الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-2-حوار مع المجتمع-القران - العلم - العلمانية

خليل صارم

2005 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القرآن – العلم – العلمانية -2
في العودة الى سورة العلق : نستعيد ونتابع ( اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم ) .. اذاً هو تأكيد على العلم المتسلسل الذي يتطور نقلة فأخرى وليس القلم بمعناه الذي نعرفه ( اداة الكتابة ) , لأنه عز وجل يتابع قائلاً ( علم الإنسان مالم يعلم ) وهذا تأكيد على تفتح آفاق الانسانية التدريجي . أما بقية السورة فهي تتحدث عن الالتزام وكيف أن هناك من يحاول الاساءة لهذا الالتزام وابقاء الآخرين في غياهب الجهل .
وبايجاز يتضح أن المقصود بهذه السورة هو أمر للنبي. أن علم الناس ماعلمك اياه الله وعدم الالتفات الى المكذبين ودعاة التجهيل.
- بعد سورة العلق حسب تسلسل النزول تأتي سورة ( القلم ) والتي تبدأ ب( ن والقلم وما يسطرون )
ان التفسير الساذج المتداول يؤكد أن معنى هذه الآية هو القلم بمعناه المتداول ( اداة الكتابة ) وما يسطرون أي مايكتبون . ولو استعملنا المنطق البسيط لحق لنا السؤال وهو ماالحاجة لكي يقسم رب العالمين بالقلم وهناك أشكال كثيرة له في حينه ؟؟ ولماذا يقسم بما يكتبون بهذا القلم ..؟؟ وكل يكتب مايشاء . ؟!!
لانرى مبرراً يقبله العقل الا اذا كان رب العالمين يقسم بما خلقه وصنفه وقسمه الى أنواع وعليه ( يحق لكل مبدع أن يتباهى بما أبدع ) وهل هناك من يتفوق على الله عز وجل في الإبداع أو في فهم معنى هذا الإبداع وغايته والتأكيد على أنه لايوجد من يجاري هذا الإبداع وهذا مايشير اليه القسم .
(هذا ماذهب اليه توضيح المهندس محمد شحرور في كتابه ..قراءة معاصرة في تفسير القلم والأقلام ) . وبكل أسف فقد كفره الجهلة عبيد الموروث أو جماعة ( هكذا وجدنا آباؤنا) !!.
أما عبارة مايسطرون فهي تشير الى اكتشاف دقائق هذا الإبداع على مر العصور والتي يقف معها العلماء مذهولين ومازال العلماء يبحثون في الأنواع الرئيسية (الأقلام ) وماتتضمنه من أصناف لم يتم حصرها حتى الآن ومازال العلماء ( يسطرون ) يكتشفون أصناف جديدة ولم تغلق الجداول بعد.؟!!
ويتابع رب العالمين خطابه للنبي ( ماأنت بنعمة ربك بمجنون ) وهنا لايقصد بها تهمة الجنون التي رموه بها في حينه ولكن المقصود منطقياً أنه ( لاتخفى على النبي أية معلومات – النعمة - ) وهل هناك نعمة أكبر من نعمة العلم ؟ وفي هذه الحالة فان الأجر هو استحقاق وليس هبة ( غير ممنون ) . . وأنه أي النبي جدير بذلك الأجر كونه أهلاً لحمل هذا العلم ونشره للبشرية ( وانك لعلى خلق عظيم ) . ويؤكد عزوجل للنبي بأنه سيرى نتائج هذا العلم على أرض الواقع في عصره وسيراه الآخرون في أزمنة لاحقة من خلال الكشف العلمي وهذا ماتشير اليه الآية ( فستبصر ويبصرون ) * وسيتأكد النبي الكريم وكذلك المكذبين من هو على حق ومن هو على شبهة ( بأييكم المفتون ) .
بقية السورة عبارة عن مقارنات بين المصدقين والمكذبين ( العلم والجهل )
وأنهم بعد أن تتأكد صحة ماجاء سيندمون . وتساؤلات بمعنى العالم ليس كالجاهل ومن كان على الحقيقة ( المسلمين ) وهي من سالم. سليم. سلامة. نقاء . وليس كل من نطق بالشهادتين هو عالم .
اذاً ليس من سلم بهذا العلم كمن كذبه وتجاهله وابتدع اجتهادات مغايرة ومخالفة لحقيقة هذا العلم من هنا يأتي معنى الغيب الذي سيرد في الكثير من السور ويقصد به ( التسليم بالعلم وقواعده حتى التي لم تكتشف قاعدته بعد) وليس ابتداع الخرافات والتسليم بصحتها وخلطها بالعلم وتردادها كأنها حقيقة
وهذا مايزال يحدث حتى الآن ؟؟!!!! . ولو تابعنا هذه السورة وفقاً للمنطق العقلاني لتبين لنا أنها تدل على العلم الخالص الذي يفيد الانسانية ويدفعها في طريق التطور وتقف هذه السورة بمواجهة أولئك المتخلفين آنذاك وحتى الآن الذين يقفون موقفاً معادياً للعلم وتتحداهم . لذلك فان النبي الكريم قد جاء بقواعد علمية تنسف ماكان سائداً من مفاهيم وهذا ماأوجد معارضة شرسة أشارت اليها هذه السورة . تماماً كما يحدث هذه الأيام وقدأشار القرآن الكريم الى ذلك والواقع أن هذه الشعوب المغلوبة على أمرها قد فرضت عليها الخرافة بالقوة والعنف لما فيه من مصلحة للسلطة المنحرفة التي وصلنا موروثها المليء بالخرافات والفهم المنحرف المقصود عبر التاريخ بديلاً عن حقيقة الرسالة ( العلم ) وهذا ماسنراه في سور لاحقة .
هناك فرق كبير بين الحقيقة والموروث الذي حرم القران الكريم التمسك به من خل رفضه لمقولة ( هكذا وجدنا آباؤنا ) كما أن الحديث المتواتر عن الرسول الكريم يتناقض بالمطلق مع تلك المقولة والتي هي من النص القرآني .
( ستتبعون سنن ماقبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة والله لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه ) . فهل ارتدعت هذه الشعوب وعادت الى العقل لتفكر بآيات الكتاب بالشكل الصحيح وتعطيها حقها من الفهم الصحيح دون أن تعود الى تفسير من عاش قبل أكثر من عشرة قرون لايدري شيئاً عن العلم وحقائقه مثلنا كما أن عقله آنذاك كان يرفض المنطق بتأثير من فقهاء السلطة الذين قالوا من تمنطق تزندق . كثيراً من العقل أيها السادة وكثيراً من الحكمة هو المطلوب .
... يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa