الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خراب الهيكل

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خراب الهيكل
يُصادف اليوم (التاسع من آب، حسب التقويم العبري )،يوم صوم وحداد عند المتدينين من أبناء الشعب اليهودي .. ويستذكرون فيه خراب الهيكل الثاني ، على يد الجيش الروماني وقائده تيتوس ، والذي سبقه خراب الهيكل الأول على يدي نبوخذ نصر .
ومن مظاهر الحداد في هذا اليوم ، الجلوس على الأرض حفاة أو إنتعال نعل قماشي ، القراءة من كتاب "ايخا "، عدم الاستحمام والامتناع عن إقامة علاقة جنسية . وبالإضافة الى ذلك ففي هذا اليوم يمتنع اليهود المتدينون عن تعليم التوراة ، طبعا بالإضافة الى الصوم ل 24 ساعة .
وقد امتنع المتدينون سابقا عن الصعود الى جبل الهيكل ، لأن "إعادة بناء الهيكل " ، لن يتم إلا بعد قدوم المسيح المنتظر ، وفي دولته . وما زال اليهود المتزمتون يمتنعون عن الصعود الى جبل الهيكل . إلى أن أصدر حاخامات التيار القومي الديني فتوى تبيح الصعود ، وذلك لأن قيام دولة اسرائيل ، يُعتبر في فكرهم السياسي الديني ، بداية الخلاص . بينما التيارات الارثوذكسية "ترفض " وحتى الآن "الإعتراف " بدولة اسرائيل ، على أنها الدولة المنتظرة والموعودة !!
ما علينا ، فالفتاوى هي في المحصلة ، نتاج ديناميكا سياسية ، فالتيار الديني القومي ، يرى في دولة اسرائيل، دولة "الوعد الإلهي " ، وقيامها هو الخطوة الأولى نحو بناء دولة الشريعة "الموعودة " . وهذا الناراتيف الديني السياسي ، يدفع نحو صدام ديني وسياسي في الوقت ذاته .
ففي التراث الديني اليهودي يتوجب ، اعادة بناء الهيكل في مكانه الأصلي ، أي بناء الهيكل على" أنقاض " المسجد الأقصى . بل إن هناك قوى محسوبة على المستوطنين تُطالبُ بهدم الاقصى وبناء الهيكل في التو والحال .
المسلمون ومن جانبهم ، يعتبرون المسجد الاقصى ، أولى القبلتين وثالث الحرمين ، لذا فالدفاع عنه ، فرض عين . ناهيك عن الموقف الدولي الذي يعتبر مدينة القدس الشرقية ، منطقة مُحتلة ، لا يحق لدولة الإحتلال ، القيام بتغييرات جغرافية وسكانية فيها . إضافة الى اتفاقية السلام الاسرائيلية –الاردنية التي قررت بأن المسجد الاقصى والوقف الاسلامي هو تحت ادارة اردنية .
وكالعادة ، تحصل في هذا اليوم صدامات بين الشرطة الإسرائيلية والمسلمين المرابطين في المسجد ، والذين يحاولون منع "اليهود " من الصعود الى الاقصى .
ولكننا ، يجب ان لا ننسى بأن اليمين السياسي والديني اليهودي هو من يبادر الى "إشعال" الفتيل ، سريع الإشتعال ، بمحاولته بين الفينة والأُخرى الصعود الى جبل الهيكل .
فشارون وفي سنة 2000 ، صعد وحاشيته الى الجبل ، مستثيرا مشاعر المسلمين ، مما أدى الى الانتفاضة الثانية المعروفة ..!!
واليوم قرر وزير الزراعة المستوطن ، أوري اريئيل ، أن يؤكد على فكره السياسي الداعي الى بناء الهيكل.
ويبقى السؤال : هل سياسة فرض الأمر الواقع ، ستؤدي الى حرب دينية ؟؟
فالمسلمون متمسكون بالأقصى ، واليهود من التيار القومي –الديني ، متمسكون بالوعد الإلهي ، لأنهم يؤمنون بأن إعادة بناء الهيكل ، ستكون الخطوة التي "تُسّرع " قدوم المسيح المنتظر ..
لكن كم من الدماء ستسفك ، حتى يتم الوصول الى قناعة بأن الحل للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، هو بإنهاء الإحتلال والعودة الى حدود الرابع من حزيران للعام 1967 .واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة .
فمن المستحيل تفريغ الأراضي المحتلة من الفلسطينيين ، كما وأنه من المستحيل القضاء على دولة اسرائيل.
الديناميكا التي تنتهجها السياسة الإسرائيلية اليمينية تقود نحو نقطة الصدام ، ونحو تأزيم القضية أكثر مما هي مأزومة ..
فالناراتيف الديني ، هو الذي "يقود " الصراع ، لكن ليس نحو حل يُرضي الطرفين ، بل نحو "إشعال الحرائق " ، ومزيد من الحرائق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شو ها الطلة البهية
عتريس المدح ( 2015 / 7 / 26 - 11:57 )
عزيزي قاسم : شو ها الطلة البهية أناقة وجرافته بلون أزرق فاتح، يعني خبرة كبيرة حتى با ختيار الالوان والايحاءات ، بس يا سيدي من فضلك قرب شوية حتى نتملى من معالم وجهك أكثر، أصل النظر على القد
الواحد بطل يعرف شو اللى بصير، بس باعتقادي هذا هو الوقت المناسب بالنسبة لليمين الاسرائيلي العرب لم يعد بأولويتهم لا أقصى ولا مقدسات، فقدسهم هي مصالحهم وكراسيهم
والسلطة ليست سوى موظف بموجب أوسلو والاستيطان شغال ( إن غاب السبع اتمرد النسناس) و ألامريكان كل همهم تدمير الشعوب العربية
فما تستغرب اذا ما الجماعة هدوا الاقصى وبنوا الهيكل، مين بدو يوقفهم
كلوا قلة عقل الموضوع مش في المباني ، وصاحب القوة بخلي ناتج القوة حق


2 - شكرا على المقال
ملحد ( 2015 / 7 / 26 - 13:04 )

مقالكم اعلاه يؤكد معتقداتي الراسخة بأن كل الاديان ما هي صناعة بشرية بحتة, فجلها منحولة عن بعضها البعض. وهذا يؤكد انها من خرافات وخزعبلات واساطير اجدادنا واسلافنا الجاهلون المتخلفون......

كتبت:( فمن المستحيل تفريغ الأراضي المحتلة من الفلسطينيين ، كما وأنه من المستحيل القضاء على دولة اسرائيل.)

هذا كلام سليم 100% وكنت قد علقت سابقا
اخشى ما اخشاه ان لا يتم حل هذا الصراع الا بعد خراب مالطة!
ابادة 50-70% من الشعبين????!!!!!!
ويبدو ان هذا ما سندفعه ثمنا للتخلص من خرافات الاديان.......

تحياتي


3 - العزيز عتريس الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 26 - 14:57 )
شكرا على هذا -الغزل- الرقيق .
وأود ان أؤكد على اقوالك ، بأن القضية الفلسطينية لم تكن في أي يوم من الأيام ،الشغل الشاغل للأنظمة العربية.
الحل معروف
لكن متى سيكون هذا ؟
خالص مودتي


4 - العزيز ملحد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 26 - 14:59 )
تحياتي
لنكن متفائلين ونقول بان الحل سيحصل قبل خراب مالطة !!!!!
مع فائق احترامي


5 - عزيزي الاستاذ قاسم محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 7 / 26 - 20:41 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــلام
تقول :فمن المستحيل تفريغ الأراضي المحتلة من الفلسطينيين ، كما وأنه من المستحيل القضاء على دولة اسرائيل)انتهى
القضاء على دولة اسرائيل اسهل بكثير من تفريغ فلسطين من اهلها...اسرائيل دولة مهاجرين مدللين يفرضون هم ما يريدون على الكيان الدولة و هذا شيءلم يحصل في كل بقاع الارض...المهاجر مهما كان معتقد باسباب هجرته يبقى زائر مهما طال الزمن...من ياتي ارض ليس له فيها جذر يبقى طاريء مهما كانت امكانياته...اخر ما يمكن ان يتسبب بوجود بلد و ثباته و الاعتراف به هي القوة و اقتناع بعض الغير...لا يوجد بلد مقطوع اي طائف على بركة بارود...التجربة الامريكية لا يمكن استننساخها لفرق الزمن..المهاجر مهما كانت اسباب هجرته يشعر انه غريب و طاريء و من يشعر بغير ذلك معتوه كما هم المستعمرين في المستوطنات التي هي عماد اسرائيل عندما تنهزم هذه المستعمرات ينتهي موضوع المهاجرين و الاستيطان و ينتهي المشروع كله....المهاجر قطرات ماء على سطح زيت لا يندمج او يمتزج او يذوب بل يتشتت و يتبخر و ينفصل مهما طال الزمن


6 - عذرا على التأخير ..
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 27 - 20:31 )
تحياتي للزميل الغالي عبد الرضا
تقبل اعتذاري على تأخري في الرد
شكرا لك على طولة البال لكنني كنت مشغولا بعزاء بعض الاقرباء بوفاة قريب لي
مودتي


7 - عذرا على التأخير ..
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 27 - 20:31 )
تحياتي للزميل الغالي عبد الرضا
تقبل اعتذاري على تأخري في الرد
شكرا لك على طولة البال لكنني كنت مشغولا بعزاء بعض الاقرباء بوفاة قريب لي
مودتي


8 - عزيزي جون خالد من الفيسبوك
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 27 - 20:32 )
تحياتي وأتمنى ان تكون الذكريات لطيفة
مودتي