الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمن تبول في سرواله

عطا مناع

2015 / 7 / 31
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


تاه الخوف وما عادت القلوب ترتجف، هل يخاف الميت؟؟؟؟ الميت لا يخاف، والميت لا يلتفت لمشاكل الاحياء، هذا هو حالنا موتى بلا قبور، نمشي متثاقلين نلقي التحايا على بعضنا البعض، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ادمنا الموت، وكل منا يحمل تابوته منتظراً أن يحمل على اكتاف الاموت الى العدم.
نعم هو العدم والفناء الابدي حيث العادية المقيته والاستسلام لابجدية الموت التي سكنت شوارعنا المنبعثه منها رائحه الموت التي لم نعد نشعر بها، وهل يشعر الميت بالموت؟؟؟ نعم نحن أموات نشيع بعضنا بعضاً متسلحين بثقافة القبور، نعلن للعالم اننا احياء، نضحك في التشيع ولا نعرف لماذا، نفلسف الواقع ونشرع ديمومة الفناء المجاني، نمارس موتنا بكل تفاصيله وبدون يأس، وهل ييأس الميت؟؟؟؟
كل ما في حياتنا موت، نقبل أطفالنا كما الاموات، لا لون للابتسامه، نعتقد اننا احياء نأكل ونمارس غرائزنا الجنسيه وننجب الاموات وكأننا نعيش يوم البعث الاكبر، نلعن ... نصرخ ..... نتذمر.... نحلل... نتفائل ..... نتشائم ونبول في سراويلنا أمجاداً عفا عليها الزمن، والمصيبه أننا نغرق في نقاش حالتنا هل ظاهرة التبول التي نعيش اراديه أم لااراديه؟؟؟؟ وهل الواقعية الجديده تشرع لنا التبول في سراويلنا.
بات التبول على الذات سمه ملازمه لكل منا، لم نعد نمتلك حاسة الشم لرائحتنا التي تزكم ألانوف القاطنة خلف المحيطات، نشعر بالارتياح، نٌحرق ونبول على ذاتنا شعارات، نذبح يومياً ونبول ، نسحق ونبول في سراويلنا، نجوع ونبول في سراويلنا متفاخرين بالصبر، منقسمين على ذاتنا ونستمتع بالاستماع لخطب التبول في السراويل.
نحن موتى، وليس على الميت حرج، نحن من أدمنا شعارات الموتى، ونحن من نفتخر بقيم الموتى وثقافتة، ونحن من يستأنس لصمت الموتى ، ونحن من أدمن الموت وهذا ما يفسر حالة الذهول التي اجتاحت عالمنا الميت، لا ردات فعل على ما يرتكب بحقنا من جرائم!!!!! نعم الموتى لا يغضوا، والموتى لا يصرخوا، والموتى لا خزان لهم ليقرعوه.
نعم نحن موتى بلا قبور، ولا زالت كلمات يوسف ادريس الذي خاطبنا قائلا:أقرؤا كتب غسان كنفاني مرتين، مرة لتعرفوا انكم موتى بلا قبور،ومرة أخرى لتعرفوا أن قبوركم تجهزونها وانتم لا تدرون، قبور الثورة بلا ثقافة والثقافة بلا ثورة، نحن شعب فلسطين لم نعد نقرأ ، وبالتالي نحن موتى بلا قبور، ننتظر أن تتفجر ألارض وتعيد لنا من نعتقد انهم أموات، وحتى اليوم المنتظر من العادي أن نبول في سراويلنا نحن من نسمي انفسنا بالنخبة والمثقفين ليضيع صدى صوتنا أمام وجع طفل يحرق وصرخة مبحوحه تطلقها أم فلسطينيه مكلومه تبشرنا نحن الموتى بيوم البعث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب