الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبروك تحرير الميرديان

محمد الرديني

2015 / 7 / 22
المجتمع المدني


اذا كان لدى وزارة الداخلية العراقية تعليمات بخصوص غلق النوادي الليلية ومحلات المشروبات الكحولية اما كان الاجدر ارسال ضباط العلاقات العامة لتعريف من يهمه الامر بهذه التعليمات بدلا من استعراض القوة.
متى نصل الى مرحلة مخاطبة البشر على انهم بشر وليسوا قطيعا تابعا الى السلطة؟ومتى نحترم الانسان ونخاطبه بالعقل لا بالهراوات؟.
لماذا يحب العراقي صاحب السلطة استعراض قوته امام المغلوب عليهم؟.
هل هو الجوع لتعويض كبته وحرمانه بل وسوء حظه؟.
جربوا مرة واعطوا للعراقي مسؤولا صغيرا كان ام كبيرا تعليمات محددة في أي شأن من الشؤون واطلبوا منه تنفيذها.
سيكون سعيدا جدا اذ يسرح به الخيال الى ممارسة غطرسته وجبروته على الناس مستعرضا كل مايملك من عضلات امام من يريد ان ينفذ عليهم التعليمات.
انه مرض خسيس،بل واشد خساسة من الخسة نفسها.
ماحدث في فندق الميرديان مؤخرا يدل على ان ضباط وافراد وزارة الداخلية لايهمهم تنفيذ التعليمات بقدر ما يهمهم ان يقفوا امام الناس بكل خيلاء ولسان حالهم يقول "ديروا بالكم نحن هنا".
في فيديو الاقتحام الذي شاهده الآلآف من البشر نجد ماذا يعني استعراض القوة وماذا يعني احتقار الآخرين بغض النظر عن مكانتهم او مستواهم العلمي او الاكاديمي او الفني.
لقد نشروا الرعب بين رواد الفندق دون سبب معقول بل وحطموا بعض الاجهزة الالكترونية واقتادوا بعض العاملين في الفندق كالقطيع وكان ذلك حسب تعليمات وزارة الداخلية من ضمن خطة الردع.
الضابط برتبة نقيب "يتعنتر" على الضابط برتبة ملازم والاخير "يتفخشر" على العريف والعريف يجد ضالته في الجندي ،اما الجندي فامامه البشر ليمارس تعويض مايلقاه من تعسف العريف.
الذي يرى فيديو الاقتحام مرة ثانية وثالثة سيرى زبائن الفندق يمسك الواحد منهم ظهر الآخر تماما مثل الاسرى ليخرجوا الى خارج الفندق.
أي استهانة بالبشر اكثر من هذه الاستهانة؟.
كان الذي يقود المجموعة الامنية يشعرك بانه يشرف على عملية نوعية ضد داعش او ربما ضد شخص مشتبه بانه ارهابي انتحاري والمسألة ببساطة هي تنفيذ تعليمات محددة في غلق النوادي الليلية والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية فيها.
انه امر في غاية البساط لايحتاج حتى الى وزارة الداخلية لأنه من اختصاص دائرة السياحة التي نعتقد انها ومهما بلغ بها الشطط سيعرف موظفوها كيف يخاطبون البشر دون الحاجة الى رؤيتهم بالملابس المرقطة التي تثير قشعريرة الخوف لدى الناس.
واخيرا حين نبدأ باحترام الآخرين نكون قد وضعنا اللبنة الاولى في كوننا بشر ولسنا اولاد سلطة القمع والاضطهاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - همجيه اصحاب القرار
رافد رامز ( 2015 / 7 / 22 - 20:14 )
في جميع دول العالم المتحضره عندما يريدون اصدار قانون يطرح على البرلمان ويناقش وعندما تتم الموافقه عليه يحدد موعد لتنفيذه ويعطى على الاغلب شهور لتنفيذه اما بخصوص التعليمات الصحيه فلا يتم اغلاق اي محل او مطعم بل يتم توجيه عده انذارات له ثم غرامه ماليه وفي اصعب الحالات يغلق المحل او المطعم بينما عندنا يداهم ويغلق المطعم او النادي ويهان رواده ثم يبحثون عن قانون لتعليل الموقف
تحياتي


2 - شرطيا
Abo Abdulla ( 2015 / 7 / 22 - 20:46 )
باخصار شديد(ان سقط الرجل اصبح شرطيا وان علت رتبته وان سقطت المرأه اصبحت عاهر( ثم اننا متى كنا خارج سلطة القمع يا استاذ تحياتي


3 - اخي ابو عبد الله
محمد الرديني ( 2015 / 7 / 22 - 21:08 )
ياليت الامر يقف عند هذا الحد فالجماعة اخترقوا الدستور والاعراف الاتماعية ونشروا الرعب بين الناس بدون سبب واضح
لقد تعدو على سلطات وزارة السياحة المختصة بهذا الامر واستعرضوا قوتهم على رواد فندق جاءوا ليحتفلوا بالعيد كاي بشر على هذه الارض
انه بايجاز استهتار بالانسان العراقي
تحياتي


4 - اخي رافد رامز
محمد الرديني ( 2015 / 7 / 22 - 21:10 )
انك تتحدث عن بلدان تعرف ماذا تريد اما نحن فقد ضيعنا كل الطرق وبات همنا الرئيسي استعراض القوة امام ناسنا لجوع في انفسنا او لمرض نعكس سلبياته على الاخرين
تحياتي

اخر الافلام

.. أول إجراء لستارمر بشأن المهاجرين بعد تعيينه رئيسا لوزراء بري


.. أول قرار لستارمر.. وقف خطة ترحيل اللاجئين لرواندا




.. لوبان تهاجم مبابي بعد وصفه لتقدم أقصى اليمين بالكارثي: لا يم


.. دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة محملة بمواد غذائية




.. مشاهد حجم معاناة النازحين السودانيين بمدينة الدندر في سنار