الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة (بولس)

عبد الله خلف

2015 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الناظر المتفحص للأناجيل التي بين أيدينا اليوم سيجد إتجاهين متناقضين من التعاليم لا يعرف أحدهما الآخر ولم يلتق أحدهما بالآخر.

• الإتجاه الأول:
هو الأناجيل الاربعة والتي تحكي عن تاريخية يسوع وعن شبابه كمسيح الله وحياته ومعجزاته واتباع الشريعة والحض عليها وخصوصية الدعوة لبني إسرائيل وتالبشارة بالملكوت وتعظيم الرسل الإثناعشر ومكانتهم عند المسيح وعند الله ,وموعظته لهم على الجبل وتكليفهم بحمل الدعوة وكيفية الإيمان والحياة الأبدية وملكوت الله وأهمية العمل المدفوع بالإيمان .

• الإتجاه المُعاكس:
هو رسائل بولس والتي تتحدث عن شخص لا تعرف عنه إلا العقيدة البولسية في الخلاص وهي أنه تألم
(رومية 8: 17), (2كور 11: 22), (فليبي 3: 5), (اعمال22), ومات على الصليب (رومية6 :6), (غلاطية5 :24 , 6 :14), (كولسوي2 :12), وقبر (رومية6 :4), وقام من الأموات(رومية2: 24 - 6: 4,9 - 7: 4 - 8 : 11 - 10: 9). (1كور 6: 14 - 15 : 4 ...الخ), أما متى وأين حدث ذلك؟ فلا نعرف عنه شيئاً, أما ما يخص المسيح وحياته وتعاليمه هو فلا نعرف من بولس الذي عاصر المسيح عن المسيح شيئاً؛ إلا أنه ولد من إمرأة تحت الناموس (غلاطية 4:4), وانه من نسل ابراهيم (غلاطية 3 :16), ومن عقب داود (رومية 1 :4), (تيموثي2 :8), وأنه ينتمي إلى شعب إسرائيل (رومية 9 : 3), (2كورنثوس11: 22), (فيلبي3 : 5), (أعمال 22: 3).

وهذا فيه من الغرابة الكثير وما يستحق التوقف عنده بالنقد والتحليل, لأنه من المفترض أن بولس هذا عاصر تاريخية المسيح النبي وصانع المعجزات الذي أكل مع العشارين والخطاة, لم يقل شيئاً عن عظاته على الجبل وأمثلته عن مملكة الله, سكت عن مواجهات يسوع مع الكتبة والفريسيين, لم يقل لنا شيئاً عن الجليل أو الجلجثة أو جيشماني, بل لم يذكر شيئاً عن المعتقدات والتعاليم التي تعلمناها من الإنجيل, لقد ترك لنا كاتب الرسائل فجوة هائلة بين ميلاد المسيح وموته لم يذكر عنها شيئاً, فكيف يسكت تماماً عن حياة وسيرة شخص ليس مجرد شخص عادي وإنما الباعث له بالرسالة والوحي كما ادعى؟!.

بل وإن أول ما فعله بولس هو سفره إلى العربية لمدة ثلاث سنوات, وكان من باب اولى أن يقوده حب المسيح وشوق الإيمان الصادق إلى مقابلة من أحبهم المسيح ومن حملوا نوره على الأرض وهم الرسل الإثناعشر.
وهذا مالم يحدث بل إنه جاهر بمخالفتهم واتهامهم بالرياء والإفتخار بأنه لم يلجأ لهم, فلم يذكر عنهم شيئاً يستحق التمجيد, بل حتى وإن ذكرهم فلم يذكرهم بخير.

فلم يُحدثنا شيئاً عن بطرس صخرة المسيح الذي عليه يبني المسيح كنيسته إلا أنه قضى معه 15 يوماً فقط؛ لا ليتعلم منه ولكن ليتعرف عليه (غلاطية1 : 18), ثم إتهامه له ومعه برنابا واليهود المتنصرون بالرياء وعدم الإستقامة ومخالفة الإنجيل بعد أربعة عشر عاماً (غلاطية2 :11-14), وإتهام بطرس بالخوف من جماعة يعقوب (غلاطية 2: 12), ولم يذكر شيئاً عن يعقوب ويوحنا وصفا سوى أنه رأى يعقوب عند بطرس (غلاطية 1 : 19), وما نالوه منه إلا التهكم منهم والتباهي بأنهم لم يُعلموه شيئاً ورفضه بدعوتهم للختان بل وبأسلوب يُشكك في كونهم أعمدة (غلاطية 2: 6 , 2 :9).

ويُشكك في يعقوب, ومن هو يعقوب؟! إنه أخو المسيح الذي دانت له اليهودية كلها بالولاء, يعقوب هذا الذي كان هو الوحيد من بين جميع اليهود الذي يدخل قدس الأقداس. بل طغى قداسة بولس عند أتباعه حتى باتت رسالة يعقوب لتخرج من الإنجيل وسط صراع الآباء عن صحتها وخطأها لا لشيء إلا لأنها تُخالف تعاليم بولس عن الإيمان والعمل.

لم يذكر لنا بولس كاتب الرسائل شيئاً عن والدة المسيح مريم أو عن الحاكم الروماني, لم يذكر شيئاً عن يوحنا المعمدان.

أما عن عقيدة بولس التي ألبسها للمسيح فلا يتعدى المسيح عند بولس فيها كونه أيقونة يتم تعليق أفكار الكاتب ومعتقده عليها بلا أي دليل او استشهاد, بل وبكل تناقض تام مع أقوال المسيح وتلاميذه أنفسهم, فيُصبح الملكوت ليس ما قال به المسيح وإنما من اتبع إيمان وأفكار صاحب الرسائل, ويُصبح العمل بلا قيمة والقيمة لاتكون الا بإتباع إيمان وأفكار صاحب الرسائل.

لقد استطاع مؤلف الرسائل البولسية أن يمحو شخصية المسيح ويُضيف تعاليم جديدة يُغير بها دين المسيح كاملاً ويضع دينه وعقيدته التي لا تجد لها أي سند سوى أفكاره, مستخدماً أيقونة المسيح في حين أنه لو تم استخدام اي اسم آخر وأي ايقونة أخرى لجاز وانطبق فكر كاتب الرسائل عليها, في حين أن الاناجيل وإن شابها بعض التدخل فإنها لا تنطبق إلا على شخص بعينه وهو المسيح.والأكثر من ذلك أن يضج نصف الكتاب بتعاليم بولس ولا نجد لرسائل وتعاليم الرسل إلا القليل جداً والمشكوك في امرها والتي تُظهرهم بمظهر الضعف والتسليم بأحقية بولس.

لقد نجح كاتب الرسائل البولسية في تدمير دين الله وبجدارة ثلاث مرات:

• المرة الأولى:
حين استطاع أن يُهمش الناموس والشريعة الموسوية ويجعلها لعنة غير نافعة لأجل أفكار وعقيدة بولس.

• المرة الثانية:
حين نجح بجدارة في أن يُهمش تعاليم المسيح و جعل المسيح نفسه ملعوناً من أجل أفكار وعقيدة بولس.

• المرة الثالثة:
حين استطاع أن يُهمش تعاليم الرسل ويقضي على كتاباتهم ويُظهرهم بمظهر المرائين والمُقرين بأفكار وعقيدة بولس.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - باسم الشعب المؤمن
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 8 / 10 - 13:03 )
ليس غريبا ان يلقن طفل صغير مسكين برئ لايعرف شيئا من الدنيا الا الرضاعة ولاحقا بافكار صحراوية لاتمت للحضارة والانسانية بشئ ولاتفيد حتى لحيوانات العصر لانها قد وعت اكثر، لايتمكن هذا من مبارحتها لان المسكين لايعرف غيرها، طلبت مرارا الفرق بين المسيح وبين يسوع،، ماهو كتاب يسوع المعترض عليه واين ولد واين عاش وماهى تعالميه والفرق بين الاول والثانى،، اما بولس فقد كتب الرسائل مبشرا ولم انجيليا ورسائله العظيمه كانت طريقا لسلوك ربانى لم يعرفوه.. فى الختام يبقى المسلم السلفى لايعرف من الدنيا الا ما زرعه سلفه حامل السيف المهان المكسور من اوهام وخيال .. الث متى يبقى المسلم والصحراوى لايفهم غير كبرياءه وحمل سيفه المكسور على راسه والعالم يتحضر كل يوم وكل دقيقة،، الى متى تصل الحضارة الى البقع الصحراوية، هل ان الدول المتقدمة هى السبب فى ذلك ام الصحراوى نفسه لايريد ان يستوعب ذلك،، سؤال يطرح نفسه

2 - إلى إدارة الحوار: هذا المقال مسروق بكامله
سامى لبيب ( 2015 / 8 / 10 - 18:13 )
يؤسفنى المحاولات الغبية والقذرة التى تريد النيل من الحوار لتشده نحو ترويج فكر الرجعية والتعصب الدينى والطائفى والمدعو عبد الله خلف على هذه الشاكلة ليروج دوما لكتابات طائفية
فضحت سابقا المدعو طلعت خيرى ونشرت روابط المقالات التى كان يسرقها وينسبها لنفسه وكلها روابط لمواقع سلفية .. وقد حان فضح المدعو عبد الله خلف الذى سمح له الحوار بنشر كتاباته التى هى مقالات مسروقة من مواقع سلفية
فمقاله هذا كوبى باست من هذا الموقع:
https://www.facebook.com/permalink.php?id=534783083322818&story_fbid=545205525613907
والموقع الأصلى هو
http://www.mahdi-alumma.com/archive/index.php/t-23666.html

لابد من توقف امام هؤلاء السراق المدلسين فإذا كان الحوار لا يتوقف أمام أعمال السرقة فعلى الأقل لا يجب أن يتحول الحوار من موقع علمانى يسارى تنويرى إلى بوق يروج لفكر السلفية والرجعية لينشر كتاباتها

3 - ههههه وأنتا محموأ ليه يا سامي لبيب ؟؟
ناصر المنصور ( 2015 / 8 / 10 - 19:47 )
طبعا الاقتباس مع ذكر المصدر شيئ واجب أخلاقي
لكن يا سامي ربما يكون صاحب الفيس بوك هو نفسه الكاتب ؟؟؟
بس لويش أنت إعلان بشدة ؟ غيرة على مسيحيتك ؟؟ أو علشان عدم ذكر المصدر ؟؟؟

4 - سامى لبيب
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 8 / 10 - 20:18 )
تحية
تعليقا على ذكر اسم طلعت خيرى اود ان اذكر نقلا من داخل الموصل ان احد الداعشيين قال ان الكاتب الذى يحمل الاسم اعلاه يتواجد فى الموصل واشرف على تحطيم وتكسير المتحف الموصلى للاثار الاشورية هناك.. نقل ناقل الخبر ان الداعشى طلعت خيرى قد اعترف امام تجمهر من الناس انه كاتب وباحث فى الشؤؤن الاسلامية

5 - سامي لبيب قدم لكم ياجماعة دليل خطير
ملقوف داخل عرض ( 2015 / 8 / 10 - 20:53 )
سامي يقول أنه ملحد بس كلامه ومعرفته الواسعة بالمواقع الكثيرة اللي تنقد المسيحية تبين أنه واحد من عتاة المسيحيين
مشكور يا سامي قدمت للجماعة دليل عليك وببلاش !

6 - هذا رابط آخر سرق منه خلف يا ناصر وملفوف داخل عرص
سامى لبيب ( 2015 / 8 / 10 - 21:45 )
يعنى انتم ترون عدم ذكر المصدر عمل غير أخلاقى وهو كذلك ..ولكن مايهمنى ان الزيف والغش والترويج للأفكار العفنه لا تجد لها سبيلا فى الحوار وفضح هذا المتهافت المدلس المدعو خلف عبد الله
اقدم لكم رابط لموقع آخر تم سرقة المقال منه كوبى باست حتى لا تجدوا للسارق حجة علاوة على الرابط المرفق فى المداخلة السابقة
http://www.hurras.org/vb/archive/index.php/t-5300.html
يمكن اقدم لكم روابط كثيرة فتلك المواقع بلا شرف لا تستحى من السرقة كحال صاحبكم خلف!
بدلا من ان تخجلوا من هذا المتهافت المدلس وتحتقروه تفتق ذهنكم عن سامى لبيب الذى يمتلك القدرة والمعرفة فى البحث وبالفعل انا باحث جيد فى أكوام القمامة تلك ولكن لماذا إستنتجتم أنى مسيحى فلما لا اكون ملحد فأنتم وخلف على إطلاع بما يقرب من 500 مقال لى فى الحوار ولكن يبدو أن المسيحية تغيظكم وتقتلكم أكثر من الإلحاد ..فلتظنوا كما تشاؤون طالما هذا سيزيدك كمدا ولن يشفع لصاحبكم

7 - أنا ما أهتم بالأديان
ناصر المنصور ( 2015 / 8 / 10 - 23:40 )
انا ما لي اهتمام بالأديان كلها وأنت بالذات عرفت اسمك من بعض مقالات فضحتك ومقالاتك لم أقرأها أوكي ؟

8 - الرجاء من المعلقين الكرام عدم الخروج عن الموضوع
عبد الله خلف ( 2015 / 8 / 11 - 04:35 )
أخواني وزملائي المعلقين, أنا في هذه المقالة أطلب منكم محاكمة (بولس), و وضعنا أمامكم جزء يسير من سيرة ذا الرجل, فالرجاء إبداء رأيكم.

إلى الزميل| سامى لبيب:
- أولاً غير مرحباً بك في صفحتي, فأخجل قليلاً, أنت رجل صرّحت بأنك لا تقبلني في صفحتك, فلماذا تأتي وتلهث في صفحتي؟.
- الرابطين التي جئت بهما, فالأول قام بنسخه بعد أن أنزلته في مجموعة (ساحات حرة) ومجموعة (الربانيون), وأنا أشكره على كل حال, فهذه معلومات عامة.
أما الرابط الآخر, فأنا من أنزلته في موقع (الامام ناصر محمد اليماني) الذي يزعم بأنه (المهدي المنتظر), وكنت قد أنزلته لأخذ رأيه بالمقالات, بل لقد أنزلت أكثر من 10 مقالات عنده.
- نعم, منتديات (حراس العقيدة) ويمثلهم أستاذي (د.أمير عبدالله) هم أحد أهم مصدر لمعلوماتي في (المسيحيات) كما أن منتدى (التوحيد) هو أهم مصدر لمعلوماتي في (نقد الإلحاد).
أضف إلى ذلك تحقيقات الأستاذ| حسن محسن رمضان؛ في المسيحيات.


الخلاصة: أتمنى من المعلقين الإهتمام بمحاكمة (بولس) وعدم الإهتمام بالتشتيت الذي يقوم بهِ سامى لبيب وبقيت المسيحيين المتطرفين.

9 - اوعى تفتكر اننى حريص على الدخول لصفحتك
سامى لبيب ( 2015 / 8 / 11 - 16:21 )
اوعى تفتكر اننى حريص على الحوار معك والدخول لصفحتك كما لا ارغب ان تحضر فى صفحتى لتطاولك وبذاءاتك وانت تعلم ذلك بالرغم من محاولاتك الكثيرة الدخول عندى بمعرفات اخرى.
لم اشارك هنا إلا من اجل ان افضح سرقاتك والكلام الساذج الذى بررت به لا يقبله طفل صغير ولكن الجميع يعلم انك سرقت من روابط اخرى ونسبتها لنفسك
لك ان تخجل ومن الخطأ تورطى فى الكتابة بتلك الصفحة ولكن اردت تنبيه الحوار والقراء وخلص الكلام ومات.

10 - سامى, هذه معلومات عامة
عبد الله خلف ( 2015 / 8 / 12 - 07:37 )
سبق أن بيّنت لك أنني نشرت هذه المقالة في مجموعات (قروبات) بالفيس بوك, كما بيّنت لك أنني أنزلت المقالة في موقع (الامام ناصر اليماني).
كما سبق أن أخبرتك أنني أستسقي معلوماتي عبر القراءة في (حراس العقيدة), فأين المشكلة؟ هل تظن بتعليقاتك هذه أن تشتت الناس عن محاكمة (بولس)؟ آسف؛ المقالة سيطلع عليها القُراء وسيحاكمون (بولس) في ضميرهم.

11 - شاول عميل الرومان
شكري سرحان ( 2015 / 8 / 12 - 08:10 )
شاول الفريسي المتدين محرف رسالة عيسى عليه السلام كان عميل للرومان ومنافق وكالحرباء تلون

اخر الافلام

.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran


.. 95-Ali-Imran




.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة