الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قهوة وعنصرية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 7 / 21
المجتمع المدني


قهوة وعنصرية ..
خدمةً مني لقرائي المُخلصين ، سأُترجم خبرا قصيرا نشرتهُ الصحف والمواقع الالكترونية العبرية ، والخبر منشور في موقع واي- نت ، بتاريخ 16 -7 ويقول : تمييز : عندما يبحث العربي عن عمل في "كافيه كافيه " .(ملاحظة : كافيه كافيه هي شبكة مقاهي اسرائيلية واسعة الإنتشار ، ولها 150 فرعا في ارجاء البلاد ) .
"مبدئيا لا ، لا شواغر لدينا ، ماذا تريد (أن تعمل ) ، في المطبخ ؟ " ، هذه هي الإجابة التي حصل عليها شابٌ عربي أبدى إهتماما بالوظيفة المُعلن عنها في فرع طبريا . أما اليهودي الذي اتصل بعد ذلك ، فقد حصل على إجابة مختلفة جدا . كررنا التجربة مع فروع اخرى وحصلنا على نفس النتائج .
شبكة "كافيه كافيه" تُميز ضد الشبان العرب اثناء تقدمهم للعمل فيها ، هذا ما يُستنتجُ من تحقيق صحفي أعدته وبثته القناة التلفزيونية الثانية في نشرتها الاخبارية . وذلك في أعقاب قرار المحكمة بإلزام الشبكة بدفع تعويض لشاب عربي ،رفضت الشبكة تشغيله ، (لأسباب عنصرية ) ، والتعويض بقيمة 35 ألف شاقل. وفي التحقيق الصحفي ، قام شاب عربي بالإتصال بستة فروع للشبكة باحثا عن عمل ، وكان الرد الذي حصل عليه سلبيا (لا شواغر ) ، بينما قام شاب يهودي بالإتصال بنفس فروع الشركة وحصل على رد ايجابي منها جميعا " .. وقد شمل التحقيق والإتصال فروعا من الشمال الى الجنوب وهي فروع : طبريا (في الشمال ) ، يكنعام (بجانب حيفا ) ، المركز التجاري في ايلات (اقصى الجنوب ) ، في كفار- سابا (مدينة في المركز)، في هرتسليا (مدينة في المركز ) وفي كريات شمونه (أقصى الشمال ) .
وقد علقت الشبكة على هذا التحقيق ،قائلة : "شبكة كافيه كافيه ،تُدينُ العنصرية وتسعى لقيم التسامح والاحترام المتبادل ، وسنقوم بدراسة هذه الحالات وسنتعامل معها وفق قيمنا ".
وهذا سرٌ مكشوف للجميع وخاصة للشباب العرب الذين يبحثون عن عمل ك"غارسونات " في المقاهي ، فهذه الشبكة وغيرها لا تُشغل عربا ... وعادة ما يكون هؤلاء الشبان طلابا جامعيين أو على أعتاب الدراسة الجامعية ... ويبحثون عن دخل يساعدهم في تغطية تكاليف الدراسة الجامعي ، الباهظة جدا (أو بالأحرى مساعدة أهلهم )!! وتٌشير استطلاعات الرأي في اوساط الجامعيين الإسرائيليين إلى أن 90% من الجامعيين اليهود لا يستعينون بأهاليهم ، بينما أكثر من 90% من الجامعيين العرب يعتمدون في مصاريفهم وتكاليف تعليمهم الجامعي على أهلهم بشكل مُطلق ...!!
أما غيرهم من الشباب العربي ، الذي يبحثُ عن عمل دائم ، فهو لن يتوجه للعمل في المقاهي ، لأن الأُجور متدنية ويعتمد "العاملون" على الإكراميات التي يدفعها الزبائن .. بل يتوجه للعمل في مجال التخصص العربي ، وهو مجال البناء ، الشاق ..!!
طبعا تحاول الشبكة أن تُحمل مسؤولية هذه العنصرية لمدراء الفروع ، وتصفها بأنه حالات فردية . لكن حتى الذي لا يرى من الغربال ، يستطيع ان يفهم بأن هذا التعامل العنصري مع العرب ، هو بتوجيهات "عُليا " في الشبكة ، خاصة وأن التحقيق الصحفي شمل فروعا من الصعب أن يكون بين مدرائها ، تنسيق مسبق ..!! ككريات شمونة – على حدود لبنان ، وايلات على الحدود المصرية !!
وليس سرا أيضا ، بأن العنصرية تزيد من وتيرة انتشارها في الوسط اليهودي .. فالأبحاث تُشير وعلى سبيل المثال إلى أن 75% من اليهود الذين تم استطلاع رأيهم ، غير مستعدين للسكن في عمارة مع عربي إسرائيلي .. (معهد غيئوكارتوغرافيا المختص بالابحاث واستطلاعات الرأي ) ، وكان هذا المعهد قد أجرى بحثا عن "العنصرية في الوسط اليهودي " أو ما يُطلق عليه " مقياس العنصرية " ..!!
وكلما "تعسرت " القضية الفلسطينية ، كلما ارتفع منسوب العنصرية ..!! (عند ابناء الشعبين ) ..
وللزملاء الذين يُنظّرون لدولة واحدة ، الفتُ إنتباههم الى نتيجة ال- 75% الذين يرفضون السكنى بجانب عربي اسرائيلي ... الذي يجيد العبرية ويعمل في المدن اليهودية ، في البناء ، الزراعة ، المواصلات العامة، الخدمات الطبية (اطباء وممرضين وممرضات ) ، الزميل على مقاعد الدراسة في الجامعة ، الطباخ والغارسون في المطاعم ، و......و...............



.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفاضل قاسم
الزنديق الأعظم ( 2015 / 7 / 21 - 13:48 )
أنتم تدفعون ثمن التعصب الذي صبغنا أنفسنا به في خطابنا الحضاري (أو غير الحضاري)
و ثمن الوحشية التي صارت صفة لازمة لأي حركة تقول أنها تحررية في بلادنا

أتعاطف مع الشباب العرب الذين توصد في وجوههم الفرص
أتفهم فكر الشركة اليهودية
أقر بأن فلسطين اغتصبت من سكانها و أقيمت فوقها دولة إسرائيل بالقهر
أريد حلا عادلا للفلسطيني و الإسرائيلي

لكن كلها أفعال شخصية: أتعاطف أتفهم أقر أريد، لا فائدة منها و لا تغير شئ
الواقع يفرض نفسه

أتذكر فلم العظيمة الراحلة فاتن حمامة: لا عزاء للسيدات؟
يجوز أن نقول أيضا: لا عزاء للمظلوم، لا عزاء للعقل، لا عزاء للإنسانية.

احترامي.


2 - الزنديق الاعظم المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 21 - 14:10 )
اشكرك من أعماق قلبي على متابعتك لما اكتب .
اتفق معك في غالبية تعليقك ، لكن ...
لا تفهم للعنصرية ..!! ولا يهم ما هي قومية ، دين او لون العنصري .. فالعنصرية هي عنصرية وليس لها أعذار بتاتا .
خالص مودتي


3 - العنصرية وأسبابها
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 7 / 21 - 15:01 )
بعد أعطر تحية للعزيز قاسم محاجنة ولقراء صفحته

كلامي اليوم صادم أكثر مما اعتدت

أتفهم تماما سبب نفور يهود اسرائيل من عربها
عرب اسرائيل يتعاطفون مع كل الحركات الفلسطينية وغالبها يعمل من أجل تدمير اسرائيل سياسيا أو عسكريا والفكر الانتحاري ينتشر بين مسلمي اسرائيل
أقولها صراحة لو كنت يهودي لما سمحت لعربي من الاقتراب مني في اسرائيل أو في خارج اسرائيل.. فلماذا المخاطرة حتى لو كانت نسبة الخطر 1 في الألف
الساذج الذي يربي الأفعى ينتهي ملدوغا منها
يوم يتأسرل عرب اسرائيل مؤمنين بأنهم جزء من شعب اسرائيل الواحد_قومية واحدة لغة واحدة عقائد مختلفة_سيمكن لليهود الاطمئنان لهم والقائل بغير ذلك يكذب على نفسه

هذا عن اسرائيل...لكن ما قولكم في بلاد أخرى لها قومية واحدة ولغة واحدة ويمارس فيها الاضطهاد والتفرقة على أساس الدين؟
هل للمسيحي الجزائري أو المصري أو الكويتي _ولن أقول العراقي أو السوري فهؤلاء في انقراض_نفس الحقوق في وطنه؟ ترى ما نتيجة نفس هذه التجربة لو اجريت عندنا؟

يوم ينكشف زيف الاسلام ستتحول هذه المنطقة إلى جنة حتى ولو ظلت اليهودية فاليهودي متعصب لجنسه لكنه سيساعد غير اليهودي إذا أمن شره


4 - العزيز محمد بن عبدالله
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 21 - 15:20 )
تحيات واحترام وشكرا على تعليقك . وارجو ان تتمعن في سؤالي التالي :
لقد وجدتَ لليهودي الإسرائيلي عذرا في عنصريته ، سواء كان صحيحا أم لا ، فلماذا لا تجد للعنصري الجزائري ، المصر ي او السعودي حتى ، لماذا لا تجد لهم الأعذار في اضطهاد المسيحيين ، أو أبناء القوميات والديانات الأخرى ؟؟
مع خالص مودتي
وللتأكيد فقط ، فمقارنة الديموقراطية الإسرائيلية بالانظمة العربية هي إهانة لإسرائيل ولليهود ..!!
لا مشروعية للعنصرية ، مهما كان دينها ، قوميتها أو لونها !!


5 - عربفوبيا أم عنصرية ؟
سيلوس العراقي ( 2015 / 7 / 21 - 16:43 )
السيد محاجنة
مرحبا
أقرأ منذ سنوات كيف يتم استخدام عبارة العنصرية في مقالات بالعربية وبعضها اقلام مهمة في مختلف الدول العربية ولصق العبارة أحيانا على الاوربيين ودائما! على الدولة العبرية وشعبها اليهودي
ويتم استخدامها أحيانًا في غير محلها أحيانًا كثيرة، بديلًا عن الفوبيا نادرة الاستخدام أو أنها من المصطلحات غيرالمفضلة من قبل الكتاب العرب والمسلمين
فهناك في اوربا من لديهم الفوبيا (الرهاب بالعربية؟)من الاسلام ومن العرب أو من غيرهم
والفوبيا ليست نتيجة للعنصرية، بل نتيجة لخبرة ولواقع يولد الخوف والرهاب حتى لا نقول الارهاب
الا تعتقد ان الشعب العبري له العربفوبيا ؟ وربما حساسية ايضا من العرب ؟
ربما تنوجد العبريفوبيا لدى بعض الفلسطينيين
لا يمكننا برأيي عدم التمييز بين كلا الحالتين
فليس كل من لا يقبلك نتهمه بالعنصرية بل ربما يخاف منك لكون لون وجهك أسمر أو داكن أنه يعرف أنك عربي مثلا وهو لديه خوف متولد من حوادث وقعت له أو لغيره أوأو أو
وربما المخاوف وعدم الثقة موجودة لدى اليهود من الفلسطيني أن يرتقي المناصب العليا والحساسة اذا تم تسهيل تعليمه ويقلب الامور رأسا على عقب ؟ أقول مثلا


6 - عربفوبيا أم عنصرية 2؟
سيلوس العراقي ( 2015 / 7 / 21 - 16:53 )
السيد محاجنة
لدينا في العراق الحديث الكثير من حالات الفوبيا في العهد الملكي والعهود اللاحقة يهودوفوبيا وكوردوفوبيا ونصرانوفوبيا (واليوم سنافوبيا وشيعافوبيا وايرانوفوبيا وغيرها) حين كانت الانظمة تمنع من قبول المنتمين لهذه الاثنيات او الاديان او الطوائف في اعمال محددة أو مجالات حساسة لتخوفها
ولا يمكن برأيي أن نسميها دائما بالعنصرية
ان العنصرية برأيي أشد فتكا من الفوبيا التي يمكن تهدئتها بطريقة أسهل لعدم ترسخها فتتحول الى عنصرية وهي المرض الأخطر
اردت فقط القول بضرورة التمييز
من دون أن أشير الى امثلة المقال التي ربما تكون لاسباب الفوبيا أو العنصرية لا أدري، لأنه يصعب الحكم من دون التحقق غير الامني أو السياسي بل النفسي
نتمنى لجميعنا الشفاء من هذه الامراض المجتمعية


7 - بين الفوبيا والعنصرية ..
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 21 - 17:34 )
شكرا للسيد سيلوس على تعليقه
واشكره كذلك على أنه زودني بمادة لمقال قريب .
والذي سأحاول من خلاله (وارجو ان اوفق ) ، التمييز بين الفوبيا والعنصرية .
فهما مختلفان قطعا ، لكن قد تكون العنصرية لدى البعض نابعة من فوبيا ، لكن القناة التلفزيونية والصحافة استعملت كلمة التمييز العنصري، لأنها تقصد ذلك وتعرف عمّا تتحدث .
وفقط للتنبيه : القناة التلفزيونية ، المحكمة والصحافة (وهي عبرية ،إسرائيلية ويهودية )
مع احترامي


8 - هل يوجد خيارات أخرى؟
عتريس المدح ( 2015 / 7 / 22 - 12:17 )
تقول يا عزيزي قاسم : وللزملاء الذين يُنظّرون لدولة واحدة ، الفتُ إنتباههم الى نتيجة ال- 75% الذين يرفضون السكنى بجانب عربي اسرائيلي
أتساءل إن ترك لنا أية خيارات أخرى؟
إسرائيل تقضم الاراضي التي إحتلتها في 1967 للاستيطان، وترفض إستكمال أوسلو ويبدو ان العالم غير معني بدولة فلسطينية ليضغط على إسرائيل فقد مضت فترة طويلة والعالم الغربي المؤثر يسوف ويماطل كسبا للوقت الذي تستغله إسرائيل لتهويد الارض
ونحن لن نهاجر ونفرغ الارض لاسرائيل
اذن لم يبق لنا سوى الرضوخ للواقع والاستسلام لما تحاول إسرائيل فرضه وهو نظام الفصل الحالي ألابارتهيد أو النضال لتغيير هذا الواقع ، و أرى أن الخيار الوحيد المتبقي وهو الاصعب هو اقناع الشعب الاسرائيلي بقبول دولة واحدة ثنائية القومية


9 - تحياتي للزميل عتريس
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 22 - 13:00 )
مرحبا بك ووين غايب من زمان ؟
نعم انا من انصار الدولتين لأنني اعتقد بأن الانسحاب من المستوطنات اهون على إسرائيل من قبول مواطنة 5 مليون فلسطيني ..
تحياتي

اخر الافلام

.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق


.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |




.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال


.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ




.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا