الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة والتربية الكنسية ..رؤية نقدية

باهر عادل نادى

2015 / 7 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


تعريف الثقافة:
يعرف "تايلور" الثقافة على أنها :"ذلك الكل المركب وهى المعرفة و القيم والمعتقدات والعادات والاخلاق والقانون وكل القدرات التى يحصل عليها الانسان كعضو فى المجتمع". ويمكننا تعريف المثقف بأنه: هو الشخص الذى لديه معلومات ومعرفة انسانية متسعة .وليس فقط الحشو المعلوماتى بل القدرة على تنظيم هذه الافكار وتكوين رؤية للكون من حوله والتعامل مع العالم وفق هذه الرؤية. أهمية
الثقافة فى حياة الانسان : المعرفة تغير حياة الانسان وتنمى مداركه وتجعله يستطيع أن يحيا حياة أفضل فمن قرأ لسقراط وافلاطون وأرسطو وفيلو وابن رشد وكانط وفيلوتير وديكارت وسارتر وكيركيجارد وهيدجر وهيجل ونيتشه وماركس وطه حسين ولويس عوض وسلامة موسى ومحمود أمين العالم وغالى شكرى وفرح أنطون وشبلى شميل وحسن حنفى وفؤاد زكريا ومحمد سعيد العشماوى وجلال أمين وأبراهيم عيسى ورفعت السعيد ونوال السعداوى وعمار على حسن. وشكسيبر والبير كامو و نجيب محفوظ ويحيى حقى وتوفيق الحكيم وبهاء طاهر وخيرى شلبى وعلاء الأسوانى وأمل دنقل وصلاح عبد الصبور وبيرم التونسى وفؤاد حداد وجاهين والأبنودى وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب وجمال بخيت ليس كمن تعلم على "كتب معجزات وعظات سماعية "كثيرا ما تتسم بالسطحية !
لعلك عزيزى القارئ تستطيع أن تدرك الفرق بين من هضم كل هذه المعارف أوعلى الأقل ارتشف ولو حتى القليل من بحرها العميق ، ومن لا يقرأ فى حياته إلا بدع حديثة للبابا شنودة ! ( إن قرأ أصلا)!

أهمية الثقافة والمعرفة اللاهوتية لحياتنا الروحية:
وعلينا أن نعرف جيداً أن المعرفة اللاهوتية الصحيحة تنشئ انسانا مسيحيا أرثوذكسيا حقيقيا يستطيع أن يتفاعل ويتجادل مع معطيات العصر بما يتماشى مع جوهر الإيمان النقى بداخله . وعلينا ألا ننسى أن تعريف كلمة أرثوذكسية : هى استقامة العقيدة والحياة ! (وللأسف هناك الآن اتجاه خطير لفصل العقيدة "المعرفة اللاهوتية " عن الحياة ! وربما يكون لنا حديث آخر فى هذا الموضوع ) فمن يقرأ لأبينا الروحى العالم الراهب القبطى الأب متى المسكين واللاهوتى الأرثوذكسى كوستى بندلى والمطران الأرثوذكسى جورج خضر والأب فاضل سيداروس اليسوعى والأب هنرى بولاد اليسوعى ..هل هذا الشخص الذى يقرأ لكل هؤلاء سيكون فى خطر ؟! أم سيكون محصنا ضد هجمات التشكيك ؟! أيهما أخطر على الإيمان : الجهل أم المعرفة ؟!


إهمال الثقافة فى التربية الكنسية :
حدث تراجع ملحوظ –لاينكره من له عينان – فى الثقافة وأهميتها ودورها فى التربية الكنسية.

أسباب إهمال الثقافة فى التربية الكنسية :
1.وهم إمتلاك المعرفة المطلقة : يظن البعض أن الكتاب المقدس هو مصدر كل المعارف فى الحياة وإنك بمجرد وجود كتاب مقدس تضعه تحت المخدة حتى يواتيك نوم هادئ؛ أو كى تنعم حياتك بالبركة ! فأنت بذلك يمكنك –دون حتى قراءته وفحصه ودراسته وتأمله وتحويله إلى حياة – أن تفهم فى كل شئ فى الحياة وأن تجيب على كل سؤال يُطرح عليك أو لا يطرح !وأنك من حقك محاربة كل فكرة تختلف عما سمعته وأنت لاتزال بعد طفلا تستمع القصص البسيطة فى مدارس الاحد!
النظرة إلى الثقافة : هناك ثقافة مجتمعية تعتبر الثقافة مجرد كلام نظرى ليس له قيمة ،وأن الذى يقرأ دماغه بتلسع ،أو ان القراءة تجلب الهموم . يجب محاربة هذه الثقافة السيئة المقللة من شأن وأهمية الثقافة فى حياتنا. ويتحجج البعض ببعض الآيات الكتابية -وتفسيرها خارج سياقها – للتهكم على كل شخص يقرأ أو حاول أن ينير عقله بنور المعرفة!
سطحية الشعب - سلطة الاكليروس : أشخاص كرتونية يرتمون على قسيس لكى يدبر لها حياتهم بالكامل ؛ويلقون بمسئولياتهم على كاهل هذا الأب الكاهن الذى يشعرونه أن يجب عليه أن يفهم فى كل شئ :فى الزواج والطلاق وتربية الإبناء والسياسة والاقتصاد ويجب عليه أن يحافظ عليهم فى كل علاقاتهم ! فهى علاقة نفسية تبادلية ، الكاهن يعطيهم "الإحساس بالآمان "وترك المسئولية كاملة على كاهل شخص واحد هو الكاهن ،وبالتالى الشعب يعطى للكاهن "الإحساس بالقيمة"، وأنه أهم كائن فى الوجود !
(هذا ليس معناه أن كل الكهنة هكذا أو كل الشعب القبطى هكذا ..نقول هذا فقط حتى لايتذاكى علينا الحكماء كالحيات )

وكيف نبنى ثقافة جيدة :
1.النظرة الصحيحة للكتاب المقدس والمعرفة الدينية :يجب أن يعلم الجميع أن الكتاب المقدس كتاب روحى يضم رسالة الله اللازمة لخلاص البشرية وتأسيس الملكوت وليس كتابا فى الفيزياء والكيمياء والأحياء ،وأنه لايكفى أن تحتفظ بكتاب داخل المنزل تضعه على التلفزيون ليشاهده كل من يزور المنزل ! ولا يكفى قراءته للبركة ! بل للفهم والتعلم والسلوك بالروح !

2.احترام الثقافة :يجب على الشعب القبطى أن يعلم أن الثقافة ليست رجسا من عمل الشيطان بل هى نافعه لحياتنا ، ويجب التركيز على أهمية المعرفة ، فالكتاب المقدس يحثنا على المعرفة "فتشوا الكتب " وليست المعرفة هى الخطر على الإيمان ، بل الجهل . ومن يظن أن المعرفة خطر على الإيمان يهين نفسه بل يحتقر الإيمان بهذا الموقف المعادى للعقل !،فالصحيح – من وجهة نظرنا - أنه كلما زادت معارف الانسان زاد تواضعه ونما فكره ورجح عقله وتقوت روحه !ليس كما يدعى الدجالون!

3.تغير شكل العلاقة بين الكهنوت والشعب : هذه العلاقة النفسية المرضية"الموجودة والمنتشرة الآن" يجب أن تنفصم ويجب على الإقباط أن يعودوا إلى رشدهم ، والتأكيد على "الحرية الفردية" ومفهوم "الأبوة الروحية " و"عمل الروح القدس" داخل الانسان المسيحى التائب ! نتيجة إهمال الثقافة فى التربية الكنسية : يخرج لنا-فى المجتمع- كائنات مشوهة ممسوخة لا تستطيع التعامل مع مشكلات الحياة المعقدة،كائنات ليس لديها رؤية لأى شئ ،يتعاملون مع الكهنة ورجال الدين على طريقة الفتاوى ! ويسألون فى أتفه الاشياء وفُسيفساء الأمور .فيسألون : ماذا نأكل ؟ماذا نشرب ؟ماذا نلبس ؟ من هو العريس المناسب؟ من هى العروس المناسبة ؟.الخ. إلى آخر تلك الأسئلة التى تدل على عجز من يسألها وتواكله. أشخاص يجهلون أساسيات الإيمان ،تائهون فى ملذات العالم ، يسقطون حتى من دون تجربة! لأنهم يجهلون ما لهم فى المسيح يسوع !. توصية أخيرة : علينا أن نشجع الناس على المعرفة ونبنى ثقافة تحترم العقل وتُقدر المعارف الإنسانية ، علينا ألا نتماهى مع ثقافة تحقير العقل وترويج الخرافة . يجب علينا أن نسعى إلى بناء "ملكوت الله " ونبتعد عن البناء فى "ملكوت ذواتنا "!
والحق يحرركم
و سلام على الصادقين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل