الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاداة الاخر : ايران نموذجا

خالد السلطاني

2005 / 10 / 13
المجتمع المدني


ثمة جدل واسع متعدد المنطلقات والنوايا ، يجري الان ، بحيوية ، في المشهد العراقي ؛ ويشترك في فعالية هذا الجدل وديمومته جميع المهتمين بالشأن العراقي ، وكذلك المتابعين له من الجوار ، المرتعدة فرائصهم من تأثيرات زلال 9 نيسان 2003 ، ذلك الزلال المعرفي والقيمي والحضاري الذي ضرب المنطقة ، وهزّها هزا عنيفا ، وقلب الامور فيها رأسا على عقب ! . ومن ضمن تداعيات ذلك التغيير الجذري الذي حدث في بلاد النهرين ، النشاط المحموم الذي تقوم به حكومات دول الجوار قاطبة ، وبلا استثناء ، لتفادي تأثيرات ذلك الزلال العنيف ، والعمل بكل الوسائل الى تحجيم اهميته واضعاف نفوذه والتقليل من شأنه وخلق مختلف العقبات امامه ، توطئة للنيل منه واعتباره حدثا طارئا وغريبا ً عن " تقاليد " المنطقة ودخيلا على قيمها و"معتقداتها" وتاريخها ! .
ويلفت النظر ، في هذا المجال ، حملة التصريحات المتنوعة من مختلف الاوساط المتعددة العراقية وغير العراقية ، بصدد نشاط الاجهزة الايرانية في الشأن العراقي ، وما يرافق تلك التصريحات من مساع ٍ غير حميدة ، ومجهودات غير صادقة ، تنضح بشعور العداء العنصري والحافلة بالاكاذيب والافتراءات غير الواقعية ، التى لا تمتلك سندا ً تاريخيا او معرفيا يدلل على صدقها او وجودها اصلا ً .
وليس في نيتي بالطبع ، تسويغ محاولات التدخل في الشأن العراقي الداخلي وايجاد الذرائع له ، ايا كان مصدر تلك التدخلات ، وخصوصا الايرانية منها المتشحة بغلالة من نمط سلوكي معين ، تحاول عبر مناصريها ومؤيديها ان تلغي ثمار الحرية الفردية التى بدأ العراقيون يمارسوها بحذر ، وتعمل على عدم احترام خيارات المواطن المتنوعة ، تلك الخيارات التى كفلتها القوانين الاساسية ومبادئ شرعة حقوق الانسان ، بعد ان رفعت عنهم حجب الديكتاتورية التوتاليتارية البعـثية البغيضة . واي تدخل ، بل واية مجاهرة لاسناد نشاط فردي او جماعي ، يراد منه التقليل من حقوق المواطنة ، من اية جهة ما ، هو عمل مرفوض ومدان ؛ وخصوصا تلك الدعوات الصادرة من جهات اخذت على عاتقها من دون مبرر اخلاقي وقانوني ، مغبة تفسير نصوص مقدسة او غير مقدسة ، تشهرها امام الاخرين ، متكئة على اوهام فرضيات " واجبها " الديني ، بمعزل عن القوانيين والاعراف السائدة التى تكفل حقوق الفرد والجماعة ، وبالضد من نصوصها المتوافقة مع قيم حقوق الانسان المعروفة .
في خضم تلك التصريحات المتكررة الشاجبة لذلك التدخل ، يسعى البعض لتمرير اجندته الخاصة ، في اعادة انتاج طروحات الفكر الشوفيني ، ومصطلحاته البالية التى تكرس اقصاء الاخر والغاءه واختزاله ، فتشيع ثانية ً في ادبيات الحوار والمناقشة الفاظ يشم منها رائحة العنصرية المقيتة مثل : " الفرس المجوس " و " استعادة احلام سيطرة الصفويين في حكم العراق " ؛ وقسم آخر يذهب ابعد من ذلك و" يطالب " بعدم نسيان استحقاقات " ثارات " حملات الفرس القديمة على حصون بابل التاريخية ! . بعبارة اخرى ، تكتسب موضوعة شجب التدخل الخارجي " حمى " عالية من الافتراءات والتلفيقات ، كما يتم اكساءها بعباءة محاكة باكملها من مفردات مستلة من قاع الفكرالتعصبي ، عندما يكون الحديث قاصرا على ايران . والامر الذي يبعث على الدهشة بان اصحاب تلك التصريحات الملفقة " النارية " المغولة في عنصريتها ، لم تقتصر على مجاميع ذات خلفيات سياسية معروفة بانتماءاتها الفاشية وفكرها الكلياني الشمولي؛ وانما " شغفت " بها اقلام مدعي الفكر اللبيرالي ، المفترض حرصهم على حقوق الاخرين المشروعة ، ايا كان " الاخر" : المختلف عنهم في الجنس اوالدين اواللون .
ورغم ان ايران ليست بكتلة واحدة مصهورة بنَفَسَ واحد وبمزاج اوحد ، فان مروجي المقالات العنصرية يفصحون ، من دون ان يعوا ، عن تشبثهم بـ " ثقافة " الاقصاء ، والاحتماء في " تمركزات " تغذيها مرويات الذات المتوهمة بوهم التعالي والتمايز ، وترسخها حكايا " الاخر " الموسوم دائما بالدنس والدونية . ولاجل تأسيس مرجعيات ترمي الى منح تلك الطروحات الالغائية انطباعا ظاهريا مقنعا ً ؛ يجري على نطاق واسع توظيف الاسقاطات الذاتية على الاحداث التاريخية ، وتفسيرها بنحوٍ يجعلها تبدو ، وكأنها قرائن لاعادة صوغ " الاخر " بالصورة النمطية اياها ، الغارقة في اثمها وغدرها ودونيتها . وكل ذلك عمل بنجاح منقطع النظير على " تضبيب " صورة الاخر ، ، وقطع محاولات ابداء الرغبة لفهم متبادل معه ، والقبول به ، فضلا على الاعتراف بمنجزاته .
ويدلل واقع اليوم ، عن حقيقة وجود فجوة ابستمولوجية / معرفية هائلة " تفصلنا " بامتياز عن كل ما جرى ويجري عند " مشاغل " الجار الشرقي . وقد عملت باطراد مقولات الفكر الالغائي ، والتمترس في " مركزيات " متوهمة ، الى تكريس هذه الفجوة غير القابلة للردم ، وزيادة رقعتها ، فيما يخص العلاقات الثنائية بين العرب وايران . وانا ، هنا ، اشير الى الشأن الابستمولوجي ، ذلك الشأن الذي يؤسس لموضوعية الحوار ، ويسهل انتقال الافكار ، ويمهد للقبول المتبادل .
ورغم ان المنجز المعرفي الايراني منجز حقيقي وهام ورائد ومتشعب ، فان استراتيجية الدعوات الصاخبة وسلطتها الداعية لاقصاء الاخر واختزاله ، اعاقت محاولات الكثيرين من العرب ولاسيما العراقيين لجهة التعرّف والتعريف بهذا المنجز الثر ّ . فالهضبة الايرانية ، كما هو معلوم ، حاضنة لابداع متنوع ، ابداع قل ّ نظيره في المشهد الثقافي العالمي ؛ ذلك لان انتاجه ، هو حصيلة عمل جماعي ، اشترك فيه اساتذة الاجناس الابداعية المختلفة ، جنبا الى جنب ، العمال الحرفيون العاديون ، الذين منحوا الثقافة الانسانية طيفا ً من الاعمال المميّزة ، ان كان ذلك في العمارة ، ام الادب ، في اللغة ام الفلسفة ، في الشعر ام الرسم ام الموسيقى ام الحرف الشعبية ، السجاد تحديدا ً.
واذ قدر ّ لبعض مثقفينا ان يطلعوا على الاعمال الشعرية للفردوسي او حافظ ، او ان يدركوا اهمية رسومات ومنمنمات " بهزاد " ومدرسته التجديدية ، او ان يتعرفوا على انجاز الفلاسفة والمتكلمين الايرانيين ، او ان يدرسوا روائع العمارة وتأثيراتها الكبيرة على مجمل مناطق جغرافية واسعة ، او ان يتعاطوا مع نتاج الحرف الشعبية عالية الجودة والمواصفات ؛ فان ذلك معظمه كان بفضل المؤلفين والمترجمين الغربيين ، وليس عن طريق المؤلفين العرب ومترجمينهم . ؛ كما اننا لا زلنا لا نعرف كثيرا ّ عن المنجز الثقافي الايراني الحديث من ادب ورسم وعمارة وتنسيق حدائق وموسيقى وخط وفلسفة وفنون حرفية ؛ وهي حالة اعُتبرعدم الالمام بها ، ليس فقط نقيصة معرفية ؛ وانما يمثل فهما ، ولزوم الاطلاع عليها ضرورة نفعية ووظيفية ، ترشدنا في كثير من الحالات الى ايجاد حلول ناجعة لمشاكلنا المتشابهة ، او في الاقل تفادي قرارات مغلوطة ، ربما واجه مثيلاتها سابقا ً المبدعون الايرانيين .
اعرف كثيرا من المثقفين العراقيين الذين هجرّهم النظام البعثي الفاشي الى ايران ، وسكنوا هناك ، وباتوا على اطلاع كبير لمجمل النشاط الثقافي الايراني المعاصر ؛ كما اعرف كثيراً من العراقيين الذين درسوا اللغة الفارسية وآدابها وبرعوا فيها . بيد ان لا اولئك ولا هؤلاء ، لديهم الرغبة الى ترجمة المنجز الايراني ، بضمنه المنجز الرصين عالي الاصالة والحداثة ، الذي يسعى الى تعظيم القيم الانسانية المشتركة ويحترم خصوصيات الشعوب ؛ انهم يعزفزن عن ذلك ، خشية اتهامهم " بالتهمة " الجاهزة : مشايعة ثقافة " الفرس المجوس " ذات النََفسََ " الصفوي " الحاقد ! ؛ مما جعل التأثيرات السلبية لـ " نكبة " الجرائم الصدامية ، ان تكون مضاعفة ؛ مرة لفاجعة التهجير القسري لذاتها ، والثانية ، اجهاض محاولات البعض لتحويل سلبية الفعل الفجائعى الاليم الى حدث ، يسهم في نشر المعرفة والقيم الثقافية العالية . وكل ذلك " بفضل " استراتيجية الغاء الاخر ، ونبذه وتهميشه ، وترسيخ مفهوم " ايرانفوبيا " في الخطاب العربي المعاصر ، المفهوم الاكثر مضاءا ً في تأثيراته السلبية لجهة اقصاء " الاخر " وعزله ، والتبجح " بالذات " المتوهمة بالنقاء والطهارة ، والتباهي بوطـنية كاذبة ! .

عندما اثيرت ، مؤخرا ً ، اتهامات لوزير عراقي سابق عن تجاوزات مالية في وزارته ، سارع الاخير طمسا ً لتلك الاتهامات باستدعاء التاريخ ، مسندا ً وركيزة، لالحاق تهمة " الصفوية " بمنتقديه . ولا نعلم كيف يمكن ربط حدث آني ، يتضمن مزاعم لسرقة ملايين الدولارات من جياع العراق ، باحداث ماضوية ، يعود تاريخها الى اكثر من اربعمائة سنة الى الوراء ! . علماً ان العهد الصفوي ، الذي يبدو ان السيد الوزير غير مطلع على انجازاته تماما ، ومن دون الدخول في مماحكات تاريخية ، هو الذي قدم للانسانية انجازات حضارية عالية الجودة ، تعد الان فخر الثقافة الاسلامية : المعمارية والفنية منها تحديدا . ومنشاءات اصفهان التى دعيت وقتذاك بـ " درة الاسلام " كمسجدها الجامع الفخم ، وميدانها الاشهر في ادبيات التخطيط الحضري العالمي ، وجسرها رائع الهندسة على نهر" زيانده " ، هي نماذج حيّة لتلك المأثرة الصفوية التى اوصلت الحضارة الاسلامية الى مديات عالية من الابداع والتحديث والتنويع ! .
يمكن ، ايضا واستطرادا ً ، التدليل على فعالية " ايرانفوبيا " ، استعارة كلمات كاتب ليبرالي ، عن كيفية توظيف " التاريخانية " لجهة تكريس موضوعة الغاء " الاخر " فيشير في مقال له ( .. ان ايران هي التى كانت تتدخل في الشؤون العراقية ولحد الاحتلال الصفوي المتكرر) ؛ ويفهم من كلام الكاتب ، بان العراق ، وقتذاك ، كان < دولة > مستقلة ، وتحملت على مضض هجمات " الصفويين " العاتية ! . والجميع يعرف جيدا بان الاراضي التى تسمى الان العراق ، كانت " ضمن " ، وعلى تخوم دولتين قويتين هما العثمانية وغريمتها الصفوية ، تتجاذبهما الصراعات العسكرية الدائمة ، شأنها شأن جميع دول تلك الفترة الزمنية المضطربة ، التى دعاها " فردريك انجلس " ، بنباهة ، < عهد الحروب الاقطاعية المتكررة > . والسؤال الذي يُطرح هنا ، ما جدوى هذه الاستعارات التاريخية ، ما لم يكن مغزها " ولع " تكريس معاداة الاخر ، والرفع من الاهمية الكاذبة للذات المتعالية . والامر المحزن في هذا المقام هو ان كاتب المقال ، سبق وان شغل لسنين عديدة منصب سفيرفي منظمة " اليونسكو " – المنظمة المعنية في نشر المعرفة الرصينة وتعزيز القيم الانسانية ، الساعية الى تقبل الاخر المختلف .
بيد ان " التجسيد " الامثل لظاهرة " ايرانفوبيا " ، هو ما جاء في مقال السيد خضير طاهر ، المنشور في ايلاف 27 سبتمبر 2005 . وينبغي علي ّ الاشارة ، باني لم اقرأ للكاتب من قبل ، كما اني لم اتشرف بمعرفته شخصيا ً ؛ لكني ، اراه ، احد " اصدق " ممثلي ذلك النهج من التفكير ، القائم على اقصاء " الاخر " والرهّـاب منه تارة ، والتعالي عليه تارة آخرى . فيشير في مقالته الى ان اكثر من الف سنة مرت ، تمكن اللوبي الفارسي .. من اجراء " .. عملية ( تفريس ) منظمة للمجتمع الشيعي واصبحت الكثير من العادات والتقاليد وطرق التفكير والطقوس والشعائر وحتى نوعية الاطعمة لدى ( الشيعة العرب ) في العراق مستوردة من ايران ، اكتسبت بمرور الزمن طابعا ً محليا ً مقدسا ً... " .
ماذا يعني مدلول تلك المفردات ؟ والى ماذا تسعى ؟ . انها تنزع الى " انشاء " اسوار بـ " بوابات " ( شرقية او شمالية لا يهم !) مبتغاها مزيدا من العزلة والانعزال ، ومزيدا من الانكفاء على النفس ، بل ان مرماها واملها ، كما اقرأها ، هو ان فعالية الاتصال مع الآخر ، ماهي الا لعنة ؛ لعنة مابعدها لعنة . فالكاتب يدعونا لان نعيش في انفراد وعزلة تشبه الى حد بعيد ،عزلة اقوام مجاهل نهر الامازون ، او ساكني الصحاري المقفهرة ، او صيادي الغابات الاستوائية ، الذين درجوا على توجس الشر من الغريب ، والنأي بعيدا عن " الاخر " ! .
وماذا يمكن ان يحدث لو ظهر " خضير " ايراني آخر < ليس بالضرورة ان يكون " طاهرا " ! > ؛ ونادي كما ينادي زميله العراقي " خضير طاهر " بوجوب اقصاء التقاليد العربية التى " تغلغت " لدى فئات عديدة من المجتمع الايراني ، والى تصفية المفردات العربية من اللغة الفارسية وازالة اشكال حروفها الابجدية المشبوهة ، و" اتهام " العرب في نشر الاسلام في ربوع فارس المجوسية ، وماشابه ذلك من الامور الاخرى التى عددّ بعضا ً منها السيد خضير نفسه " كالعادات والتقاليد وطرق التفكير والطقوس والشعائر ، وحتى نوعية الاطعمة ... " . ماذا سينتج عن ذلك ؟ سنرى مشهدا سورياليا ً بامتياز لاناس مدججين بالسيوف والخناجروالرماح يراقبون سلوك افراد قبائلهم خشية تعارفهم على آخرين ، وينهون طفلا تلفظ بكلمة اجنبية ، ويمنعون امرأة " تطبخ " طبيخا جديدا غريبا ً عن " الذائقة " الجمعية التى رسختها القبيلة ابا عن جد !
والحال ان مثل هذه الدعوات فاقدة لعقلانيتها ومشروعيتها ، ومخالفة لحقائق الواقع الموضوعي واشتراطاته . فالمطلوب هو مزيدا من التعارف والمعرفة بالاخر ، في الاقل لمعرفة قيمة انفسنا وقدر انجازنا الحقيقي ؛ فوجود " الاخر " شرطا ً مهما لتجلي " الذات " ! .
لا يمكن الغاء شعوب وتهميشها بالكامل جراء فعل جزئي . والنقاش في هذه الاشكالية يتعين ان يرتقى الى مستوى يكون قادرا على فصل الجزء عن الكل . فالتدخل المرفوض والمدان من قبل الاجهزة الايرانية ، ينبغي له ان لا يكون باعثا ً لاختزال مجمل الثقافة الايرانية في فعلها السياسي . فايران متنوعة ومتعددة حتى في خطابها السياسي ، كما هو العراق الذي لا يمكن قياس نبضه السياسي وفقا لطروحات هذه الجهة او تلك .
ان ما نقرأه من دعوات وما نسمعه من مفردات ، هو في الواقع صدى لتغليب الجزء على الكل ، غلبة السياسي على الثقافي ؛ وبالتالي فنحن في مأزق حضاري حقيقي ، سببه الطروحات الالغائية والتحصن في " مركزيات " متوهمة . والخروج من هذه الحالة ممكن فقط عندما ينصاع الفعل السياسي المبني على اوهام وتلفيقات مظللة الى سلطة المعرفة ، المعرفة الداعية الى تقبل الغيرية في الهوية والمختلف فيما هو مؤتلف ، والداعية الى انفتاح شعوبها لا الى انغلاقها . □□








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير المالية الإسرائيلي: إسرائيل لن تنتحر للإفراج عن الأسرى.


.. مراسل العربية: قصف إسرائيلي يستهدف النازحين في المواصي ونسف




.. السودان.. قوات الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى بمبادرة أح


.. ماذا تعني الأمم المتحدة بالصدمة الزلزالية في حديثها عن الوضع




.. المتحدث باسم -الأونروا-: هناك مئات الآلاف من الإصابات بالكبد