الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل الدين و دوره فى قمع الحريات ج 1

سامح سليمان

2015 / 7 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن احد أهم أزماتنا المتعدده هى أزمه الفكر النقدى التقدمى الإصلاحى المتمدن المستنير ذو القيم والمعانى والمفاهيم والمضامين الوطنيه الأنسانيه غير القبليه او العنصريه او الفئويه او الاقصائيه من حيث الأنتشار والفاعليه والتفعيل،بل وحتى من حيث الوجود سواء على الساحه الثقافيه أو الأعلاميه أو الشعبيه على وجه الخصوص فنحن مجتمع ليس لا يهتم فقط بالعلم والفكر ، ولكن نحن مجتمع يكره ويرفض ويحتقر ويرتعب من التفكير النقدى الحر الغير مشروط ويقدس الغيب والميتافيزيقيا والخرافه والماورئيات، مجتمع يضع العلم والعلماء ضمن قائمة الاعداء الخطرين الواجب نفيهم واجتثاثهم من ارضنا الطاهره النقيه الساكنه الغير نشطه الا فى اجترار التفاهات .
لاحظ المقاومه والرفض الشديد لتدريس مادة الثقافه الجنسيه فى المدارس باسلوب علمى فى مختلف المراحل التعليميه،والرعب والثوره والغضب والاستهجان حتى لمجرد التحدث عنها وعن اهميتها فى اى وسيله اعلاميه او تثقيفيه اخرى، فنحن مجتمع ذكورى قمعى ذو قيم قبليه يخاف ويرتعب من التحدث عن الجنس بصراحه ومصداقيه وحريه وعلنيه واسلوب علمى بالرغم من رؤيتنا وتقييمنا لكل شئ فى الحياه من منظور وبعد دينى وجنسى ـ ربما بسبب جيناتنا الوراثيه السلوكيه التى توارثناها عن ابائنا واجدادنا،فالجينات الوراثيه ليست فقط مسئوله عن التشابه الشكلى ولكن ايضا عن التشابه السلوكى بدرجه او باخرى، خاصة اذا لم يتغير المجتمع وتتغير عقليته الجمعيه او حتى يسعى الفرد بمجهوده الشخصى الى تطوير نفسه وتعديلها بعد دراسه وفحص وتثقيف واطلاع عقلانى غير انتقائى او متحيز ـ
والتاييد الاكثر شده لتدريس ماده الدين والدعوه لادخال نصوصه ضمن باقى المواد فى جميع مراحل التعليم،وتديين كل شئ فى الحياه من علم او فكر او سلوك، والصراع حول من هو اكثر تدينا ، فصار الجميع يتحدثون فى الدين ويقحمونه فى كل شئ طمعا فى ازدياد شعبيتهم وجماهيريتهم من كتاب وصحفيين وفنانين ورياضيين ( خاصة لاعبى كرة القدم ) ورجال علم ورجال سياسه ولصوص تائبين ، بل واقحام رجال الدين وممثليه فى كل شئ حتى فى ما لا يفقهونه من علم او فن او فكر وثقافه، بل وسيطرتهم التامه على كثير من المؤسسات واستيلائهم على كثير من المهن وممارستهم فى بعض الاوقات لكثير من الادوار منها على سبيل المثال دور القاضى والمشرع القانونى والمذيع والضيف الدائم فى كثير من برامج الفضائيات ـ مقابل عائد مادى مجزى ـ والطبيب الفاهم المعالج لكافة الامراض .
وايضا دور المحلل النفسى والرياضى والناقد الادبى والفنى، واقحام الدين فى تفسير احداث الحياه اليوميه والظواهر الطبيعيه كالاعاصير والزلازل والاوبئه والامراض ـ اتذكر منها التصريحات الكثيره لرجال الدين التى صاحبت احداث اعصار تسونامى ـ واستمارات الالتحاق بالوظائف واستغلال الدين للحشد والتعبئه والالهاء فى الدورات والبطولات الرياضيه خاصة بالطبع كرة القدم لشعبيتها الجارفه ـ والنظر من وجهه ورؤيه دينيه عند تقييم وتصنيف الاحداث السياسيه، واعتماد مرجعيه دينيه عند عقد التحالفات والاتفاقيات واقامة العلاقات مع الدول الاخرى وتقييم المواقف والاحداث السياسيه .
شاكر النابلسى : ـ تشجيع معظم الأنظمة العربية القائمة الآن رجال الدين على إصدار الفتاوى في كل شئ المهم والتافه،والصغيرة والكبيرة،إلى درجة أن كيفية دخول الحمام أصبحت بحاجة إلى فتوى،وكيفية الأكل تحتاج إلى فتوى،وكيف طبخ الملوخية تحتاج إلى فتوى، وكيفية الاضطجاع تحتاج إلى فتوى،ومشاهدة مسرحيات عادل إمام تحتاج إلى فتوى، وغيرها من توافه الأمور، وتفاصيل الحياة. وهو إن دلَّ على شيء، فإنما يدلُّ على مدى انحطاط العقل العربي – إن وُجد- وعلى مدى أهمية رجال الدين في حياة العربي الآن في هذا الزمان الرديء والمالح . وهي نفس الأهمية التي كانت لرجال الدين المسيحي في القرون الوسطى قبل الثورة على الكنيسة، وتحجيمها في القرن السابع والثامن عشر،وحشرها في مهمة واحدة وهي مهمة الهدي والإرشاد. ولم يعد الانسان الغربي بحاجة إلى قنديل القساوسة لكي يجد طريقه الصحيح في الحياة. بينما ما زلنا نحن العرب نسترشد بقنديل الشيخ والقسيس لمعرفة الطريق الصحيح، وهو إن دلَّ على شيء - مرة أخرى- فإنما يدلُّ على أننا ما زلنا أطفالاً قاصرين بعقولنا ووعينا وإدراكنا، بحيث لا نستطيع وحدنا تمييز الطريق السليم من الطريق الخطأ.وهكذا تفعل بعض الحكومات العربية،التي لا تتخذ أمراً في السياسة،أو التربية، أو التعليم،أو الاقتصاد، إلا بعد الحصول على ختم رجال الدين في هذا الأمر ومنح بركاتهم. مما يعني أن الحكام الفعليين في مثل هذه الأقطار هم رجال الدين، وأن هذه الدول دول دينية بجداره،ولكن بقشرة مدنية أمام العالم الخارجي،لا تلبث أن تذهب بعد أول (حكة) بسيطة. " الحوار المتمدن "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah