الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المداهب و التيارات الفلسفية

طه الفرحاوي

2015 / 7 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


وجهة نظر
إن الفلسفة ومند نشأتها شكلت إنقساما بين الفلاسفة الدين إهتموا بتيارين متناقضين الأول عقلاني و الثاني عقلاني :
فالعقلاني يعتبر أن العقل هو المصدر الوحيد للمعرفة، و الثاني يقر بأن العقل صفحة بيضاء و أن الحواس و التجربة هما أساس كل معرفة. ومن هنا يمكننا طرح الأسئلة التالية : من ينتج المعرفة ؟ هل العقل أم التجربة أم هما معا؟
للحديث عن هذا الموضوع لابد أن نستحضر كل من الفيلسوفين رينيه ديكارت و جون لوك :
1ـ إن مؤسس الفلسفة الغربية الحديثة ديكارت يعتبر من أهم ممثلي التيار العقلاني إد أنه يعتبر ، بأن العقل موجود بشكل فطري لدى الإنسان ، و أنه تلك الميزة التي تمكننا من تنظيم المعطيات و الأفكار و استخلاص النتائج ، و العقل حسب ديكارت هو أعدل قسمة بين الناس فوحده يستطيع التمييز بين الخير و الشر وله القدرة أيضا لبناء معرفة مطلقة دون الحاجة للحواس لأنها خداعة فقد خدعت البشرية لمدة أزيد من أربعة عشر قرنا إد كنا نعتقد أن الأرض هي مركز الكون .
فالعقل ينبني على أولويات عقلية بديهية للمعرفة اللاحقة و بالتالي فالمعرفة يقينية حسب ديكارت . فقد اقترح علينا منهجا إستلهمه من المنهج الرياضي ففي كتابه الشهير (مقال في المنهج) عرض ديكارت أليات استخدام العقل و توجيهه و المتمثلة في القواعد الديكارتية الأربعة المشهورة وهي :( البداهة والشك ، التقسيم ، الترتيب ، المراجعة و الإحصاء ) وهدا المنهج أحيانا ، يعرف باسم الشك المنهجي : إد أنه يرفض أفكار مشكوك ويعيد إثباتها و ترسيخها للوصول إلى أساس قوي للمعرفة .
ولكن بأي صيغة يمكننا القول أن العقل وحده يبني معرفة دون الإعتماد على الحواس ؟ علما أن الحواس بدورها مهمة في بلوغ المعرفة بالنسبة للتجريبين .
فمع جون لوك مثلا نجده يعتبر أن المصدر الأساسي للمعرفة هو الحواس و أن العقل صفحة بيضاء خالية من افكار قبلية و أن ما يوجد فيه مكتسب من التجربة الحسية للفرد .
والعقل حسب جون لوك و باقي التجريبيين يلعب دورا ثانويا في بناء المعرفة ، فهو مجرد وعاء يحوي معطيات التجربة السابقة أو بصيغة أخرى إنه مجرد مستودع سلبي للمعرفة.
إن هدا الصراع الفلسفي بين الإتجاهيين العقلاني و التجريبي ، أدى إلى ظهور تيار جديد بزعامة إيمانويل كانط الدي أخد الفكرة و نقيدها فأعطانا تركيبها الدي حاول من خلال تياره الجديد هدا تجاوز نظرة كل من العقلانيين و التجريبيين إد يقول كانط (( الأ طر العقلية دون حدوس حسية جوفاء و الحدوس الحسية دون أطر عقلية عمياء )). إد أنه يرى أن هناك مصدران للمعرفة هما الفهم و الحساسية :
نقصد بالحساسية هنا كل ما هو مسؤول عن تغطية الإنطباع الحسي المفترض الدي تقدمه التجربة على شكل مدركات حسية بمعنى أنها تقدم لنا الموضوعات ، أما الفهم هو محول المدركات الحسية إلى معرفة و دالك بواسطة مقولات قبلية تنصب فيها معطيات التجربة الحسية .
ومن هنا نستنتج أن المعرفة حسب كانط هي عملية معقدة يساهم فيها كل من العقل و الحواس.
وفي النهاية ما يمكنني أن أقوله باعتباري مهتما بالفلسفة و السوسيولوجيا أن الموقف الكانطي هو الأقرب إلى الصواب حيت جمع بين العقل و التجربة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين