الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع أحد المسلمين حول محمّد بن آمنة

مالك بارودي

2015 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




عند التطرق لمسائل متعلّقة بالإسلام، نجد أنّ العقليّة المسلمة مبنيّة على شيئين: الجهل والنّفاق. والجهل نوعان: جهل بما في كتب التّراث الإسلامي وهو الشّيء المتفشّي بين ذوي المستوى التعليمي المحدود من العامّة وجهل بأسُس التّفكير المنطقي وهو السّمة المميّزة لأغلب المتعلّمين والمثقّفين المسلمين. أمّا النّفاق فموجود في جميع الشّرائح وهو سلاح المسلم الأوّل والمفضّل للدّفاع عن دينه والمحافظة على موروثه الإسلامي الخرافي من الإنهيار. وقد كان لي منذ مدّة حوارٌ مع أحدهم على الفيسبوك يبيّن بوضوح عمق المهزلة التي يعيشها العقل المسلم.

كانت بداية الحوار رسالة من أحد المعترضين على مقالاتي ومنشوراتي يدعوني فيها للإهتمام قليلا بجرائم ستالين، بعد أن ضاق ذرعا بإنتقادي للإسلام ولمحمّد بن آمنة والقرآن.
قال محدّثي: "ستالين مجرم وسفّاح." (وكأنّه رآني أمجّد ستالين أو أقدّسه!)
فقلت له: "ومن قال لك؟"
- إقرأ فهناك كتب توثّق لجرائمه وهناك مقالات كثيرة تتحدّث عن ذلك. وبإمكاني أن أرسل لك ما تريد من الوثائق بهذا الخصوص.
- الظّاهر أنّك مهتمّ بموضوع جرائم ستالين، هذا جيّد.
- نعم، هذا من صميم إختصاصي.
- أنت أستاذ تاريخ؟
- نعم، وبصدد تحضير كتاب بالعربيّة للكشف عن كلّ صغيرة وكبيرة من جرائم ستالين وأتباعه.
- حسنا، لكن هناك سؤال منهجي يتبادر لذهني وأريد إجابة عنه، إذا لم يكن فيه إزعاج لك. من قال لك أنّ تلك الكتب التي إعتمدت عليها لتوثيق جرائم ستالين ليست إفتراءً وكذبًا ولم تُكتب إلّا لتشويه صورة وسيرة الرّجل؟
- كثرة الكتب وتطابق ما ورد فيها دليلٌ كافٍ على صحّتها. ثمّ أنّ من كتبوها علماء في التّاريخ ومؤرّخون مشهورون.
- جيّد جدّا. سؤال آخر، لو سمحت. هل قرأت السيرة النّبويّة لإبن هشام والبداية والنهاية لإبن كثير؟
- نعم قرأت، لكن ما العلاقة؟ نحن نتحدّث عن ستالين.
- نعم، أعرف ذلك. لكن هذان الكتابان مثالان فقط. كلّ كتب السّيرة والأحاديث تروي جرائم كثيرة ومجازر مروّعة قام بها رسول الإسلام...
- الرّسول ليس مجرما.
- لماذا؟ ألم تكن حجّتك على ستالين كثرة الكتب والمقالات والقيمة العلميّة لمن كتبوها؟ صحيحا مسلم والبخاري وكتب الأحاديث الأخرى والتّفاسير والفقه كلّها تذكر جرائم محمّد بن آمنة، من مجازر وإغتيالات وسبي ونهب وإستعباد، إلخ...
- كلّها أكاذيب تسعى لتشويه الرّسول.
- تلك كتب معتمدة من طرف المسلمين منذ 1400 سنة وهي المصادر التي عرف منها أجدادك الإسلام. وهذا في حدّ ذاته يعطيها من المصداقيّة في نظر المسلمين ما لا يمكن نفيه بإنكار بسيط. ثمّ أنّه على مرّ التّاريخ الإسلامي، لا يوجد من شكّك في قتل محمّد للنّضر بن الحارث أو بني قريظة وبني النّضير والعصماء بنت مروان وكعب بن الأشرف وغيرهم أو في تحريق علي بن أبي طالب لأناس أو مجازر خالد بن الوليد.
- كلّها أكاذيب وإفتراء.
- وما دليلك؟ يجب أن يكون لديك دليل علمي ومنطقي تبيّن به أنّ ما رُوي في كلّ تلك الكتب لم يحدث وإنّما هو كذب وإفتراء... فهل لديك دليل علمي ومنطقي؟
- الدّليل هو أنّ القرآن يقول عن رسولنا أنّه على خلق عظيم، لذلك أنا لا أصدّق ما يخالف هذه الآية.
- أحدّثك عن دليل علمي ومنطقي فتستشهد بالقرآن؟ تبّا للتفاهة! لقد أثبتت إفلاسك، يا عزيزي...

-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهت الشيوعية لكن الاسلام باااااااااااااااااااااق
عبد الله اغونان ( 2015 / 8 / 4 - 23:19 )
الاسلام من الثوابت

لكن عمرالشيوعية قصير

الايديولوجيات الوضعية سرعان ماتخمد وتنتهي لكن دين الله باق

هذا هو الفارق

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah