الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والأخلاق،علاقة عداء لا صداقة.

مصطفى تاج

2015 / 8 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اخبروني أن الدين مورد الاخلاق ومنبعها..وبدونه تعم الفوضى وتسود اجواء الانحلال والانحراف عن النهج السليم القويم..وحقيقتهم وهم متشبثون حتى النخاع بتعاليم دينهم،لا تعدوا حال مجموعة من الشواذ المُمَارسين لانحرافاتهم في الخفاء ووراء الستار..

لكن الاخلاق لم تكن يوما ثابتة على مفهوم واحد،بل تتغير باستمرار وفق تغير المجتمع،وتوجهه نوح مزيد من التعقيد،بل كانت مجرد وسيلة من وسائل الحفاظ على التجمعات البشرية،وتوجيه الفعل البشري نحو الفعالية والعطاء،وخلق المعنى والغاية..

فلو نظرت إلى العالم من حولك،لوجدت أن اكثر الناس أخلاقية،هم نفسهم الاكثر بعدا عن الدين،والاكثر تشبعا بروح الكفر والزندقة،ستجد فيهم روحا انسانية،لا وجود لها عند اي كائن متدين يملأه الكره والحقد على غيره.ولو نظرت إلى اكثرها تشبثا بالدين،لرأيت مالا يطيقه ضميرك الاخلاقي من الانحرافات والاوبئة.

والامر الآخر أن وسائل الترهيب والترغيب،لم تصلح إلا مع العقل الطفولي والبدائي الساذج،اما إنسان عصرنا فهو قادر (وهو متشبث بدينه) على التحايل،حيث يمارس انحرافاته وانحلالاته في الخفاء،بعيدا عن اضواء المجتمعات الردارية،ويستمر في هذا حتى يهرم ويخرف،ثم يتجه صوب البيت العتيق يتضرع إلى الله ويرجوا مغفرته،ثم يعود إلى بيته كما خلقته امه.

وما لا نستطبع نفيه حاليا،هو أن الاخلاق تكون اخلاقا حين تكون من اجل ذاتها،وتفسد حين تكون وسيلة من اجل تحقيق غاية أخرى،كالدخول إلى ذلك المكان المعلوم،أو النجاة من آخر،فبهذا تفقد عمقها الانساني،وتكون مجرد معاملات تجارية جافة،مرتبطة بأوهام لم تفرض نفسها يوما كحقيقة،بل كنسق وهمي أرغم الناس على تصديقه،ولم تتغير حقيقته في عقولهم بعد،رغم انهم يدعون ذلك.

فالذي لا يفقهه كهنتنا الأجلاء،الذين انعم الله عليهم بقوته السحرية،وفضلهم علينا بوهبهم وسائل النظر إلى حقائق الامور،دون أن يكون بينهم وبينها اي حاجز وعائق،أن الانسان يتميز بملكة هو قادر بفظلها على التحرك المستقل،والبعيد عن الوصاية والتوجيه،وأنه ليس طفلا ينبغي أن يميز له أحد بين الصواب والخطأ.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah