الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج الاعدادية… و… عقدة الدال والميم

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 8 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي




تربينا على أن أي طفل عند سؤاله ماذا تريد أن تعمل عندما تصير كبيرا؟ فالإجابة الأكثر شهرة دكتور أو مهندس خصوصا إذا كانت هذه مهنة التي يريدها الابوين. وعلى فرض أجاب الطفل بأي مهنة أخرى يكون ردنا ولماذا لا تكون دكتورا أو مهندسا؟!! أي أن التوجيه ناحية كليات معينة يبدأ منذ الصغر .. وكأن كل الدولة يجب أن تكون أطباء ومهندسين.

بنظرة سريعة على حال الطلبة في المرحلة الاعدادية . كم طالب منهم محدد لأهدافه وفق قدراته الحقيقة؟ .. من منهم يعرف ماذا تعني كلمة هدف وكيف تُتخذ خطوات لتحقيقه؟ .. من منهم يعلم حاجة سوق العمل؟والسبب أننا في نظامنا التعليمي نفتقد القدرة على التخطيط بعيد المدى ونظن أن المكسب دائما في كفة واحدة فقط وأنه لا سبيل لوجود كفتين وبكلتيهما مكسب.

فإما أن نحصل على مجموع عالٍ يؤهل لإحدى كليات القمة – كما أسميناها– أو أننا نكون خسرنا باقي العمر .. مع أنه بالنظر للواقع العملي فإنه لو تم الحصول على مجموع عالٍ أو مجموع يؤهل لكلية تتفق مع ميول الطالب وموائمة لسوق العمل نكون ربحنا من جميع الأطراف. أو أنه بعد الاعدادية يتجه الطالب للحصول على دورات تدريبية معينة تؤهله للعمل مباشرة وأن يكون دخول الجامعة لمن يستطيع اجتياز اختبارات معينة وذلك لأنه يريد الوصول إلى شيء معين من هذه الدراسة وليس فقط الحصول على لقب أيا كان هذا اللقب أو أملا في مستقبل واهم هو غير مطابق للواقع العملي.
فالطالب يستطيع الموائمة بين طموحاته وبين احتياجات سوق العمل بعمل بحث بسيط قبل دخوله لأي كلية بمدى استقبال سوق العمل لها أي مدى حاجته لها وتأثيرها عليها، في حالة إذا وجد أن السوق ليس بحاجه لها فعليه أن يضع لنفسه خيارات أخرى تفيده وتلائم قدراته وتخدم سوق العمل، أما إذا وجد أنه لايستطيع دراسة مجال آخر مع علمه بعدم حاجة السوق، له فعليه أن يتخد خطوات تجعله يضيف إليها شيئا مميزا يجعله مفيد بشكل أكبر ويجعل هناك إقبالا عليه ليدخل الساحة ويضيف جديدا.إنه لا أضر على الوطن من أن تكون أيها الطالب رقمًا زائدًا في مربعات البطالة بعد اربع سنوات تقضيها في الهندسة أو ستة تقضيها في الطب، وإغفال عشرات التخصصات البحثية الأخرى التي يحتاج الوطن فيها لنجباء أمثالك يعشقونها؛ وليس إلى طلابٍ لم يؤهلهم معدلهم حتى لدخول السجن، وانخفض تحصيل درجاتهم عن درجة الحرارة في الرياض، فاضطروا لدخول التخصصات الأدبية الأخرى والانتساب لها، وهمهم فقط أن يتحصلوا من خلالها على شهادة مكتوب عليها ناجح، ثم يصطفوا بعدها على ناصية البطالة، ويندبون الساعة التي دخلوا فيها تخصصاتهم.


ختامًا لست معنيًا عبر مقالتي هذه بتقبيح صورة المجموعة الطبية والهندسة أو الإساءة لأي منهما، فأنا مهندس مدني وبرغبتي ، ولي أصدقاء أطباء كثر، بقدر ما أنني أرغب بالتخفيف قليلًا من حالة التأليه الأكاديمي التي يراها أهالي الطلبة المتفوقين لهذين التخصصين، وحالة القمع والإكراه التي نسمع كيف أن الأهل يمارسونها ضد أبنائهم لإجبارهم على دراسة تخصصات ما سألت فيها معمّرًا إلا وندم على الساعة التي درس فيها تخصصه، وتمنى لو عاد به الزمن ليدرس مجالًا يتجاوز فيه خلطة الإسمنت أو أمعاء البشر ودماءهم.

إنني أرغب بالقفز عن التفكير الذي يتجاوز أنوف الأهالي مما يرغبون بتحصيله من وراء تخصصات أبنائهم، لأخاطب فيك عقلك الباطن ووجدانك الدفين أيها الطالب النجيب، وأسألك عما أحببته خلال مسيرتك المدرسية، وما تحلم أن تصيره بعد عمر، أهو دراسة التاريخ حتى تغدو من بعد دراسته مؤرخًا على طراز العقاد؟، أم الأدب فتغدو بعد دراسته كاتبًا على طراز نجيب محفوظ؟ أم السياسة فتغدو مفكرًا على طراز بشارة وإدوارد سعيد؟ أم تحب أكثر أن تكون واحدًا ممن برعوا في مجال الفيزياء تزامل فيها أحمد زويل؟ أم هو الإعلام ودنيا الصحافة لتتميز وتسير على خطى أحمد منصور وزملائه من جنود الحقيقة؟ رسالتي لك باختصار أن ابحث عن رغبتك وأنصت لها فحسب، واستجب لما يمليه عليك المعيار ثلاثي الأبعاد: قدراتك وميولك ورغبتك، ودع عنك هلام الأهل وما يزينوه ويجملوه، ويحرفوا فيه بوصلة مهارتك ورغبتك، وبذرة تفوقك وسر تألقك في الحياة، وليس في الجامعة … ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي