الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منهج الكومبيوتر في المدارس العراقية بين الواقع والطموح ...

امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)

2015 / 7 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي


منهج الكومبيوتر في العراق بين الواقع والطموح ...
الجزء الاول
منهج الكومبيوتر في المدارس العراقية للمرحلة الابتدائية انموذجا

لقد كانت مشاركتي بهذا البحث في المؤتمر الذي إقامته جمعية الثقافة للجميع " التعليم في العراق والضمانات الدستورية" عام 2005 في فندق الشيراتون, شارك فيه العديد من المختصين بمناهج التعليم والتربويين وجهات رسمية من قبل وزارة التربية ونقابة المعلمين في العراق والعديد من من المهتمين بموضوع التعليم في العراق وعلى رأسهم الدكتور عبد جاسم الساعدي رئيس جمعية الثقافة للجميع.
الكومبيوتر وعلم الشبكات اليوم تعد من ضرورات الحياة وعالم مملوء بالأسرار, انه عالم ممزوج بالحكمة والخيال ولا يخلوا الموضوع من الخطورة أيضا إذ امتدت يد العابثين لهذا العلم الحديث وافسدوا جزءا منه و انا شخصيا أؤمن ان كل شئ في الحياة هو سلاح ذو حدين وجه منه ضار ووجه آخر نافع فعلينا استثمار الجزء المفيد وترك الجزء الضار مع لفت النظر لخطورته خصوصا بالنسبة للأطفال والأحداث.
كانت المدارس الابتدائية الحكومية خالية من درس يختص بمنهج الحاسوب في ذلك الحين, لكن العديد من المدارس الأهلية أدخلته كدرس للصف الرابع الابتدائي وهذه تعد خطوة ايجابية في المدارس الأهلية وتحتوي بعض هذه المدارس على قاعة تضم في جوانحها بضع حواسيب قد تكون مربوطة بخادم"سيرفر" لإدارة الشبكة أو تكون خالية من ذلك المهم في الموضوع إن المنهج اعد من قبل معلمين خصوصيين الحقوا بالمدارس الأهلية دون دراسة ودراية جدية ووضعت مفردات المنهج حسب رأي المعلم المشرف ,في حين نرى إن الدول المتطورة ودول الجوار تعنى جدا بموضوع تعليم مفردات منهج الحاسوب للأطفال بما يتوافق ويتلاءم مع أعمارهم ونضجهم وبشكل محبب لهم.

لقد قمت بدراسة مفردات منهج مملكة الأردن الشقيق مثلا وأعجبت بمفرداته في حينه حيث يتم استخدام الصور والصوت لتعليم الطفل أسماء الحيوانات مع وجود قصة قصيرة عن كل حيوان يتم عرضها للأطفال فالدرس يكون متنوع وشيق وأشبه بعرض سينمائي ويبقى في ذاكرة الطفل ونحن درسنا في علم الاتصالات " إن الصورة تغنيك عن إلف كلمة" وهذا شئ واقعي وملموس ليس فقط للصغار بل وحتى للكبار على حد سواء.
لكن اليوم نرى إن مدارسنا وبالذات الحكومية منها مكتظة بعدد الطلاب بالصف الواحد ويتم تدريس مادة الكومبيوتر بشكل نظري وهذه كارثة حقيقية.
صحيح اليوم لا يخلوا بيت من حاسوب ولكن تبقى المشاركة في الصف بحد ذاتها متعة في تطبيق الإيعاز ومن ثم طرح الأسئلة وتشكيل مجموعات كل تعمل على حدة وهذه طريقة من شانها إن تنمي روح السؤال و الإبداع بين المجموعات وتخلق روح المنافسة لدى الطفل وتخلق بيئة مشاركة صحية بين المعلم والمتلقي.

أصبحت بيئتنا المدرسية بيئة طاردة للطالب و لا يروقه الحضور أو الذهاب للمدرسة لأنها بيئة غير صحية وغير مشجعة وتخلو من روح المتعة ولا تعامل الأطفال كأطفال وذلك قتل روح المشاركة والبهجة لدى الطفل وانعكس بشكل سلبي على سيكولوجية أطفالنا ,كانت المدارس في العراق سابقا إبان عقد السبعينيات مثلا نظامية ومتوازنة وتجمع بين النشاطات الصفية واللاصفية ناهيك عن وجود دروس الرياضة والنشيد والموسيقى والرسم والفنية وعمل مسابقات ورحلات الكشافة والجمعيات اللاصفية كجمعية العلو والفنون وتقام المباراة الشعرية والمسابقات الرياضية كل تلك النشاطات إضافة إلى الرحلات العلمية تجعل الطفل يعيش في حالة توازن بين تلقي العلم وبين رغبته للعب وتفريغ طاقته .

اليوم توجد الكثير من البرامج التعليمية ممكن تعليمها للطالب عن طريق الحاسوب بدلا من الطرق التقليدية وبذلك ممكن إن نحسن مهارات الطفل باستخدام الحاسوب وتغذيته بالمعلومات دون ان يشعر إننا نقوم بإعطائه درس بالحاسوب وهذا شئ ايجابي يتعلم منه الطفل تلقي المعلومات المفيدة عن طريق الحاسوب وبإشراف معلمين مختصين بذلك, فمثلا في كل من ألمانيا وسويسرا يوجد برنامج لتعليم الحروف الأبجدية واختيار كلمات تحتوي على هذه الحروف مع عرض صور وافلام كارتون عن هذا الحرف وبذلك يتعلم الطفل نطق الحرف مع كلمات تحوي هذا الحرف فتزداد المفردات اللغوية التي يتعلمها الطفل دون الشعور بأننا نقوم بتعليمه إياها وهذا اسلوب محبب للطفل أكثر إثارة ومتعة من الكتاب.

علينا وضع منهج رصين للأطفال و بإشراف تربويين مختصين بهذا الجانب وان نضع كل ما هو ايجابي ويتناسب مع عمر الطفل ونعلم الأطفال إن لا يطيلوا الجلوس إمام الكومبيوتر وإنما لديهم زمن محدود ونشرح لهم تدريجيا فوائد الكومبيوتر وبنفس الوقت نشرح لهم ضرر الجلوس لفترة طويلة ونخلق توازن طبيعي ليدرك الطفل ان الكومبيوتر درس يمكن من خلاله التعلم والإبداع وإدخال برامج مايكروسوفت واقصد بها برامج الطباعة والتصميم البسيط والرسم ثم نقوم بعد ذلك تعليمك البرامج الإحصائية والتركيز على برنامج إكسيل والتصميم مثل برنامج الرسم وإعداد الصور وهكذا نخلق للطالب مهارات تمكنه من تنميتها وحتى يمكن ان يعمل في العطلة الصيفية فالكثير بحاجة الى طباعين مهرة ومصممين ,وبذلك نعلم الأطفال الاحتراف في العمل للمستقبل .

عندما كنت طفلة منا نذهب الى مكتبة الطفل التي كانت تعرض لنا فيلم في احد أروقتها وفي جناح آخر هناك قطع ميكانيكية نقوم بتركيبها ومكان آخر للرسم وآخر لعمل تمائيل ونحت إشكال جميلة من الرمل والطين الاصطناعي كنا نلعب وننمي مهارتنا بإشراف معلمين كفوئين وجو مملوء بالمحبة والألفة بعيدا عن العنف وعن العاب العنف وهذا نحتاجه اليوم لتربية أطفالنا في بيئة ودودة وصحية بعيدا عن العاب البلى ستيشن وإبطالها الخياليين الذين جل اهتمامهم العنف والقتل وهذا يجعل الطفل يتخيل انه سيصبح بطل اسطوري ويجعله أكثر عزلة هذا نداء الى كل بلدية في كل محافظات الوطن لتبني موضوع إنشاء مركز ثقافي للطفل يرعى الطفولة ونكتشف المهارات ونخلق الإبداع والسؤال لدى أطفالنا جيل الغد وقادتنا للمستقبل.

المهندسة امل كاظم الطائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع