الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبةُ الفكرِ من النصوصِ إلى النفوسِ

دروست عزت

2015 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحنُ نتاجَ فكر ٍمتخلف ٍإجتماعياً وثقافياً .
فكرٌ فُرِض علينا بالتّحايلِ بإسم الإنسانية والأخوّة وإستهلك كل طاقاتنا في بناء أطماعه وغاياته وإلى جانب كل المحاولات اللاإنسانية في حقنا لمحوِ تاريخنا وعاداتنا وسرقة أدبنا وتشويهه لتحل محله ثقافةٌ وفكرٌ أصحابه اللذين أنكروا التاريخ وكلّ جميلٍ , ونسفوا كل القيم الإنسانية والعلاقات الأخوية التي كانت يدّعونها , وربّوا أتباعهم على الحقد والسموم ليفرغونها في الأوطان وعقول شعوبها بشكل ٍغير إنساني.
مشوارنا طويل مع أنفسنا ونحتاج إلى وقتٍ أطول وإلى تحولات ٍ كثيرة حتى نشفى من هذا الفكر المريض العقيم الذي لا يفيد أحداً غير أهلِ من بدأوا به , كونه بدأ على أساسٍ غير الذي إنطلق منه وتولّوه غير أصحابه الأولين ووجّهوه لمصالحهم ولسلطاتهم وشهواتهم الدنيئة حتى تضرر منهم أقوامهم .
وبالرغم من أنهم يدركون ماهية فكرهم ودناءة أنفسهم لكنهم مصرون على المضي بفكرهم ولا يتغيرون بالرغم من كل التغيرات التي طرأت في الواقع وفي الحياة لأنهم يعرفون بأن التغير نفسه هو موتهم ومجهر حقيقتهم الهزيلة .
ولهذا السبب على كل إنسان ٍ واع ٍ وشريفٍ ومخلص أن يعمل بجدٍ لمواجهة هذا الفكر الدخيل وعليهم أن لا يُضيعوا أوقاتهم ولو للحظة واحدة ٍ في زمن ٍالإنترنت الذي هوسلاح ٍفعالٌ جداً بين أيديهم لتنوير العقول وخدمة الشعوب التي أُرهِقت من الغبن والظلم والتشويه نتيجة الأحقاد والإستغلال .
وعليهم إستغلال هذا السلاح السّحري السريع من أجل وعي الناس والتقارب فيما بينهم لتأسيس ثقافةٍ تلغي الفوارق الدينية والطائفية وتزيد من المحبة والتفاهم بين أبناء المجتمع الواحد .
فتوضيح هذا للناس أفضل من أن يلتهي أصحاب الأقلام بالإتهامات ٍوتكفير الآخرين والهجوم على بعضهم البعض بسبب التحزّب والمناصب
والمآرب الشخصية .
الإبتعاد عن الحسد والنفاق و المزاجية والنفعية ضروريٌ لأنها تفاصيل صغيرة لا معنى لها في عرف الواعين والمثقفين والمخلصين وإلا سيكون هروباً من الواجبات الحقيقية الملقاة على عاتقهم وشهادة على عدم قدرتهم للقيام بدورهم الحقيقي والمطلوب في زمن ٍ الجميع فيه مهددون من قبل العدو والأفكار المتخلفة وعلى جميع الصعد سياسياً وإجتماعياً وفكرياً ممّا يفسح المجال واسعاً للخبثاء واللاوطنيين والفاسدين والدخلاء وأصحاب المصالح لبسط أفكارهم على الناس .
ولهذا بقيت التغيرات بطيئة في مجتمعاتنا و لم يطرأ عليها أدنى حد من التغيير والتبديل ,بالرغم من وجود المخلصين والشرفاء والأوفياء اللذين يحاولون ما بإستطاعتهم لتغيير الواقع بشكل يليق بالزمن والمرحلة والإنسان ولكنهم قليلون إذا قورنوا بأولاء الغير جديين في أقوالهم وأفعالهم.
هؤلاء المخلصين تراهم دوماً في مقدمة كل الأحداث التي تجري
ويتقدمون بأرواحهم وأقلامهم و يدقون ناقوس الضمير والصحوة للمُضي والمواظبة على العمل الصحيح , ويواجهون كل من يسيئ إلى مجتمعهم وشعبهم ويكبحون جماحهم حتى يعرف هؤلاء المسيئين قيمة أنفسهم الوضيعة , وليُوضحون لهم بأنهم مكشوفون لغيرهم وبأن الواعيين ليسوا كالأول محاصرين من جهل المجتمع بل أنهم بدأوا يستنشقون الهواء النظيف بفكرهم وصبرهم ومقاومتهم للجهل .
وإن كان فكر هؤلاء المسيئين مازال في بعض المجتمعات المتخلفة والفقيرة يتسلط على العقول ويستغل الوقت وبعض السلطات لصالحهم ولكن عليهم أن يعرفوا بأن الأيام القادمة ليست لهم بالتأكيد .
وأما بالنسبة لنا فنحن متفائلون ومصممون على تطهير العقل من غبار الفكر والأفعال التي من شأنها إعاقة تطور وتقدم الوعي والمجتمع .
وبالنهاية نحن ندرك جيداً بأن حربنا ليست مع العدو الخارجي فقط بل هي مع العدو الداخلي المتعفن الخنوع ومع الجهلاء والخبثاء التابعين لأسيادهم المزيفين .
دروست عزت / مونستر / األمانيا .
24/7/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج