الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الشيعة والسنة الدائم وقدسية عائشة

عدنان يوسف رجيب

2015 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صراع الشيعة والسنة الدائم وقدسية عائشة
عدنان يوسف رحيب
تثاربشكل واسع ومستمر في المجتمعات الإسلامية مسألة ثانوية جدا إجتماعيا ودينيا... إنها مسألة تقديس غير مبرر للسيدة عائشة زوجة النبي محمد، من جهة، وفي طعن وسب لها غير مبرر أيضا ، من جهة أخرى... نعم إن هكذا مسألة لا يجب أن تثار وأن لا تكون لها صدارة في حياة الناس، أو في التوجهات الثقافية أو الدينية الواعية، سواء كان ذلك في السابق، منذ مئات السنين، أو ، خصوصا، في وقتنا الحالي.... لكن، للأسف، نجد إنه بسبب التأثيرات المؤذية القاسية على الناس، التي تثيرها هذه المسألة ، (والتي جذرها الأساسي هو تخلف الوعي)، فإننا نكون مضطرين لأن نلجأ الى طرحها ومناقشتها.
فـ المسألة في جانبيها المتطرفين السيئين تتوضح في: السذاجة الفكرية التي تؤدي الى النقد اللاذع بل الإساءة والطعن القاسي جدا من قبل كثير من الشيعة لـ عائشة (لحد تخوينها في نزاهتها وعرضها) وهي زوجة نبيهم وهو من صانها، وفي المقابل هناك سذاجة فكرية مقابلة تؤدي الى قدسية عالية وفوق العادة لـ عائشة عند جماعة السنة، رجال دين أو عوام.... هنا ينبعي إعطاء بعض التحليل لهذه المسألة لتبيان أسبابها الجوهرية ، أي ماهية العنصر المخفي، وقد يكون الحقيقي، وراء هكذا قدسية خاصة.

وفق هذا المنطلق نقول، إن تناول مثل هذه المسألة هام حيث إن المطاحنة، (وليس الخصام فقط)، بين السنة والشيعة شديدة جدا لدرجة كسر العظم.... أي في قطع العنق وقطع الرزق والإتهامات المتبادلة الباطلة وغيرها كثير. وإلا فإن مسألة، ثانوية تماما، متعلقة بـ عائشة، لا ينبغي لها مطلقا أن تأخذ حيزا في حياة الناس المتدينون، العاقلون، الواعون العلميون.... لكننا نجدها مؤثرة، ومؤثرة بشدة، على بسطاء العقل من الناس ..... على حياة مئات الملايين من بسطاء المسلمين شيعة وسنة ومنذ مئات السنين، (منذ حوالي ألف وأربعمائة سنة).... فلم يخلق هذه المعضلة جهات أخرى كالصهيونية العالمية أو شيوخ الإستعمار الغربي مثلا؟!....عليه من الضروري معالجتها وتحليل أسبابها لنجد طريقا في التخفيف من القساوة ومن العداواة، وبالتالي من المعاناة المدمرة بين السنة والشيعة....

هنا نقف عند التحليل فنقول:
إننا نجد إن أهل الجماعة (السنة) يعطون قدسية غير عادية لـ عائشة ويمتدحونها بشيئ من الهالة والإحترام غير الطبيعي أو المنطقي. يتمثل ذلك، مثلا، في الكتب التي ألفوها عن عائشة والمقالات عن سيرتها وعن أقوالها وأفعالها، وكذلك من خلال الندوات والمحاضرات عنها، وغيرها من الفعاليات، ويحصل ذلك منذ هذه السنين المديدة.
فـ عائشة تترائى كهالة قدسية وأعظم ما أنجبه الإسلام من نساء. فهل هناك سبب حقيقي وراء ذلك.... أي ماهو دور عائشة المحوري المتميز العظيم والذي من وراءه تعطى هذه السيدة كل هذا التقدير والتبجيل والقدسية الكبيرة في المجتمع الديني الإسلامي... هل مثلا ذلك نابع من الذكاء والفطنة عندها أومن النشاط والعمل في معاونة ومساعدة زوجها النبي، أو في إلتزامها الإسلامي وتطبيقها للتعاليم بشكل رائد، أو في معاونة المسلمين في قضاء حاجاتهم وحل مشاكلهم، أو في إعلاء نوعي من شان الإسلام..... إنها، كما هو معروف، لا تعدو عن كونها واحدة من زوجات النبي محمد التسعة اللواتي تواجدن في نفس الفترة الزمينة... عليه، إذن التحليل يتحصل كالتالي:

أولا، من حيث القرابة والأثر من النبي: وهذا الأمرهام بإعتباره هو الأصل الذي من خلاله يقوم المسلمون بإعطاء المرأة، (أواي زوجة من زوجات النبي محمد) الإهتمام أو القدسية. أي بوضوح تام إن أي أمرأة أو أي زوجة من زوجات النبي ليس لها أهمية خاصة أو قدسية بذاتها ، بدون علاقة هذه المرأة (أو الزوجة) بالنبي.......أي، لا قدسية لها تماما، بدون قدسية النبي نفسه لها: فـ وفق هكذا مفهوم يكون أقرب الناس الى النبي من حيث الإهتمام والقدسية هم ذريته الأولون من أبناءه وبناته.

هذا الأمر،(عموما)، صحيح وحصيف لاي إنسان عاقل واعي طبيعي، حيث إن أبناء الرجل وبناته هم في الدرجة الأولى من إهتمامه. والنبي محمد هو إنسان طبيعي عاقل واعي، فمن هذه الناحية فإن أبناءه وبناته هم بافضلية أولى لديه عن باقي الناس، سواء أكان الناس هم زوجات أو أقارب أو أصدقاء ...الخ. عليه فإن الواقع يبين إن إبنة النبي السيدة فاطمة هي المفضلة لديه على ما عداها من نساء، كما إن النبي محمد نفسه قد قال، (على الأقل حسب دلائل الشيعة): فاطمة بعض مني من أحبها فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني. ولا يضير هذا وضع النبي الذي يقول عنه المسلمون بأنه يحب الناس جميعا، إلا إن التفضيل وارد عنده وعند غيره.
وما قاله النبي محمد عن فاطمة لم يقله لأي أمرأة أخرى، زوجة كانت أم غير ذلك لا في الإسلام ولا في غيره، أو على الأقل لم يفضل النبي على إبنته فاطمة أمرأة أخرى.
من هنا يتبين دينيا ومنطقيا إن لـ فاطمة بنت النبي محمد أفضلية واضحة عن كل نساء النبي الأخريات. الآن هل أخذ علماء الدين السنة أو عموم المسلمون السنة المشتغلون بالدين، هذه المسألة بالإعتبار وأعطوا شيئا من الإهتمام لـ فاطمة، من حيث، مثلا، تأليف كتب عنها أو عمل محاضرات عنها أو تبيان أي قيمة مادية أو روحية لها أو أي ذكر مهما كان عنها،- (دعنا عن موضوع كـالقدسية لها عندهم) -، وذلك من كونها، مثلا، بنت النبي أولا، ومهم كذلك كونها هي مصدر إستمرار ذريته ليومنا هذا أو ... أو.. كما فعلوا (أي السنة) بتعظيمهم ذلك لـ عائشة لحد القدسية. ألا يسترعي هكذا أمر ريبة وشك...... أي لماذا تقديس عائشة الكبير، بينما لا شيئ ... لا شيئ البته عن بنت النبي فاطمة.... في وقت لا يوجد شيئ هام متفرد قامت به عائشة... بل قد يكون هناك ما تنتقد عليه عائشة، وكمثل،هو مسألة تبنيها لعملية أرضاع الكبير المثيرة للجدل جدا، (والتي ينتقدها كثير من السنة بالإضافة للشيعة كذلك).

ثانيا،الجانب العلاقوي مع النبي، ( ناحية زيجات النبي)، ويمكن طرحة كالتالي: الزواج الأول للنبي محمد كان من السيدة خديجة. وخديجة لها فضل كبير على نشر الإسلام. هي أبتداء ساعدت النبي محمد بتجارتها وتشغيله كتاجر، ومن ثم بتشجيعها الكبير له، المادي والمعنوي، في كونه سيكون نبي الإمة. ساهمت في مالها وفي حث القديس القس ورقة بن نوفل، إبن عمها، في مساندة زوجها النبي محمد. وبقيت السيدة عائشة طيلة حياتها تساند وتعاضد وتقوي من عزيمة النبي. وهي التي كانت أول أمرأة آمنت برسالة محمد، حيث هي الحصيفة الواعية والمجربة ومحترمة قومها، والتاجرة في عملها. وهي، وهذا مهم جدا، أم أول أطفاله (حيث إنتشرت ذريته عن طريقهم).

هنا حينما يحلل الإنسان الواعي الحصيف، والحيادي في نظرته للأمور والعادل المنصف في وضع القضايا في نصابها، سيجد إن هناك بونا شاسعا بين أهمية خديجة من ناحية وبين أهمية عائشة من الناحية الأخرى. سنجد في حقيقة الأمر،إن خديجة أفضل من عائشة بمراحل عديدة وبما يفوق المقارنة، وبالنواحي الهامة الأساسية التي تم ذكرها أعلاه.
عليه فليس لـ عائشة أي ميزة واضحة أبدا يمكن الإعتماد عليها لرفع مكانتها فوق مكانة خديجة، أو حتى بمستوى خديجة (إضافة لكل ميزات خديجة الهامة على عائشة، فإن عائشة حتى لم تساهم في نشر ذرية النبي محمد كما ساهمت في ذلك خديجة). هنا التساؤل المصاحب بالشك، وهو.... لماذا، إذن، لم يقم علماء الدين السنة والباحثين السنة الآخرين بتدبيج الكتب والمقالات والبحوث وغيرها عن خديجة، مثلما فعلوه عن عائشة، ولماذا لم يذكروا خديجة في ندوة أو محاضرة أو مناسبة بشكل واضح متميز ، وعلى مدى مئات السنين الماضية، كما فعلوه ويفعلوه مع عائشة؟! هنا لابد إن هذا الأمر يسترعي التركيز والإهتمام..... هل أي إن في الأمر شيئا مخفيا أهم من عائشة نفسها، وأهم من غمط حق خديجة في تضحيتها للإسلام وإخلاصها لزوجها ونبيها محمد.

إستمرارا للجانب العلاقوي نقول: النبي محمد عنده تسعة زوجات في فترة واحدة، وإحدى هذه الزوجات هي عائشة، وكلهن يقال عنهن: إمهات المؤمنين. لكن هل هناك ميزة لأي واحدة عن الأخرى.... المفروض أن يكن عموما متساويات في الميزة الدينية (العلاقة مع النبي الكريم)، عدا عن أوضاع إضافية معينة، مثلا هناك زوجات لهن ذرية من النبي، كـ صفية مثلا، وحصيفات كـ سودة، مثلا، وهناك من قالت عن نفسها إنها الوحيدة التي خطبها الله للنبي، كـ زينب مثلا، لكن ما هي الميزة الكبيرة لـ عائشة في هذا المضمار؟! لا شيئ أبدا، سوى إنها، كما يذكر المؤرخون، إن النبي كان يحبها كثيرا، لكن في نفس الوقت إنها كانت تنابز النبي وتعترض كثيرا على تصرفاته وتسبب له إزعاج وتكدر،(يردعها عليهما أبوها أبو بكر)، بينما لم تكن الزوجات الأخريات يقمن بهكذا تصرفات مع النبي.

الأن ماذا يعني رجال الدين السني والباحثين السنة بتفضيل عائشة على باقي زوجات النبي؟!! لا يوجد سبب وجيه منطقي ديني حصيف لمثل هذا التفضيل (أو القدسية؟!) مطلقا.
إننا لم نر أو نسمع أو نتخيل أو نتوهم، بوجود كتاب أو مقالة أو ندوة أو محاضرة عن أي زوجة من زوجات النبي محمد، بذاتها، عدا عن عائشة، بذاتها. ألا تستحق مثل ذلك صفية أم أطفاله أو زينب التي خطبها الله له أو ... أو .... أن يتم تقييمهن وإحترامهن وتقديرهن،(بذواتهن)، في كتاب أو مقالة أو ندوة أو ... أو ... لماذا لم يحصل ذلك مطلقا ومنذ مئات السنين ؟؟!!.

إن هذا المقالة موجهة الى علماء السنة والباحثين في الطائفة السنية... ينبغي أن توضحوا بصواب (مغلفا بالمصداقية) عن سبب تفضيل وقدسية عائشة على غيرها... وأن تزيلوا في توضيحكم أي تصور في إن هناك شيئا مخفيا (يخالف المصداقية) في هذا الأمر ، وأن يكون ذلك مقترنا بحقيقة و واقعية كون إن:

عائشة هي أقل منزلة من فاطمة بنت النبي، وعائشة أقل منزلة من خديجة الزوجة الأولى للنبي، وعائشة بنفس المنزلة مع زوجات النبي الأخريات...

إن الناظر الموضوعي لهذه الحالة يجد إن العنصر المشترك في إعلاء شأن عائشة، من ناحية، وفي إهمال شأن فاطمة إبنة النبي من ناحية أخرى، هو وجود علي بن أبي طالب في القضيتين .... فـ علي هو زوج فاطمة من ناحية ومن ناحية أخرى فإن عائشة على خلاف حاد معه.

إن المهمة الأساسية هنا وفي كل مكان هي أن نوقف نزيف الدم ونوقف التكفير ونوقف العداء الفئوي والمذهبي والديني بكل أشكاله، ونبني جسور الوئام والسلام والتصالح الديني والتعاون الإنساني بين الناس، وأن نعمل لأن تسود المحبة والإحترام بين الناس ونبذ العداء والبغضاء بكل أشكالهما.
يا علماء الدين السنة ويا باحثيين سنيين فتشوا لي عن سبب منطقي علمي ديني واعي غير سبب العداء لـ علي بن أبي طالب تعذرون فيه تصرفاتكم في قدسية عائشة، لأن في تصرفكم هذا وذاك تعزيز للعداء المذهبي الحاد والحقد القاسي والكراهية المؤلمة وفي عدم الوئام.... أن هذا ليس تحدي شخصي لكم مطلقا، بل هو تحد فكري وعلمي لكم.... من موقع ضرورة توقفكم عن كل ماهو سيئ و وغير متعافي في علاقة الناس مع بعضها وفي التخندق المريض والتكفير بدل التصالح والتصافي.... لذا أقول، أظهروا مسبباتكم الموضوعية الملموسة، ذات المصداقية العلمية الدينية في تقديسكم المتواصل لـ عائشة وإهمالكم لكل النساء الآخريات الأعلى شأنا وألأفضل من عائشة. لا تهملوا الجواب العلمي الملموس على هذا التساؤل، لأن في الإهمال ضرر كبيرعلى مصداقيتكم

ونقول كذلك، يا علماء الدين الشيعة ويا باحثين شيعيون يوجد بينكم من يزرع الكراهية بشكلها المريع ويشدد من العداء والنفرة ضد السيدة عائشة زوجة النبي، ويكيل الطعون والإتهامات السيئة غير الصادقة ضدها، ويحرض بشكل متدني ضدها وفي سبيل سبها والإستهانة بها، وهي التي برأها وإرتضاها زوجها النبي محمد.... عليه يتوجب على كبار الشيعة ورجال الدين فيهم أن يردعوا الآخرين للتوقف عن كل مايسئ لعائشة ولغيرها، لأن في تلك الإساءة دماء كثيرة تهرق وعداء يشتد وتمزق إجتماعي يتحصل، وكلها جرائم كبرى بحق الناس جميعا، فيجب توقفها تماما، والتفرغ للبناء والمودة والتصالح والوئام.

هناك إفتراض في إن إنتصار السنة للسيدة عائشة هو بسبب الإساءة الكبيرة التي لحقت بالسيدة عائشة من بعض من الشيعة السيئين المرضى، رجال دين وعوام، الذين اوغلوا في السب والطعن بـ عائشة، وهي زوجة النبي وينبغي أن يصونوا عفتها وكرامتها، (كما صانها علي بن أبي طالب) لذا فإن :
أولا إن مثل هذا السب والطعن هو مردود على هولاء الشيعة الرديئين وغيرهم، ويجب أن تتم محاسبتهم بشدة على هذه التصرفات الخرقاء التافهة السافلة، وأعتقد بأن واحدة من طرق العقاب لمن يسيئ لـ عائشة سبا أو طعنا، هي إهانة مثل هكذا شخص وطردة من مجالات الشيعة وفضحه والإستهانة به علنا، بل وإحتقاره وعدم إستقباله في الأوساط الشيعية. أحد هؤلاء تافه ردئ ولديه فضائية (يدعي بأنه رجل دين شيعي)، يقول دائما إنه يتلذذ في أن يرى عائشة في النار تشوى؟؟؟!! ياله من سافل منحط، والشيعة المحترمون يتبرؤون منه ومن أمثاله سقط المتاع.
ثانيا، إن نتيجة الإساءة للسيدة عائشة لا يعني البته إهمال الإحترام لبنت الرسول السيدة فاطمة، ولزوجات الرسول الأخريات وأولهن السيدة خديجة.
إن الإعتراض نابع وفق هذا المجال والموجود في النقطتين أعلاه: أي في خطأ تقديس عائشة، وفي خطأ إهمال الأخريات كلهن، وهذا مرفوض لا يجوز تماما.
ومع ذلك فإن سبب كهذا (أي الطعن و السب والإتهام السافل ضد عائشة) هو ثانوي جدا، ولا يدعو مطلقا لتقديس عائشة وجعل قضيتها هامة وأساسية في حياة الأسلام والمسلمين.

عليه ثمة قضيتين يجب مراعاتهما موجهتين للشيعة وللسنة:
الأولى، هي، إن عائشة هي زوجة نبي المسلمين، وهو إرتضاها وإحترمها وإعتبرها أم المؤمنين كباقي نساؤه، إذن يجب طاعة ذلك من كل المسلمين شيعة وسنة. والمخالف تتم محاسبته بشدة، ومن طائفته بالأساس.
والثانية، هي، إن النبي محمد لم يعط عائشة أي منزلة دينية خاصة مفضلة على غيرها من النساء، لا في القرآن ولا في السنة. لذا فإن عائشة لا تحظى، لأي سبب كان، باي منزلة أعلى من منزلة نساء النبي الأخريات، وبالتالي فليس لها قدسية خاصة، وهذه كذلك يجب وعيها تماما من الشيعة ومن السنة.

إننا يجب أن نقف لنعلن بشكل واضح صريح: إن الإساءة من أي سني لأي شيعي هي جريمة دينية وإنسانية كاملة الأركان ويجب العقاب الشديد عليها حالا. والإساءة من أي شيعي لاي سني هي جريمة دينية وإنسانية كاملة الأركان ويجب العقاب الشديد عليها حالا كذلك.

إن العداء الشديد بين منتسبي هذين المذهبين، لبعضهم البعض، جار العمل به منذ مئات السنين، (حقيقتها هي أكثر من ألف سنة ؟!).
لذا فإن هذه الحالة جريمة كبرى كاملة الأركان، كونها كانت ولا زالت تسبب إهدار دماء مئات الآلاف أو الملايين من الناس الأبرياء وغير الأبرياء، وظلمت وأحزنت الملايين من الناس، دون سبب ديني منطقي أو علمي وجيه أو إنساني صحيح.... بل يجري كل ذلك بسبب التخلف الذهني والسذاجة المطعمة بالحماقة والعاطفية الخالية من أي شيئ عقلي والعصبية الدينية المتدنية الرذيلة.

لنقف هنا لنقول لكم جميعا سنة وشيعة: هل كان الإستعمار الغربي والصهيونية الرعناء وراء الصراع الشيعي السني يا مسلمين؟؟!! هل كان بوش ونتنياهو وبلير وهيرو هيتو وهتلر وموسوليني ونيرون وبول بوت و... و .... وراء صراعكم هذا ؟؟!! أم العقل (أو بالأحرى الـ لا عقل) العربي والإسلامي المتخلف جدا كان خالقها وكان مذكيها.... الم يتقاتل العرب أربعين سنة بسبب بعيرة، (داحس والغبراء) وخسرو فيها عشرات الرجال؟؟!! ألم يتم قتل على الأقل ثلاثة خلفاء راشدين (عمر وعثمان وعلي، وربما آخرون!! )، ونحن لازلنا في بداية الإسلام. ألم يتصارع المسلمون في بدايتهم ومنذ بني أمية، ومنذ بني العباس.... ويتقاتل الخلفاء المسلمون أنفسهم فيما بينهم.... إن التأريخ العربي الإسلامي يعج بهذه الجرائم والحماقات والمؤامرات والظلم والتخلف العقلي وتدني الوعي.... والى يومنا هذا...قريب من يومنا هذا حين قام القزم الرذيل صدام حسين ومجرميه البعثيين بالحرب ضد الإسلام في إيران وضد العرب في الكويت، (فأين العروبة وأين الإسلام ؟؟!!) .... ألا ينبغي لنا أن نتوقف عن هذه المآسي والجرائم والكوارث، ولا زالت مآسي سبايكر وغيرها، ندية، وجرائم التافهين الأراذل، أنصاف الرجال، من البعثيين وأفراد منظمة داعش الإرهابية نعيشها بيننا.

هذه مطالبة صريحة واضحة مباشرة لكل من هو أمين وطني متدين شريف الطوية والإخلاق يتمسك حقيقة بمبادئ إنسانية ودينية حقيقية من سنة وشيعة، وطوائف أخرى، أن يتوقفوا عن العداء لبعضهم البعض وأن يجبروا منتسبيهم (وبالقوة إن تطلب الأمر ذلك)، من كلا الطرفين (والأطراف الأخرى)، ان لا يسيئ أي منهم لأي كان من الطرف الأخر.... وأن يتعلموا ويتثقفوا بوضوح، بإتجاه السلم الأهلي والعيش بدون أي عداء للآخر مطلقا وفي التآخي الإنساني والديني.... دون تكفير، ودون أفضلية جهة على جهة أخرى....عليهم أن يعلموا جيدا إن هذا التآخي والوئام والسلم الأهلي هو واجب ديني مقدس لكل رجال الدين من الشيعة والسنة، وكل أفراد وعوام الشيعة والسنة ..... إنه واجب ديني و واجب وطني و واجب إنساني..... ينبغي أن نطبقه بأيدينا وليس فقط بلساننا.... أحيانا بلساننا فقط يكون غير نافع تماما... أي أن يفرضه رجال الدين السنة ورجال الدين الشيعة على أنفسهم وعلى مريديهم وعلى كل أبناء طائفتهم، وأن يحاسبوا بحزم تام، بشدة مادية ملزمة، كل من يخرج عن عملية السلم الأهلي وعن التعاون والمواطنية والأخلاق الإنسانية وحب الآخر ومساعدة هذا الأخر..... منع العداء للآخر بكل أشكاله، وأن يجري التعاون والأخاء بكل أشكاله.
شيئ أخرلابد من قوله للجميع.... هل أنت شيعي (شيعية) بإرادتك الحرة، وهل أنت سني (سنية) بإرادتك الحرة.... إن قلت نعم فأنت مخادع مذموم!! لأنك شيعي منذ أن كنت في رحم أمك، وأنت سني منذ أن كنت في رحم أمك..... فلم تختار شيعيتك بنفسك وبإرادتك ولم تختار سنيتك بنفسك وبإرادتك. كلاكما الشيعي والسني مجبور مقهور (كأي عبد - رقيق) على أن تكون شيعي وعلى أن تكون سني.... فلماذا، إذن، (يا عبيد أرقاء مقهورون)، تتقاتلون ضد مذهب ومع مذهب، وأنتم المجبورون عليه وأنتم العبيد الأذلاء له؟؟!! ... إن هذا الخطاب للواعين منكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من ادعى بما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 8 / 7 - 06:08 )
المسلمون يدعون انهم خير امة اخرجت للناس والواقع يدل على انهم اتعس امة اخرجت للناس والدليل انهم يتقاتلون على اشخاص لا فائدة فيهم ولم يقدموا اي خدمة للبشرية .ما ذا قدمت عائشة وغير عائشة ولماذا هذا التقديس لها ولغيرها وهل المسلمون مسؤولون عتها وعن غيرعا واذا كان تقديسها لسبب ان ابوها كان اول خليفة فابوها لم يختلف عن اي حاكم حكم الامة الاسلامية وما الهالة التي البسها اياه المسلمون الا تزييفا للواقع مع ان تاريخه يشهد عليه انه اول مجرم ودليل اجرامه حربه على العرب باسم الردة وكان الله يريد اناسا منافقين ولكن في الحفيقة هي حرب للهيمنة على القبائل العربية. جاء بعده صديقه ـ عمرـ وقام بجرم لا يقل عن جرم صاحيه وهو غزوه للبلدان المجاورة باسم الاسلام حتى امتلات المدينة بسبايا الفرس. اما ذو النورين فهو بحق ذو النورين لانه اول من اسس ومهد لحكم قبيلته الاموية والتي لا زالت آثارها وهمجيتها باقية الى الان.لكن هل كان تقديس عائشة كان بدعا؟؟. كلا. عائشة كانت المدللة عند زوجها وابنة صديق دربه الذي يصدقه في كل شيء وهو دليل نفاقه ولم اقل غبآئه لانه من العصابة المخططة للتسلط على رقاب العرب باسم السماء.


2 - من ادعى بما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان ـ 1
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 8 / 7 - 06:08 )
ولكن للانصاف يجب الكف عن التقديس والسب معا لان لا يجوز سب اي كان لاننا غير معنيين بها ولا بغيرها وهي كانت ابنت بيئتها وان كنا نتعاطف معها من ناحية انسانية وندين افعالها لانها منعت من الزواج وهي غضة طرية من ناحية ومن ناحية اخرى كانت سببا في ازهاق ارواح لا ناقة لهم ولا جمل .اليس العرق دساس؟؟. ان الذين يشتمون عآئشة لانها خرجت على امام زمانها وهو الامام علي او آذت رسول الله كما يدعون نقول لهم من فوضكم وهل انتم ملكيون اكثر من الملك ام انها العبودية والسير وراء القطيع؟؟. هل حدث التاريخ ان صاحب الشان الامام على سبها او لعنها او تعرض لها بسوء؟.اما للمقدسين لها فنقول العرق دساس ايضا ولا نلومكم على تقديسها لانكم تقدسون التافهين وهم اصجاب السمو الملكي الاميرات الاميات بل حتى المومسات منهم ولكم الحرية في ذالك ولكن هذا لا يعني التقاتل بيتكم ولتكن حرية الراي في التقد لا الشتائم.نحن ابنآء القرن الحادي والعشرين لا شان لنا باصحاب القرن الاول الميلادي فزمانهم غير زماننا ولا يجب ان نقلدهم او ان نسير على هديهم وهم كانوا السبب في تاخرنا وفي الارهاب الجاري في انحاء العالم كله. عيشوا احرا وليس عبيدا للموتى


3 - اتفق مع تعليق الاخ فهد لعنزي
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 8 / 7 - 16:46 )
رغم اني اعترض على عبارة تقديس عائشة فلم اجد مظاهر لهذا التقديس-فليس لعائشة مرقد أومقام أو مزار-ان اعتبره نوع من الاحترام لزوج نبي ألمسلمين ولو كانت غير متزوجة من نبي المسلمين هل ذكرها احد-فكما يقال ألف عين لاجل عين تُكرم
انا اتفق تماما مع تعليق الاخ العنزي رقم 2- تلك امة قد خلت لها ماكسبت وعليها ما أكتسبت
فعلا على المسلمين مغادرة ألماضي بك اشكالياته- والالتفات لحاضرنا والالتزام بقوله تعالى
واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وللاخ العنزي التحية

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم