الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر عن اسباب القمع و التخلف ج 1

سامح سليمان

2015 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن أسوء ما يحدث فى مجتمعاتنا العربيه الغوغائيه التعيسه ـ بخلاف التفشى السرطانى لمختلف الأمراض الجسديه والفكريه والنفسيه والأجتماعيه وهجرة العقول الفعاله التفاعليه المبدعه وتقييد وكبت ومصادرة جميع الحريات بمختلف أنواعها وطرق التعبير عنها، والتزايد المستمر للصراعات العرقيه والدينيه والمذهبيه ـ هو النمطيه والتنميط وصنمية العقول والأذهان والتطابق والتكرار الخانق لطبائع الشخصيات لدرجه الكفر بالتفرد والأختلاف والتحول الى نسخ كرتونيه كربونيه معدومه الهويه والذاتيه والتميز ، عاشقه للتوحد والتماهى والمحاكاة لما هو سائد ومقبول ويتم تلقينه والدعوه اليه من أفكار و رؤى بدون مناقشتها أو فحصها وبغض النظر عن ما تحتويه من منطق وعقلانيه أو خرافه وجهل وجنون .كائنات مفتقره بشده الى القدره على الأستقلاليه والرفض الحاسم لقبول ما لا يتناسب مع طبيعتها وتوجهاتها من أفكار وعقائد ومعتقدات بدعوة أن هذا ما وجدنا عليه اباؤنا واجدادنا وهذا ما اجتمعوا على صحته ومنطقيته وصوابه وهذا ما أوصونا بتطبيقه وتنشئة أبناؤنا عليه،والتمرد والخروج عن المعتاد والمألوف والتفرد والإبداع،شديدة البلاده والضأله والضحاله والتفاهه العقليه،شديدة التقوقع والتشرنق بداخل رؤيه أو نسق فكرى أو منظومه قيميه أو اطار من العقائد والمعتقدات والتوحد معه وإعتباره بمثابه قانون ودستور للحياة ومرجعيه صائبه اعجازيه مقدسه محصنه معصومه صالحه لكل زمان ومكان ولا تشوبها شائبة الخطا أو الزلل أو أجتناب الصواب أو أنتهاء الصلاحيه أو حتى عدم ملائمة أو مواكبة ما تحتويه من أفكار وقيم للتغيرات المستمره فى الحياه والفرد والمجتمع،وينبوع للعلم والفهم والمعرفه والتقدم والنهضه والنهوض من كبوتنا ورقادنا والسير بركاب الأمم المتقدمه المتطوره المستنيره ـ وأخضاعها وأحتلالها وأستعبادها وأذلالها وفرض كافة أفكارنا وقيمنا ومعتقداتنا وعقائدنا عليها إن واتتنا الفرصه لذلك ـ لأحتوائه على كافه الحلول لجميع مشاكلنا وأزماتنا وقضايانا الحاليه والمستقبليه،وأيضاً أحتوائه على كافة الأفكار والعلوم والنظريات والأكتشافات السابقه والحاليه والمستقبليه، وقاعده مرجعيه ومحور أرتكاز لجميع التوجهات والمنطلقات والنظريات والتيارات والقيم والأفكار والمعتقدات والعقائد المختلفه،وقاعده للقياس والتقييم والتصنيف وقالب نموذجى لا يجوز الأعتراض عليه او رفضه أو نقده أو مراجعته أو حتى الأختلاف عنه،هذا بخلاف تكرارية الدوران العبثى المستمر فى حلقه مفرغه ودائرة مغلقه بالنسبه لمختلف الأراء والقناعات والتقاليد والنظم والقيم والأيدلوجيات. فحياتنا راكده ومقفره ومجدبه ومقحله ومحبطه وفاتره وشديدة الفقر والثبات والتحجر والجمود بالنسبه للأفكار والقضايا المثيره للجدل والمسموح والمتاح طرحها للرأى العام بمصداقيه بالرغم من وجود العديد من الموضوعات والرؤى والنظريات والقضايا الهامه والحيويه والمصيريه المهمله ، وذلك لا يرجع فقط لتحريم الخروج عن النسق القائم من أفكار ومعتقدات سائده ومقبوله تم الأجماع على صحتها لشدة قدمها، وتجريم الفكر النقدى الغير مشروط ، وندرة العقليات الحره النقديه الأبتكاريه الأبداعيه الخلاقه .ولكن السبب الحقيقى والرئيسى لذلك التصحر والجمود والركود والتعفن الفكرى يكمن فى أشتداد سلطان الماضى وانسان الماضى على الحاضر وانسان الحاضر،وأعتماده كسيد ومتسلط ونموذج صالح لكل الأزمنه والعصور.

سامح سليمان : إن مجتمعاتنا التلقينيه الاعتقاديه المحكومه والمبتلاه بداء الأذعان والرضوخ والتقبل التلقائى والأنسياق تعانى بشده من التزايد المستمر لقوائم المقدسات والمحرمات وتعدد سجون الموروثات والمسلمات والثوابت، وألارتفاع المتتالى لسياج الممنوعات، والأنخفاض الشديد لسقف المحظورات المانع لطرحها على كافة افراد المجتمع وتناولها من جميع جوانبها وعرض كافة وجهات النظر والرؤى والمعالجات بدون تشويه او تحيز او انتقائيه او منع او تقييد لحرية الدعوه والتداول لوجهات النظر والافكار والرؤى، ومناقشتها بجرأه وحريه ومصداقيه كامله وحقيقيه،وكثرة القوانين والتشريعات المقيده لكثير من الحريات خاصة حرية النقد والأنتقاد والتعبير عن الرأى مهما كانت درجة أختلافه او تناقضه مع ما هو سائد ورفضه لكل ما هو مقبول ومسلم به، فلا يحدث تبعاً لذلك إلا أستمرارية الدوران التلقائى ـ الأجبارى فى بعض الأحيان ـ خوفاً من الابتعاد او الزلل أو الشطط أو الأنحراف عن الخط المسموح به والمرسوم مسبقاً من جانب المجتمع بمؤسساته المختلفه ابتداءً بأكثر المؤسسات تاثيراً فى حياة الفرد وهى مؤسسة الأسره، وتجنباً وتحاشياً لتبعيات الأعلان عن الرفض من أرهاب فكرى ونفسى وأكراه أجتماعى ـ فى فلك نفس الأطروحات وتفسيراتها وطريقه معالجتها من نفس زواية الرؤيه ، وبنفس المفردات والطرق والوسائل والأدوات التى سبق أستخدامها وسبق أيضا معرفة مدى تفاهتها وعقمها وعجزها وفشلها الذريع وأعادة سرد وأنتاج وأفراز وأستنساخ ذات الأطروحات وتفسيراتها والمقولات والأفكار والمصطلحات القميئه السقيمه العتيقه المتهالكه الباليه المهترئه ، ألتى كثيراً ما أثبتت فشلها وعدم جودتها أو صلاحيتها أو ملائمتها ومواكبتها لمستحدثات العصر ومستجداته الفجائيه السريعه المتلاحقه فى كثير من الأحيان،والتطورات والتغيرات السياسيه والأقتصاديه الناتجه عن حركه التطور العلمى والتكنولوجى وتغير وأختلاف مقاييس وموازين القوة ـ تبعا لتغير من بيده القوه ـ التى ينتج عنها حتما وبالضروره وبالتبعيه تغيرات فى التركيبه والمنظومه والبنيه الثقافيه والفكريه والعقائديه والأجتماعيه بالنسبه لاكثر دول وبلدان ومجتمعات العالم،والتى على أساسها يتحتم تعديل أو تغيير او استبدال المنوال الفكرى والثقافى والنظام الاقتصادى والأجتماعى بما هو اكثر صلاحيه وأعتماد منهجيه جديدة للتفكير والتقييم والتصنيف وأدارة الأزمات ومواجهه التغيرات وأعادة البناء وأستشراف وأستقراء المستقبل لكى يتغير ما نحصدة من نتائج وردود أفعال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah