الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيُها ألأصدقاء ، تَحَتْلَنُوا ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أيُها ألأصدقاء ، تَحَتْلَنُوا ..
تعريف :ألحَتلنة ، هي كلمة مشتقة من كلمتين ، وهما ، "حتى الآن " ، أي الحتلنة هي معرفة المستجدات حتى الآن .
العنوان أعلاه ، هو عنوان لمقالٍ بقلم الكاتبة "أورنة اوشري " ، نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت بالأمس ،يتحدثُ عن أحكام الشريعة اليهودية .
تُقر الكاتبة بأنها ومنذ الصِغر ، كانت على" خصام" مع الدين ، وأن فكرة وجود إله ، هي فكرة "مَدحوضَةٌ" (من الدحض )في رأيها " ، وتستمر قائلة ، بأن" خصامها "مع الدين تَعَمق أكثر عندما اكتشفت هويتها الجنسية المثلية .
كتبت تقول ، "لقد آن الآوان لنزع قناع اللُطف ونقول : الدين اليهودي ، في نسخته الأصلية ، نُسخة الصانع ، هي نسخة صعبة ، فيها أحكام مسبقة وعنصرية – كما وأنها نسخة جميلة وسامية " ، وتستمر قائلة ،"إن الغوص في اعماق التوراة ، يكشف واقعا عنيفا وداميا ، وفي بعض الكتب المقدسة نكتشف فروقا، تثير الغضب حتى الغليان ، بين الرجال والنساء .......وكل هذا مُغلف بعدد لا متناهِ من التأويلات والتفسيرات من رجال ورجال . إن محاولات المتزمتين بالحياة في عصرنا ، وفقا لهذه المفاهيم القديمة هي محاولات عبثية من وجهة نظري . لكن هذه المحاولات ستكون مفهومة لو أنهم أبقوها في حيزهم الخاص – فهذا "حقهم" .
"ما يُغيظني " تقول الكاتبة ، "عندما يتحدث المتزمتون عن "العربة الملآى " مقابل العربة الفارغة " ، أي أن المتدينون يتباهون بأن "عربتهم " أي ، الدين ، ملآى بالقيم ، بينما عربة العلمانيين فارغة من كل القِيَم !! "العلمانية ، وعلمانيتي على الأقل ، هي وجهة نظر تشكلت عبر اجيال كثيرة من بني البشر وتعتمد على القيم والتنوير ، الانسانية والتسامح ، المساواة والحرية ، حقوق الفرد ومنع التمييز . فهل هناك قيمة أو فكرة في العلمانية ، يستطيع شخص ما ،وبناءً عليها ، أن يحمل سكينا ويقتل انسانا آخر ؟ لكن وفق قوانين "التوراة المُقدسة " ؟ هل تعمقتم في "الأحرف الصغيرة " ؟ المقصود بمصطلح الأحرف الصغيرة بالعبرية ، هو التفاصيل الدقيقة ..
"أيها الأصدقاء ، تحتلنوا ، وأعلنوا على الملأ في كل المؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية (استعملت الكاتبة ، مصطلحات : مزرعة وارض البور ، كناية عن المؤسسات ، رسمية كانت أو خاصة ) ، بأن العمل وفق قوانين التوراة التي تحدد من يستحق حُكم "موتاً يموت " (كناية عن القتل )، هي جريمة قذرة في ايامنا هذه ، لا يقبلها حتى الله سبحانه وتعالى.... " ،" أوقفوهم قبل أن تحدث عملية القتل التالي "بإسم التوراة " .
نُلاحظُ بأن الكاتبة ، تحدثت عن قرائتين للتوراة ، قراءة متشددة متزمتة وقراءة انسانية متسامحة ، أو كقولها "نسخة جميلة وسامية من التوراة " ، وهذا هو حال جميع الديانات ، التي تحوي في داخلها نسخة جميلة ونسخة قبيحة ، حددها رجال عن رجال عن رجال ... تأويلات ، تفسيرات وتبريرات .
نسيتُ أن أقول بأن مقال الكاتبة جاء بعد "وفاة " الفتاة "شيرة بنكي " ، التي شاركت في مسيرة الفخر التي نظمها المثليون في القدس .. ماتت متأثرة من جراحها ، حين طعنها يهودي متزمت مع خمسة آخرين في المسيرة ...
لا فرق بين داعش وهذا الفكر الذي تحدثت عنه الكاتبة ، ولكي لا "يُلقنني " أحدهم درسا ، في تعقيب ، ويُطالبني برؤية "القذى في عيني " ، فها أنا أُعلن بأن القراءة المسيطرة للدين الإسلامي هي قراءة "داعش"، وهي القراءة التي روجت لها دول النفط وعلى رأسها "مهلكة آل سعود "، وهي القراءة البنتتيمية والوهابية ..!!
أيها الأصدقاء تحتلنوا ،قبل أن تصلكم داعش بسكاكينها الطويلة ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كأنك تقرأ ذهني - 1
نضال الربضي ( 2015 / 8 / 6 - 07:47 )
صباح الورد للعزيز قاسم،

البارحة عدت ُ من العمل متعبا ً و خصوصا ً مع الموجة الحارة التي تضرب المنطقة، دخلت ُ للدش و تركت ُ الماء يعمل و سرحت ُ في التفكير، كنت ُ قبلها قد مررت لرؤية والدي، و تحدثت أمي عن المحبة و السلام في المسيحية و هي تستمع للترانيم.

بقي الموضوع في ذهني و أنا تحت الماء، و فكرت ُ كيف أننا نرى السلام في المسيحية و نتجاوز عن الأساس العنيف الدموي التوراتي، و وجدت ُ نفسي مقتنعا ً أن هذه الثمرة هي بالأساس نتيجة ثقافة مسيحية غير عنيفة، لكنني انتبهت ُ إلى الأن الثقافة نفسها لا بد أن تكون قد نتجت عن ممارسات موروثة مستدامة و نصوص تؤيدها، فإذا ً نحن أمام تحيد مسيحي واضح لنصوص العنف مع استبدال آخرى بها. لقد استطاعت المسيحية من خلال الرؤية البولسية تحديدا ً أن تحدث قطيعة مع التوراة، لكنها بقيت في معضلة الحاجة إليها، فكيف يكون هناك مسيح بدون نبوءة، و كيف تكون هناك نبوءة بدون توراة، فإذا ً لا مسيحية بدون توراة.

تحل المسيحية الإشكال بقوتين:

- خيار القطيعة مع الناموس و تبني نظرية الفداء.
- خيار انتهاج ثقافة روح المحبة.

كلاهما بغض النظر عن أي نص تأسيسي، لاحظ قوة: الخيار!

يتبع


2 - كأنك تقرأ ذهني - 2
نضال الربضي ( 2015 / 8 / 6 - 07:52 )
تابع من تعليقي الأول

انتبهت ُ و أنا أفكر إلى أن الكثيرين و إن كانوا ينجحون في قبول هذا الحل المسيحي، يرفضون إمكانية وجوده في الإسلام، و يميلون تلقائيا ً إلى الرغبة في إنهائه بدلا ً من إصلاحه، و هو الرأي السائد عند المعظم اليوم.

سألت نفسي: لو ظهرت مرجعية إسلامية و انتهجت تفسير للقرآن يقول بتاريخية النص بمعنى أن آيات الجهاد هي وليدة ظرفها و بيئتها و لا يصح أن يتم فهمها أنها دعوة لغزو المسكونة كلها، و لو بدأ المسلمون بتربية أطفالها على نفس النهج الوديع الرافض للعنف، تُرى ألا تقتضي الأمانة و المنطق أن نقول أننا بصدد ثورة بيضاء جميلة تجعل من الإسلام كالمسيحية اليوم؟

لكنني اصطدمت ُ بالواقع الذي لم أجد فيه أي مرجعية إسلامية (مؤثرة) تدعو إلى هذا، و هنا أُسُّ المشكلة و لبها، و هي غياب هؤلاء المؤثرين الذين من شأنهم تقديم القراءة الوديعة مقابل حضور أولئك الدواعش و المتطرفين.

أوافقك أن النص رهين القراءة الإنسانية، و أتمنى ظهور قراءات إسلامية وديعة مؤثرة.

ختاما ً أتمنى لك كل الفرح في عيد ميلادك يا صديقي العزيز!


3 - عزيزي نضال الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 6 - 11:50 )
تحيات واشواق
بداية شكرا على القراءة والتعقيب .
كانت محاولات وهناك محاولات نحو قراءة إنسانية للنصوص ، لكن المؤسسة الدينية واموال النفط لها بالمرصاد .
لكنني على ثقة بأن -داعش - تُساهم مرغمة في قراءة مغايرة لقرائتها .
مع مودتي


4 - التحتلن من الحتلة
عتريس المدح ( 2015 / 8 / 6 - 19:35 )
عزيزي قاسم
لا تعليق لدي على ما تقدمت به
أنا بالاعادة كثيرا ما ألجأ مع الاصدقاء الى بعض التصريفات ما بين مصطلحات أجنبية وتعريباتها
على شاكلة الابدته من
up date
دلوته من

متأثرا من مدرس العربية في المرحلة الثانوية حيث كان يفكه علينا ببعض من هذه النهفاتُ حيث كان لنا زميل اسمه جورج كان يعرب اسمه ب جَورَج، وقد كنت أناكفه بأن أصرف الكلمة بأي فعل للزميل جورج بالجَورجَه
تحياتي


5 - الحتلنة واجب الساعة
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 7 - 06:57 )
العزيز عتريس صباح الخير
الحتلنة ضرورة ملحة للعرب والمسلمين ، ليس على صعيد التكنولوجيا ، بل على صعيد العلاقات الإنسانية في داخل هذه الشعوب ومع البيئة الخارجية .
إذ لا يمكن ان تعيش -منطويا- على ذاتك في عالم يحترم حقوق الفرد والجماعة ، في مجتمع ديموقراطي ليبرالي .
كما وان اللغة العربية ولكي تستمر في الحياة يجب ان تتحتلن أيضا . عبر اشتقاق كلمات او من خلال استيعاب مصطلحات .
العالم ولغاته تتحتلن ونحن ولغاتنا خلفا دُر
خالص مودتي


6 - اللغة العربية والابتداع والابتكار....
ملحد ( 2015 / 8 / 7 - 13:27 )
لي بعض التحفظات على مقالكم الجيد بشكل عام
لن ادخل في تفاصيل بعض هذه التحفضات......
ولكن لفت انتباهي الشديد حول ردكم رقم 5 على الاخ عتريس المدح

اقتباس:( كما وان اللغة العربية ولكي تستمر في الحياة يجب ان تتحتلن أيضا . عبر اشتقاق كلمات او من خلال استيعاب مصطلحات .)

رد: هذا خطأ فادح ! في رأيي
فلكي (تتحتلن) اللغة العربية يجب اختلاق وابتداع وابتكار....الخ كلمات جديدة كليا....
فميزة اللغة العربية بانها لغة اشتقاقات تحسب عليها وليس لها....!
فرفض الناطقين بالعربية او تقاعسهم عن استعمال او استخلاق او استحداث........الخ كلمات جديدة
يعكس تقوقع وتخندق وانغلاق ......الناطقين بها وعدم انفتاحهم على الاخر المغاير المخالف.....الخ
الموضوع يطول ويطول.......
احتراماتنا لكم
تحياتي


7 - اختلاف الصياغة يا عزيزي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 7 - 14:50 )
العزيز ملحد المحترم
شكرا جزيلا
ومع ذلك نحن غير مختلفين
فأنا أقول -الحتلنة ضرورة ملحة للعرب والمسلمين ، ليس على صعيد التكنولوجيا ، بل على صعيد العلاقات الإنسانية في داخل هذه الشعوب ومع البيئة الخارجية-
البيئة الداخلية والخارجية تعني حتلنة في العلوم وفي العلاقات الاجتماعية مع الآخر أيضا ، بما في ذلك التعليم والعلاقا الإنسانية
لك مودتي وتحياتي :

اخر الافلام

.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و




.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى