الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الإلحاد

مصطفى تاج

2015 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الامور بحاجة إلى الكثير من التوضيح،خاصة في مجتمعات درجت بها العادة على التدخل المقيت في خصوصيات الفرد،وممارسة اشكال الرقابة والوصاية على افكاره ومواقفه،خشية ان تنحرف عن موروث الاجداد والأسلاف،وقد اجمعوا امرهم على الانحباس والتقوقع في الزمن الفاضل،وكل هذا تحث مظلة دين هو كالوباء،تحولت بسببه المجتمعات إلى قطعان،يسوقها مدعي نبوة قد تفتت عظامه في التراب منذ قرون،ونهش الدود لحمه دون استحياء،ودون ادنى تمييز بينه وبين غيره من البشر،فحتى لو اجمعت البشرية كلها على اعتباره شخصا تحيطه القداسة من كل جانب،فباقي الكائنات لن تلتفت،ولن تعير مقدساتهم اي اهتمام،ولن تعتبره سوى مادة قابلة للاستهلاك.
لا يمكن الحديث عن الالحاد إلا باعتباره رد الفعل الطبيعي امام الخرافة المصطنعة،وباعتباره الحالة الطبيعية التي كان فيها الانسان،في اولى مراحل وعيه وتمايزه عن غيره من الموجودات،قبل أن يدرك ضرورة اختلاق اكذوبة بيضاء،يقضي بها على اجواء الحيرة التي قوضت اركان حياته،فكان من البديهي اختلاق كائنات اسطورية كالآلهة ومشتقاتها،وتوظيفها في تفسير الوجود،وفهم علل الظواهر الطبيعية المختلفة.ففي البداية كانت الاديان مجرد أفكار اسطورية ومعتقدات متوارثة،ثم ترسخت على ارض الواقع من خلال الطقوس،قبل ان تتخذ شكلها الحالي،المتسم بالتعقيد والتنظيم.فهي إذن لا تعدوا كونها جزءا من اجزاء تطور الوعي البشري،انطلاقا من زمن البدائية،وصولا إلى زمن تخلص فيه العقل البشري من عجزه وجهله،وقرر ان الدين شيء واجب الإلغاء والتجاوز،وعائق لم يعد يلعب سوى دور التعجيز والتجهيل،بعد ان كان وسيلة لملأ الفراغ.
والمشكلة أن هذا الدين (في حالتنا بالخصوص) بدأ يلعب دورا كارثيا في حياة الانسان،ويحولها إلى جحيم،فكلما سنحت الفرصة لكهنته بالتكشير عن انيابهم،وإطلاق العنان لتصريف النصوص وتحويلها إلى أفعال،وتحريرها من القيود التي أحيطت بها،رأيت أمامك المجازر،وسيناريوهات قد لا تتوقع مشاهدتها حتى في أفلام الرعب،فعمت الهمجية والتوحش واللاإنسانية في كل مكان.وهذا ليس إلا من بركات مجموعة من المجانين والحمقى،الذين نصبوا انفسهم أنبياء لا حجاب بينهم وبين "الله"،وصدروا تخميناتهم كتعليمات إلهية لا تقبل غير التنفيذ،وشرعنوا الطريق بينهم وبين تحقيق طموحاتهم السياسية،وأحاطوا هذا الطريق بالاوامر الالهية المقدسة.وكان لهم الفضل في تحويل "الله" إلى دابة يركبها من هب ودب.
بالتالي فلا ملامة على أحد إن اختار التخلص من الدين،فلم يعد سوى مادة منتهية الصلاحية،قد افسدت الاجواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تهافت الالحاد
عبد الله اغونان ( 2015 / 7 / 25 - 23:48 )

على حد تعبير حجة الاسلام أبوحامد الغزاليفي كتابه _ تهافت الفلاسفة

تهافت الالحاد والملحدين

عدد المؤمنين بالله في المكان والزمان دائما كثير كثير

والملحدين شرذمة قليلون ونشاز من القاعدة

الملحدلايملك الا اعتقاد الانكار وترديد أخطاء المتدينين ويتغاضى عن أخطاء اللادينيين فهل أفنعت

الدول والأنظمة وتيارات الالحاد الناس كما كان الاتحاد السفياتي المنهار

ليس للملحد منطق اذ اعتقاده لايجيب على الأسئلة الكبرى في الوجود والواقع والمصير

كما أن الالحاد ليس له برنامج سياسي واقتصادي يغير واقع الناس

الالحاد نسبي وليس عقيدة فهو ينطلق من رد فعل على فشل فردي وعلى تصيد أخطاء الاخرين

في مرحلة, يتغير فكر الملحد عند الكبر وعند العجز والمرض

الملحد في الحقيقة مريض نفسي لكنه يرفض مكابرة الاعتراف بمرضه


2 - تعليق
ايدن حسين ( 2015 / 7 / 26 - 11:16 )

الحديد يمكن ان نجعل منه محاريث مفيدة للفلاح
الحديد يمكن ان نعمل منه سيوفا للقتل

الطاقة النووية .. يمكن استعمالها لفائدة الانسان في المفاعلات النووية
الطاقة النووية يمكن استعمالها ضد الانسان .. و لقتل النسان

الدين يمكن استعمالها في خدمة البشرية
الدين يمكن استخدامها ضد البشرية

لا الحديد و لا الطاقة النووية و لا الدين مسؤول عن القتل
من يستثمرها في سبيل الشر بدل الخير هو المسؤول

..

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah