الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاوية الوجود

مهند احمد الشرعة

2015 / 7 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد كان أمرا بسيطا وبالأحرى لقد كان رائعا لم أكن أظن أن بكل ما هو لا حقيقي ينبثق شعاع من النور من بين كل هذه الظلمات لقد كان هنالك نور وبكل صراحة انه لنور رائع.
انها لحالة فيض رائعة بل انها لحالة يقين بالوجود الأصيل لم اكن أظن أن لشقيقة الروح كل هذا التأثير لن ألوم الخيام اذ عبدها.
يا صاح خذ الكأس واترك الزبور لداود ولمحمد امبراطوريته الأمس فات والغد لم يأت بعد بعد عش اليوم فرحا فلا معنى للحياة سوى الضحك. عمر الخيام.
ستجدني أضحك عندما لا يكون هنالك مكان للضحك وستجدني أبكي فلطالما هنالك مكان للبكاء ليت شعري ألم نوجد لكي نحزن ونبكي؟!
بكل بساطة سأشارككم حماقاتي بكل بساطة سأشارككم قرفي بكل بساطة سأشارككم حقارتي.
نعم فما جدوى أن أخبئها وما جدوى أن تعرفوها؟! لا شئ فمن بين كل التفاهات في هذا الوجود لم أجد سوى شئ واحد حقيقي ألا وهو الألم!!!!
كنت صغيرا ساذجا كما هم كل أولئك الاطفال الذين لا نستطيع خنقهم كنت صغيرا لا أعرف سوى اللحظة وسوى الأمل الراهن لا أتطلع الى الشرق إن أتت منه ريح ولا أتطلع الى الغرب إذا سمعت صراخ الأهل لم أتسائل يوما لماذا الناس يصلون الى القبلة وبالأحرى الى الجنوب (ان كنت لا تعرفني فأنا ابن سوريا الكبرى رمز الحضارة) كنت لا أتسائل ولا أسأل كنت ساذجا كما القطة التي اذا رأت كرة صوف تتدحرج أمامها ركضت ورائها وحسب لقد كنت ورقة بيضاء لقد شيئا في ذاته حيوانا ان جاز التعبير.
أتذكر وليتها تنفع الذكرى ألا ليتها تعود الذكرى عندما كنت صغيرا كنا نسكن مع جدي وجدتي وبقية أعمامي كنا مجموعة من الحمقى كبقية الحمقى في هذا الوجود كنا نصرخ ونغضب على بعضنا البعض كنا مجموعة من الحانقين على الزمان الذي جمعنا في جحيم واحد كنا نقضي وقتنا بدلائل السقوط في الوجود الزائف بصراحة لقد كنا نخشى العدم ونتفادى ذكره لا لشئ سوى أنه مصدر رعبنا وقلقنا الذي أدى بنا في النهاية للسقوط.
أنا إنسان مريض إنسان حقود إنسان ممقوت....أوليست هذه الكلمات هي ما بدأ به ديوستوفسكي في رائعته رسائل من أعماق الارض؟!
حسنا إذن لست بأحسن منه ولستم بأحسن مني كلكم ذلك الانسان المريض الحقود الممقوت ولكنني أفضل منكم فأنا بوسعي أن أرمي قذارة وجودي في وجوهكم بوسعي الابتسام أمام مهزلة الحياة ففي كل كلمة أقرأها أو أكتبها محاولة موت فاشلة.
كنت أستهزء بكم عندما بدأت بشعاع النور لا لم يكن شعاع نور بل كان الليل الدامس كان السواد الحالك كان العدم يتجلى أمامي يبعث في روحي نوستالجيا يبعث في قرارة أعماقي موسيقى الموت لقد كان شيئا رائعا لقد بعث في نفسي كل الام الغربة التي أعانيها وأنا أراقب حركاتكم الميكانيكية وابتساماتكم المصطنعة.
حسنا إذن دعوكم من أفكاري المعتوهة التي لن تتقبلوها بسبب سقوطكم في هذا الوجود الزائف لن تتقبلوها لثرثراتكم والتباسكم و فضولكم الزائف سأخبركم بقصة من قصص وجودي المعتوه انها لقصة أبكي عدم تحققها أبكي عليها في كل لحظة فما دمت أراقب جنونكم فتعالوا و راقبوا شجاعتي الطفولية.
كنت طفلا ساذجا لكنني كنت واعيا لا تستغرب من تناقضي فحتى الإله متناقض لقد سقطت في هذا الجسد ووجدت لأخلق ماهيتي.
على ذلك السطح الملعون أتتني الجرأة أمام ابناء عمي أردت أن أمثل لهم مقطعا من أحد المسلسلات أردت أن أشنق نفسي أمامهم تخيل أنني وبعد كل هذه السنين أشتاق لتلك اللحظة وأبكي عليها ندما على ذلك السطح الملعون هو وال بيته صممت الحبل وبالأحرى سلك الهاتف جعلته ماكنا الى اليوم أتذكر تلك اللذة اللاواعية وانا أتفنن بالسلك لأجعله مناسبا للحظة شنقي كان ابناء عمي كالحمقى واقفين ينظرون لي بذهول لن أنسى نظراتهم وذهولهم لن أنسى اشتياقهم لمعرفة اللحظة القادمة كنت أتفنن به فإن كنت أريد الموت فلما لا أموت بظروف جميلة لما لا أموت والأمور والظروف المحيطة تكون رائعة؟!
في هذا الوجود ما جدوى ذلك ؟!
أتذكر تلك اللحظة التي وضعت بها الحبل على عنقي ألم نقل أنه كان سلكا؟! كنت أشعر بلذة غريبة لذة لا يعرف معناها الا من انتفض جسده وهو على فراش من يحب أو من حصل على مبتغاه بعد سنين من اليأس أو خارج من السجن الى الحرية أوليست الحرية رعب يسري في أجسادنا؟!
اللعنة على من منحني قوة الذاكرة لقد كان يبتغي تعاستي لقد كان يبتغي شقائي الأعظم آآآآآآآآآآآآآآآه كم أعشق صوت ميادة وهو يشدو نعمة النسيان يا بختك كم أحترم شوبنهاور عندما اعتبر الفن تمثلا لاتجاه مستقل لا علاقة له بالعلة.
و أنا أضع ذلك السلك المشدود الى العوارض التي كنا نعلق عليها حبال الغسيل على رقبتي شعرت بلذة ترتجف لها مفاصلي كلما تذكرتها منذ ذلك الحين وأنا لا تغادرني اللذة كلما تذكرت ذلك الأمر أضعه حول رقبتي بشكل درامي مسلسل حياتي القصير آنذاك يمر من أمام عيني منذ أن ولدت ورأت عيناي النور والظلام الى تلك اللحظة.
في كل لحظة أحاول أن أتذكر بها شيئا أتذكر تلك اللحظة اذ أنها لا تخيب رجائي بتذكر كل ما عرفته في حياتي.
وضعته حول عنقي ابتسمت وأنا أتذكر أيامي السابقة لقد كانت ابتسامة تعيسة أتسائل دوما ما نفع الذاكرة اذا كنا نبكي لذكرياتنا الحزينة ونبتسم ابتسامة يأس لذكرياتنا السعيدة؟!
صعدت ذلك الكرسي كنت قصيرا صغيرا ان لم تكن تتذكر كنت ساذجا لكنني كنت واعيا انني لا منتم منذ الصغر انني ألمس اللاحقيقة منذ أن خرجت الى هذا الوجود العفن كنت أرى نظرات ابناء عمي المذهولة وانا ابتسم أيعقل أننا نقابل الولادة بابتسامة ونقابل الموت بدموع لماذا لا نشفق على دموع المولود و نتقبل ابتسامة الميت؟
يا زجاجاتي الفارغة يا أيامي التعسة يا أحلامي التي تشبه وجودي ما جدوى ذلك ؟! أيتها الكلمات الملعونة انكي لروح هذا العالم من لا يكتب فلا روح له ومن لا يخلد اسمه في التاريخ سيبقى مجهولا.
كنت أتأرجح على ذلك الحبل الملعون هنالك شئ من داخلي يخرج بهدوء لا ليس روحا فأنا بلا روح لقد كان كل ضعف وكل مأساة تخرج من جسدي كنت أبتسم وقدماي تضطربان لم أكن أبحث عن الهواء كنت أبحث عن ذكرى سعيدة في عقلي للأسف لا أجد كنت أبحث عن لحظة أبتسم فيها أمام الموت للأسف لم أجد لم أجد ما أبتسم له سوى العدم كنت أرى بياضا ناصعا أو سوادا حالكا لا أعرف لكنني كنت أرى اللامكان بعيناي هاتين كنت أبتسم له أضحك من صميم قلبي.
ما معنى الوجود؟ ما معنى أنني موجود ؟ ما معنى كل شئ؟
طب نفسا فلا معنى لشئ وليس هنالك معنى لشئ.
كنت أقترب من العدم كنت أمد يدي اليه ولكن تجمع الحمقى حولي وفكوا أغلال حريتي آه لو أعرف ما الذي ارتكبته لتوضع أغلال الوجود في يدي لم أرتكب شيئا لم أرتكب شيئا.
كنت محمولا على أيديهم لا أرى شيئا أشعر بلذة ما قبل الوجود اللافعل الاستكانة ما أجمل ذلك انها لجدوى كل شئ أسمع بكاء أمي وابناء عمي أرجوكم لا تبكوا لم أمت كل ما بالامر أنني أتلذذ بلحظات اللاوجود لا تبكوا أرجوكم لسعادتي لا تبكوا إنني لا احبكم لا أشعر بكم لا أحس بكم ارحموني أرجوكم من وجودكم ومن وجودي.
فتحت عيني فإذا بالبشر حولي لم أكن أعرف أهذه ولادة ثانية أم أنه سقوط في الجسد مرة أخرى لا أدري كل ما في الأمر أنني موجود لأشقى لأشقى بكل حركة بكل صيرورة بكل شئ انني أعيش في ديمومة تحتضر بكل نفس إنني أعيش في كينونة من الخيال لا حقيقة في هذا الوجود سوى حقيقة المقابر.
بكيت في حضن امي امي تبكي معي حقد في داخلي على ابناء عمي لا يظنن أحد أنني أبكي على هذا الوجود كلا لقد كنت أبكي لأنني فقدت العدم مرة أخرى ولكن هل يهمني ظنكم هل يهمني رأيكم هل يهمني وجودكم كلا لا يهمني شئ فلا شئ حقيقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز