال الدين وسدنته بالسيْر على نهجه بصفته أسوة حسنة لهم، وبذلك لم يصبح الكذب مرضا فحسب ، بل مقدسا أيضا بحيث لا يمكن لأحد المساس به !!

الكذب كما هو معروف ظاهرة يختص بها البشر من دون الكائنات الحية الأخرى. فكل الناس تكذب بشكل ما. والبعض منهم تخصص في الكذب وأصبح كذَّابًا محترفًا، كل كلمة تخرج من فمه لا صلة لها بالحقيقة. ويكون الكذب من الخطورة بمكان عندما ينسب إلى قوة غيبية وإلى شخصية نبوية صلعمية، بحيث يصبح ثقافة جمعية، ونهج سلوكي عام، فلايعرف الإنسان في حياته إلا الكذب ومن ثم تركن حياته إلى الكذب ولا تهدأ نفسه إلا بالكذب. وبمرور الزمن يصبح الكذبة آلهة وكذبهم مقدسا، ومطلوبا ولا يمكن الاستغناء عنه.

لم تكن تلك الثقافة الجمعية للكذب المقدس لتحدث مالم تختلط العقيدة المحمدية بالسياسة منذ نشأتها، فتدخلت في الشؤون الحياتية للمواطنين. لتقول لهم بالأمر: {أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرسول وألي الأمر منكم}. كما تعلمهم بالأمر كيف يعيشون وكيف يأكلون ويشربون وكيف يدخلون المرحاض ويخرجون منه وكيف ينامون وينكحون وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض ، ويتعاملون مع المختلفين معهم والمخالفين لهم .... إلخ، فيتحوَّل الشخص المتأسلم حقيقة إلى آلة صماء بكماء أو "روبوتر" مبرمج مسبقا!

إن إباحة الكذب في الحالات الثلاث السابقة الذكر مضافا إليها "التقية" وهي أن يتمسكن المتأسلم حتى يتمكن، قد جمعت في حيثياتها كافة العلاقات البشرية تقريبا، ومن ثم أدت إلى خلق ثقافة جمعية عامة للكذب المقدس. فأصبح المتأسلمون جميعا، سواء كانوا دولا أو جماعات أو أفراد من الصعب تصديقهم، أو أن يؤمن جانبهم أو الوثوق في عهودهم ومعاهداتهم.

إذا تدخل الكذب في الصلح بين المتخاصمين، فسوف تكون القاعدة هنا ميكيافيلية: الغاية تبرر الوسيلة، هي الأساس الذي يتم عليه الصلح المزعوم، ولا يمكن للمصْلِح الكذاب أن يكون عادلا، بل منحازا لطرف على حساب الطرف الآخر، وسوف تلعب أهواؤه الشخصية ونفاقه ورياؤه دورا الدور الحاسم في الصلح. إنه إذن صلح المجالس التي تعقد في بيوت الشَّعر البدوية الصلعمية أو على المصاطب المشيخية. هذا الصلح الذي يصيب المحاكم بالشلل المزمن ، ويضرب العدالة في مقتل، إذا لم يلتزم القاضي من ناحيته أيضا بالكذب المقدس كما هو الحال في قضاء دولة المتسعودين أحفاد صلعم.

أما الكذب في الحرب ، فهو أسلوب الخداع الأبدي الذي وجد منذ بدأ الإنسان يتناحر مع أخيه الإنسان، ولكنه لم يعد يقتصر على العدو فحسب ، بل تعداه إلى الكذب على المواطنين ضحايا الحروب دائما. وهنا يقوم المشايخ الدجالون بدور يحسدون عليه في تخدير وتضليل الجماهير، وما هزيمة عبد الناصر ديكتاتور مصر في عام 1967 ببعيدة، فهي كانت اختبار من إله المتأسلمين لمدى إيمان المواطنين أو أنها غضب منه لضعف إيمانهم ..... إلى آخر هذا الكذب الأشر الذي يدخل ضمن الهذيانات والهلوسات الدينية الصلعمية.

وعن الكذب بين الأزواج، فحدث ولا حرج، وقلٍّب في صفحات الجرائم لتعرف أثره ونتائجه الكارثية.

وقانا العقل شرور الكذب الإسلاموي المقدس.
ودمتم جميعا بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اطيعوا الله
على سالم ( 2015 / 7 / 21 - 03:26 )
يعتبر فيلم الزوجه الثانيه فى ستينات القرن الماضى خير دليل على الكذب الاسلامى الغليظ ,اراد العمده صلاح منصور السكير واللص والفاسد والقاتل والخسيس ان يتزوج سعاد حسنى وكانت زوجه لشكرى سرحان ,وقد شاهدها العمده متلصصا وهى ترقص واثارت مشاعر الرغبه والجنس عنده ,وكل العمده دلدول اخر من حمله المباخر وهو حسن البارودى لكى يقنع شكرى سرحان ان يطلق زوجته سعاد لان العمده البصباص يريدها خالصه له من دون المؤمنين وقال قولته الشهيره (واطيعوا الله ورسوله واولى الامر منكم ) وهو ينظر الى العمده , هنا المعضله وهى ان العمده الفاسد هو من اولى الامر لهؤلاء الاتباع البلهاء الاغبياء , المسلم بالفعل مريض بالكذب المرضى والقدوه لهم جميعا هذا الذى يسمى نفسه اشرف الخلق , هذه مأساه


2 - شكر وتقدير
ياسين المصري ( 2015 / 7 / 21 - 07:54 )
للأستاذ علي سالم
شكرًا لك على الإثراء القيم لموضوع الكذب الإسلاموي المقدس
والأمثلة على هذا الكذب المرضي - بلا شك - لا تعد ولا تحصى.
شكرًا لك مرة أخرى مع تحياتي وتقديري لشخصك العظيم
ياسين


3 - الكذب قوتنا اليوميّ
مدحت محمد بسلاما ( 2015 / 7 / 21 - 08:40 )
الكذب هو ملح الإسلام والمسلمين. نتغذّى منه مع حليب أمهاتنا ومنذ نعومة أظفارنا. ومع ذلك نستنكر كل ما يقال عن هذا المرض المزمن. نبرئ أنفسنا من أكاذيبنا وضمائرنا مخدّرة. لا نراه إلاّ لدى الآخرين. تبّا لهذه المأساة التي أوقعنا فيها الصلعمي وخلفاؤه وأئمة الكفر والكذب والنفاق. الشكر الصادق للأخ ياسين المصري الذي أثار مشكلة هذا المرض العضال المتأصّل في عقول المسلمين والمتأسلمين الذين يقّدسونه ويستميتون في الدفاع عنه. هذه هي مأساة أمّة مصيرها الهوان


4 - الصدق مع النفس
ياسين المصري ( 2015 / 7 / 21 - 15:14 )
الأستاذ العزيز مدحت
صدقت فيما ذهبت إليه إنه الصدق مع النفس ومع الضمير الإنساني الحي
شكرًا لك وتمنياتي لك بالسعادة والتوفيق
ياسين

اخر الافلام

.. كندا.. اندلاع حريق بالكنيسة الأنجليكانية التاريخية في تورونت


.. بتهمة سرق أحذية من المسجد.. الكويت ترحل مقيما من البلاد




.. عظة الأحد - القس داود شكري: الكنيسة بتحاول تقولنا هو ليه الح


.. عظة الأحد - القس داود شكري: المسيحين سموا نفسهم الطريق في ال




.. 141-Ali-Imran