الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجسد والدين و الجنس و المجتمع

شاهو علي

2015 / 8 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الجسد والدين والجنس والمجتمع

" شاهو علي "

" الجسد" الشيء الذي يصنفه الاديان السماوية كالدين الاسلامي بقالب فانٍ لا اهمية له بفلسفة "خلقتم من تراب و اليه ترجعون" و تتخذ الاعمال و النوايا مقياسا لتقويم البشر بفلسفتها الاخرى "انما ينظر الى قلوبكم" ، لكن هنالك ألف آية و حديث صحيح تناقض هذين الفلسفتين و تجعل المرأة على اساسهم لفيفا من الاقمشة و تهددها بأنواع و آلآف من الويلات و الثبور اذا لم تتحجب و اظهرت مفاتنها او تعطرت حتى !!!
"لكن" في الحقيقة هي ليست حرة في كيفية عرض مفاتن جسدها فقط ، بل يجب ان تكون حرة ايضا في كيفية استعمالها لهذا الجسد لتتلذذ من شكله الخارجي و مشاعره الداخلية ايضا، نعم اقصد به الجنس ، العملية البايلوجية الضرورية والتي هدفها تحقيق اللذة والتوازن النفسي الى جانب التكاثر ، اذ تطور و تكيف الانسان الى درجة امكنه الاستفادة من هذه اللذة متى ما يشاء بعكس كل الكائنات تقريبا .

"مفهوم الاخلاق" ليس لهذا المفهوم شأن هنا ، الا في موضوع الزواج و العمر المناسب للطرفين للقيام بالعملية الجنسية ، والاخلاق مفهوم انساني متغير لكل زمان و مكان و لا يجب ان يقف امام تطور و رفاهية البشر و نحكم انفسنا بأخلاقيات بدائية ! هذا ما سيؤسس لمجتمع خالي من الكبت الجنسي و غصب الحريات الشخصية ليكون الانسان حرا داخيا و خارجيا و تتفتح امامه الافق ليبدع لحياتهِ و مجتمعهِ ، بعكس المجتمعات المكبوتة جنسيا ثلاثةُ ارباع همها هو كيفية اشباع رغباتها الجنسية تاركتا كل الحضارة و التطور الذي يشهده البشرية اليوم

"لكن" ، ان تقوم الأنثى (و الذكر الى حدٍ ما) بالجنس على الاسس السابقة في مجتمعنا بهذه الدرجة المنحطة من الثقافة و الانفتاح و العقول المعطوبة و العادات و الاعراف الدينية و الاجتماعية الوحشية الحالية، يعد شيئا كارثيا و مخيفا جدا، فمثلا حتى لو كانت الشابة متحررة و يجيز لها اهلها هذا او تربت و وصلت بها التفكير المنطقي للعيش على اسس و مفاهيم انسانية صحيحة بحتة ، لن يتقبلها رجل اخر كزوجة ، فغشائها (المقدس) قد زال ، لن يضمن لها القانون تحمل الذكر للمسؤولية عند الحمل ، يضعها الدين في قالب الزانية و يحكمها بالموت رجما، يقوم المجتمع بتعريفها كـ "عاهرة ،ساقطة" و يلقب ذكور عائلتها بالـ "قوادين" و تصبح كرامتهم و احترامهم رمادا و يُنفَون من المجتمع .. و اعتقد بأن هناك الالاف الان ممن يقرأون هذه المقالة يضعونني بمنزلة الذكور الاخيرة لأفكاري الحالية ! لأن عقولهم سجينة للدين و الاعراف .

"الحل" برأيي ، اولا يجب ان نغير مفهومنا الخاطىء و الكارثي لمعنى "الحرية الشخصية" بعيدا عن الاسس الثوابت الدينية و الاعراف الاجتماعية المشتقة منها، و من ثم السعي لتغير الواقع من خلال تغيير مفاهيم المجتمع البالية بدءا بعوائنا و اولادنا و اصدقائنا ، و كل شيء يبدء بخطوة ، ليس في هذا الشأن فقط ، بل يجب ان نؤسس لكل الحريات الشخصية خارج اطر الدين و العرف عن طريق العَلمنة القانوية، و الانسان حينئذ يكون مخيرا بدون غصب و تخويف في اي صراط يستقيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصوات من غزة| ارتفاع نسب الإجهاض لدى النساء الحوامل جراء الح


.. القاضية، أنيسة تريشيلي




.. أميمة مهدي، عضوة الهيئة المديرة بالمنتدى التونسي للحقوق الاق


.. القاضيات ضحايا الإعفاءات تشويه وتنكيل يطالهن




.. أغنية كل الناس