الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(كلنا قطعان، أنتم ونحن) قالت الحيوانات

الطيب طهوري

2015 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استيقظ الناس على ما لم يكن في حسبانهم أبدا، أبدا..رؤوس بشرية وأجساد حيوانية..الأبقار والخيول والأحمرة والكلاب..الأغنام والماعز والجمال والذئاب..
امتنع الجزارون عن الذبح..تساءلوا: هل يجوز الذبح أم لا؟..
سُر الفقراء كثيرا وهم يرون الأغنياء مثلهم، لا لحم لهم..
لم تعد المطاعم تقدم إلا الماكولات النباتية والبحرية غالية الأثمان..
وقفت المجامع الدينية ودور الإفتاء والبرلمانات والمجالس الحكومية على رؤوس أصابعها.. دخل الفقهاء على الخط مباشرة..بعضهم أفتى بتحليل الذبح :لو كان الله يريد لا ذبح الحيوانات لجعلها بشرا كاملين..البعض الآخر أفتى بتحريم الذبح : لو كان الله يريد ذبح الحيوانات ما جعل رؤوسها بشرية أبدا..أرشى الأغنياء فقهاء التحريم فانضموا إلى المحللين..و..
حدث ما لم يخطر على البال أبدا أبدا..الحيوانات ترفض ذبحها..لا فرق بيننا وبينكم أيها البشر المعتدون..تذهبون إلى الأسواق جماعات جماعات ونذهب مثلكم..تعملون لتأكلوا وتعيشوا ونعمل مثلكم لنأكل ونعيش..تذهبون إلى المساجد زرافات ووحدانا ونذهب نحن إلى المراعي زرافات ووحدانا.. تولدون وتلدون ونولد ونلد..تموتون ونموت..ما الفرق بيننا وبينكم أيها البشر الظالمون؟.. نحن لا نظلم وأنتم تظلمون ، لا نغش بعضنا، وبعضَكم تغشون ، لا نرتشي وترتشون ،قالت الأبقار والأغنام والماعز والكلاب..وتقتلون حتى بعضكم البعض، أضافت..
نحن نسمِّد الأرض وأنتم تلوثونها وتخربونها وتقلصون من خضرتها وبهائها،قالت الأحمرة والجمال والخيول والذئاب ..
امتنع الجزارون مرة أخرى وهم يرون الحيوانات تتكلم ..تألموا كثيرا وندموا على ما اقترفوه سابقا في حقها وهم يسمعون حججها الدامغة..
ومرة أخرى أيضا تدخل الفقهاء وانقسموا..وتوحدوا أخيرا، وحللوا الذبح : لم يبق لعيد الأضحى إلا شهران، الأضحية سنة مؤكدة، هل نتخلى عنها؟..البشر من أكلة اللحوم، واللحوم ضرورية لهم، كيف يمكننا التخلي عنها إذن؟..
اجتمعت الجمال والأبقار والأغنام والماعز ، حضرت اجتماعها الخيول والأحمرة والذئاب والكلاب، وقرر الجميع أن لا ذبح..وليكن ما يكون..
اجتمعت المجالس الحكومية والبرلمانية وقررت أن لا مراعي للحيوانات..أحرقت الحصائد والأراضي البور..
زحفت الحيوانات على البساتين وحقول الخضروات..
هاج الناس ومرجوا..ماذا نفعل ؟ تساءلوا..الرصاص الرصاص أشار البعض..وكان الرصاص..
لم تقف مكتوفة الأيدي الحيوانات..عززت من حراستها..من يطلق رصاصة مصيره الموت بهذه الكيفية أو تلك..يطلق الناس الرصاص نهارا..صباح اليوم الموالي يكونون ميتين..
التخدير، أشار الأطباء والصيادلة .. من يُخدِّر نهارا صباح اليوم الموالي يكون ميتا..
الجيش والأمن إذن، اقترح الناس..
جماعات جماعات كان الجيش والأمن يتحركان في السهول والحقول والغابات..
بوغت الكثير من أفراد الجيش والأمن وماتوا بأرجل وقرون الحيوانات..
استغلت داعش الفرصة وضربت ضربتها..وعادت الجيوش إلى قواعدها لمواجهة داعش والأخريات..
استغل اللصوص الفرصة وأفرغوا الكثير الكثير من المحلات والمؤسسات ..وعاد رجال الأمن إلى مؤسساتهم لمواجهة اللصوص وحماية المحلات والمؤسسات والمستشفيات..
فرحت الحيوانات كثيرا وهي ترى نضالها وقد أثمر المعجزات..
أطلقت إناث الخيول شعورها السوداء والشقراء..العنزات مشطت شعورها..كحلت عيونها البقرات.. وأكثر أكثر تبرجن كلهن..سارت الإناث جنب الذكور ورأى الناس منها قبلات الحياة..
احتج الناس..هرجوا ومرجوا أكثر..انتصبت قضبان الشباب ونهود البنات..انتشر التحرش الجنسي بشكل لم يعرف له مثيل من قبل أبدا، أبدا..
صاحت المساجد مستنكرة بحدة تلك التصرفات..
الإذاعات، التلفزات ، الصحف، الإنترنات ،كلها استنكرت أيضا..
إناث الحيوانات ملزمة بالتوقف عن تبرجها..ملزمة بارتداء الخِمارات ..ملزمة باحترام الرأي العام والتقاليد والعادات..
لابأس ، قالت الحيوانات..نحن إذن بشر مثلكم..نريد الوضوء والصلاة..
جنت الحيوانات ،قال الناس..
رفض الفقهاء الفكرة..لكنهم عادوا وخضعوا أخيرا لإرادة الحيوانات.. تصلي الإناث مع الإناث البشرية، والذكور مع الذكور..
كيف تتوضأ الحيوانات؟ تساءل الفقهاء..وجاء الرد: نستورد لوضوئها الآلات..
بعد شهور من ذاك اجتمعت الحيوانات..تعلمنا الكثير الكثير..حفظنا الكثير الكثير من الأحاديث والآيات..وكلنا قطيع..ينامون أثناء أعمالهم وننام أثناء أعمالنا، يجترون ماضيهم ونجتر ماأكلنا، يرمون أو ساخهم في كل مكان ونرمي أوساخنا في كل مكان ، لم لا يكون منا أئمة إذن مثلما هو حال أئمة البشر؟..
ومرة أخرى وبحدة أكثر احتج الناس ورفض الأئمة والفقهاء..
اقبَلوا أن يكون منا أئمة مثلكم، أو لن نعطيكم حليبنا وجلود موتانا وصوفهم وشعرهم ووبرهم، قالت الحيوانات..
ورأى الناس على المنابر أئمة حيوانات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah